Arabic, 22.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٢ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

أنت تعرف عظمة هانومان، الذي كان رمزًا للخدمة غير الأنانية. لقد كان يتمتع بقوة عظيمة، وبأس، وشجاعة، وكان يُشاد به كعالم عظيم ذو خلق لا تشوبه شائبة. ومع ذلك، حين سأله الشياطين في لانكا: “من أنت؟”، لم يتردد في الإجابة بأنه خادم المولى راماشاندرا. ينبغي أن تشعر بالفخر عندما تُسمي نفسك خادماً للإله والإنسانية. فإذا بدأتَ في تقديم الخدمة بروح أن خدمة الإنسان هي خدمة لله، ستجد الله هناك. لن تشعر بنفس التجربة في تكرار الأذكار (جَابا) أو التأمل (دهيانا). بل يجب عليك أن “تغلق عقلك وتفتح قلبك”، وهذا يحدث أثناء أداء الخدمة (سيفا). قد يتساءل البعض: “طالما أنك إله، فلماذا تعبد الله؟” – حتى لتُدرك أنك إلهيّ، عليك أن تقوم بأعمال معيّنة باعتبارها واجباً مقدساً. ووفقاً لتقاليد بهارات (الهند)، ينبغي أن تفعل الأمور لإرضاء الله، أو بمعنى آخر، تحوِّل العمل إلى عبادة. وعندما تمارس هذا، يصبح من الأسهل تحقيق إدراك الله.

ساتيا ساي بابا – ١٩تموز ١٩٩٧

Arabic, 21.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢١ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

ما هو مطلوب اليوم هو التحول الداخلي، والذي يمكن تحقيقه بأن يطرح الإنسان على نفسه السؤال: “من أنا؟”. فعندما تعرف الإجابة وتصل إلى حالة التحول الحقيقي، لن تحتاج إلى أي ممارسات روحية أخرى. وهذا ممكن فقط عندما تسيطر على فكرك. لقد أوضح الحكيم باتانجالي هذا المبدأ بقوله: “يوغا تشيتا فريتي نيرودها”، أي أن السيطرة على الأفكار والتقلبات الذهنية هي اليوغا الحقيقية. فاليوغا لا تعني مجرد التمارين البدنية، بل تعني “الاتحاد مع الروح”، والاتحاد مع الروح (الذات العليا) هو أسمى درجات السعادة. لكن للأسف، لا أحد اليوم يسعى جاداً لبلوغ الروح، الغاية النهائية للحياة. فالحواس أعلى من الجسد، والفكر أعلى من الحواس، والذكاء أعلى من الفكر، والروح فوق الجميع. ومع ذلك، لا يرتقي الإنسان حتى إلى مستوى الذكاء، بل يبقى حبيساً في حدود فكره فقط. وبسبب عجز الإنسان عن السيطرة على فكره وحواسه، يقع في الارتباك والاكتئاب، ونتيجة لذلك ينسى مبدأ الروح، أي جوهر وجوده الحقيقي.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ تشرين الثاني ١٩٩٨

Arabic, 19.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٩ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

التضحية هي الهدف الأسمى للمحبة. فالمحبة الحقيقية لا ترغب في شيء، ولا تنتقد أحداً، ولا تُسبب الأذى لأحد. إنها خالصة ونقية وخالية من الأنانية. لكن الإنسان، لعدم فهمه لمبدأ المحبة هذا، يسعى وراء الحب بطرق شتى، متعطشاً له. ينبغي أن تؤمن أن الإيثار وروح التضحية هما السمتان الأساسيتان للمحبة الحقيقية. فحتى في أعظم الروابط الإنسانية، كعلاقة الأم بولدها، أو الزوج بزوجته، أو الأخ بأخيه، أو الصديق بصديقه، قد يكون هناك قدر من الأنانية والمصلحة الشخصية. وحدها محبة الله خالية تماماً من الأنانية والمصالح. المحبة الصادقة قادرة على التقريب بين من فرّقتهم المسافات أو الظروف. كما يمكنها أن تحول الإنسان ذي الطباع الحيوانية إلى كائن إلهي. وبإمكانها أن تغيّر الحب الدنيوي والجسدي تدريجياً إلى حب إلهي. ومن أراد فهم مبدأ المحبة، فعليه أن يتخلى عن الأنانية والمصلحة الذاتية، وأن ينمّي الطهارة والثبات والصفات الإلهية الأخرى. وعليه أن يسعى لعيش حياته مركزاً على محبة الله، غير مبالٍ بالصعوبات أو المعاناة التي قد تواجهه.

