Arabic, 17.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

جئت لأصلحكم، ولن أبرح حتى أكمل ذلك. وإن حاولتم الفرار قبل أن أُنجز مهمتي، فلا تظنوا أنكم ستفلتون مني؛ سأظل ممسكاً بكم. لا يشغلني إن تركتموني، فأنا لا أبحث عن الحشود ولا أتوق إلى تجمعات ضخمة حولي. من الذي دعاكم إلى هنا؟ لقد جئتم بأنفسكم، بأعدادٍ غفيرة، وتعلّقتم بي، بينما أنا باقٍ في حريتي، لا أتعلق إلا بالمهمة التي جئت من أجلها. لكن لتكونوا على يقين من أمرٍ واحد: سواء أتيتم إليّ أم لم تأتوا، فأنتم جميعاً لي. هذه الأم “شيفا ماتا”، هذه “ساي ماتا”، تحمل في قلبها محبة تفوق محبة ألف أمٍّ لأبنائها، ولهذا أرعاكم وأعتني بكم بهذه العناية الفائقة. وإن بدا لكم أنني أغضب أحياناً، فتذكروا أن غضبي ليس سوى صورة أخرى من الحب. ذلك أنني لا أحمل في كياني ذرةً من الغضب، إنما هو فقط تعبير عن خيبة الأمل حين لا تسيرون وفق ما أوجّهكم إليه. عندما أرشدكم إلى طريقٍ معين، تأملوا نصحي؛ فلكم كامل الحرية في ذلك، وسأكون سعيداً إذا فعلتم. فأنا لا أحب الطاعة العمياء. إن وجدتم في كلماتي هداية توصلكم إلى الهدف، فاتبعوها! وإن لم تجدوا فيها ذلك، فاسلكوا طريقاً آخر. لكن دعوني أقول لكم شيئاً واحداً: أينما ذهبتم، لن تجدوا إلا وجودي، فأنا حاضر في كل مكان.

ساتيا ساي بابا – ١١ شباط ١٩٦٤

Arabic, 16.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٦ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

في بعض الأحيان، يميل بعض الأشخاص إلى ارتكاب سرقاتٍ صغيرة، وهذه العادة قد تكون موروثة من حياةٍ سابقة عاشوها كقطط. وكذلك، فإن التقلّب والتردد اللذان يظهران في سلوك بعض الأفراد قد يكونان انعكاساً لحياةٍ سابقة عاشوها كقرود، فالتذبذب والتقلب من أبرز سمات القرد. بعض الناس يفتقدون إلى الامتنان بشكلٍ لا يُشفى منه، بل قد يصل بهم الأمر إلى إيذاء من أحسن إليهم! هذه ليست صفةً بشرية، فكيف تستوطن قلب الإنسان؟ ذلك لأنه ربما كان أفعى في حياةٍ سابقة، فالأفعى مشهورة بنفث السم حتى لمن يطعمها اللبن. لهذا، ينبغي للإنسان أن يُقدّم على مذبح روحه تضحيةً داخليةً، يطهر فيها قلبه من العناد، ونزعة السرقة، والجحود، والغرور. لكن، بدلاً من هذا التطهير الداخلي، نرى الناس يضحّون بالماعز والطيور في طقوسهم، فتزداد الصفات السيئة استحكاماً في نفوسهم. ولهذا السبب شُرعت طقوس الياجنا والياجا (تقديم مواد مثل الزبدة، السمن، الحبوب، والفواكه إلى النار المقدسة، مع تلاوة المانترا الفيدية)، فهي ليست مجرد طقوس، بل وسيلةٌ ساميةٌ لتنقية النفس وتعزيز الصفات النبيلة في الإنسان.

ساتيا ساي بابا – ١٠ تشرين الأول ١٩٨٣

Arabic, 15.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٥ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

لقد أتيتم، بغالبيتكم، طامعين في الحُطام والزخارف، للشفاء من أمراض عابرة، أو لترقيةٍ أو راحةٍ زائلة. قليلون منكم من يطلبون مني ما جئت لأمنحه فعلاً: التحرر الحقيقي. وحتى بين هؤلاء القلة، لا يثبت على درب الممارسة الروحية إلا ثلة نادرة. كم من الناس ينجذبون إلى المظاهر الزائفة: جلباب طويل، لحية كثيفة، سبّحة في اليد، شعر متلبد. يهرعون خلف كل من يرتدي هذا المظهر، ويتوهون في سراب الوهم. إنه لأمرٌ عسيرٌ أن تميّز تجلّي الله بوضوح، لذا فأنا أعلن عن نفسي بنفسي، وأوضح مهمتي وصفاتي، وأضع العلامات الفارقة التي تميز التجلي الإلهي عن غيره. لا تجعلوا جوعكم للراحة والثراء، بل للغبطة الحقيقية. إن كنتم تمتلكون الإيمان، وجعلتم اسم “رامَ” رفيقكم الدائم، فأنتم بكل لحظةٍ من حياتكم في الفردوس، في “فايكونتا” أو “كايلاش”. فالجنة ليست مكاناً بعيداً تحتاجون إلى رحلةٍ شاقة للوصول إليه؛ إنها نبع السلام الراسخ في أعماق قلوبكم.

ساتيا ساي بابا – ٤ شباط ١٩٦٣

Arabic, 14.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٤ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥
أن تحب تجليًا من تجليات الله وتبغض تجليًا آخر، فذلك لا يليق بك كإنسان ولن تحقق غايتك بهذه النظرة الضيقة. ليس الشباب وحدهم، بل الجميع مطالبون بإدراك هذه الحقيقة والسير على نهجها. إنها الألوهية وحدها التي تحفظ العالم اليوم. اسم الله أشد قوة من القنابل النووية. ذكر الله يحمي الأخيار ويعاقب الأشرار. لذلك، إن واصلتم عبادة الله، فلابد أن يحل السلام ويحفظ العالم. إن الياجنا – هذا الطقس المقدس – يُقام من أجل خير البشرية. وله بُعدٌ بالغ الأهمية: إن طقس “أَتي رودرا مها يَجنا” يُزكّي في الإنسان جوهره الإلهي، ويقوّض فيه نوازعه الشريرة، فيسهم في رخاء البشرية وسلامها. إنه طقسٌ مقدس، متاح لكل من يحمل في قلبه حب الخير للإنسانية.

ساتيا ساي بابا – ٩ آب ٢٠٠٦

Arabic, 13.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٣ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

استقبلوا ضربات القدر وكل ما يحمله من محن ومآسٍ، كما يستقبل الذهب البوتقة والمطرقة والسندان، ليصاغ جوهرةً براقة. وكما يرحب قصب السكر بالفأس والطاحونة والمرجل، ثم القدر والمصفاة والمجفف، كي تُستخلص حلاوته ويتحول إلى سكر يَنعَم به الجميع. البانداڤا لم يتذمروا يومًا من المصائب التي انهالت عليهم، بل رأوا فيها نعمةً تقربهم من كريشنا، فكانوا يسعدون بالابتلاء لأنه يذكرهم باسم الله. بيشما حينما كان مسجّى على سرير السهام يلفظ أنفاسه الأخيرة، تساقطت دموعه. سأله أرجونا عن السبب، فأجابه: “تبكي عيناي لأنني أستعيد في ذاكرتي الآلام التي مرّ بها البانداڤا.“ ثم أضاف: “لقد جُعل هذا الدرس عبرة لأهل الكالي يوغا (عصرنا الحالي)، حتى يدركوا أن السعادة ليست في السعي وراء السلطة أو الثروة أو الجاه، بل في التسليم المطلق لمشيئة الله، حينها فقط يحل السلام في القلوب، ويظل المرء ثابتًا لا تهزه العواصف.“ فما المصائب إلا سُلّمٌ إلى نور اليقين، لمن عرف سرّ الرضا والتسليم.

ساتيا ساي بابا – ٨ أيلول ١٩٦٣

Arabic, 12.feb.24

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٢ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

كما تتلاشى قطرة الماء على ورقة اللوتس في لمح البصر، كذلك حياتنا زائلة، سرعان ما تنقضي دون أن نشعر. هذا العالم مليء بالأحزان، والجسد البشري مستودع للأسقام، وحياتنا تموج بالأفكار المضطربة، أشبه ببيت متهالك توشك جدرانه على الانهيار. في ظل هذه الحقيقة، يؤكد آدي شنكرا أنه لا سبيل إلى العيش بسلام إلا بسلوك الطريق الإلهي، والتخلص من التعلقات الدنيوية التي تثقل الروح. ما لم يدرك الإنسان حقيقة ذاته، فلن يستطيع التحرر من هذه الأحزان. ما لم يعِ أن “إيشوارا” (المبدأ الإلهي) متجذر في كل شيء، فسيبقى رهينًا للأسى. ما لم يفهم أن الولادة والنمو والحياة والموت ليست سوى رحلة لاكتشاف جوهر الروح الخالدة (آتما)، فلن يتمكن من الإفلات من قبضة الحزن. إن الخلاص من المعاناة يكمن في إدراك الحقيقة الأبدية التي لا تفنى.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، ٢ كانون الثاني ١٩٧٣

Arabic, 10.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٠ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

بدون القيم الإنسانية، لا يمكن للمعرفة أن تؤتي ثمارها للمجتمع، لذا لا بد من غرس هذه القيم في النفس. وأهم هذه القيم على الإطلاق هي الصدق، لأن الصدق هو الحق أي الله. يروى أن بعض الناس جاؤوا إلى بوذا، وجادلوه بشأن وجود الله، فقال لهم: “كل هذه المجادلات لا طائل منها، فالحق، والفضيلة، واللاعنف، هي ذاتها الله. لذا، اعبدوا الله أولاً في صورة الحق؛ انطقوا بالصدق، مارسوا الفضيلة، والتزموا باللاعنف.“ ولكن، ما هو اللاعنف حقاً؟ يعتقد الناس أن العنف يقتصر على إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن لا! فإلحاق الأذى بالنفس هو أيضاً عنف. التحدث بلا فائدة، الإفراط في الطعام، الإجهاد المفرط في العمل… كل هذه صور من العنف، لأن الإنسان يجب أن يعيش حياة التوازن والاعتدال. فكل تجاوز للحدود هو نوع من العنف. حتى الإفراط في الكتابة يعدّ عنفاً. ولكن لماذا يُعدّ تعدّي الحدود أمراً سيئاً؟ لأنه يُهدر الطاقة. فالإفراط في الكلام، على سبيل المثال، يجهد العقل ويضعف الفكر. لذلك، يمكننا تعريف اللاعنف بأنه تنظيم الحياة البشرية وفق مسارات متزنة ومفيدة.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، ٣٠ أيار ١٩٩٥

Arabic, 09.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

القلب النقي، المفعم بالصفاء والتوازن (ساتوا)، هو بمثابة محيط اللبن السماوي. والتأمل الثابت في الذات الإلهية، سواء كحقيقة كامنة فيك أو كغاية عليا تسعى إليها، هو بمثابة جبل ماندارا الموضوع وسط هذا المحيط كأداة للتحريك والبحث. أما فاسوكي، الأفعى التي لُفّت حول الجبل كحبل للتحريك، فهي ترمز إلى الحواس التي تنبعث منها أبخرة السموم أثناء عملية السعي الروحي، مما يُرعب القوى السلبية (أسورا) التي تمسكت برأس الحبل. إن هذا الحبل تمسكه النزعات الطيبة والسيئة معاً، وكلاهما يشارك في التحريك، متلهفاً للوصول إلى ما يصبو إليه. لكن نعمة الله هي تجلّي “وجود السلحفاة”، حيث يتدخل الإله بنفسه لإنقاذ الساعي المخلص الذي يبحث بجد عن سرّ الخلود. يأتي بهدوء، دون أن يُلاحظ، تماماً كما فعلت السلحفاة، إذ ثبتت نفسها كأساس راسخ لعملية التأمل (مانانا)، مانحةً الاستقرار لكل الممارسات الروحية. وحين يتم تحريك المحيط الفكري، تظهر منه أشياء كثيرة، بعضها من الملهيات وبعضه ضلالات مضللة، لكن الحكماء يتحلّون بالصبر، منتظرين بلهفة ظهور الرحيق الإلهي، الضامن للخلود، وحين يظهر، يقتنصونه بشغف. هذا هو الدرس العميق الكامن في هذه الأسطورة… إنه خلاصة “معرفة الذات” (آتما فيديّا)!

ساتيا ساي بابا – ١٣ كانون الثاني ١٩٦٥

Arabic, 08.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

كل معارف الدنيا متغيرة مع الزمن، وهي تضلّل الفكر وتُغشي البصيرة. لهذا كرّس حكماؤنا الأوائل حياتهم لاكتساب آتما جنانا أي الحكمة الروحية التي لا تتبدل، بل تنير الفكر وتسمو به. إلا أن هناك صفات لا بد من تحصيلها للوصول إلى هذه الحكمة: “سارفي لوكا هيتو راته” – أي أن يكون الإنسان منشغلاً بخير الجميع، يسعى لما ينفع غيره. لا بد أن نغرس في أنفسنا الاستعداد للخدمة، فالعلم الحقيقي هو الذي يُمكِّن صاحبه من أن يكون أكثر نفعاً للمجتمع، وعندها سيحظى باحترام الناس عن جدارة. “سارفي جنانا سامبناه” – أي أن يكون الطالب متفوقاً في شتى العلوم، وهذا ما يُسمى “بالإدراك الواعي”. لا يكفي أن يعرف الإنسان زاوية واحدة من الأمور، بل عليه أن يلمّ بجوانبها كلها ويفهمها بعمق. فالمعارف الدنيوية تمنح فهماً محدوداً، أما الحكمة الروحية فهي شاملة، تمنح البصيرة التي تستوعب كل شيء، وهذا هو “الإدراك الكلي“. “سارفي ساموديتا جونايهي” – أي أن يتحلّى الطالب بكل الفضائل. ولكن، ما المقصود بكلمة “جونا”؟ في التقاليد الروحية، تُعرف القوى الثلاث الأساسية في الخلق بأنها “الجونات”، لكن الفضيلة الحقيقية تكمن في تحقيق التوازن بينها. في الممارسة الحياتية، الفضيلة ليست مجرد أخلاقٍ ظاهرة، بل هي التغافل عن أخطاء الآخرين وإظهار النقاء الإلهي الكامن في الذات، وهذا هو المعنى الأسمى للفضيلة.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، ٣٠ أيار ١٩٩٥

Arabic, 06.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٦ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

قد يساورك الشك في أن كلمة صغيرة مثل “رامَ” أو “ساي” أو “كريشنا” كيف لها القدرة أن تعبر بك بحر الحياة الدنيوية الواسع. لكن تأمل! أليس بإمكان الإنسان أن يعبر محيطاً شاسع الاتساع على زورقٍ صغير؟ أليس بمقدوره أن يشق طريقه عبر غابةٍ حالكة الظلمة بمصباحٍ صغير بين يديه؟ كذلك هو اسم الله، حتى لفظة “أوم” (برانافا) الأصغر منه، تحمل في طياتها طاقةً لا حدّ لها. إن الزورق ليس بحاجة لأن يكون بحجم البحر! تماماً كما أن ترديد اسم الله أشبه بعملية الحفر لاستخراج المياه الجوفية، أو كضربة إزميل تُحرِّر صورة الإله الكامنة في صخرة صماء. حطّم القشرة، وسينكشف لك تجلي الإله! اشطر العمود، كما طلب برهلادا من أبيه، وسترى الرب المتجلي في كل مكان. بتمخيض اللبن، تنفصل الزبدة المخفية بداخله عنه. هذا ما تراه كل أم، وما تتعلمه كل ابنة. وفي الطريق الروحي، نتعلم هذا السر ذاته من اليوغيين الذين أدركوا الحقيقة، واستخلصوا ”الزبدة الطازجة“ ليقدموها إلى كريشنا.

ساتيا ساي بابا – ١٣ كانون الثاني ١٩٦٥

Arabic, 05.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٥ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

الكون مفعم بالقوى العظيمة. تسري في أرجاء الخلق قوةٌ عليا، واعية، قادرة، حاضرة في كل ذرةٍ من ذرات الوجود، مثلها مثل طعم السكر الذي يذوب في كل الشراب. أطلقت الأوبنشاد على هذه القوة “راسو فاي ساه”، أي الجوهر المترع بالحلاوة. فالله هو التجلي الأسمى لهذه الحلاوة المطلقة. ورغم أن هذه الحلاوة تسري في كل شيء، فإن إدراك وجودها في كل مكان ليس بالأمر اليسير. لكن بإمكان الجميع ملاحظة دلائل الوجود الإلهي بوضوح. فحلاوة قصب السكر، ومرارة أوراق النيم، ولسعة الفلفل الحار، وحموضة الليمون، والنار الكامنة في الخشب، كلها شواهد حيّة على حضور الله. تنبثق النبتة من البذرة، ويخرج الطائر من البيضة، والرضيعة التي تُولد بلا حول ولا قوة تصبح في يومٍ من الأيام أمّاً تُعطى القدرة على العطاء. أليست هذه أدلة حية على عظمة الإله؟ يشعر الإنسان بالبهجة وهو يتأمل القمم الشامخة، والأنهار المتدفقة، والمحيط العميق، والغابات الوارفة، والحدائق المتألقة بالألوان. فما السر وراء هذا الجمال الفاتن؟ إنه وجود الله وحده. قد لا يكون في مقدور الجميع استيعاب حضور الله في كل شيء، لكن لكل إنسان القدرة على إدراك تجلياته.

ساتيا ساي بابا – ٣٠ أيار ١٩٩٥

Arabic, 04.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٤ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

معرفة ذاتك الحقيقية مهمة شاقة. خذ مثال الطعام الذي تأكله بنفسك، فأنت تشعر به حين يصل إلى معدتك، لكنك بعد ذلك لا تدرك ما يحدث له في كل مرحلة من مراحل هضمه. فكيف لك إذن أن تدرك، دون اكتساب معرفة خاصة، الحقيقة الكامنة خلف الأغلفة التي تحيط بك وتحتجب فيها ذاتك؟ هذه الأغلفة هي: أنامايا (غلاف المادة)، برانامايا (غلاف الطاقة الحيوية)، مانومايا (غلاف الفكر)، فيجنانامايا (غلاف الحكمة)، وآناندامايا (غلاف النعيم). طهّر فكرك من غبار الأنا، وامسح عنه تلوثات الشهوات، وأزل عنه السخام المتراكم من الطمع والغيرة، ليصبح أداةً صافية تكشف لك حقيقتك الداخلية ”سواروبا”. إن الدعوة التي تنادي بها جميع الكتب السماوية هي: “اعرف نفسك، واكشف عن المحرّك الخفي في داخلك، عن الساكن في الأعماق (أنتاريامين).“. فإن كنت تفتقر إلى المعرفة الروحية، فأنت كسفينة بلا بوصلة، تبحر وسط عاصفة هوجاء.

ساتيا ساي بابا – ١٦ نيسان ١٩٦٤

Arabic, 03.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

أنتَ هو، وتلك هي حقيقتك. كن راسخاً في هذا الإيمان. تأمل في النهر الذي ينساب ليعانق المحيط. حين تسطع الشمس على المحيط، تتصاعد مياهه على هيئة بخار، فتتكوّن السحب، ثم تهطل أمطاراً على الأرض. في كل قطرة مطرٍ، يكمن حنينٌ دفين للعودة إلى المحيط الذي انبثقت منه، لكنها سرعان ما تنسى ذلك في غمرة شعورها بالكيان المنفصل. تتجمع القطرات، فتشكّل الجداول والأنهار، وتجرف معها السهول والوديان، حتى تعود أخيراً إلى المحيط، حيث تفقد كيانها المنفصل فيه، متخليةً عن اسمها، وشكلها، وصفاتها. ورغم كل التغيرات التي تمر بها – ما بين بخارٍ وسحابة، ومطرٍ ونهر – تبقى ماهيتها واحدة: الماء يظل ماءً. تتبدل الأسماء والأشكال والصفات، لكن الجوهر لا يتغير. وكذلك الإنسان، فهو ينبثق من محيط الألوهية، وليس له مصيرٌ سوى أن يعود إليه. هذه هي الحقيقة، إنها جوهر الوجود.

ساتيا ساي بابا – ٢ كانون الثاني ١٩٨٧

Arabic, 02.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

أحبب الإله العظيم، وقّر جلاله، واخدمه في كل إنسان، فهو الساكن في أعماق القلوب. فمن خلال الحب الخالص، والتبجيل الصادق، والخدمة النقية، تبلغ اليقين بحضوره. تلك هي أسمى مراتب التدريب الروحي (السَّادْهَانَا). اخدم الإنسان كأنك تخدم الله ذاته، وأطعِم الجائع من خيرات الطبيعة، لا رياءً ولا مِنّة، بل بحب وتواضع، ممزوجًا بذكر الرحمن. ها هي الأفلاك تدور وتندثر، والزمن يمضي مسرعاً، والدهور تتعاقب، والأجساد تولد وتعيش ثم تفنى، لكن أين من يسعى لتقديس حياته بأعمال الخير ونقاء الفكر؟ أين عبق السَّادْهَانَا الصادقة في هذا العالم؟ إن العطاء، والتجرّد من التعلّق، هما سرّ الإنجازات العظيمة؛ فإن غرست زهرة الزهد في قلبك، تعلّق بك الإله بذاته. الماضي قد ولى وانقضى، ولن يعود مهما تشبثت به، لكن الغد يقترب منك مسرعاً، فطهّره بالحب، وزيّنه بالخدمة، وكرّسه للروحانيّة، ليكون شاهداً لك لا عليك.

ساتيا ساي بابا – ٢٩ آذار ١٩٦٨

Arabic, 01.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

يجد العمل كمال غايته عندما تشرق الحكمة. فالكارما (العمل المقدّس) هو الطريق الذي يؤدي إلى جنانا (الحكمة الروحية)، والحكمة في الفعل هي أسمى أشكال الكارما. العمل المجدي هو ذلك الذي يؤدي إلى تطهير الفكر، لذلك لا يمكن لأحد، حتى الزاهد أو الراهب، أن يمتنع عن القيام بالأعمال الصالحة. لكن هذه الأعمال يجب أن تكون عفوية ونقية، دون أن تترك أثراً من الغرور في النفس، ودون أن تلوثها التعلقات بنتائجها أو الرغبة في نسبها إلى الأنا. يجب أن يكون التخلي عن الأنا هو المصدر الحقيقي للفرح، لأن التضحية (تياغا) هي أعظم متعة (بهوغا) للزاهد الحقيقي. في الجيـتا، يُوصى بمفهوم “اللاعمل في العمل”، ويؤكد أن “اللاعمل هو أنبل أشكال العمل لمن يسعون إلى السلام الأسمى”. هذه النظرة تُعرف بكارما سانياسا (التحرر من التعلق بالعمل). فالعمل يرتبط بالجسد عادةً، لكن الفكر أيضاً منشغل بالعالم. وحده الأتمان (الروح العليا) هو الشاهد غير المتأثر بكل شيء. لذا، السر في تحقيق “اللاعمل في العمل” يكمن في اللجوء إلى الأتمان، ورؤية كل الكائنات الحية على أنها في جوهرها الأتمان ذاته.

ساتيا ساي بابا – ٢ كانون الثاني ١٩٨٧

Arabic, 31.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣١ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

كن بسيطاً وصادقاً، فإن تكديس الصور والتماثيل في المعابد وغرف التعبد المنزلية وتكديس أثقال من أكاليل الزهور عليها، واستعراض الأواني والأوعية الفاخرة والتقدمات الباهظة لإظهار تفانيكم وخشوعكم، ليس إلا إهداراً للمال. هذا خداعٌ يقلل من شأن الألوهية، ويوحي وكأنها ترغب في البهرجة والشهرة. أنا لا أطلب سوى نقاء القلب لأغدق عليكم نعمتي. لا تضعوا حواجز بيني وبينكم، ولا تدعوا الشكليات كعلاقة المعلم والتلميذ أو حتى علاقة الإله والعابد تفصلكم عني. فأنا لستُ معلماً، ولستُ إلهاً؛ أنا أنتم، وأنتم أنا – هذه هي الحقيقة. لا يوجد فرق بيننا، وما ترونه على أنه كذلك ليس إلا وهماً. أنتم الموج، وأنا المحيط. أدركوا هذه الحقيقة، تحرروا، وكونوا ربانيين.

ساتيا ساي بابا – ١٩ تموز ١٩٧٠

Arabic, 30.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣٠ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

ينشغل الناس بممارسات روحية ظاهرية عديدة، لكن هذه الممارسات يجب أن تُصبح تجربة داخلية حقيقية. فلا فائدة من كل العلوم والمعرفة إذا لم يكن هناك إدراك عميق في القلب. فقد يكون العالِم فقيهاً بارعاً في شرح النصوص، لكنه قد يفتقر إلى التجربة الروحية الحقيقية. ومن يتقن دراسة الفيدا، قد يستطيع تفسير كلماتها، لكنه قد لا يكون قادراً على إدراك الذات الإلهية التي تمجّدها الفيدا “ڤيدا بوروشا“. عندما يذهب الإنسان إلى المعبد، فإنه يُغمض عينيه أمام المقام المعبود، لأن ما يبحث عنه ليس مجرد رؤية شكلية لما يُعبد، بل هو السعي وراء رؤية داخلية لله. كما أوضحت الجيتا، فإن الله موجود في كل مكان، وهو واحد أحد، مهما اختلفت الأسماء والأشكال التي يُعبد بها. إن التعليم في عصرنا الحاضر يقتصر على الأمور الدنيوية المادية، وهو غير قادر على كشف الحقيقة الإلهية. ولهذا السبب، عندما وجد شنكاراشاريا أحد العلماء منشغلاً بالحفظ الببغائي لقواعد نحو العالم بانيني، نصحه قائلاً: “عند لحظة الموت، لن تُنقذك قواعد النحو، بل اسم المولى (غوڤيندا) وحده سيمنحك الخلاص.”

ساتيا ساي بابا – ٩ تشرين الأول ١٩٩٤

Arabic, 29.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٩ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

إن الإنسان يخاف التعمق في حقيقة ذاته، لأنه يخشى أن تنكشف أمامه هشاشة آرائه وأفكاره التي تعلق بها طويلاً، وربما خطورة مواقفه التي تبناها دون وعي. نتيجة لذلك، تصبح أفعاله وأفكاره غير متوازنة، تسلك مسارات مضطربة ومتنافرة. ما هي الحقيقة إذن؟ هل الحقيقة هي وصف الشيء كما رآه الإنسان دون مبالغة أو تحريف؟ لا. أو هل هي سرد الحادثة كما سمعها الإنسان دون تغيير؟ لا. الحقيقة أسمى من ذلك بكثير. الحقيقة تُعلّي من شأن الإنسان، فهي تضع أمامه القيم العليا، وتُلهِم الفرد والمجتمع نحو السمو. إنها النور الذي يُضيء طريق الإنسان نحو الله. الحياة التي تستلهم الحقيقة تمكن الإنسان من أن يعيش كإنسان حقيقي، لا أن ينحدر إلى مستوى أدنى من الكائنات الأخرى. إذا كان الإنسان، من بزوغ الفجر وحتى حلول الليل، يعيش فقط لأجل أفعاله دون إدراك لمعناها الأعمق، فهل هذه حياة مستلهمة من الحقيقة؟ بالتأكيد لا. كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة ترتكز على الحقيقة؟ من خلال أفكاره النبيلة التي تتحول إلى كلمات طيبة، ومن ثم إلى أفعال صالحة، يستطيع الإنسان أن يعزز الحقيقة في المجتمع ويظهر مدى أهميتها. الإنسان مفطور على صورة الله. وعليه أن يُدرك أن هذه الصورة الإلهية تتجلى أيضاً في مجتمعه. فالعيش في ظل الحقيقة هو الطريق الذي يجعل الإنسان يعكس النور الإلهي الذي أودعه الله في داخله وفي العالم من حوله.

ساتيا ساي بابا – ٨ كانون الأول ١٩٧٩

Arabic, 28.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٨ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

إن مأساة الإنسان في عصرنا الحالي تكمن في أنه لا يدرك القوى الهائلة الكامنة داخله، ولا ينمي الاحترام لها. بدلاً من ذلك، ينجذب نحو الأمور الخارجية، مفتوناً بالأشكال المادية الظاهرة. يجب أن نفهم العلاقة بين المادة والجوهر الروحي الخفي. إن علاج مشكلات الإنسان وأزماته موجود في داخله، لكنه يبحث عن العلاجات خارج نفسه. دعوني أوضح لكم هذا بمثال مما يحدث في العالم: تخيلوا فندقاً وصيدلية متجاورين. عندما يشعر خادم الفندق بالصداع، يذهب إلى الصيدلية المجاورة ليأخذ حبة دواء تُخفف من ألمه. بالمقابل، عندما يشعر صاحب الصيدلية نفسه بالصداع، بدلاً من أن يتناول واحدة من حبوبه المتاحة، يذهب إلى الفندق ليشرب كوباً من القهوة ليخفف صداعه. أليس هذا غريباً؟ هكذا الحال مع البشر اليوم! إنهم يتجاهلون الألوهية الساكنة في أعماقهم، ويبحثون عن السعادة والسلام في أمور خارجية متعددة. لا حاجة للبحث عن الله في الخارج. كل ما يحتاجه الإنسان هو الإيمان الراسخ بالألوهية الموجودة في داخله. عندما يوجه الإنسان نظره نحو الداخل، ويغوص في أعماق ذاته، فإنه سيختبر الإله الساكن في قلبه، وسيجد السلام والسعادة التي يسعى إليها في العالم الخارجي. ابدأ الرحلة إلى الداخل، وستجد أن كل ما تبحث عنه كان في داخلك دائماً.

ساتيا ساي بابا – ٩ تشرين الأول ١٩٩٤

Arabic, 27.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٧ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

في البحيرة النقية الصافية التي تمثل قلب الإنسان، تتفتح زهرة التطلع الإلهي كشوق مقدس مزروع في أعماق الروح. ولكن بدلاً من أن يقدم الإنسان هذه الزهرة النقية إجلالاً للإله، يلجأ إلى التعبد بتقديم أزهار عادية تذبل، وثمار وأوراق مادية تفسد وتذوي. قدّم قلبك الذي وهبه الله لك، مفعماً بالإجلال والحب الخالص. إن سعادتكم (أناندا) هي غذائي (آهارا). لذلك، ازرعوا السعادة في قلوبكم. إنها تنمو فقط عندما تتأملون في مصدر السعادة وغايتها، ألا وهو الله. تأملوا قصة سيتا: عندما كانت سيتا محتجزة من قِبَل الملك الظالم رافانا في أجمل حدائق لانكا، المعروفة بحديقة “أشوكافانا” (الغابة التي لا تعرف الحزن)، كانت كل تفاصيل الحديقة بديعة وساحرة: الزهور الزاهية، المروج الخضراء، الأشجار الوارفة، والأغصان المتشابكة. ورغم كل هذا الجمال الظاهر، لم تجد سيتا أي سعادة أو راحة هناك. فقد رأت في كل شيء حولها مجرد غرور فارغ، وشهوة للسلطة، ولذة عابرة فاسدة. لكن متى شعرت سيتا بالسعادة الحقيقية؟ شعرت بها عندما سمعت قرداً بسيطاً (هانومان) يردد اسم رامَ وهو جالس على غصن شجرة قريبة منها. اسم الرب وحده كان بالنسبة لسيتا مصدراً للفرح الحقيقي الذي لا يزول. اجعلوا اسم الله النبع الذي يغذي قلوبكم، وستجدون فيه السعادة الأبدية والبهجة التي لا تنضب.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ نيسان ١٩٦٧

Arabic, 26.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

الجسد البشري ثمين جداً. ترى الإنسان اليوم لا يدرك قيمة جسده ولا ما يدين به له. الجسد، الذي يتكون من العناصر الخمسة، قد مُنح للإنسان ليتعرف على طبيعته الحقيقية، ويكتشف حقيقة روحه الخالدة، ويختبر الأبدية التي تكمن بداخله. ولكن ما يحدث اليوم أن الجسد يُستخدم للاستمتاع بالملذات الجسدية. بالتأكيد، الجسد لم يُمنح لهذا الغرض. الجسد هو كشيترا (معبد مقدس)، والسّاكن داخله هو كشيتراجنا (العارف أو الساكن). العلاقة بينهما هي كعلاقة الجسم (شاريرا) والساكن فيه (شاريري). بدلاً من إدراك هذه العلاقة المتكاملة، يركز الإنسان على الجسد فقط، ويسعى لاكتشاف الإله. كيف يمكن تحقيق ذلك؟ الخطوة الأولى والأساسية هي أن يكتسب الإنسان قناعة راسخة بأن الإله يسكن قلبه. لا داعي للبحث عن الإله في أي مكان آخر. لا حاجة للذهاب إلى الغابات أو اتباع حياة تقشفية لاختبار الإله الذي يسكن داخل كل واحد منا. عندما يحوّل الإنسان رؤيته إلى الداخل، يمكنه اختبار النعيم الأبدي.

ساتيا ساي بابا – ٩ تشرين الأول ١٩٩٤

Arabic, 25.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٥ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

لقد ابتعدتم جداً تطوفون الأمكنة وعبرتم أرجاء العالم، لكنكم أهملتم منزلكم الداخلي. تنظرون إلى النجوم في السماء، لكنكم لا تكتشفون السماء التي بداخلكم. وتراكم تتسللون إلى حياة الآخرين، تبحثون عن العيوب، وتتحدثون بسوء عنهم، لكنكم لا تهتمون بالنظر إلى أفكاركم وأفعالكم ومشاعركم، لتروا ما إذا كانت جيدة أم سيئة. العيوب التي ترونها في الآخرين ما هي إلا إسقاط لعيوبكم الخاصة؛ والخير الذي ترونه فيهم ما هو إلا انعكاس لطافتكم الداخلية. من خلال التأمل فقط يمكنكم أن تطوّروا الرؤية الجيدة، وتكتسبوا الأذن التي تستمع للأشياء الجيدة، وتحقق الأفكار الصالحة، والأفعال النبيلة. بالتأمل، تغمرون أنفسكم في فكرة الشمولية وقوة الله المطلقة. أليس من تجربتكم اليومية أن القلق الأكبر يُنسيكم القلق الأصغر؟ عندما تملؤون فكركم بفكرة الله، وتشتاقون إليه، وتذرفون الدموع من أجله، تصبح كل الرغبات الأصغر، والإحباطات، وحتى الإنجازات بلا أهمية. سوف تنسى نفوسكم كل ذلك؛ وسيغمرها فيضان الحنين الإلهي، وسرعان ما تصبحون متناغمين مع محيط النعيم الإلهي.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ نيسان ١٩٦٧

Arabic, 24.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٤ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

يا تجليات المحبة الإلهية! قد لا تُتاح لكم الفرصة للمشاركة في مخطط ضخم للخدمة حيث يستفيد الملايين، لكن يمكنكم أن ترفعوا خروفاً أعرجاً عبر سياج، أو تقودوا طفلاً كفيفاً عبر طريق مزدحم. هذا أيضاً عمل عبادة! نسخة من كتاب الجيتا قد تكون متوفرة مقابل خمسة وعشرين بنس، في حين قد تكلفكم رواية تافهة عشرة روبيات. أيهما أكثر قيمة؟ أيهما يمكنه تحويل المعدن الرخيص إلى ذهب؟ الخدمة (سيفا) أكثر جدوى من ترديد اسم الإله (جابا)، أو التأمل (دهيانا)، أو طقوس القرابين والأضحيات (ياجنا)، لأن الخدمة تحقق غايتين: القضاء على الأنا، وتحقيق النعيم (أناندا). عندما يجلس شخص بالقرب منك غارقاً في الحزن، هل يمكنك أن تكون سعيداً؟ لا. قد يكون هناك طفل يبكي بصوت حزين، قريب منك. ستجد الدموع تنهمر من عينيك تعاطفاً معه. لماذا؟ هناك رباط غير مرئي بينكما. الإنسان وحده لديه هذه الصفة: أن يتعاطف مع الآخرين، أن يكون سعيداً عندما يكون الآخرون سعداء، وأن يشعر بالحزن عندما يعانون. هذا هو السبب في كونه تاج الخليقة، وقمة التطور الحيواني. الإنسان وحده قادر على الخدمة (سيفا)؛ هذه هي ميزة مجده الخاص، ومهارته الفريدة.

ساتيا ساي بابا – ٤ آذار ١٩٧٠

Arabic, 23.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٣ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

يا تجليات المحبة الإلهية! منذ أقدم العصور، انشغل البشر بالبحث عن الله. يتساءلون: “من هو الله؟” و “ما الوسيلة لتحقيق الذات و إدراك الله؟” هذه التساؤلات ليست وليدة اليوم؛ فقد كانت موجودة منذ أزمنة سحيقة وأقلقت البشرية دون انقطاع. قليل من اليوغيين، الذين أدركوا طبيعة الإلهية وشعروا أن الغاية من الوجود الإنساني هي السعي وراء الإله، قاموا بممارسات روحية متنوعة لاكتشاف كيفية تحقيق هذا الهدف. غاية الحياة البشرية هي إدراك الإله. في هذا السياق، تصبح الولادة البشرية أندر النعم بين جميع الكائنات الحية. أدرك الحكماء القدماء هذه الحقيقة، وسلكوا طرقاً مختلفة من التقشف للتواصل مع الإله. لكن بعضهم شعر أن المهمة تفوق قدراتهم، فتخلوا عن السعي في منتصف الطريق. أما الآخرون، الذين أدركوا أن هذه هي الغاية الوحيدة للحياة البشرية، واصلوا جهودهم بعزم وثبات. عندما يكرّس الإنسان من كل قلبه لتحقيق أي شيء، لا يوجد شيء مستحيل بالنسبة له.