ساتيا ساي بابا – ٢٠ حزيران ١٩٩٦

Arabic, 17.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

لا تعتبر أن الله كيان فوقك أو بعيد عنك؛ بل عامله كما تعامل من هو منك ولك. هذا لا يمكن تحقيقه إلا عندما تنمّي المحبة في قلبك. يا تجليات المحبة! ابذلوا كل جهدكم في ردّ الدين لله، فهو يملأ كيانكم كله ويحفظكم في كل لحظة. من المسؤول عن دوران الدم في جسدكم؟ كيف لا يخرج الدم من الجسم بينما يجري في العروق؟ أنت تظن أن الطعام هو الذي يبقيك على قيد الحياة، ولكن لا الطعام ولا الدم هما من يحفظانك. الله وحده هو المسؤول عن استمرارك وبقائك. ومع ذلك، فإنك مدين بكل قطرة دم في جسدك لوالديك، فطعامهم تحوّل إلى دم فيك. لذلك، فإن أول وأقدس واجباتك هو أن تحترم وتبجل والديك. إن لم تحترم والديك اليوم، فلن يحترمك أولادك في المستقبل، فما فائدة الندم بعد فوات الأوان؟ احترم والديك وكن قدوة حسنة لأبنائك. ومن لا يحترم والديه، فهو شيطان (راكشاسا) بحق. لا تعش حياة الشيطان، بل عش كإنسان (مانافا).

ساتيا ساي بابا – ١٢ نيسان ٢٠٠٣

Arabic, 16.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٦ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

يعاني الناس لأن لديهم جميع أنواع الرغبات غير المعقولة، يتوقون لتحقيقها، ويفشلون في ذلك. إنهم يعلقون أهمية مفرطة على العالم الخارجي المحسوس. وعندما تزداد التعلقات، يبدأ الألم والحزن. ولكن إذا نظرت إلى الطبيعة وكل المخلوقات بنظرة نابعة من البصيرة الداخلية، فإن التعلق يزول، وسترى كل شيء أوضح، متوهجاً بإشراقة إلهية وجمال رباني. أغلق هذه العيون (الخارجية) وافتح تلك العيون الداخلية، وسترى صورة رائعة للأحدية الجوهرية في كل شيء. التعلق بالطبيعة له حدود، ولكن التعلق بالرب، والذي ينشأ عند انفتاح العين الداخلية، لا حد له. استمتع بتلك الحقيقة الأبدية، وليس بهذه الصورة الزائفة. الله هو القوة الكامنة في كل شيء؛ ولكن من لا يصدق أن الصورة في المرآة هي انعكاس لذاته، كيف له أن يؤمن بالله، وحضوره ينعكس في كل شيء من حوله؟ إن القمر يُرى منعكساً في إناء إذا احتوى على الماء؛ وبالمثل، يمكن رؤية الرب في قلبك إذا كان فيه ماء المحبة (بريما). وعندما لا ينعكس الرب في قلبك، لا يمكنك الادعاء بأنه لا وجود لله، بل يعني فقط أنه لا توجد محبة في داخلك.