ساتيا ساي بابا – ٩ تشرين الأول ١٩٩٤

Arabic, 22.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٢ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

اعتمد على “شيفا” (الإله) بداخلك، وليس على “شافا” (الجثة) والتي هي حالة الجسد بدون حضور الإله فيه. مع كل نفس، استنشق مجده، ومع كل زفير، أخرج كل ما يقلل من مجده. أشبع فكرك وكلماتك وأفعالك بقداسة الإلهية. بهذا، يمكنك التغلب على الموت وتصبح خالداً. ردّد اسم “شيفا” وأنقذ نفسك. أنت في الحقيقة تجلياً للحقيقة والخير والجمال. ولكنك أضعت المفتاح الذي يساعدك على الوصول إلى هذه الينابيع. هذا المفتاح موجود في عالم وعيك الداخلي؛ لكن، مثل المرأة العجوز التي فقدت إبرتها في كوخها المظلم، وبدأت تبحث عنها تحت ضوء الشارع (لأنها قالت إن هناك بقعة من الضوء أسفله)، الإنسان يبحث عن هذا المفتاح في عالم الأشياء المادية الخارجية. إنما أحثكم على الانخراط في ناماسمارانا (تذكُّر اسم الرب وترديده)، ولذلك أختتم خطاباتي بترديد بعض الأناشيد التي تتكون من سلسلة أسماء إلهية (الناماڤاليات) التي أغنيها بنفسي.

ساتيا ساي بابا – ٢٩ آذار ١٩٦٨

Arabic, 21.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢١ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

الله ليس بعيداً عنك، ولا في مكان بعيد. إنه بداخلك، في محرابك الداخلي. الإنسان يعاني لأنه غير قادر على اكتشاف الله بداخله، واستقاء السلام والفرح من هذا الاكتشاف. توجد قصة عن غسال يقف في نهر جارٍ، يصل الماء إلى ركبتيه، ويغسل الملابس فيه. ومع ذلك، مات عطشاً لأنه لم يدرك أن الماء، الذي يمكنه أن يحييه، كان في متناول يده. كل ما كان عليه فعله هو الانحناء والشرب. هذه هي قصة الإنسان. يركض الإنسان في عجلة يائسة، بحثاً عن الله خارجه، ويموت خائب الأمل ومضطرباً، دون أن يصل إلى الهدف، فقط ليولد من جديد. بالطبع، يجب أن تكون في العالم، لكن ليس من العالم. يجب أن تركز انتباهك على الله، الإله الموجود داخلك. في كارناتاكا، يوجد رقصة تُسمى “كاراغا”. الشخص المركزي في هذه الرقصة يحمل العديد من الأواني على رأسه، واحدة فوق الأخرى، ويتحرك في موكب متماشياً مع الموسيقى؛ يغني متناغماً مع البقية ويحافظ على الوقت مع ضربات الطبل. ومع ذلك، يبقى انتباهه مركزاً على موازنة برج الأواني على رأسه. وبالمثل، يجب أن يحافظ الإنسان على هدف تحقيق الله أمامه، بينما يشارك في الموكب الصاخب والمرح للحياة.

ساتيا ساي بابا – ١ كانون الثاني ١٩٦٧

Arabic, 20.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٠ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

الإنسان هو جزء من الوعي الكوني. ومع ذلك، للأسف، بسبب توجيه الإنسان حبه نحو الأشياء الدنيوية، فإنه يفشل في التعرف على هويته الإلهية. يتلوث فكره بسبب ارتباطه بالعالم الخارجي. ونتيجة لذلك، حتى حبه يصبح ملوثاً ويصبح فكره غير قادر على استيعاب الجمال الإلهي لرب الكون. فقط عندما يوجه الإنسان حبه نحو الله، سيتمكن من اختبار معنى الألوهية بداخله. فعلى سطح بركة مياه مضطربة، يكون انعكاس القمر متموجاً. أما على سطح نقي، يكون انعكاس القمر واضحاً وثابتاً. وفي بركة مياهٍ موحلة، يكون انعكاس القمر ملوثاً. وبالمثل، في بحيرة حياة الإنسان، إذا كانت مياهها مضطربة ومتقلبة، فإن حبه أيضاً يصبح مشوهاً، لكن عندما يكون الفكر نقياً، غير أناني وثابتاً، يظهر الإله بكل نقائه وكماله. ولكن بسبب تلوث الفكر الناتج عن الهوس بالأشياء الخارجية المتنوعة، فإن الإنسان اليوم غير قادر على اختبار حضور الإله الموجود في كل مكان وموجود بداخله أيضاً.

ساتيا ساي بابا – ٦ آذار ١٩٨٩

Arabic, 19.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٩ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

لقد فقد الناس اليوم فضيلة الصبر. في الماضي، كان الحكماء يتحملون بصبر حتى تجمع تلال النمل عليهم أو حولهم بينما كانوا غارقين في التأمل والزهد. أما اليوم، فلا يستطيع الناس تحمل أبسط الإزعاج من ذبابة أو بعوضة. على الشباب أن يغرسوا في أنفسهم الصبر والتسامح. بدون راحة البال، لا يمكن أن يكون هناك سعادة. ولا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال الأفكار المقدسة. الشباب اليوم فقدوا الثقة بأنفسهم. يتأثرون بسهولة بالنقد الذي يُوجه إليهم. إذا كان النقد مبرراً، فعليهم تصحيح أنفسهم. أما إذا كان النقد غير مبرر، فعليهم تجاهله. خذوا مثالاً مني: إذا قال أحدهم في مكان ما: “ساي بابا لديه شعر كثيف”، فسأقبل ذلك لأنه صحيح. لكن إذا قال أحدهم أمامي: “ساي بابا أصلع“. فسأتجاهله لأن ذلك غير صحيح. لماذا أشغل نفسي بالجدال معه؟ إذا تعرضت للنقد على خطأ ليس فيك، يمكنك تجاهله حتى لو شارك العالم كله في النقد.

ساتيا ساي بابا – ١٥ كانون الثاني ١٩٩٦

Arabic, 18.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٨ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

نعمة الله مثل المطر الغزير، مثل ضوء الشمس. لكن يجب أن تقوم ببعض السادھانا (التمارين الروحية) للحصول عليها – مثل أن تبقي الإناء موجهاً للأعلى لتستقبل المطر، أو أن تفتح باب قلبك ليضيئه نور الشمس. نعمة الله مثل الموسيقى التي تُبث عبر الراديو؛ فهي تحيط بك في كل مكان، ولكن عليك تشغيل جهاز الاستقبال الخاص بك وضبطه على نفس التردد لتسمعها وتستمتع بها. صلّوا لنعمة الله، ولكن قوموا على الأقل بهذا الجهد البسيط من التمارين الروحية (سادھانا). البركات الإلهية قادرة على إصلاح كل شيء. ثمرتها الرئيسية هي تحقيق الذات، لكن هناك أيضاً فوائد عرضية أخرى، مثل حياة سعيدة وراضية هنا على الأرض، وهدوء وشجاعة راسخة في سلام لا يتزعزع. مثلما تكون الفائدة الرئيسية للجوهرة هي الفرح الشخصي، إلا أنه عندما يصل الشخص إلى آخر عملة في محفظته، يمكنه بيعها والبدء من جديد! هذه ميزة عرضية. شجرة الموز تمنح ثمارها كعطية رئيسية، لكن أوراقها، وجذعها الطري، وبرعم زهرتها، كلها عناصر ثانوية يمكن استخدامها بشكل مفيد. هكذا هي نعمة الله – تُلبي مجموعة متنوعة من الاحتياجات.

ساتيا ساي بابا – ٢٩ آذار ١٩٦٨

Arabic, 17.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

الأشخاص غير المدركين لوجود الله في كل مكان، يطورون عداءات فيما بينهم بناءً على الدين والطائفة والعرق. لقد قبلت جميع الأديان أزلية الله ووجوده في كل زمان ومكان. لذلك، من الغريب أن يُظهر من يؤمنون بهذه الحقيقة ضيق أفقهم بهذا الشكل. فالكراهية بين أتباع الأديان المختلفة تؤدي في النهاية إلى تدمير الإيمان بالدين نفسه. أولئك الذين يسعون لتدمير الدين لا بد أنهم لا يشغلون عقولهم أبداً. ما يجب القضاء عليه هو التعصب الديني، وليس الدين نفسه. ازدراء ديانة الآخرين بدافع الحب لدينك الخاص يشبه التعبير عن حبك لأمك بإهانة أمهات الآخرين. يجب أن يدرك الإنسان أن الآخرين يكنون نفس الاحترام والولاء لإيمانهم، كما يفعل هو لإيمانه. شباب اليوم، أثناء تعزيز تعلقهم بدينهم الخاص، يجب أن يحترموا معتقدات الآخرين وممارساتهم.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ تموز ١٩٨٣

Arabic, 16.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

ذات مرة، كان هناك رجل يتمتع بإخلاص عظيم. كان لديه أربعة أبناء. ومن أجل أن تساعد أسماؤهم في تذكر الرب، أطلق عليهم أسماء: جوڤيندا، نارايانا، كريشنا، ورام. كان يعتقد أنه بهذه الطريقة، يمكنه أن يبقي اسم الرب على لسانه دائماً، تحت أي ذريعة. لتنفيذ خطته، أسس مصنعاً وأبقى جميع أبنائه منشغلين بالعمل فيه. كان يناديهم بأسمائهم، فيأتون إليه فوراً، مما يسمح له بنطق أسماء الرب. وفي يومٍ من الأيام، جاء الوقت الذي اضطر فيه للاستسلام للموت. نادى جوڤيندا؛ فجاء الابن قائلاً: “أبي! أنا هنا.“ ثم نادى نارايانا؛ فرد قائلاً: “أنا هنا يا أبي.“ نادى رامَ؛ فجاء يسأله عمّا يود أن يخبره به. وأخيراً نادى كريشنا؛ الذي انحنى نحوه وقال: “لا تتردد يا أبي، قل لي ما تريد قوله.“ رأى الرجل جميع أبنائه بجواره على سرير الموت. لكن ذهنه كان مغموراً بالقلق، فقال: “كلكم هنا! من في المصنع؟“ كانت تلك كلماته الأخيرة. وكان ذلك آخر ما خطر على باله. فعندما يكون الإنسان غارقاً في الدنيا، لن تبرز إلا الأفكار الدنيوية في لحظاته الأخيرة.

ساتيا ساي بابا – ٦ أيار ١٩٨٣

Arabic, 15.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٥ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

يجب على الناس تغيير رؤيتهم وأفكارهم وكلماتهم وسلوكهم. هذا هو المعنى الحقيقي لمهرجان ”سانكرامانا”. ما لم تُطهّر نفسك، ماذا يمكن أن تعني لك أي عدد من احتفالات سانكرانتي؟ تتذوق برسادام حلو (الطعام المقدس). وبعد بعض الوقت، يختفي طعمه. ليس الطعام الحلو هو المهم. بل يجب أن تملأ حياتك بالأفكار المقدسة. هذا هو الغرض من المهرجانات المقدسة. الشباب يسألون: لماذا لا يمكننا الاستمتاع بالحرية مثل الأسماك والطيور والحيوانات؟ يجب أن يفهموا أن كل مخلوق من هذه المخلوقات يتمتع بالحرية وفقًا لبيئته وطبيعته. وبالمثل، يجب أن يستمتع الإنسان بالحرية المرتبطة بإنسانيته. لا يمكنك أن تُطلق على نفسك إنساناً وتعيش حياة حيوان. استمتع بحرية الإنسان. لأن الحرية كالحيوان تعني أن تصبح حيواناً بنفسك. ما هي الحرية التي يمكن للإنسان أن يتمتع بها؟ الإنسان محكوم بضوابط معينة. يجب أن يلتزم بالحق. أن يتبع الفضيلة (الاستقامة). أن يُنمّي الحب. أن يعيش بسلام. أن يلتزم بعدم العنف. من خلال الالتزام بهذه القيم الخمسة، يمكن للإنسان أن يمارس حريته. لممارسة الحرية بمعناها الحقيقي، يجب على الإنسان احترام هذه القيم الأساسية. في هذه الحرية فقط، سيجد الإنسان السعادة الحقيقية.

ساتيا ساي بابا – ١٥ كانون الثاني ١٩٩٦

Arabic, 14.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٤ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

من اليوم، تبدأ الشمس رحلتها نحو الشمال. ماذا يرمز الشمال؟ إنه يُعتبر الاتجاه المؤدي إلى التحرر (موكشا). يقال إن الشمس تتحرك نحو ”هيماتشالا”. ولفظ “هيماتشالا” يتكون من كلمتين: هِيما: تعني الأبيض كالثلج. أَشالا: تعني الراسخ الذي لا يتزعزع. أين يوجد المكان الذي ينطبق عليه هذا الوصف؟ إنه في منطقة القلب. في قلب نقي وثابت، تدخل شمس العقل المستنير (بودهي). لا حاجة للقيام برحلة في العالم الخارجي. “أُتَّرايانا” (الرحلة نحو الشمال) تعني توجيه العقل إلى الداخل نحو القلب. السعادة التي تُختبر في الداخل هي وحدها السعادة الحقيقية للإنسان. كل الملذات الخارجية والحسية زائلة. وحده مبدأ الأتما (الروح) هو النقي، الدائم، واللامحدود. هذا هو موطن الموكشا (التحرر). الرحلة نحو الموكشا هي السعي لتحقيق التحرر. “سانكرامانا” هو الوقت الذي تبدأ فيه الرحلة الداخلية نحو القلب النقي الطاهر. مثلما تبدأ الشمس رحلتها نحو الشمال، فإن سانكرانتي هو اليوم الذي ينبغي فيه توجيه العقل نحو الروح لتحقيق الإدراك الذاتي.

ساتيا ساي بابا – ١٥ كانون الثاني ١٩٩٦

Arabic, 13.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٣ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

قلة هم من يدركون المغزى الحقيقي للمهرجانات التي نحتفل بها مثل مهرجان سانكرانتي. لا يمكن للإنسان أن يحقق سعادة دائمة من خلال المتع الجسدية. يجب عليه أن يكتشف أن مصدر هذه السعادة يكمن بداخله. مهرجان سانكرانتي يتيح للإنسان القيام بهذا الاكتشاف، تماماً مثل شخص يحمل نظارته على جبهته ويبحث عنها في كل مكان، ثم يكتشف بسعادة أنها كانت معه طوال الوقت. الإلهية ليست موجودة في أي مكان آخر. إنها موجودة في قلب الإنسان. لذلك، الإنسان الذي يبحث عن الإلهية داخل قلبه يحرر نفسه. وبهذا يصل إلى التحرر. كل التمارين الروحية الخارجية ذات قيمة مؤقتة. يجب أن تتحول إلى الداخل لتجربة السعادة الدائمة. حتى التمارين الفكرية لا تؤثر في القلب. في طرق التفاني التسعة، التي تبدأ بالاستماع إلى الأمور المقدسة وتنتهي بأتما-نيفيدنام (التسليم التام للذات)، فإن الأخيرة هي الأهم. بعد أتما-نيفيدنام لا حاجة لأي جهد آخر. يدعونا مهرجان سانكرانتي إلى هذا التسليم الكامل.

ساتيا ساي بابا – ١٥ كانون الثاني ١٩٩٦

Arabic, 12.jan.24

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٢ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

يا تجليات المحبة! وحدها المحبة ما يرافقكم باستمرار منذ لحظة الولادة. المحبة هي ما يبقى معكم في جميع الأوقات، وليس الأقارب أو الأصدقاء. هذه المحبة هي الله. استمتعوا بنعيم المحبة وشارِكوها مع الآخرين. غياب المحبة هو السبب الجذري لكل الاضطرابات في العالم. وسعوا الحب بقلوبكم وتمسكوا بالحقيقة. والحقيقة ليست مجرد وصف ما رأيتموه أو سمعتموه أو قمتم به. إن الحقيقة هي ما يبقى ثابتاً في كل الأزمنة الثلاثة (الماضي، الحاضر، والمستقبل). الفيدا تسمي هذه الحقيقة الدائمة “روتام”. تماماً كما تغيّرون ملابسكم، سيتعين عليكم يوماً ما تغيير أجسادكم. ولهذا يقال: “الموت هو دثار الحياة.” لذا، يجب ألا تخافوا من الموت، فالحياة ليست دائمة، إنها كالسحب العابرة. ما دام هناك حياة في الجسد، استخدموها في خدمة الآخرين. انخرطوا في الخدمة حتى آخر نفس. الخدمة للإنسان هي خدمة لله. اضبطوا السيطرة على حواسكم، لأن عبثية الحواس تولد صفات شيطانية في الإنسان. الخدمة بدون ضبط الحواس هي مجرد جهد بلا جدوى.

ساتيا ساي بابا – ١٨ تشرين الثاني ١٩٩٩

Arabic, 11.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١١ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

على الرغم من وجود اختلافات بين الأمم في عاداتها الغذائية والترفيهية، فإن روح الانسجام والوحدة التي تظهر في الرياضة تُعد مثالاً يرضي الجميع. تتميز الرياضة بأنها تُنسِي الفروق بين الناس، حيث يشارك الأفراد في الألعاب بروح إلهية من الصداقة والأُلفة. الرياضة لا تساعد اللاعبين فقط على تحسين صحتهم، بل تمكنهم أيضاً من الشعور بالفرح. ومع ذلك، يجب ألا يقتصر الطلاب على تحقيق هذه الفوائد فقط. فلدى الإنسان جسم آخر بجانب الجسد المادي، وهو الجسم اللطيف المعروف أيضاً بالفكر. ومن الضروري بالمثل تعزيز نقاء الفكر وتنمية سعة القلب. تتفتح الإنسانية الحقيقية فقط عندما يتناغم الجسد والفكر والروح في نمو متكامل. الحماس والجهد الذي تبذلونه في الرياضة يجب أن يظهر أيضاً في مجالات الأخلاق والروحانية.