ساتيا ساي بابا – ٢ شباط ١٩٥٨

Arabic, 14.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٤ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

الهدف الأساسي من التعليم هو تنمية التمييز العقلي (فِـيڤيكا)، وتعزيز العادات الفاضلة، وتقوية الدارما (الواجب الأخلاقي)؛ وليس مجرد اكتساب المظاهر الخارجية من “التهذيب” أو جمع المعلومات العامة أو ممارسة المهارات الشائعة. كن راسخاً في وعي بن ذاتك الحقيقية هي الروح الخالدة، التي لا تُدمَّر، والتي هي مقدسة، طاهرة، وإلهية. هذا الإدراك وحده هو الذي يمنحك الشجاعة والثبات الذي لا يتزعزع. عليك أيضاً أن تنمّي المحبة والاحترام المتبادلين، وأن تتحلى بالتسامح مع جميع أنواع الأشخاص والآراء والمواقف والطبائع المختلفة. إن المدرسة والمنزل والمجتمع ككل هي ساحات تدريب على التسامح. في المدرسة، يجب على المعلمين والتلاميذ أن يكونوا واعين بواجباتهم وحقوقهم، ويجب أن تكون العلاقة بينهم مبنية على المحبة وليس الخوف. وحدها أجواء المحبة تضمن التعاون السعيد والانسجام. وقبل كل شيء، كن طيباً، صادقاً، وحسن السلوك؛ فبهذا فقط تصبح الشهادات الجامعية ذات قيمة حقيقية وجديرة بالاحترام. لا تعلّق أهمية مفرطة على اجتياز الامتحانات، لأنه إذا فعلت ذلك، فقد تصاب بالإحباط الشديد عند الرسوب.

ساتيا ساي بابا – ٢ شباط ١٩٥٨

Arabic, 12.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٢ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

القراءة وحدها لا تكفي، فقد تتقن جميع الشروحات والتفاسير، وقد تتمكن من الجدال والنقاش مع كبار العلماء حول هذه النصوص، ولكن من دون محاولة تطبيق ما تعلّمه هذه الكتب، فإن ذلك مجرد إضاعة للوقت. أنا لا أُقرّ بتعلم الكتب فقط، ما أُقيّمه هو الممارسة. فعندما تخرج من قاعة الامتحان، أنت تعلم بنفسك إن كنت ستنجح أم لا، أليس كذلك؟ لأنك تستطيع أن تحكم على جودة إجاباتك. وكذلك في الممارسة الروحية (سادهانا)، أو في السلوك، أو في التطبيق العملي، يمكن لكل منكم أن يحكم بنفسه على النجاح أو الفشل المنتظر. وكما تعتني بالجسد بالغذاء والشراب بانتظام، عليك كذلك أن تعتني بالجسد الروحي الداخلي، من خلال الترديد المنتظم لأسماء الله (جاپا)، والتأمل (دهايانا)، وتنمية الفضائل. إن الصحبة الصالحة (ساتسانغا)، والسلوك الطيب (سات-برافرتانا)، والأفكار المقدسة (سات-تشينتانا) ضرورية لنمو الشخصية الداخلية وضمان صحتها. فالجسد هو بهفانام (قصر) لـ بهوفانيشفارا (ربّ العالم)، وهو بهوفانام (عالمه)! ومثلما تحرص على تناول القهوة أو الشاي في أوقات محددة، فلتكن لك مواعيد ثابتة للتأمل والترديد الروحي، من أجل صحة الروح وحيويتها.

ساتيا ساي بابا – ٢ شباط ١٩٥٨

Arabic, 08.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

حتى إنجازات اليوم العلمية لا تُقارن بما حققه “هيرانياكاشيبو” و”هيرانياكشا” في “كريتا يوجا”. فقد تمكَّن “هيرانياكاشيبو” من إخضاع العناصر الخمسة لسيطرته، واستكشاف عوالم الأرض والسماء والماء. وبلغ به الغرور حدّاً جعله يتباهى بسيطرته على العالم المادي. وقد أعمى هذا الغرور بصيرته لدرجة أنه عذّب ابنه بنفسه! فما كانت ثمرة كل إنجازاته؟ الكبرياء، الذي أنساه نفسه وطمس فيه حتى أبسط المشاعر الإنسانية. ومثل هذا الإنسان يكون على استعداد لتدمير أي شخص يقف في طريق طموحاته، حتى وإن كان من أفراد أسرته. وفي النهاية، لم يكن هناك من يعلمه الحقيقة سوى ابنه. كان “برهلادا”، ابن “هيرانياكاشيبو”، محبوباً لدى المولى “هاري”. أما والده فكان يبغض “هاري”. لم يكن باستطاعتهما التعايش. وبنفس الطريقة، يبدو أن العلم والروحانية لا يستطيعان التعايش اليوم. لكن، عاجلاً أم آجلاً، لا بد للروحانية من أن تفتح للعلم أعينه.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، ٢ حزيران ١٩٩١

Arabic, 07.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٧ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

القرآن الكريم له عينان: الصلاة والزكاة. الصلاة تعني الدعاء والاتصال بالله، والزكاة تعني الصدقة ومساعدة الآخرين. الذين يعتبرون الصدقة واجباً سامياً ويرفعون وعيهم من خلال الصلاة والتأمل المستمر في الله هم المسلمون الحقيقيون. الإسلام لا يشير فقط إلى ديانة معينة، بل إلى حالة داخلية، وهي حالة الخضوع الكامل لإرادة الله. الإسلام يعني الإخلاص، والتسليم، والسلام، والطمأنينة. وهو يشير إلى المجتمع الذي حقق أفراده السلام الأعلى من خلال التسليم لله الرحمن الرحيم، القادر على كل شيء، والذين نذروا أنفسهم للعيش في سلام مع الآخرين. لاحقاً، أصبح يُطلق على جماعات اعتبرت نفسها مختلفة ومنفصلة، بل وأحياناً معادية للآخرين. لكن الإسلام علّم شيئاً أسمى، فقد وجّه الانتباه إلى الواحد الأحد ضمن الكثرة والتنوع، والأحدية في التعددية، وقاد الناس إلى الحقيقة التي يُطلق عليها اسم الله.

Arabic, 06.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٦ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

يشكو الكثير من الناس من أن مصاعبهم لم تنتهِ، وأن الله لم يُظهر لهم أيّ رحمة. مثل هؤلاء من الأفضل لهم أن يتعلّموا درساً من حادثة في الرامايانا. بعد أن أصبح فيبهيشانا صديقاً لهانومان، سأله ذات مرة: “هانومان! على الرغم من أنك قرد، فقد حصلت على نعمة الإله. أما أنا، فرغم أنني كنت منشغلاً دائماً في تأمّل المولى رامَ، فكيف لم أحصل على نعمته؟” فأجابه هانومان: “فيبهيشانا! صحيح أنك تكرّر اسم رامَ بلا انقطاع. ولكن إلى أيّ مدى أنت منخرط في خدمة المولى رامَ؟ فبمجرد تأمّل اسم رامَ، لا يمكنك نوال نعمته. عندما قام أخوك رافانا باختطاف سيتا ديفي، ما نوع المساعدة التي قدّمتها لها؟ هل فعلت شيئاً لتُخفف – ولو جزئياً من معاناة رامَ؟” ينبغي على المحبين أن يُدرِكوا أنه بمجرد ترديد “رامَ! رامَ!” لا يمكن ضمان نِعمة المولى العظيم. إلى أي مدى تنفذون أوامر رامَ أو كريشنا أو بابا؟ ما مدى تطبيقكم لتعاليم البهاغافادغيتا؟ من دون تطبيق التعاليم عملياً، لا فائدة من تكرار اسم الرب. فهذا لا يختلف عن تشغيل اسطوانة تسجيل. يجب أن ينغرس اسم المولى في القلب.