ساتيا ساي بابا – ١٤ كانون الثاني ١٩٩٠

Arabic, 10.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٠ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

كل ما تراه في الخارج هو انعكاس لما في داخلك. الخير والشر ليسا موجودين في الخارج؛ بل هما مجرد انعكاسات لما في قلبك. لا يحق لأحد أن يحكم على الآخرين. إذا تخلصت من كل ما هو سيء بداخلك، فسترى الخير في كل مكان من حولك. كما أن لون النظارات التي ترتديها يحدد اللون الذي ترى به العالم، فإن العيب يكمن في رؤيتك وليس في الخلق نفسه. القلب هو مكان إقامة الله، ولذا يجب أن تنبع منه فقط المشاعر النبيلة. إذا وُجدت فيه صفات سيئة مثل الشهوة والطمع والغضب، فإنه يفقد صفته كقلب إنساني ويصبح قلباً حيوانياً. إذا كان سلوكك خالياً من الإنسانية، فلن تكون إنساناً حقيقياً. عندما تغضب، ذكّر نفسك قائلًا: “أنا لست كلباً، أنا إنسان.“ عندما يتذبذب فكرك، كرّر لنفسك: “أنا لست قرداً، أنا إنسان.“ فكر بصبر في طبيعتك الحقيقية. لا تتصرف باندفاع، فالتسرع يؤدي إلى الضياع. والضياع يؤدي إلى القلق. لذا، لا تكن في عجلة من أمرك. خذ وقتك وفكر بهدوء. يمكن القضاء على جميع هذه الصفات السيئة من خلال تنمية أفكار نقية ومشاعر طيبة. العلاج لكل عللك النفسية يكمن داخلك.

ساتيا ساي بابا – ١٨ تشرين الثاني ١٩٩٩

Arabic, 09.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

تتمثل السادھانا الحقيقية (الممارسة الروحية) في تحويل السيء إلى جيد، وتبديل الحزن إلى فرح. فلا يمكن أن يكون هناك سعادة دون حزن، ولا خير دون شر. هناك صراع مستمر بين الخير والشر، وبين السعادة والحزن. السعادة والبؤس توأمان لا ينفصلان، مرتبطان بشكل وثيق. أحدهما يمثل البداية، والآخر يمثل النهاية. البداية والنهاية تسيران معاً. الإله وحده هو من يعلو فوق البداية أو الوسط أو النهاية، ولكن في شؤون العالم، كل شيء له بداية لا بد أن تكون له نهاية. الحزن ليس شيئاً يفرضه عليك أحد من الخارج. كذلك، المتاعب والمصاعب ليست مفروضة من الخارج. بل إن الحزن والمتاعب تنشأ بشكل طبيعي كجزء من مسار الحياة. لتحقيق التنقية في الحياة، هناك حاجة إلى سادھانا مستمرة. بدون مثل هذه الممارسة، تنحدر الحياة إلى مستوى أدنى. على سبيل المثال: الماس تزداد قيمته عندما يمر بعملية القطع والصقل. الذهب الذي يُستخرج من باطن الأرض كخام، يصبح نقياً وثميناً بعد التنقية. وبنفس الطريقة، فإن السادھانا ضرورية لرفع قيمة الحياة من الأمور التافهة إلى الأمور السامية.

ساتيا ساي بابا – ١ حزيران ١٩٩١

Arabic, 08.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

من هم أصدقاؤنا ومن هم أعداؤنا؟ أفكارنا الطيبة هي أصدقاؤنا، أما أفكارنا الشريرة، فترافقنا كظل لا ينفصل عنا. عندما نطهَّر أفكارنا، تتحول حياتنا إلى حياة مثالية. الفكر ليس سوى حزمة من الأفكار. تنبع الأفعال من الأفكار، ومن الأفعال تنشأ نتائجها. لذا، الأفكار هي بذور تؤدي في النهاية إلى ثمار تتمثل في الحظ الجيد أو السيء. الإنسان مهندس حياته. ولأن الأفكار تحدد الأفعال، فمن الضروري أن نزرع الأفكار الجيدة. حتى الأشخاص السيئين يمكن أن يتغيروا تحت تأثير صحبة الأولياء الصالحين وأصحاب القيم الإلهية. على سبيل المثال، تحوَّل راتناكارا – الذي كان سابقاً لص – إلى المؤلف الخالد لملاحم الرامايانا بعد ملاقاته للقديسين. عندما يتجه الفكر نحو الله، تتطهر الحياة بأكملها. ما هو مطلوب هو السيطرة على الحواس من خلال الإخلاص والثبات.

ساتيا ساي بابا – ١٣ شباط ١٩٩١

Arabic, 07.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٧ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

عندما كان البانداڤا يجتازون جبال الهيمالايا في نهاية حياتهم، كان دهارماراجا لا يزال يعاني من القلق النفسي. لذلك، توجه بالدعاء إلى كريشنا أن يباركهم بحضوره معهم بعض الوقت. وعند مغادرة كريشنا لمكان إقامتهم، قام بإعطاء دهارماراجا ملاحظة مكتوبة ليقرأها كلما شعر باضطرابات الفرح أو الحزن. وكانت تقول: “هذا لن يدوم“. هذه هي أحد الطرق التي يمكن من خلالها تهدئة الاضطرابات الذهنية. تعامل مع الحياة في هذا العالم باعتبارها واجباً إلزامياً مفروضاً عليك. فكِّر في نفسك وكأنك في سجن، تنفذ عقوبة على الجرائم التي ارتكبتها في ولادة سابقة. يقوم مدير السجن بتكليفك بمهام مختلفة – كإعداد الطعام، أو جلب الماء، أو تقطيع الخشب، إلخ. عليك أداء العمل الموكل إليك بأفضل طريقة ممكنة، دون توقع أي مكافأة. إذا تصرفت بشكل جيد، ولم تثر أي مشاكل، وأديت واجباتك دون تذمر، فقد يتم الإفراج عنك قريباً مع شهادة تُثبت أنك شخص جيد وجدير بالثقة. هذا النهج يساعدك على تدريب نفسك على العمل غير الأناني (نشكاما كارما)، وهو ذو قيمة عالية في كبح الرغبات الحسية والسيطرة على النفس.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ تشرين الأول ١٩٦٣

Arabic, 06.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

القيمة الحقيقية للحياة تكمن في الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله. للرأس قيمته ما دامت الحياة موجودة. لذا، ينبغي استخدام الرأس خلال الحياة لاكتساب الفضيلة، وذلك من خلال وضعه عند أقدام الأرواح النبيلة كإشارة للتواضع والاحترام. هذه هي قيمة السجود أمام النفوس الطاهرة. أثناء حياتك، يجب أن تنخرط في أعمال الخير وأن تسلك حياة مقدسة وذات مغزى. كل العلاقات تكون ذات قيمة ما دامت الحياة مستمرة، لكن الله وحده هو الرفيق الأبدي الذي لا يخذلك أبداً، سواءً في حياتك أو بعدها. إنه الوحيد الذي يظل معك أينما كنت. تذكر دائماً أن الحياة زائلة وغير دائمة. ما يحميك حقاً هو أعمالك الصالحة. لا يمكن الحصول على السلام والحق والفضيلة إلا من خلال الأفعال الطيبة. تقرّب من الله، واسعَ إلى أن تصبح واحداً بوعيك مع الإله. اليوم، تدعو نفسك إنساناً. لكن إذا نميت إخلاصك لله، يمكنك تحويل طبيعتك الإنسانية إلى طبيعة إلهية. فالإلهية هي حقيقتك الأصلية. هذا ما أعلنته الأوبنشاد من خلال التصريحات الشهيرة: أهام براهماسمي (أنا براهمن)، أيَم آتما براهما (هذه الروح هي براهمن)، تات تفام أسي (أنت أنا). قم بترسيخ هذه القناعة، والثقة والشجاعة في قلبك.

ساتيا ساي بابا – ٧ نيسان ١٩٩٧

Arabic, 05.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٥ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

برنامج بالفاليكاس يُعد الأساس الرئيسي للحركة العظيمة التي تهدف إلى استعادة الاستقامة (دهارما) في العالم. فمن الصعب توقع تغيير العادات والسلوكيات المتأصلة في الكبار، إذ إنهم قد قطعوا شوطاً طويلاً في طرقهم الخاصة. لذا، يجب التركيز على توجيه الأطفال نحو سبل العيش الصالحة القائمة على البساطة والتواضع والانضباط. كما تعلمون، لا يمكن جذب الأطفال أو كسب محبتهم إذا تعاملنا معهم بالعنف أو التخويف، كمن يحمل عصا في يده. بدلاً من ذلك، يجب أن نقدم لهم شيئاً محبوباً ولطيفاً، كمن يحمل الحلوى. بناءً عليه، ينبغي أن يكون المعلمون (غورو) في برنامج بالفاليكاس نماذج حية للحب والصبر. الهدف المثالي لبالفيكاس هو تنشئة جيل من الفتيان والفتيات الذين يتمتعون بضمير نقي وبصيرة واضحة. ورغم أن المنهاج التعليمي مهم، إلا أنه ليس الهدف الأساسي؛ بل الأهم هو خلق بيئة يمكن فيها للقيم النبيلة والعادات الفاضلة أن تنمو وتزدهر. تُخصص برامج بالفاليكاس ليوم واحد فقط في الأسبوع، حيث يتعلم الطلاب الانضباط والمناهج الخاصة بالبرنامج، بينما يقضون باقي أيام الأسبوع في مدارسهم الاعتيادية. لذا، يجب أن يكون تأثير المعلم (الغورو) قوياً جداً ليعمل كعامل محفز يُسهم في تغيير أنماط السلوك لدى هؤلاء الطلاب.

ساتيا ساي بابا – ٦ حزيران ١٩٧٨

Arabic, 04.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٤ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

أيها المعلمون الأعزاء! عندما تقومون بتعليم الأطفال، يجب أن تتذكروا أنكم تنخرطون في مهمة نبيلة من أجل الأطفال الذين وُضِعوا تحت رعايتكم. عليكم أن تشعروا بأنكم تُثقّفون أنفسكم أثناء تثقيف الأطفال. على سبيل المثال، عندما تنقلون المعرفة للأطفال، يتحسن أيضاً فهمكم للموضوع. وحتى عندما تدرّسون الكتب لتعليم الأطفال، تستمتعون أنتم أيضاً بفرحة الدراسة. لذا، يجب أن يكون لديكم دائماً الشعور بأن أي شيء تقومون به من أجل الآخرين هو في الواقع خدمة مقدمة إلى الإله الذي يسكن في كل شخص. عندما يؤدي المعلمون واجباتهم بهذه الروح، فإنهم يغرسون في الأطفال روح المحبة الشاملة. تذكروا أن الأطفال يمتلكون قلوباً رقيقة وعقولاً بريئة. فقط إذا ملأتم قلوبهم بالحب، سيحظى العالم بسلام حقيقي.

ساتيا ساي بابا – ٣٠ كانون الأول ١٩٨٣

Arabic, 03.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥
الرغبة في الثروة والسلطة ليست خاطئة في حد ذاتها، ولكن يجب أن تُستخدم الثروة والسلطة لأهداف نبيلة وصحيحة. أياً كان المنصب الذي تشغله، تأكد من استخدامه بشكل جدير ومفيد. فإن الإسكافي الذي يخيط الأحذية يؤدي عملاً لا يقل قيمة عن رئيس الوزراء الذي يحكم البلاد. وبالتالي، على كل شخص أن يؤدي واجبه بإتقان وإخلاص. لا يوجد عمل عالٍ أو داني في هذه الأمور. بالنسبة لكل فرد، مهنته مصدر فخر له. لذا، قم بواجبك بصدق، وتأكد من أن عملك يتم بشكل جيد دون أي تقصير أو خلل. عندما يؤدي الجميع واجباتهم بهذه الروح، سيتحقق الخير للعالم بأسره تلقائياً. يعلن الناس أنهم يتمنون الخير للجميع في العالم، ولكنهم لا يفعلون شيئاً لتحقيق ذلك. إنهم يهتمون فقط بمصالحهم الشخصية. هذا ليس الموقف الصحيح على الإطلاق.

ساتيا ساي بابا – ٧ نيسان ١٩٩٧

Arabic, 02.jan.25


ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

كل الإنجازات والمكتسبات في هذا العالم عابرة وغير دائمة. ينجذب الإنسان إليها، فينتفخ بالكبرياء وفي النهاية يلاقي الهلاك. لذلك، يجب على الإنسان أن يتخلى عن وهم كونه هو الفاعل، ويرى أن الله وحده هو الفاعل. هو المعطي، وهو المتلقي، وهو الشيء المُعطى أيضاً. الزمن هو التجلي الحقيقي لله. الولادة والموت محاطان بالزمن. لذا، يجب على الجميع أن يعتبروا الزمن إلهياً وأن يستغلوه في أداء الأعمال المقدسة. لا ينبغي أن تضيعوا لحظة واحدة. الوقت المهدور هو حياة مهدورة. ثمار أفعالك تتحدد بالزمن. كل تجاربك هي نتائج أفعالك، سواء كانت سعادة أم حزناً، غنى أم فقراً. وبالتالي، الخير والشر يعتمدان على أفعالك. كما تكون أعمالك، تكون ثمارها. الطريقة التي تستغل بها وقتك تحدد النتائج. لذا، هذا العام الجديد، الذي يُعتبر شكلاً من أشكال الإلهية، يجب أن يُستغل في الاستخدام الصحيح.

ساتيا ساي بابا – ١ كانون الثاني ١٩٩١

Arabic, 01.jan.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

يجب أن ترى العيون فقط ما هو خير. يجب أن تكون الأيدي مشغولة بالأفعال الصالحة. يجب ألا تسمع الأذنان الشر، بل فقط ما هو خير. لا تتحدث بالشر. تحدث فقط بما هو خير. لا تفكر في الشر. فكر فيما هو خير. لا تفعل الشر. افعل الخير. هذا هو الطريق إلى الله. يجب أن ترى العيون فقط الأشياء المقدسة. سيتحول العالم كله عندما تصبح رؤيتك مقدسة. اليوم هو يوم رأس السنة وفقاً للتقويم الميلادي. لدينا أيام رأس سنة أخرى حسب العادات في أجزاء مختلفة من البلاد. لا داعي للانشغال بالعام نفسه. كرس كل لحظة لأفعال ترضي الله. طور محبتك تجاه الله، الذي سيمنحك كل البركات. في هذا اليوم من رأس السنة، أتمنى لكم جميعاً كل السعادة والازدهار. كان القدماء يباركون من يأتي إليهم بعمر طويل مائة سنة وصحة جيدة. كانوا يتمنون للناس حياة طويلة لكي يعيشوا حياة جديرة. عش حياة طويلة، حياة سعيدة، حياة هادئة، حياة محبة، وحياة إلهية. خلص حياتك بممارسة الحب الإلهي.

ساتيا ساي بابا – ٠١ كانون الثاني ١٩٩٨

Arabic, 31.dec 24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الثلاثاء ٣١ كانون الأول ٢٠٢٤

يا تجليات المحبة! يصلي العديد من الناس إلى الله في جميع أنحاء العالم، لكن غالباً ما تكون صلواتهم لتحقيق رغبات دنيوية من هذا النوع أو ذاك. هذا ليس النوع الصحيح من الصلاة. ينبغي أن تصلي إلى الله لطلب نعمة محبته. ذلك الحب هو الأبدي، هو اللامحدود. لله صفة أخرى عظيمة، وهي أنه تجلي النعيم. فهو سات-شيت-أناندا (الحق-الوعي-النعيم). صلّوا إلى الله لينعم عليكم بذلك النعيم. نعيم الله لا حدود له وأبدي. جميع الملذات الدنيوية عابرة وزائلة. المؤمن الحقيقي هو من يصلي إلى الله لطلب محبته ونعيمه. أما من يصلي للحصول على أمور تافهة فهو ليس بمؤمن حقيقي. المنافع الدنيوية تأتي وتذهب، وليست هذه الأمور ما يجب أن تصلي من أجلها. اطلب ما هو أبدي. صلّوا من أجل حب الله ونعيمه. اسعوا لتحقيق ألوهيتكم، وعندها ستختبرون حضور الإله في الكون بأسره. ستشعرون بالنعيم الذي يملأ العالم.

ساتيا ساي بابا – ٧ نيسان ١٩٩٧

Arabic, 30.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الإثنين ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٤

هناك خمس أصابع في كل يد. إذا أشار كل إصبع في اتجاه مختلف عن الآخر، كيف يمكن لليد أن تمسك أي غرض أو تُنجز أي عمل؟ ولكن إذا اجتمعت الأصابع وتعاونت، تستطيع اليد أن تحقق أي هدف تخطط له. وبالمثل، عندما يدير أحدكم رأسه بعيداً عند رؤية الآخر، ويصر عشرة أشخاص على السير في عشرة اتجاهات مختلفة، كيف يمكن إنجاز أي عمل؟ يجب أن تكونوا جميعاً متيقظين، نشطين، ومتعاونين على قدم المساواة. لماذا التنافس والخصام؟ لا شيء في هذا العالم يدوم طويلاً كما هو. لقد أدرك بوذا هذه الحقيقة بدقة وأعلن: “كل شيء مليء بالألم؛ كل شيء زائل؛ كل الأشياء مجرد تشكيلات مؤقتة ذات طبيعة عابرة.” لماذا إذاً تنجذبون كالعميان لهذه الأمور الفانية؟ اجتهدوا لنيل ما هو أبدي، ما هو لا نهائي، ما هو كوني. في يوم ما، لا بد أن تتخلوا عن الجسد الذي تغذونه وترعونه. إلى متى يمكنكم الاحتفاظ بكل ما جمعتموه وامتلكتموه بفخر؟ الأفكار المقيتة والرغبات الدنيئة لا تجلب سوى الألم؛ أما الأفكار النقية والرغبات المقدسة، تمنح السلام الإلهي.

ساتيا ساي بابا – أيار ١٩٨١

Arabic, 28.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – السبت ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٤

يجب على الناس أن يكرّسوا أنفسهم لفضيلة النفس العليا (دهارما) وأن يظلوا منخرطين فيها دائماً، حتى يعيشوا في سلام ويعم السلام العالم! فلا يمكن للإنسان أن يكتسب السلام الحقيقي، ولا أن ينال نعمة الله، إلا من خلال الحياة وفق مبادئ الدهارما! الدهارما هي الأساس لرفاهية البشرية؛ إنها الحقيقة الثابتة عبر تقلب الأزمنة. عندما تعجز الدهارما عن تحويل حياة الإنسان، يعاني العالم من الألم والخوف وتعصف به الثورات العاتية. عندما يتلاشى نور الدهارما عن تنوير العلاقات الإنسانية، يغرق البشر في غياهب ظلمة الحزن. الله هو تجلي الدهارما؛ نعمته تُنال من خلال الدهارما. إنه يرعى الدهارما دائماً ويؤسسها باستمرار. فهو الدهارما بحد ذاتها. تُعلن الفيدا والكتب المقدسة والملاحم والحكايات التقليدية بصوت عالٍ عن مجد الدهارما. وفي الكتب المقدسة للأديان المختلفة، يتم شرح الدهارما بلغة مألوفة لأتباعها. واجب كل إنسان، في كل مكان وزمان، هو أن يكرّم تطبيق الدهارما وتجليها في الواقع.