ساتيا ساي بابا – ٨ شباط ١٩٩٠

Arabic, 05.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٥ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

من دون الخضوع لظروف الزمان والمكان والواقع، سعت الثقافة الهندية دائماً إلى إدراك الوحدة الكامنة في ظواهر التنوع، من خلال التخلي عن المشاعر الضيقة مثل “الأنا” و“التملك”. كان لدى دوريودهانا قوة جسدية عظيمة، وذكاء، وبسالة، وسلطة، وثروة، أي كل أشكال الازدهار. ما هو المعنى في معاملة فياسا لدوريودهانا ودوشاسانا بازدراء، وأعطى أعلى قيمة لدهارماجا؟ لأن حكماءنا كانوا يعتبرون الدهارما (الاستقامة أو الفضيلة) فوق كل شيء. لقد أدركوا أن الكون قائم على قوة الدهارما، وأن كل الأعمال النافعة تنبع منها. إن الرامايانا، التي تُعلّم مبادئ سامية في الأخلاق للعالم بأسره، أعزّ من الحياة لكل بيت في الهند. كيف يجب أن يتعامل الإخوة مع بعضهم؟ كيف يجب أن يتصرف الأبناء مع والديهم ويطيعوا رغباتهم؟ ما هو مستوى التسامح وضبط النفس الذي يجب أن يسود بين الزوج والزوجة؟ كل هذه الأسئلة تجيب عنها الرامايانا بصورة رائعة. إنها تُظهر المجد والازدهار لعائلةٍ يتّحد فيها الإخوة ويسودها الحب.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، ٢ حزيران ١٩٩١

Arabic, 04.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٤ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

عندما يستمع الطلاب إلى قصص مُلهِمة عن الأرواح الطاهرة (من نصوص مثل البهاجافتام)، يمكن لقلوبهم الرقيقة أن تتغيّر. هناك العديد من التغيّرات في العالم اليوم. فالحياة البشرية نفسها هي سلسلة من التغيّرات – من الطفولة إلى المراهقة، ثم إلى منتصف العمر والشيخوخة. البيضة تصبح طائراً. البذرة تنمو لتُصبح شجرة. كل هذه نتائج للتغيير. التغيير ضروري ليس فقط في الطبيعة، بل أيضاً في الإنسان، وخاصة في مرحلة الشباب. ولكن ما نوع التغيير المطلوب؟ التحوّل المثالي. أن تفتخر بأنك تغيّرت من صبي إلى رجل مُتعلّم لا يُعد تحوّلاً مثالياً. الأنانية ليست علامة على التحوّل الحقيقي. يجب على التربية أن تؤدي إلى التواضع والطاعة. التواضع هو جوهرة الطلاب. لكن للأسف، لا يُمكن العثور على هذه الجوهرة في زمننا الحاضر. في أيام البهاجافتام، كان الطلاب يُنمّون القيم الإنسانية، ويتأملون في الألوهية، وينالون رؤية الإله.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية ٢٣ أيار ١٩٩٥

Arabic, 03.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

لا تفسح المجال أبداً لفكرة أنك أنت الجسد. أنت لست الجسد، ولا الفكر. الجسد زائل مثل فقاعة، والفكر مجنون مثل قرد هائج. لذا، لا تضع إيمانك في الفكر أو الجسد، بل ضع إيمانك في الضمير الكامن داخلك. الجسد البشري، حتى وإن تزيّن بأفخر الحُلي وارتدى أجمل الثياب، لا يحمل أي قيمة عند انقطاع نَفَس الحياة. بالنسبة للإنسان، الإيمان هو نَفَس الحياة. كلمة “فيشواسا” (الإيمان) هي “سواسا” (النَّفَس) الخاص به. كل الإنجازات التي يحققها الإنسان من خلال الجسد لا قيمة لها إذا افتقد إلى الإيمان. المفتاح هو حياة القفل، وبالمثل، الذات (الروح) هي المفتاح لحياتنا! إن الوعي الروحي (أتما شيتانيا) هو الذي يُفعّل وظائف الجسد. ويتجلى هذا الوعي في الإنسان على شكل ”سُوهم”. “سُوهم” تعني: “أنا الله“؛ “سو” تعني “ذاك” (أي الله)، و”هم” تعني ”أنا”. “سُوهم” تُعرف أيضاً باسم “هامسا جاياتري“. “هامسا” ترمز إلى قوة التمييز، التي تمكّن الإنسان من الثبات في الإيمان بأنه مختلف عن الجسد. أما كلمة “جاياتري”، فتعني التحكم في الحواس.