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول الفضيلة دهارما – الفصل الأول

Arabic, 26.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الخميس ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٤

الشخص الغارق في الجهل لا يُعد أفضل من الحيوان، إذ تقتصر حياته على إشباع رغباته الحسية. أفكاره لا تتجاوز حدود حواسه، بسبب جهله بالألوهية التي تسكن داخله. فهو يرى اللذات الدنيوية الزائلة وكأنها نعيم سماوي، ويعيش في وهمٍ خالٍ من التمييز. على الإنسان أن يسعى للارتقاء إلى مستوى الإنسانية، متخلياً عن صفاته الحيوانية والشيطانية، ثم يعمل على تحقيق طبيعته الإلهية. عندما وُلد المسيح، جاء ثلاثة ملوك إلى مكان مولده، وكل منهم قدّم رؤية مختلفة عن هذا الطفل المولود. الأول نظر إليه وقال: “هذا الطفل يبدو وكأنه سيكون محباً لله”. الثاني قال: ”إن الله سيحب هذا الطفل”. أما الثالث فأعلن: “حقاً، هذا الطفل هو تجسيد لله بذاته“. الملك الأول رأى الطفل من منظورٍ ماديٍّ وجسدي. الثاني تأمله من زاوية فكرية. أما الثالث فقد أدركه من منظورٍ روحاني. هذه التصريحات الثلاثة تُجسّد الطريق الذي يمكن للإنسان أن يسلكه للانتقال من مستواه البشري إلى المستوى الإلهي. المطلوب هو التخلص من الصفات الحيوانية والشيطانية داخل الإنسان، حتى يكتشف جوهره الإلهي.

ساتيا ساي بابا – ٢٥ كانون الأول ١٩٩٢

Arabic, 25.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأربعاء ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٤

الله هو القوة الأبدية، القادر على كل شيء، العليم بكل شيء. هو السبب والنتيجة – الخزاف، والطين، والوعاء. بدون الله، لا يمكن أن يكون هناك وجود للكون. لقد شاء فكان الكون. إنه لعبته، وتجلي قوته. الإنسان يمثل إرادته، وقوته، وحكمته، لكنه غير واعٍ لهذه العظمة. سحابة من الجهل تحجب الحقيقة. الله يرسل الحكماء والقديسين والأنبياء لكشف الحقيقة، ويظهر بنفسه كأفاتار (تجلي إلهي) ليوقظ الإنسان ويحرره. قبل ألفي عام، عندما كان الكبرياء والضيق والجهل الشديد يلوثان البشرية، جاء يسوع كرمز للحب والرحمة وعاش بين البشر، مقدماً أعلى القيم للحياة. يجب أن تركزوا على الدروس التي أوضحها في مراحل حياته المختلفة. قال أولاً: “أنا رسول الله”. نعم، يجب أن يقبل كل فرد هذا الدور ويعيش كنموذج للحب الإلهي والكرم. في هذا اليوم، ونحن نحتفل بعيد الميلاد، استحضروا الكلمات التي نطق بها، والنصائح التي قدمها، والتحذيرات التي أصدرها، وقرروا توجيه حياتكم اليومية على الطريق الذي رسمه. يجب أن تُطبع كلماته في قلوبكم، ويجب أن تعزموا على ممارسة كل ما علمه.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ كانون الأول ١٩٨٠

Arabic, 24.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الثلاثاء ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٤

اليوم، يعبد الإنسان أصناماً وتماثيل جامدة لكنه لا يبذل أي جهد ليحب إخوانه في الإنسانية الذين يعتبرون من طينته من لحم ودم. هذه كانت الرسالة الأولى ليسوع. على الرغم من أن الإنسان يرى جاره كل يوم، إلا أنه لا يختار أن يحبه! كيف يمكن أن يصدق المرء أن شخصاً كهذا يمكنه أن يحب إلهاً غير مرئي؟ إذا كنت لا تستطيع أن تحب إنساناً قريباً منك وتراه بعينيك، كيف يمكنك أن تحب ما لا يمكنك رؤيته؟ هذا أمر مستحيل! فقط من يحب الكائنات الحية من حوله يمكنه أن يحب الإله غير المرئي. الحب يجب أن يبدأ بحب الكائنات ذات الأشكال الملموسة، ويجب أن يمتد إلى جميع الكائنات! هذه هي المرحلة الأولى في الروحانية. فالروحانية لا تعني الانشغال بالتأمل والعبادة وغيرها. إنها تعني القضاء التام على الصفات الحيوانية والشيطانية داخل الإنسان وتجلي الإلهية الكامنة بداخله. عندما يتم التخلص من التعلقات والكراهية التي تغطي فكر الإنسان، فإن الإلهية الكامنة فيه، فإن غبطة وعي جمال الذات (سات-شيت-أناندا) ستحل بذاتها في قلبه.

ساتيا ساي بابا – ٢٥ كانون الأول ١٩٩٢

Arabic, 23.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الإثنين ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٤

التأمل في هذه الأيام غالباً ما يقتصر على غرفة العبادة. ولكن بمجرد أن يخرج الإنسان من المعبد، يمتلئ ذهنه بمختلف الاضطرابات والأفكار المتناقضة. ولذلك قيل: ساتاتام يوغينه (كن متجذراً في حالة اليوغا طوال الوقت). هذا لا يعني التخلي عن كل الشؤون الدنيوية. استمر في دراستك، و قم بأداء واجباتك، ولكن في كل هذه الأنشطة، استخدم قوة تركيزك (دهارانا). خلال هذا، تطور قدراتك في التأمل (دهايانا). التأمل (دهايانا) يعني التفكير المتعمق والمركز. حتى في الحياة اليومية، عندما يكون الشخص في حالة تأملية، يُسأل أحياناً: “ما هو التأمل الذي تقوم به؟” التأمل يعني الانغماس في التفكير، ويجب أن يركز على موضوع واحد محدد فقط. في المصطلحات الفيدانتية، يُشار إلى هذا بمفهوم سالوكيم. كلمة “سا” تشمل كل جوانب الإلهية. وسالوكيم تعني الانغماس في أفكار الإلهية. من خلال التأمل، يجب أن تحقق شعور الأحدانية مع الإله.

ساتيا ساي بابا – ٢٩ حزيران ١٩٨٩

Arabic, 22.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأحد ٢٢ كانون الأول ٢٠٢٤

سواء تحققت الرغبات الصغيرة التي تقترب بها الآن من الله أم لم تتحقق، وسواء تحققت الخطط التي تضعها للترقي والتقدم أم لا، فإنها ليست بالأهمية الكبرى في النهاية. الهدف الأساسي يجب أن يكون أن تصبح سيداً على نفسك، وأن تبني علاقة مودة قوية ودائمة مع الإله الذي يكمن في داخلك وفي الكون الذي أنت جزء منه. استقبل خيبات الأمل بترحاب، فهي تقويك وتختبر صمودك. الذهب الذي ينصهر في النار، أمام الصائغ وأنبوبه الذي ينفخ به، يخاطب الصائغ قائلاً: “لا تفرح عندما تسقطني في النار، فأنا أنصهر ويُزال الزغل مني. تذكر أنني أُصبح أنقى وأكثر قيمة مع كل لحظة تمر، بينما كل ما تحصل عليه أنت من جهدك هو الدخان في وجهك والسواد في يدك!“ لا تتخلَّ عن الله وتلقي عليه اللوم بسبب مصائبك؛ بل تيقن أن هذه المصائب تقربك من الله، وتجعل لسانك يلهج بذكره دائماً عندما تواجه الصعوبات.

ساتيا ساي بابا – ١٢ أيار ١٩٧٠

Arabic, 21.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – السبت ٢١ كانون الأول ٢٠٢٤

لا تفعل للآخرين ما لا تحب أن يفعلوه لك، لأن الآخرين في الحقيقة جزء منك. حتى لو استخدم شخص ما لغة سيئة ضدك، كن هادئاً ولطيفاً؛ وقل: “أنا مندهش جداً أن تصرفاتي أعطتك هذا الانطباع!” ابتسم في المقابل، ولا تأخذ الأمر على محمل الجد؛ ذكّر نفسك أن حتى المعلم الإلهي (الحكيم) لم يسلم من مثل هؤلاء الأشخاص الذين يسرهم نشر الأكاذيب. ابتسم عندما تسمع هذه الإساءات، وابقَ هادئاً. هذه علامة على أن تأملك يحرز تقدماً سريعاً! حافظ على سلامة فكرك من خلال هذه اللامبالاة السامية. حافظ أيضاً على صحتك الجسدية، لأن المرض يمكن أن يكون مصدر إزعاج كبير للطامح الروحي، وعائقاً كبيراً على الطريق. عندما ينهك المرض الجسد، فإنه يفرض نفسه على انتباهك ولا يمكنك تجاهله عندها. الجسد هو المركبة، والحواس هي أجزاؤها الميكانيكية، ومن خلال وقود السعي الروحي (سادهانا) يجب أن تستمر في المضي قدماً.

ساتيا ساي بابا – ٢٢ كانون الثاني ١٩٦٧

Arabic, 19.dec.24


هناك طريقان لتحقيق غاية الكمال، “البراتنا ودهيانا (الصلاة والتأمل)”. الصلاة تجعلك متضرعاً عند أقدام الله؛ أما التأمل فيجعل الإله يدنو إليك ويدفعك لترتقي بنفسك إليه. التأمل يساعد على التقارب بينكما، دون أن يضع أحدكما في مستوى أدنى والآخر في مستوى أعلى. إن دهيانا أي التأمل هو الطريق الملكي للتحرر من قيود العبودية، وإن كان يمكنك تحقيق نفس الثمرة من خلال الصلاة أيضا. التأمل يتطلب التركيز، بعد السيطرة على مغريات الحواس. يجب أن تتخيل أمام عينك الداخلية الصورة التي تختار التأمل فيها. أو يمكنك أن تختار التأمل في لهب شمعة، لهب مضيء ثابت ومستقيم. تخيله ينتشر من كل جانب، ويكبر شيئًا فشيئًا؛ يُحيط بكل شيء وينمو بداخلك، حتى لا يبقى هناك شيء سوى النور. في مجد ذلك النور الشامل، ستختفي كل الكراهية والحسد، وهما أبناء الظلام الشريرين. اعلم أن هذا النور نفسه موجود في الجميع. حتى الشخص الذي كنت تعتبره أسوأ منافسيك، يحمل النور ذاته في أعماق قلبه.

ساتيا ساي بابا – ٢٢ كانون الثاني ١٩٦٧

Arabic, 18.dec.24


اليوم، ترى الإنسان محروماً من الامتنان، وهو من أكثر الصفات أهمية. فهو ينسى المساعدة التي يقدمها له الآخرون. وطالما كان الإنسان حيًا، ينبغي عليه أن يكون ممتنًا للمساعدة التي تلقاها من الآخرين. هناك أمران يجب أن تنساهما: المساعدة التي قدمتها للآخرين، والأذى الذي لحق بك من الآخرين. إذا تذكرت المساعدة التي قدمتها، ستتوقع دائمًا شيئًا في المقابل. وإن تذكّر الأذى الذي لحق بك من الآخرين يزرع فيك الشعور بالانتقام. ينبغي عليك أن تتذكر فقط المساعدة التي تلقيتها من الآخرين. الشخص الذي يتحلى بهذه الصفات المقدسة هو الإنسان المثالي. في هذا العالم الزائل والعابر، يتطلع الإنسان دائمًا إلى السلام والأمان. ولكن المال، والتعليم، والمناصب، والراحة المادية لا يمكنها أن تمنح السلام والأمان. فالسلام ينبع من القلب. لا يمكن للإنسان أن يختبر السلام والأمان إلا عندما يمتلئ قلبه بالحب. الحب هو الله، الحب هو الطبيعة، الحب هو الحياة، والحب هو القيمة الحقيقية للإنسان. بدون الحب، يكون الإنسان مجرد جثة هامدة. عليك أن تحيا حياة مليئة بالحب. أحبب حتى أسوأ أعدائك.

ساتيا ساي بابا – ١٨ آذار ١٩٩٩

Arabic, 17.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الثلاثاء ١٧ كانون الأول ٢٠٢٤

السماء نفسها تعلو رؤوس الجميع؛ والأرض نفسها تحمل أقدام الجميع؛ والهواء نفسه يدخل رئات الجميع! نفس الإله خلق الجميع، ويرعى الجميع، ويحدد نهاية هذه الحياة الأرضية. فلماذا إذًا هذا الدور اللاإنساني من العداء والتعصب، والقتال والنزاع؟ أعلن الرب في “الجيتا”: “أنا البذرة الحية لكل الكائنات”. الشجرة هي انتشار واسع من الأوراق والزهور، والثمار والاخضرار. إنها نظام متفرع من الجذع، والفروع، والأغصان، كل هذا نما من بذرة صغيرة واحدة. وكل ثمرة من تلك الشجرة تحتوي بداخلها على بذور من نفس الطبيعة. وبالمثل، تأمل للحظة في هذا التنوع الهائل للحياة، بكل تنوعه الغني من القوي والضعيف، الفريسة والمفترس، المضطرب والسعيد، الزاحف، المتسلق، الطائر، العائم، الماشي، المعلق، ذوي الحوافر، الغاطس، السابح – كل هذا التنوع الذي لا يُحصى من الكائنات المخلوقة خرج من البذرة (الإله الواحد)، وكل منها يحمل في جوهره البذرة نفسها من جديد. تأمل في هذا الإله الحاضر في كل شيء؛ عندها تصبح متواضعًا، حكيمًا، ومليئًا بالمحبة.

ساتيا ساي بابا – ١٢ أيار ١٩٧٠

Arabic, 16.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الإثنين ١٦ كانون الأول ٢٠٢٤

اليوم، يعتقد الناس أن الروحانية لا علاقة لها بالحياة الدنيوية، ولا الحياة الدنيوية لها علاقة بالروحانية. هذا خطأ كبير. الألوهية الحقيقية هي مزيج من الروحانية والالتزامات الاجتماعية. الوحدة الوطنية والانسجام الاجتماعي يقومان على أساس الروحانية. فالألوهية هي التي تربط بين الروحانية والوجود الاجتماعي. الخالق والخلق مرتبطان بشكل لا ينفصم مع بعضهما البعض. ولذلك، لا ينبغي اعتبار الله منفصلًا عن الخليقة. انظر إلى الله في الكون. على سبيل المثال، هناك كوب مصنوع من الفضة. الشخص الذي يلاحظ مادة الفضة في الكوب يفكر فقط في المادة الأساسية ولا ينتبه إلى شكل الكوب. بينما الشخص الذي يراه كوباً فقط لا يلاحظ أساسه من المادة الفضية. فقط الشخص الذي يستطيع أن يدرك كلًا من الفضة والكوب يمكنه أن يفهم أنه كوب فضي. وبالمثل، بدون الذات المطلقة (الذات كلية الوجود) لا وجود للخلق. اليوم، معظم الناس يرون الخلق فقط. القليل منهم يدركون أن الخلق هو انعكاس للخالق. من الضروري أن يدرك كل إنسان أنه بدون البراهمان (الذات العليا) لا يمكن أن يوجد الكون.

ساتيا ساي بابا – ١٢ شباط ١٩٩١

Arabic, 13.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الجمعة ١٣ كانون الأول ٢٠٢٤

إذا أراد الإنسان أن يبدد ظلام الجهل الداخلي، فإنه يحتاج إلى عناصر مشابهة لتلك التي يحتاجها السراج الذي نستخدمه بالعالم الخارجي: وعاء، زيت، فتيلة، وعلبة كبريت. بالنسبة للإنسان، فإن قلبه هو الوعاء، وفكره هو الفتيلة، والمحبة هي الزيت، والتضحية (الفيراجيا) هي علبة الكبريت. عندما تجمع بين هذه الأربعة، يضيء نور الذات (أتما-جيوتي) ببريقه المشرق. عندما يشتعل نور الروح، يظهر نور المعرفة ويتبدد ظلام الجهل. يتميز لهب المصباح بخاصيتين: الأولى هي طرد الظلام، والثانية هي الحركة المستمرة نحو الأعلى. حتى عندما يوضع المصباح في حفرة، يبقى اللهب يتجه إلى الأعلى. لهذا السبب، مجّد الحكماء مصباح الحكمة باعتباره الشعلة التي تقود الإنسان نحو مراتب أعلى. لذلك، لا ينبغي اعتبار بريق النور مجرد ظاهرة بسيطة. إلى جانب إشعال أنوار الشموع الخارجية، يجب أن تسعى إلى إشعال سراجها داخل نفسك.

ساتيا ساي بابا – ٥ تشرين الثاني ١٩٩١

Arabic, 12.dec.24

الإنسان اليوم يشبه الفارس الذي يركب حصانين في نفس الوقت. فهو يطمح إلى الإلهية، ولكنه أيضاً يتوق إلى ملذات العالم وشهواته. إنه ينسى أن الخالق يحتوي على الخليقة. وبنسيانه لهذه الحقيقة، يسعى وراء العالم الظاهري، ظنًا منه أنه منفصل عن الإلهية. إنه أحمق مثل الرجل الذي يبكي من أجل السمن بينما يحمل الحليب في يده، غير مدرك أن السمن كامن في الحليب. المؤمنون اليوم يدرسون الفيدا والنصوص المقدسة الأخرى كطقس من الطقوس، لكنهم لا يطبقون أيًا من التعاليم الواردة فيها. ما الفائدة من مجرد معرفة كيف وصفت الفيدا أو الأوبنشاد الإله؟ إذا لم ينعكس هذا العلم النظري في حياة الإنسان، فهو يشبه الأعمى الذي يسمع عن وجود العالم، لكنه لا يستطيع رؤيته. لا يوجد فرق بين هذا الأعمى جسديًا والشخص الأعمى روحيًا الذي يدرس الكتب المقدسة فقط. لقد وُجدت الكتب المقدسة لتكون أدلة لحياة عملية، وليس مجرد نصوص تُحفظ عن ظهر قلب.