كتاب زخات مطر صيفية – ٢٠ أيار ١٩٩٣

Arabic, 02.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

هناك قوة إلهية كامنة في كل إنسان. يجب أن تسعى لإظهارها. اعلم أن كل المعرفة التي استطعت اكتسابها كانت بفضل هذه القوة الإلهية الكامنة في داخلك. عليك أن تُقدّر هذه القوة وتُنمّيها. يستغل معظم الناس هذه القوة لأغراض أنانية من أجل رفاههم الشخصي ورفاه عائلاتهم. ولكن في الحقيقة، ينبغي استخدام هذه القوة لصالح العالم بأسره. يجب أن تحيا وفقًا لمثال الجيتا المقدسة: “سارفالوكا هيتا راتاه” (السعادة عند رفاه الجميع). اعرف الألوهية التي في داخلك، وشارك هذه التجربة مع الجميع. استخدم القوة الإلهية فيك لتنمية الفضائل، فهي جوهر التعليم الحقيقي. عش حياة تجعلك تنال محبة الناس أكثر من احترامهم.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ حزيران ١٩٨٩

Arabic, 01.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

يجب أن تُدرك أيضاً أن مصدر الفرح الحقيقي هو في داخلك، وليس في أشياء العالم الخارجي. عندما كانت سيتا أسيرة في حديقة أشوكا لدى رافانا، لم تستطع أي من جماليات الحديقة أن تمنحها الفرح. لكن رؤية هانومان، كمبعوث من مولاها رامَ، منحتها فرحاً عظيماً، لأن كل أفكارها كانت متمركزة حول رامَ، وكان هانومان يُنشِد أمجاد رامَ ويصف كيف أصبح من عُبّاده المخلصين. هذا يُبيّن أن الإنسان لا يستطيع أن يستمد الفرح من الأشياء الجميلة أو من الأشخاص الجميلين فقط. الإنسان يستمد الفرح من الأشياء التي يحبها، وليس من غيرها. إنه الحب ما يُضفي الجمال على الشيء. ولذلك، يُعادِل الفرح بالجمال وحلاوة العسل. أي شخص يسعى للفرح، يجب ألا يطارد الأشياء الجميلة. إن نبع الفرح موجود في داخله. ولكي يُظهر هذا الفرح، يجب على الإنسان أن ينمّي الرؤية الداخلية.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ حزيران ١٩٨٩

Arabic, 31.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣١ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

الإيمان الراسخ ضروري لتحقيق الذات. فالإيمان هو أساس الثقة بالنفس، وبدونها لا يمكن تحقيق أي شيء. إن كلمة “مانافا” (الإنسان) تعني في جوهرها “من لديه إيمان”. وعندما يعمل الإنسان وفقاً لإيمانه، ينال السلام والرضا. المحبة هي الوسيلة التي يتم من خلالها تقوية الإيمان. الناس يرفعون الدعاء إلى الله، ولكن الصلاة لا ينبغي أن تعني التماس النِعم من الله. الهدف من الصلاة يجب أن يكون تثبيت الله في القلب برسوخ دائم. اجعل هدفك هو الارتباط بالله، وليس التماس الفضل منه. تطلع إلى نيل محبة الله؛ فهذا هو التقشّف الحقيقي. ولهذا قيل: “النظر إلى الأمام هو التاباس (الزهد)، أما النظر إلى الخلف فهو التاماس (الجهل)”. التقشّف لا يعني التخلي عن البيت والأسرة والاعتزال في الغابات، بل يعني التخلي عن جميع الصفات السيئة، والسعي المستمر لنيل بركات الإله.