ساتيا ساي بابا – ١٢ شباط ١٩٩١

Arabic, 11.dec.24


للتخلص من ظلام الحزن، عليك أن تشعل مصباح السعادة. ولتبديد ظلام المرض، عليك أن تُضيء نور الصحة. وللتغلب على ظلام الخسارة والفشل، عليك أن تجلب نور الرخاء. إن هذه الظروف التي تبدو متضادة ليست منفصلة تمامًا عن بعضها البعض، بل هي مترابطة. ترى في العالم وجود الحرارة والبرودة. قد يبدو أنهما متعارضتان، لكن وفقًا للظروف السائدة، كلاهما مفيدة للإنسان. ففي الطقس البارد، نرحب بالحرارة، وفي الصيف نرغب في البرودة. ومن الواضح إذن أن الحرارة والبرودة معاً عون للإنسان وليسا ضارين له. وبالمثل، فإن الفرح والحزن، والخسارة والكسب، هي أمور تساعد الإنسان وليست عدوة له. فإذا لم يكن هناك حزن، لا يمكن للإنسان أن يعرف قيمة السعادة. وإذا لم يكن هناك ظلام، فلن تُقدّر قيمة النور. ولذلك، لكي ندرك عظمة النور، لا بد من وجود الظلام.
ساتيا ساي بابا – ٥ تشرين الثاني ١٩٩١

Arabic, 10.dec.24


الكتب المقدسة تُقدَّس، وتُقدَّم لها الزهور، بل حتى الطعام يُقدَّس بتقديمه إليها. يتم حمل هذه الكتب في مواكب تتقدمها الطبول والمزامير في الشوارع. ولكن، فيما يتعلق بقراءتها أو محاولة فهم محتواها أو تطبيق ولو القليل مما كُتبت من أجله – فهذا أمر يبدو مستحيلًا بالنسبة للكثيرين! سأخبركم بشيء واحد تعلّمنا إياه تلك الكتب، وهو ما أريدكم أن تتعهدوا باتباعه: “لا تبحثوا عن أخطاء الآخرين، وتخلوا عن ذمّهم وإيذائهم (سواء بالتجريح أو الفعل)، لا تُشهّروا بأحد، ولا تشعروا بالغيرة أو الحقد. كونوا دائمًا لطيفين في طباعكم، وفي حديثكم. اجعلوا كلامكم مملوءًا بالتواضع والمحبة.” عيشوا بالحب، في الحب، ومن أجل الحب. حينها سيمنحكم الرب، الذي هو تجسيد للمحبة الإلهية، كل ما تحتاجون إليه، حتى دون أن تطلبوا شيئًا. فهو يعلم كل شيء؛ فهو الأم التي لا تنتظر سماع بكاء الطفل لتغذيته. محبته (بريما) واسعة وعميقة لدرجة أنه يستبق كل احتياجاتكم ويبادر بمساعدتكم فوراً.
– ساتيا ساي بابا – ١٣ تموز ١٩٦٥.

Arabic, 08.dec.24

الفكر أرض خصبة للجهل. يجب محو جميع آثار الفكر (مانو-ناسانام) – وهذه هي مهمة الحكيم. كيف يتم تدمير الفكر؟ الأمر سهل عندما تعرف ما هو. الفكر ممتلئ بالرغبة. هو كرة مليئة بالهواء، مثل كرة القدم. إذا قمت بثقبها، فلن تتحرك من مكان إلى آخر. النيرفانا تعني، بلا هواء. في حقل مربع، يبدو الماء الذي يملؤه من قناة الري مربعًا؛ إذا كان الحقل دائريًا أو مستطيلًا أو مثلث الشكل، سيأخذ الماء الذي يملؤه نفس الشكل الهندسي. الفكر يأخذ شكل الرغبة التي تملؤه. لتوضيح آخر، هو مثل قطعة من القماش، حيث الخيوط الطولية والعرضية هي خيوط الرغبة. سيعتمد نسيج القماش ولونه ومتانته وملمسه ولمعانه على الرغبة التي تكون بمثابة الخيوط الطولية والعرضية. إذا أزلت الخيوط، الطولية والعرضية، واحدة تلو الأخرى، سيختفي القماش. هذه هي تقنية مانو-ناسانام (تدمير الفكر).

ساتيا ساي بابا – ١٦ تشرين الأول ١٩٦٤

Arabic, 05.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الخميس ٥ كانون الأول ٢٠٢٤

يجب أن يكون الهدف من التعليم تحقيق حياة صالحة وليس مجرد كسب الرزق. إن تعلم التركيب الكيميائي للماء من عالم قد يمنح الإنسان نوعاً من المعرفة يساعده في الحصول على وظيفة، إلا أن معرفة كيفية استخدام الماء بطريقة صحيحة تضمن استفادة الجميع منه، وهذا نوع من المعرفة الروحية. هذه المعرفة الأسمى ترفع من شأن الحياة وتجعلها ذات معنى. عندما يجتمع العلم الدنيوي مع العلم الروحي، تصبح حياة الإنسان مفعمة بالإلهية. هناك قول مأثور في اللغة الكانادية: “الماء زينته اللوتس، والبلدة زينتها المنزل، والمحيط زينته أمواجه، والسماء زينتها القمر، وحياة الإنسان زينتها الفضيلة”. بدون الفضائل الحسنة، تصبح جميع الزينات الأخرى بلا قيمة. الجمال الذي خلقه الإله لا يمكن أن تتفوق عليه أي زينة أخرى. هذا الجمال هو ما يجب أن نقدّره. فالجمال الحقيقي هو الإله. لماذا نحاول تحسينه؟ عندما نمتلك الجمال الطبيعي، لماذا نلجأ إلى مستحضرات التجميل الصناعية؟ الجمال الحقيقي يكمن في الصفات الحميدة.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ تشرين الثاني ١٩٩١

Arabic, 04.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأربعاء ٤ كانون الأول ٢٠٢٤

لكي تنمو البذرة وتتحول إلى نبتة، تحتاج إلى الماء والتربة. وبالمثل، لكي تنمو البذرة الإلهية داخل الإنسان وتتحول إلى شجرة مزهرة بزهرة “سات-شيت-أناندا” (الوجود المطلق، الوعي المطلق، السعادة المطلقة)، فإنها تحتاج إلى الحب المتفاني (بهاكتي) والإخلاص بجدية (شرادها). الإنسانية لا تتجسد فقط في توجيه الفكر نحو الله، بل يجب اختبار الحضور الإلهي داخل الذات. الحالة البشرية هي تجلٍ للقوة اللامحدودة للإله. الإنسان هو تجسيد للأشعة اللامتناهية للإله. ولكن، بعدم إدراك جوهره الإلهي، يهدر الإنسان حياته في السعي وراء ملذات زائلة وتافهة. ما هي الروحانية؟ إنها السعي الحازم نحو الوعي الكوني. تهدف الروحانية إلى تمكين الإنسان من تجلّي الوعي الكوني الكلي (تشيتانيا)، سواء داخل الذات أو خارجها. فالروحانية تعني التخلص من الطبيعة الحيوانية في الإنسان وتنمية الميول الإلهية بداخله. إنها تعني إزالة الحواجز بين الإله والطبيعة، وتأكيد وحدتهما الجوهرية.

ساتيا ساي بابا – ١٢ شباط ١٩٩١

Arabic, 03.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الثلاثاء ٣ كانون الأول ٢٠٢٤

لم يقل الرب يوماً إنه سيعتني دوماً بخير أي مريدٍ له، ومع ذلك ترى المريد يكرس لله فقط لحظات قليلة بين الحين والآخر، بينما يستمر في ارتكاب كل أنواع الشرور والأعمال الضارة وكله باسم الله. هناك ثلاثة أمور يجب أن يضعها المرء في اعتباره: “لن أفكر في شيء سوى الله، لن أقوم بأي عمل دون إذن الله، وسأركز انتباهي بالكامل على الله”. فقط عندما تقبل هذه الأمور الثلاثة وتطبقها عملياً في حياتك، سيهتم الرب برفاهيتك. اليوم، نحن لا نولي اهتماماً للأوامر التي أعطاها لنا الله؛ بل نجادل مع الله ونسأله لماذا لا يعتني بسلامتنا ورفاهيتنا. مجرد قراءة أو ترديد نصوص “البهاغافاد غيتا”، أو مجرد التفكير في محتواها، لن يجلب أي فائدة! فقط من خلال فهم معانيها، والتأمل فيها بعمق، وهضمها تماماً، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياتك، يمكنك جني الفائدة الحقيقية منها.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات صيفية ١٩٧٢ – الفصل الثامن

Arabic, 02.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الإثنين ٢ كانون الأول ٢٠٢٤

على الإنسان أن يكون سعيداً بأن مولى الكل قد خلق حوله مواد جديدة و تستمر في التجدد من أجل خدمته وتساعده على تقديم العبادة بأشكالها المختلفة. عليه أن يصلي للحصول على فرص أحدث وأجد، وأن يتهلل بما استقبلته يداه، إن هذا الاتجاه من الامتنان يعطي غبطة لا تقاس، و إن قيادة حياة مليئة بالغبطة بهذا الشكل لهي حياة مباركة. إن ما تعمله من شروق الشمس حتى مغيبها يجب أن تعمله بتركيز وانتباه وكأنك تعبد الإله، مثلما تعتني بقطف الورود الأنيقة وتحفظها من الذبول والتلوث كذلك يجب بذل جهودٍ مستمرة لتنفيذ أعمال نقية وغير ملوثة. إذا ما وضعت هذه الرؤية نصب عينيك في كل يوم و عشت وفقاً لذلك فإنها تصبح خدمة إلهية مستمرة و طويلة، و إن شعور الانفصال (بأنا و هو) سوف يختفي، و كل شرور الأنانية سوف تزول، و ستتحول الحياة لتصبح تحت شعار(أنا الخادم).

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول المحبة، الفصل الثامن

Arabic, 01.dec.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأحد ١ كانون الأول ٢٠٢٤

مهما كانت المحنة شديدة، ومهما كان الألم عظيماً، استمر في الكفاح وحقق النصر من خلال ذكر اسم الله باستمرار (ناماسمارانا). تذكر بيشما! رغم أنه كان مستلقياً على سرير من السهام، تحمل الألم بصبر منتظراً لحظة مباركة ليغادر الحياة. لم ينادِ بيشما الله في عذابه طالباً إنهاء معاناته. بل قال: “سأتحمل كل شيء، مهما كان الألم، ومهما طال العذاب. سأبقى صامتاً حتى تأتي اللحظة المناسبة. خذني عندما تحين.“ كان بيشما من أعظم المتعبدين المتمسكين بالسلام الداخلي. ظل راسخاً بهذا الوعي لا يتزعزع، متحلياً بالسكينة. السلام ضروري لكل إنسان؛ فمن يمتلكه يمتلك كل شيء، ومن يفتقده يخسر فرحة كل شيء. على الرغم من أن السلام هو الطبيعة الحقيقية لكل إنسان، إلا أن الغضب والجشع ينجحان في قمعه. وعندما يتم التخلص منهما، يتألق السلام ببهائه الذاتي.

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول السلام الأسمى براشانتي الفصل الخامس

Arabic, 30.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – السبت ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٤

كريشنا كان الكائن الأسمى والعالم بكل شيء (سارڤجنا). وكان قريباً جداً من دروبادي. عندما تعرضت للإهانة في محكمة دوريودانا، الذي أمر بتجريدها من ملابسها، تدخل كريشنا وأعطاها إمداداً لا ينتهي من الساري لحمايتها وصون كرامتها. لكن بعض الناس يتساءلون: لماذا لم يعاقب كريشنا دوريودانا في الحال عندما ارتكب تلك الجريمة الشنيعة ضد امرأة نبيلة كانت مخلصة له للغاية؟ صحيح أن دروبادي كانت متفانية في إخلاصها لكريشنا، وأن كريشنا كانت لديه القدرة على معاقبة دوريودانا، إلا أن في هذا المشهد من المسرحية الإلهية، كان هناك العديد من الفصول الأخرى التي يجب أن تجري. كان من المقدر لدوريودانا أن يُقتل على يد بهيما في الحرب التي كانت ستقع لاحقاً، ولذلك لم يستطع كريشنا التدخل. حياة كامسا كانت بيد كريشنا، وحياة رافانا كانت بيد راما. كلاهما تجليات للإله فيشنو، ولكن لكل منهما دور محدد يلعبه في تجسده. هناك قواعد وضوابط لكل تجسد إلهي لا يتجاوزها الأفاتار. البشر العاديون لا يمكنهم فهم طرق الإله وحكمته.

ساتيا ساي بابا – ١٩ أيلول ١٩٩٣

Arabic, 29.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الجمعة ٢٩ تشرين الثاني ٢٠٢٤

الأفكار الجيدة يجب قبولها، والأفكار السيئة يجب نبذها. يجب عرض كل فكرة على محكمة الحكمة العليا (فيفيكا) لتحكم عليها، ويجب أن يُعامل الحكم الصادر بأنه غير قابل للنقض. في هذا السياق، نتذكر دعاء المهاتما غاندي: “سبكو سنماتي دي بهاجوان” – “يا الله، امنح الجميع الفهم السليم“. الشخص الذي يولد في بحيرة المجتمع يجب أن يسبح ويطفو في مياهها الهادئة، ثم ينضم إلى نهر التقدم ليصب في محيط النعمة الإلهية. على الإنسان أن ينتقل من “أنا” إلى “نحن”. ولكن اليوم، نرى رقصة جامحة للأفراد المصابين بداء الأنا، الذين يكرهون المجتمع ويتصرفون بشكل غير اجتماعي. كما أن الماء يتدفق من المستويات العليا إلى المستويات الأدنى، كذلك نعمة الله تنساب إلى أولئك المتواضعين الذين ينحنون بتواضع. لذا، تخلّوا عن الأنا، وتغلبوا على الغيرة، وازرعوا المحبة. كيف يمكن للإنسان أن يكون في سلام حقيقي مع نفسه ومع الآخرين إذا لم يسعَ لنيل نعمة الله؟

ساتيا ساي بابا – ٣٠ آذار ١٩٧٣

Arabic, 28.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الخميس ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٤

الكون بأسره يبدأ مثل البذرة، التي تنبت وتنمو لتصبح نباتاً ثم شجرة ذات أغصان وأوراق وأزهار. بذرة الكون هي الوعي النقي (تشيتانيا). هذا الوعي هو الحقيقة-الوجود-السعادة المطلقة (سات-شيت-أناندا). يبلغ هذا الوعي أوج قمته في الإنسان، حيث يتفتح في زهرة الإدراك الواعي. بهذا الشكل، يتجلى الإله في الإنسان. إدراك هذه الحقيقة هو الهدف الأسمى للحياة البشرية. العائق أمام هذا الإدراك هو الفكر. يصبح الفكر منحرفاً عندما يتركز حول الأنا (وعي الجسد)، ولكنه يصبح سامياً عندما يوجَّه نحو الذات العليا (الأتما). الشخص المملوء بالأنا ينسى الطبيعة الإلهية. عندما يظل التفكير منصباً على المستوى المادي والنظر مقتصراً على العالم الخارجي، يعجز الإنسان عن فهم الإلهية الكامنة داخله. من الخطأ الظن بأن الروحانية منفصلة تماماً عن الأمور الدنيوية. العالم المادي يعكس أيضاً الإلهية. لكن بسبب نسيان الإنسان لطبيعته الإلهية الحقيقية، فإنه يغرق في المشاكل والمحن. أفعاله تعكس صفات حيوانية بدلاً من صفاته الإلهية. فقط عندما يتأمل الإنسان داخلياً ويسأل عن جوهره، يستطيع أن يدرك الإلهية.

ساتيا ساي بابا – ١٩ أيلول ١٩٩٣

Arabic, 27.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأربعاء ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤

الفضيلة (دهارما) لا يمكن تدميرها أبداً. إن كانت قابلة للتدمير، فهي ليست فضيلة حقيقية. قد يبدو أحياناً أن الفضيلة تختفي بسبب تقاعس الناس عن ممارستها، ولكنها لا تختفي أبداً في جوهرها. مثلما تُخفي الغيوم الكثيفة الشمس عن الأنظار لبعض الوقت، لكنها لا توقفها عن الإشراق أو تحجب نورها إلى الأبد. بنفس الطريقة، فإن شمس الحقيقة (ساتيا) وأشعة الفضيلة (دهارما) لا يمكن تدميرها. الحقيقة والفضيلة مترابطتان ومتلازمتان، مثل العلاقة بين الخالق والخلق، أو بين المادة والطاقة. لذلك، لا يمكن فصل الحقيقة عن الفضيلة. الحقيقة هي الأساس الذي يُبنى عليه صرح الفضيلة، ولا يمكن أن يكون هناك تهديد لصرح الفضيلة الذي يقوم على أساس الحقيقة. الحقيقة والفضيلة هما من الصفات الطبيعية للإنسان. وعندما يركز الإنسان على اكتمال الفضيلة والصدق بنفسه والعيش وفقاً لنظمها، لا بد سيستمد نعيم السعادة الحقة ويشاركها مع العالم.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ تموز ١٩٩٦

Arabic, 26.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الثلاثاء ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٤

طبيعة السلام، تلين القلوب وتجمّل الأعمال، وتقودكم إلى أعتاب المولى العظيم لتمنحكم رؤية تجلي الإله. السلام لا يعرف التفرقة، فهو قوة تُرسخ المساواة. السلام هو رحيق الحب في زهرة الحياة الساحرة، وهو احتياج أساسي لليوغيين والطامحين الروحيين. فمن يكتسب السلام يستطيع أن يدرك الحقيقة غداً إن لم يكن اليوم. يجب أن يتحملوا كل العقبات في الطريق، لأن السلام يمنحهم القوة اللازمة لذلك. من خلال السلام وحده يتسع الإخلاص، وتتأصل الحكمة الروحية (جنانا). الحكمة المتولدة من السلام هي الوسيلة الوحيدة لعيش حياةٍ حقيقية أو حياة لا تعرف الموت. التحري الداخلي “من أنا؟” يمهد الطريق للتحقق. لذلك، يجب على الإنسان أن ينتظر بصبر وهدوء، واضعاً ثقته في نعمة الإله وحكمته. مثل هذا الباحث سيكون دائماً جاداً  متحمساً وتواباً. ويصبح هذا الباحث شجاعاً ومليئاً بالسلام من خلال قناعة أخرى ألا وهي: الإله موجود في كل مكان، ظاهرٌ بوضوح.

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول السلام الأسمى براشانتي الفصل الخامس

Arabic, 25.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الإثنين ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٤

التعليم الروحي يدفع الإنسان إلى صهر غروره الضيق في نار التضحية، ليحل محله الحب الشامل، الذي يشكل الأساس المتين للبنية العليا للنصر الروحي. المحبة التي لا تعرف حدوداً تنقي فكر الإنسان وتطهره. لتكن أفكارك متمركزة حول الله، ولتكن مشاعرك وعواطفك مقدسة، ولتكن أعمالك تجسيداً للخدمة غير الأنانية. بهذه الطريقة، يصبح الفكر والقلب واليد مشبعين بالخير. يجب أن يضطلع التعليم الروحي بمهمة هذا التسامي، وأن يبدأ بغرس أهمية الخدمة الحقيقية. الخدمة التي تُقدم للآخرين يجب أن تكون مصدراً للفرح الكامل، في جميع الجوانب. يجب أن يؤكد التعليم الروحي على أن الخدمة، مهما كانت طبيعتها، لا يجوز أن تُلحق أذى أو ألماً أو حزناً بأي إنسان. وعند تقديم الخدمة، يجب ألا تلوثها نزعة لإرضاء الذات أو تحقيق مكاسب شخصية. بل يجب أن تُقدم الخدمة باعتبارها جزءاً جوهرياً من طبيعة الحياة ذاتها. هذا هو الجوهر الحقيقي للتعليم الروحي.

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول الحكمة الروحية الفصل الثامن

Arabic, 24.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأحد ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

مبدأ الحب هو الأساس الذي يجب على الجميع إدراكه وتطبيقه. الحب موجودٌ دائماً، بين الخيرين والأشرار، في الغابة أو القصر، في الارتباط أو الفراق، في سلوك المرء كما في كلامه، في الفكر كما في العمل. إنه قوة شاملة ومتغلغلة في كل مكان. الحب هو السلاح الأقوى لتدمير قوى الشر المنتشرة في العالم اليوم. ومع ذلك، للأسف، لا يسير الإنسان في الطريق الصحيح لاكتساب هذا الحب المقدس. الحب هو البذرة، وهو أيضاً الفروع والزهور والثمار. ولتذوق ثمرة الحب، يجب على الإنسان أن يسلك مسار الحب. وبدلاً من السعي لمعرفة الطبيعة الحقيقية للحب، ينشغل الإنسان في مطاردة الثروة والسلطة. لا شك أن الثروة والسلطة ضروريان، ولكن فقط ضمن حدود. حتى المحيط الشاسع عندما يتجاوز حدوده يُنتقد على سلوكه. كذلك، فإن الجسد والفكر البشريين يبقيان بصحة جيدة فقط عندما يتم تناول الطعام ضمن حدود. الإفراط في الأكل يسبب اضطرابات عديدة. فكل شيء في العالم تحكمه حدود وضوابط، إلا الحب، فإنه بلا حدود.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ تشرين الثاني ١٩٩٦

Arabic, 23.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – السبت ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٤

القوة الإلهية لا تعرف ولادة ولا موت. لا أفرح للمديح، ولا أحزن للتجريح. أتعامل مع هذه الثنائيات في الحياة برباطة جأش، وأنا سعيد في كلٍّ من السعادة والمعاناة. في داخلي، لا يوجد سوى الحب. حبي يعيش بالعطاء، العطاء، ثم العطاء، ولا يأخذ أبداً. هذا هو الفرق بين حبي والحب الدنيوي، الذي يقوم على الأخذ فقط. لهذا السبب، فإن حبي دائم الاتساع. تماماً كما تنمو بذرة صغيرة لتصبح شجرة ضخمة تحمل فروعاً وثماراً، وكلها ترجع أصولها إلى تلك البذرة، كذلك، فإن الخلق نشأ من الحب. الحب هو الله، عيشوا في الحب. نمِّوا الحب في قلوبكم، وأحبوا الجميع من كل قلبكم. فقط عندما يظهر الحب الحقيقي، ستصل إلى الإدراك الذاتي. في البداية، الثقة بالنفس هي الأساس. الرضا بالنفس هو الجدار. التضحية بالنفس هي السقف. التحقق الذاتي هو القصر (قصر الحياة). كل شيء يوجد في الذات (الآتما). ومن خلال هذا المبدأ الروحي، اكتسب المعرفة الروحية. قوة الحب تتجاوز بكثير قوة القنبلة الذرية. الحب يحول حتى من يحملون الكراهية. لذا، طوّروا مثل هذا الحب المقدس الذي يجعل العالم أفضل ويقربكم إلى ذاتكم الحقيقية.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ تشرين الثاني ١٩٩٨

Arabic, 22.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الجمعة ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٤

التعليم اليوم ينتهي بالحصول على الشهادات، ولكن التعليم الحقيقي هو الذي يمكن الإنسان من استخدام المعرفة المكتسبة لمواجهة تحديات الحياة وجعل جميع البشر سعداء بقدر الإمكان. بولادة الإنسان في المجتمع يقع عليه واجب العمل من أجل رفاه وتقدم هذا المجتمع. ومع ذلك، فإن المعرفة المكتسبة من التعليم تُستغل اليوم بشكل خاطئ لتحقيق التمتع بالماديات واللذات الحسية فقط. هذا النوع من التعليم قد نجح في تطوير بعض القدرات الفكرية والمهارات التقنية، لكنه فشل تماماً في تطوير الصفات الأخلاقية والفضائل. إن المجتمع اليوم غارق في المادية بسبب الانشغال بالملذات الدنيوية. ولكن، في المؤسسات التعليمية الموجهة بوعيٍ إلهيّ، مثل هنا، نلاحظ التركيز على الإلهية الكامنة في الإنسان. في العصور القديمة، عندما كان التلاميذ ينهون فترة تعليمهم في معبد المعلم ويتهيؤون لدخول مرحلة الحياة كرب أسرة (غريهستا)، كان المعلم يقدم لهم نصيحة وداعية لتكون بمثابة إرشادات لخيرهم الدنيوي والروحي. هذا التقليد هو ما نعتبره اليوم حفل التخرج.

ساتيا ساي بابا – ٢٢ تشرين الثاني ١٩٨٧

Arabic, 21.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الخميس ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤

ما هو بالضبط السر لضمان السلام والازدهار للبشرية؟ تقديم الخدمة للآخرين دون توقع أي مقابل منهم. النشاط (كارما) الذي يقيد الإنسان هو شجرة ضخمة وسريعة النمو، والفأس التي يمكن أن تقطع جذورها هي: أن تؤدي كل عمل كأنه عبادة تهدف إلى تمجيد الإله. هذه هي التضحية الحقيقية (ياجنا) وهي الطقس الأهم. مثل هذه التضحية تُعزز وتمنح معرفة الإلهية (براهما فيديّا). يجب أن يتدفق الشوق لأداء الخدمة غير الأنانية في كل عصب من أعصاب الجسد، ويتغلغل في العظم، وينشط كل خلية. أولئك الذين ينخرطون في الانضباط الروحي (سادھانا) يجب أن يكونوا قد أتقنوا هذا التوجه نحو الخدمة. الخدمة غير الأنانية هي زهرة الحب، زهرة تملأ العقل بالبهجة. أما اللاعنف فهو عطر تلك الزهرة. دع حتى أعمالك الصغيرة تكون مشبعة بالرحمة والتقدير؛ وكن على يقين أن شخصيتك ستشرق نتيجة لذلك.

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول الحكمة الروحية الفصل الثامن

Arabic, 20.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأربعاء ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٤

العمل الذي يُؤدّى دون اهتمام بالنتيجة أو رغبة في الربح، بل بدافع الحب أو من منطلق الواجب، هو اليوغا. مثل هذه اليوغا تقضي على الطبيعة الحيوانية في الإنسان وتحوّله إلى كائن إلهي. إن خدمة الآخرين ورؤيتهم كإخوة وأخوات في الإنسانية تساعد الإنسان على التقدم الروحي وتحميه من الانحدار عن المستوى الروحي الذي وصل إليه. الخدمة القائمة على نفي الأنا (سيفا) أكثر فائدة من النذور أو الطقوس (بوجا). فهي تُذيب الأنانية الكامنة في داخلك، وتفتح قلبك وتجعله يزهر. لذلك، فإن العمل الذي يتم دون أي رغبة أو مصلحة ذاتية هو المثل الأعلى الأسمى. عندما يُبنى قصر الحياة على أساس هذه الخدمة غير الأنانية، تتجمع الفضائل حول الإنسان بفضل هذا الأساس الخفي. الخدمة يجب أن تكون التعبير الخارجي عن الخير الداخلي. وكلما انخرط الإنسان في خدمة الآخرين بغير أنانية، اتسع وعيه وزاد عمقه وتجذرت معرفته بحقيقته الروحية (الأتما).

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول الحكمة الروحية الفصل الثامن

Arabic, 19.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الثلاثاء ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٤

منذ العصور القديمة، كان الجانب الأنثوي للإله يُعبد بطرق مختلفة. تؤكد الفيدا أن حيثما تُكرّم المرأة وتُحترم، تكون الألوهية حاضرة بكامل قوتها. لكن للأسف، أصبح بعض الرجال اليوم يعتبرون تكريم المرأة أمراً مهيناً، وهذا خطأ جسيم ودليل على الجهل. المرأة (استري) هي غريهالاكشمي (إلهة الرخاء للمنزل). يُشاد بها كدهارماباتني (الزوجة الفاضلة)، وتُسمى إللّالو (سيدة المنزل) و أردهانجي (النصف الأفضل). بينما يتباهى البعض بألقاب زائلة تُمنح لهم، فإن المرأة قد مُنحت أعلى الألقاب التي تظل صالحة عبر الزمن. المنزل الذي يخلو من المرأة يشبه الغابة. يجب على الرجال أن يدركوا المكانة السامية للمرأة، ويمنحوها الاحترام والتقدير الذي تستحقه. يجب ألا يجعلوها تبكي أو تذرف الدموع؛ فالمنزل الذي تذرف فيه المرأة دموعها سيكون مصيره الخراب. لذا، ينبغي على الرجال أن يعطوا المرأة مكانة مشرفة، ويعيشوا حياة تتسم بالاحترام المتبادل والكرامة.

ساتيا ساي بابا – ١٩ تشرين الثاني ١٩٩٥

Arabic, 18.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الإثنين ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٤

لا يمكننا اكتساب القوة لمحاربة قوى الشر إلا عندما ننظر إلى الكون على أنه مغمور بحضور الله. كثير من الناس الذين ينخرطون في الصلوات والحج لسنوات يتساءلون لماذا لم يتمكنوا من تحقيق رؤية الله. ليس من الضروري أن نبحث عن الله في أنحاء العالم، فالله نفسه يبحث عن المتعبد الصادق. المؤمن الذي يدرك وجود الله في كل مكان سيجده في كل شيء وحيثما كان. عليه أن يكون على يقين ثابت بأنه لا يوجد مكان يخلو من وجود الله. هذه هي العلامة الحقيقية للإيمان. التأمل والصلاة لهما قيمة كبيرة كوسائل لتطهير النفس، ولكنها لا تؤدي إلى التحقق الإلهي بشكل مباشر. الإيمان الراسخ بالله هو ما يمنح الإنسان السعادة والفرح الذي لا يوصف. لا ينبغي أن ندع الشكوك تتسلل إلى قلوبنا، لأنها تقوض من أركان هذا الإيمان.

ساتيا ساي بابا – ٢٥ كانون الأول ١٩٨٦

Arabic, 17.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأحد ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤

عش دوماً كخادم لله الحي القيوم في داخلك، فبهذا لن تنجرف نحو الخطيئة أو تسقط في مهاوي الشر. اجعل العيش في نور الله عادةً دائمة، لأن العادة الجيدة هي ما يُصلح الساقطين. تحلَّ بموقف التسليم المطلق (شَرَناغاتي)، وإلا سيكون مصيرك مثل السهم الذي يُطلق (شَرَ غَتي) دون هدى. لهذا قال كريشنا: ”اجعل فكرك متوجهاً إليَّ دائماً (مانمانا بهافا)!“. قد تركب سيارة فاخرة تمتلكها، ومع ذلك، يومياً ودون تفكير، تُسلم نفسك وعائلتك إلى مهارة وتركيز السائق. لكن عندما يُنصح الإنسان بتسليم أموره لله، يتردد نتيجة قوة الوهم (ماياشاكتي) ويرفض التسليم! يا لها من غطرسة غريبة! ما الذي يمكن أن يُقال عن مثل هذا الغرور المضلل؟ إذا كان لديك تسليماً مطلقاً لله، ستكون دائماً قانعاً وسعيداً وبأتم الصحة.

ساتيا ساي بابا – ١٠ تشرين الأول ١٩٦١

Arabic, 16.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – السبت ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٤

مسألة الوصول إلى الألوهية مسألة عميقة، ولكن الحل بسيط من بساطة السهل الممتنع. فذلك لا يحتاج منك ممارسة روحية معقدة (سادهانا). على سبيل المثال، غاجيندرا (ملك الفيلة) صارع التمساح لآلاف السنين! لقد بذل جهداً عظيماً، ولكن على أي أساس؟ على قوته الجسدية، وعلى غروره الشخصي. طالما أنك تعتمد على قوى الأنا، مثل قوة الجسد، أو الفكر، أو المال، فلن تنتصر أبداً. في النهاية، أُنهك غاجيندرا وأدرك خطأه وصرخ: “يا رب، اغفر لي! ليس لي غيرك! تعال وأنقذني!” وعندما سلّم قائلاً: “ليس لي غيرك”، نجا.  انظر إلى أرجونا. لقد افتخر بعقله وفطنته أيضاً. في البهاجافادجيتا، حتى الآية الثامنة من الفصل الثاني، أمطر كريشنا بوابل من الأسئلة! لكنه استنفد كل فلسفته في وقت قصير. إلى أي مدى يمكن أن تصل قدرة العقل البشري؟ مسكين أرجونا، فإن تراكم أفكاره الفلسفية على مدار حياته تلاشى أمام حضور كريشنا! في النهاية، لم يستطع التفوه بكلمة أخرى وقال بكفيه المضمومتين: ”سأفعل كل ما تقول (كارشية فاشانام تافا).” حينها طمأنه كريشنا قائلاً: “جيد! تعال الآن وسأعلمك. الآن أصبحت مريداً حقيقياً لي. من هذه اللحظة، سأهتم بك.“

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ٢١ أيار ١٩٩١

Arabic, 15.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٤

قوة المحبة لا حدود لها، فهي قادرة على التغلب على أي شيء. يُروى أنه بينما كان بوذا في إحدى رحلاته، اعترضته شيطانة هددته بالقتل. بابتسامة هادئة، قال بوذا: “أنتِ لستِ شيطانة، بل أنتِ كائن مبارك! أحبكِ حتى لو تصرفتِ كشيطانة.” وعند سماع هذه الكلمات المليئة بالمحبة، تحولت الشيطانة إلى حمامة وابتعدت. فالمحبة قادرة على تغيير قلب حتى أشد الأعداء ضراوة، وهذا النوع من الحب الشامل هو ما ينبغي أن يسعى كل شخص لزرعه في قلبه. في العالم، هناك أشخاص ينتمون إلى أديان مختلفة – مسيحيون، مسلمون، هندوس، زرادشتيون وغيرهم. يجب ألا يكون هناك خلافات أو عدم ثقة بينهم، لأن جميعهم يتمسكون بالحق والفضيلة. كان هدف غورو ناناك من تأسيس الإنشاد الجماعي في المجتمع (بهاجان) هو نشر الانسجام والسلام بين الناس من مختلف الأديان، حيث تخلق هذه الترانيم الجماعية موجات من التآلف والسلام. اليوم، يعاني العالم من الصراعات والعنف، ولن يتحقق السلام والازدهار إلا عندما يتبنى الناس طريق المحبة والأخلاق ويعيشون حياة هادفة.

ساتيا ساي بابا – ٢٥ كانون الأول ١٩٨٦

Arabic, 14.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الخميس ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

يجب أن تمتلئ قلوب الطلاب الصغار بشوق نبيل بفضلكم، حتى يتمكنوا من صياغة ذواتهم كأدوات قوية ومتماسكة لرفع شأن الهند المستقبلية إلى المجد الذي تستحقه. المعلمون أو “الغورو”، يجب أن يكونوا قدوة تلهم طلابهم، فكما يكون المعلم، يكون التلميذ. وكما أن جودة الماء عندما يتدفق من الصنبور تكون بنفس جودة الماء الموجود في الخزان، كذلك تتسرب صفات المعلم إلى طلابه. حين يكون قلب المعلم ممتلئاً بالخير والإيثار والمحبة، فإن الطلاب سيعبرون عن هذه الفضائل في كل تصرفاتهم. يُقال إن هناك أكثر من خمسة آلاف معلم في برامج بال فيكاس (برامج أطلقتها منظمات الحكيم لتعليم الاطفال بالقيم الإنسانية)، ولو أن كل معلم صقل وأثر إيجاباً على مئة طالب، لأصبح من الممكن إحداث تحوّل كبير في الأمة. يجب عليكم مراجعة الإنجازات التي تحققت منذ انطلاق بال فيكاس، ويجب أن يكون هذا التقييم دورياً. حينما ينمي المعلم طبيعة صافية وسامية في نفسه، سينشأ الطلاب بدورهم يحملون بواقعهم هذه الطبيعة النقية. على المعلم أن يكون يقظاً حتى لا تنبت في قلبه بذور الكراهية أو الحسد أو غيرها من الرذائل، لأن قلب المعلم النقي ينعكس بصدق على نفوس الطلاب.

ساتيا ساي بابا – ٢٠ تشرين الثاني ١٩٧٩

Arabic, 13.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأربعاء ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٤

لا تكونوا مثل بعض المرضى النفسيين الذين يظلون دائماً منشغلين بقلق حول مرض ما أو سواه. الشجاعة هي أفضل علاج؛ لا تستسلموا قبل الأوان. ليس طول العمر هو المهم، فلو طال عمرك كثيراً، قد يأتي وقت تتوسل فيه إلى الله أن يريحك من آلام الحياة. وقد تصل إلى مرحلة تلومه فيها على عدم أخذ حياتك في حين يمنح الموت لمن تراهم بأفضل حال! بالطبع، اهتم بنجاحك أو فشلك في تحقيق الغاية الحقيقية للحياة، وحينها ستحظى بعدد السنوات التي تحتاجها لتحقيق هذا الهدف. اشعر بالشوق، وتشوق بصدق، وكن واثقاً من النجاح. تذكروا أنكم جميعاً موعودون بالنصر؛ ولهذا استجبتم للنداء وجئتم إليّ. ليس لي عمل سوى أن أفيض عليكم بالنِعَم. لا تعتبروني بعيداً عنكم، بل قريباً جداً. اطلبوا النعمة بإصرار وإلحاح، ولا تكتفوا بالمدح والاستعطاف. اجلبوا قلوبكم إليّ واربحوا قلبي. ليس بينكم غريب عني. اجلبوا عهودكم لي وسأمنحكم عهدي، ولكن تأكدوا أولاً من أن عهدكم صادق ونقي؛ فهذا وحده يكفي.

ساتيا ساي بابا – ١٠ تشرين الأول ١٩٦١

English, 12.nov.24

Merely chanting mantras or repeating God’s Name is of no use. We must engage ourselves in God’s work, as I have told you a number of times. Hanuman reached Lanka and befriended Vibhishana. During their conversation, Vibhishana expressed grief, “Hanumanta, you are fortunate, indeed. You are ceaselessly engaged in service to Rama, thereby worthy of His Grace. I’ve been repeating the Name of Rama for many years now, but I haven’t secured His darshan yet.” Hanuman asked him beautiful questions, “Vibhishana, you chant Rama’s name, but are you involved in Rama’s work? Without working for Rama, how can you expect Grace? It has been many weeks since Sita Devi was brought captive to Lanka. Isn’t service to Sita a valuable service to Rama? Have you ever gone to the Ashoka grove and consoled her? Have you even met her once? Have you familiarised yourself with her troubles and taken steps to provide her with conveniences? My every roma (hair) says Rama! But I did not stop there. I offered my life to Rama. I am engaged in actions dear to Him, day and night.” Therefore, the lesson is: The name of Rama in the heart, the work of Rama in the hand (Dil me Ram, hat me kam). This is the way to offer our lives to the Lord. – Summer Showers, May 21, 1991.

Arabic, 12.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الثلاثاء ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٤

إن مجرد ترديد المانترا أو تكرار اسم الله ليس بحد ذاته ذا فائدة. يجب أن ننخرط في العمل المقدس الإلهي، كما أخبرتكم مراراً. عندما وصل هانومان إلى لانكا وأقام صداقة مع فيبهيشانا، قال له فيبهيشانا بحزن: “يا هانومان، أنت محظوظ حقاً، إذ تنشغل دائماً في خدمة رامَ، وبذلك تنال بركاته. أما أنا فقد كررت اسم رامَ لسنوات عديدة، ومع ذلك لم أحظَ برؤيته بعد.” فردّ عليه هانومان بأسئلة بليغة: “فيبهيشانا، أنت تردد اسم رامَ، لكن هل أنت منخرط في عمله؟ كيف تتوقع البركة دون العمل من أجله؟ لقد مضت أسابيع منذ أُسِرت سيتا ديفي في لانكا، أليس في خدمة سيتا خدمةٌ عظيمة لرامَ؟ هل ذهبت يوماً إلى بستان أشوكا لمواساتها؟ هل قابلتها ولو لمرة؟ هل استمعت إلى معاناتها واتخذت خطوات للتخفيف عنها؟ كل شعرة في جسدي تلهج باسم رامَ! لكنني لم أتوقف عند هذا الحد؛ لقد قدمت حياتي كاملةً لرامَ. أعمل على كل ما يرضيه ليلاً ونهاراً.” والدرس المستفاد هنا هو: اسم رامَ في القلب، وعمله في اليد (دِلْ مِي رَام، هَاتْ مِي كَامْ). هذه هي الطريقة التي نقدم بها حياتنا كاملةً للرب.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ٢١ أيار ١٩٩١

Arabic, 11.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الإثنين ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٤

كيف لمن لا يعرف السباحة أن يُعلم الآخرين فن السباحة؟ وكيف لمن خزينته فارغة أن يكون سخيّاً في العطاء؟ ينبغي للفرد أن يكتسب ثروات الإخلاص والثبات والسلام قبل أن يقدم النصائح للآخرين حول كيفية تحقيقها. لقد عانت الهند (بهارات) من الاستخفاف وعدم الاحترام بسبب موجة من المعلمين الذين لم يكترثوا لتطبيق ما يعلمونه. أعلم أن لديكم الحماس لنقل رسالتي إلى أبناء هذا البلد وبلدان أخرى، لكن اسمحوا لي أن أذكركم بأن أفضل، بل الطريقة الوحيدة الفعالة، للقيام بذلك هي أن تترجموا هذه الرسالة في حياتكم. لتكن أفكاركم وأقوالكم وأفعالكم مشبعة بهذه الرسالة، فحينها ستنتشر بسلاسة وفعالية، وسيشهد وجه العالم تحولاً حقيقياً. أنتم ضباط في جيش ساي، فكيف يمكنكم قيادة الجنود إلى المعركة إذا كنتم غير مدركين لتفاصيلها أو إذا كنتم أدوات غير متمرسة؟ لا يمكنكم قيادة الآخرين إلا بعد أن تتقنوا هذه المبادئ بأنفسكم. ينطبق هذا على جميع مجالات النشاط الإنساني. اكتسبوا أولاً أناندا (الغبطة) وبراشانتي (السلام الأسمى)، عندها يمكنكم نقلها للآخرين.

ساتيا ساي بابا – ١٧ أيار ١٩٦٨

Arabic, 10.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأحد ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٤

كلمة “ناما” تحمل دلالات كبيرة في علم الأعداد. “نَ” تساوي صفراً، “آ” تساوي اثنين، و”ما” تساوي خمسة، وبذلك يصبح المجموع سبعة، مما يشير إلى أن “ناما سانكيرتانام” تحتاج إلى سبعة عناصر لتحقيق النجاح: شروتي (النغم)، ليا (التناغم)، راغا (اللحن)، تالا (الإيقاع)، بهافا (الشعور)، بريما (المحبة)، وسمهيتا (التوافق). ويشير الرقم سبعة إلى النغمات الموسيقية السبع، والحكماء السبعة، وأيام الأسبوع السبعة التي تُعرف بالأسبوع المقدس (سابتها). يجب أن يتم السانكيرتانام مع التركيز على النغمة، التوقيت، اللحن، الإيقاع، الشعور، المحبة، والسعي لتحقيق الخير الأسمى. ليس الهدف هو الغناء من أجل الغناء فقط؛ يجب أن ينبع اللحن من القلب، وأن يكون مشبعاً بالمشاعر الصادقة، ومغموراً بالمحبة، وأن يجعلك تنسى نفسك. عندئذ، يُصبح الغناء نوعاً من التوبة أو التمارين الروحية (تاباس). إن هذا النوع من السانكيرتانام لا ينقذ الفرد فحسب، بل ينقذ العالم بأسره. يا تجليات المحبة! حتى لو كنتم غير قادرين على ممارسة التأمل أو التلاوة أو اليوغا أو الياجنا، فانخرطوا في ترديد اسم الله. إذ يمكن للجميع أن يمارسوا ناماسانكيرتان، من الشخص البسيط إلى الشخص المستنير (باراماهامسا).

ساتيا ساي بابا – ٢٦ كانون الثاني ١٩٨٢

Arabic, 09.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – السبت ٩ تشرين الثاني ٢٠٢٤

العصر الحالي، الذي غالباً ما يدينونه على أنه عصر كالي (عصر الظلام)، هو في الواقع العصر الذي يمكن فيه تحقيق التحرر بسهولة أكبر. وقد كشفت كل النصوص الدينية هذا. السبب، وفقاً لتلك النصوص، هو أنه يمكن تحقيق التحرر الآن عبر الممارسة الروحية المتمثلة في “ناما سانكيرتان” – ترديد وتمجيد اسم الله، والاستماع إلى ترديد الاسم. من بين خطوات التفاني التسع، تُعتبر “شرَفَنام” (الاستماع إلى الاسم وهو يُرتل) و”كِيرتَنام” (ترتيل الاسم) الأفضل والأقوى. كِيرتَنام تعني ترديد الأسماء التي تمجد الله، بينما “سانكيرتانام” تعني “ترديد الأسماء بشكل مستمر وبصوت عالٍ، دون انقطاع ودون تردد”. وبينما يمكن أن يكون الكيرتَنام ممارسة فردية تساهم في التقدم الروحي للفرد، فإن السانكيرتانام هي ترديد جماعي؛ فهي تساعد في عملية التحرر ليس فقط للمشاركين في المجموعة، بل تفيد أيضاً من يستمع إليها، وحتى من هم خارج دائرة المستمعين. يمكن أن تستفيد منها البشرية كلها بفضل اهتزازات الطاقة الروحية التي تُطلقها.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ كانون الثاني ١٩٨٢

Arabic, 08.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الجمعة ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٤

واجب الإنسان هو أن يقدّس أيامه ولياليه من خلال ذكر الله المستمر دون انقطاع، متفكرا باسم الله المقدس بفرح وشوق. إذا فعلت ذلك، فإن الله سيتجلى لك بالشكل والاسم الذي خصصته له، ليكون أجمل وأكمل تجلّ! إن الله يحمل كل الأسماء وكل الأشكال، فهو توحيدها كلها في تناغم رائع! الآلهة التي تُعَبَّدُ في الديانات المختلفة، والمحبوبة لدى المجتمعات الإنسانية المتنوعة، هي بمثابة أطراف وجوانب لله الواحد الحق. فكما أن الجسد هو اتحاد متناغم بين الحواس والأطراف، فإن الله هو تجلٍّ لجميع الأشكال والأسماء التي يطلقها الإنسان عليه. فقط من يجهلون عظمة الله هم الذين يصرّون على عبادة الله تحت اسم أو شكل واحد فقط، والأسوأ من ذلك أنهم يقومون بتكفير استخدام الآخرين لأسماء وأشكال أخرى. وبما أنكم جميعاً مرتبطون بمنظمات “ساتيا ساي”، يجب أن أنبهكم ضد هذا التعصب الأعمى. لا تنشروا فكرة أنكم جماعة متميزة ومنفصلة عن أولئك الذين يعبدون الله بأسماء وأشكال مختلفة. بذلك، تقيدون الإله نفسه الذي تمجدونه.

ساتيا ساي بابا – ١٧ أيار ١٩٦٨

Arabic, 07.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الخميس ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤

يجب أن يكون هدفك هو رؤية الإله الواحد في جميع الأشكال التي يتعبد لها البشر، وأن تتخيله في كل الأسماء، بل أن تشعر بوجوده على أنه الدافع الداخلي في كل كائن حي، وفي كل ذرة من ذرات الوجود. لا تقع في خطأ معتبراً بعض الناس جديرين بالاحترام وبعضهم غير جديرين بذلك. فإن “ساي” موجود في كل فرد؛ لذا، يستحق الجميع احترامك وخدمتك. انشروا هذه الحقيقة؛ فهذا هو الدور الذي أخصصه “لجمعيات الخدمة” (سيفا ساميتي). يمكنك أن تراقبني وأن تلاحظ أفعالي؛ انظر كيف ألتزم بالاستقامة والنظام الأخلاقي والحق والرحمة الشاملة. هذا ما أرغب في أن تتعلمه مني. الكثير منكم يطلبون مني “رسالة” ليأخذوها إلى الجمعية التي ينتمون إليها. حسناً، حياتي هي رسالتي. ستكون مطبقاً لرسالتي إذا عشت حياتك بحيث تعكس الهدوء الصافي، والشجاعة، والثقة، والرغبة في خدمة المحتاجين؛ هذه القيم هي التي تلهمكم إياها حياتي.

ساتيا ساي بابا – ١٧ أيار ١٩٦٨

Arabic, 06.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأربعاء ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٤

إذا أردت أن تحيا حياة إنسانية مثالية، فعليك أن تقتدي بالأفاتار (التجلي الإلهي). قد يظهر الأفاتار في صورة بشرية، لكن لا ينبغي أن تخدعك هذه الظاهرة، فيمكن أن يبدو الأفاتار كإنسان عادي، لكن لا ينبغي لك أن تساوي نفسك به. فبينما قد يظهر التشابه في الشكل، إلا أن هناك فرقاً جوهرياً عميقاً؛ فلا تخلط بين ثمرة القطن وثمرة المانجو. إذ يتجلى الله في هيئة بشرية لأن الإنسان قد ضلَّ طريق الاستقامة. ومن أجل إصلاح الإنسان وإعادته إلى طريق الفضيلة، يكون هذا التجلي. بالنسبة للطيور والحيوانات والحشرات، فهي تعيش وفقاً لفطرتها ولا تحتاج إلى تجليات إلهية لتصحح لها مسارها. أما الإنسان اليوم، وحده هو من تخلّى عن المبادئ وهجر طريق الفضيلة، ونسِيَ جوهره الإلهي، وابتعد عن إنسانيته. ولإصلاح هذا الخلل، لا بد من تجليات إلهية في صورة بشرية، فيأتي الأفاتار ليحمي الأخيار، ويصلح المخطئين، ويعاقب الأشرار.

ساتيا ساي بابا ٢٠ أيار ١٩٩٦

Arabic, 04.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الإثنين ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤

الحياة مسرحية قصيرة على خشبة المسرح، والجسد ما هو إلا فقاعة، أما الفكر فهو متقلب دائماً. في كتاب ”الجيـتا” المقدس، يعترف أرجونا لكريشنا بأن الفكر، الذي يتذبذب باستمرار، من الصعب التحكم فيه. ومع ذلك، يجب على الإنسان أن يركز على وجهته الحقيقية. فما هي هذه الوجهة، وما هو الهدف وغاية الحياة؟ لقد وضّحت كل من “البهاجافاتا” و”الجيـتا” هذه الحقيقة؛ وجهتنا هي العودة إلى المصدر الذي جئنا منه. طالما كان الفرد عالقاً في عالم ”الـبراكريتي“ (العالم الظاهري المادي)، سيبقى فكره غير مستقر ومتقلباً. إن التصريح الفيدي “سوهام” (هو أنا) يتجلى من خلال عملية الشهيق أثناء التنفس. عندما تزفر وتقول “أهم”، فإنك تتخلى عن “الأنا”. عبارة “سوهام” تصرح عن اتحاد الفرد مع الإلهي (أنا هو). لن يفهم الفرد هذه الوحدة طالما بقي متعلّقاً بمغريات العالم المادي.

ساتيا ساي بابا – ١١ شباط ١٩٨٣

Arabic 03.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الأحد ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٤

كيف يمكن تنقية الدوافع الداخلية للإنسان؟ هذه الدوافع تتعلق بالفكر والكلام والجسد. ومن بين الثلاثة، الكلام هو الأكثر أهمية. كيف يمكن تحقيق النقاء في الكلام؟ يذكر كتاب الجيتا المقدس: “أنودفيجاكرم فاكيام ساتيام برياهيتام تشا يت”، بمعنى أن كل كلمة تنطق بها يجب أن تكون أنودفيجاكرم (خالية من التسبب في الإثارة أو التوتر)، ويجب أن تكون ساتيام (صدق) وبريا (محببة). هناك أربعة عوامل تؤدي إلى تلوث اللسان. الأول هو قول الكذب؛ الثاني، الهذر والإفراط في الحديث؛ الثالث، النميمة ونقل كلام السوء عن الآخرين؛ الرابع، الإساءة أو الانتقاد للآخرين. يميل اللسان إلى الانغماس في هذه الأنواع الأربعة من المخالفات في الكلام. وللأسف، في عصر كالي الحالي، أصبحت هذه السلوكيات الأربعة منتشرة بشكل كبير. فالكذب أصبح شائعاً، والكثيرون ينغمسون بحرية في تشويه سمعة الآخرين، وتنتشر النميمة، ويُفرط الناس في الكلام بلا داعٍ. لا يمكن أن يصبح الكلام طاهراً نقياً وغير ملوث إلا عندما يتخلص المرء من هذه الاتجاهات الأربعة السيئة. لذلك، فإن أول مهمة يجب القيام بها هي تنقية المرء لما يقوله.

ساتيا ساي بابا – ٣٠ آب ١٩٩٣

Arabic, 02.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – السبت ٢ تشرين الثاني ٢٠٢٤

يجب على كل فرد أن يسعى لملء قلبه بصفات مقدسة، وأن يحول قلبه إلى ناندافانا (بستان سماوي). حقاً، عندما نرى أناساً سعداء، يجب أن نشعر بالسعادة من أجل سعادتهم، وعندما نرى معاناة أو صعوبات، يجب أن نتشارك مشاعرهم وألمهم. إذا تمكنا من تنمية هذه الصفات، فسنحوّل قلوبنا إلى بستان سماوي. علينا بذل كل الجهود لتعزيز الرحمة والخير، وهذا ما يسمى بـمايتري (الود والمحبة اللطيفة). إذا طورنا هذه الصفات الحميدة، سيبدو الله قريباً منا أيضاً. سواء كنا في ألم أو سعادة، في حزن أو محنة، يجب أن نعمل دائماً على توسعة قلوبنا بحيث نتمكن من الحصول على بريما باراماتما (محبة الله). من ناحية أخرى، إذا كانت لدينا صفات سيئة مثل الرغبة في ارتكاب الذنوب، أو سماع ما لا يجب أن نسمعه، أو إيذاء الآخرين، فلن تبقى العدالة والخير والأمانة بالقرب منا. لذا، على الناس أن يسعوا لتنمية الصفات المقدسة.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية ١٩٧٦ – الفصل ١٢

Arabic, 01.nov.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الجمعة ١ تشرين الثاني ٢٠٢٤

نمِّوا في قلوبكم الحب الإلهي تجاه الله، الحب الأعظم الذي هو شكل الإله الحقيقي. لا تدعوا التساؤلات تزعزع يقينكم، ولا تجعلوا الشك يحيل بينكم وبين محبة الإله. لا تقولوا: “لماذا لم تنتهِ مشاكلي؟ لماذا لم يكلمني؟ لماذا لم ينادِني؟” لا تظنوا أنني لا أكترث لأمركم أو أنني أتجاهلكم. قد يسود الصمت ولا تسمعوني، لكن لا تظنوا أنني أفتقر إلى الحب، فكل ما أفعله هو من أجلكم، لا من أجلي، فما الذي يمكن أن يكون لي؟ أنتم فقط. لذا، لا تدعوا إيمانكم يضعف أو يهتز، ولا تسمحوا لذلك بأن يزيد من معاناتكم. سارعوا للتمسك بهذا اليقين واجعلوه عهداً بينكم وبين أنفسكم. أياً كان معبودكم المختار، سواءً كان فيشنو أو رامَ أو شيفا أو فنكاتيشوارا، تمسّكوا به. لا تفقدوا الصلة والقرب منه، لأن الفحم لا يتحول إلى جمر حي إلا عندما يلامس الجمر المشتعل. لذلك اقتربوا مني في قلوبكم، وسوف تنالون جذوةً من الحب الإلهي الأسمى. هذه هي الفرصة العظيمة.

ساتيا ساي بابا – ١٠ تشرين الأول ١٩٦٤

Arabic, 31.oct.24

الحكمة المكتوبة على لوح مدينة السلام براشانتي نيلايام لهذا اليوم – الخميس ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٤

تماماً كما يمكن لأشعة الشمس أن تحرق كومة من القطن إذا مرّت من خلال عدسة مكبرة، فإن أشعة الفكر تستطيع تدمير الصفات السيئة للإنسان فقط عندما تمر من خلال عدسة المحبة الإلهية. وعلى الرغم من أن الإنسان قد جاء من مادهافا (الله)، إلا أنه محاط بوهم (بهاراما) يحجب الإلهية (براهما) داخله. ما دام المرء في قبضة هذا الوهم، فلن يتمكن من فهم الإلهية. وبسبب هذا الوهم، يتعلّق الإنسان بالجسد ويطوّر رغبات لا حدود لها، مما يؤدي إلى نمو الطبيعة الشيطانية (أسورا) داخله. في كلمة نارا (إنسان)، “نا” تعني “لا”، و”را” تعني “فناء”، أي أن كلمة “نارا” تصف الإنسان بأنه خالد (أي، غير قابل للفناء). ولكن عند إضافة “كا” إلى “نارا”، تصبح ناراكّا، والتي تعني “جحيم”، وهو العكس من النعيم. عندما ينحدر الإنسان إلى مستوى الطبيعة الشيطانية، ينسى الألوهية ويتبع طريقاً يقوده إلى الجحيم. يتم إدراك الإلهية من خلال اتباع المسار الروحي (طريق الروح). وفقاً للقصة في كتب البورانا، يقال إن الشيطان ناراكاسورا قد تم تدميره في هذا اليوم من أيام ديوالي (ناراكّا تشاتورداسي). كان ناراكاسورا شيطاناً مليئاً بالتعلّق بالملذات الجسدية.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ تشرين الأول ١٩٩٢