ساتيا ساي بابا – ٦ آذار ١٩٨٩

Arabic, 30.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣٠ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

الجسد هو مزيج من العناصر الخمسة، والفكر ليس سوى حزمة من الأفكار. يجب ألا يتعلّق الإنسان بالجسد، ولا أن يتبع تقلبات الفكر. اطرد الصفات السيئة: كاما، كرودها، لوبها، موها، مادا وماتساريا (الرغبة، الغضب، الطمع، التعلّق، الغرور، والغيرة)، وأظهر السلام الداخلي والنعيم الكامن فيك. إلا أن الإنسان، بدلاً من تنمية السلام والنعيم، يقوم بتدميرهما. إنه يفسح المجال للاضطراب حتى في الأمور التافهة. لا الاضطراب (أشانتي) ولا السلام الأسمى (براشانتي) يمكن اكتسابهما من الخارج. يقول الناس: “أريد السلام”. أين هو السلام؟ هل هو موجود في الخارج؟ لو كان السلام يُشترى من الخارج، لكان الناس قد دفعوا أي مبلغ من المال لشرائه. لكن ما نجده في الخارج ليس إلا “قطعاً” (قطع من الأشياء، في إشارة إلى اللعب على كلمة “peace” و”pieces” بالإنجليزية). السلام الحقيقي موجود في الداخل. مثل الحليب سواء غليته بقوة أو خففته بالماء، يبقى لونه أبيض. واللون الأبيض يرمز إلى النقاء. مثل ثبات اللون في الحليب، يجب أن يبقى قلبك دائماً نقياً، ومضيئاً، ومفعماً بالسلام، رغم التجارب والمحن.

ساتيا ساي بابا – ١٤ كانون الثاني ٢٠٠٥

Arabic, 29.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٩ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

تذهب إلى المعبد وتكسر جوزة الهند أمام المعبود. الآن، إذا حاولت كسر الجوزة كما سقطت من الشجرة، هل ستنكسر؟ لا؛ فلابد من إزالة الغلاف الليفي أولاً، وكشف القشرة. الألياف تحمي القشرة وتمنع تأثير الضربة عليها. التحرر (موكشا) يأتي من كسر الفكر بكل تقلباته ورغباته. يجب أن تكسر قساوة فكرك، ولكن كيف يمكنك فعل ذلك عندما يحيط به درع الأهواء الحسية؟ أزل تلك الأهواء، وكرّس فكرك لله، وكسّره في حضرته. في تلك اللحظة، تصبح حراً. أغلظ الألياف هو الغضب، وهو أقذرها وأكثرها التصاقاً. عندما تغضب، تنسى أمك، وأباك، ومعلّمك؛ وتنحدر إلى أدنى المستويات. في لحظة الغضب، تفقد كل تمييز؛ حتى هانومانتا أحرق مدينة لانكا بأكملها عندما أغضبه الشياطين الذين أشعلوا النار في طرف ذيله؛ نسي حينها أن سيتا كانت في حديقة الأشوكا. ولمّا ابتهج قليلاً بإنجازه، تذكّر وجودها، وبدأ يلوم نفسه على غضبه.

ساتيا ساي بابا – ١٠ تشرين الأول ١٩٦٤

Arabic, 28.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٨ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

تُعلن نصوص الفيدانتا أن من يعرف نفسه، يعرف كل شيء. يجب عليك أن تبذل الجهد الصحيح لمعرفة ذاتك. يمكنك أن تعرف نفسك من خلال تنمية الرؤية الداخلية بدلاً من الرؤية الخارجية. جميع الأنشطة الحسية مثل الصوت، والشم، واللمس، والتذوق هي أنشطة خارجية فقط. نحن نُوهم أنفسنا بالاعتقاد أن هذه الأنشطة حقيقية، وفي النهاية نُهلك أنفسنا. من خلال السيطرة على الفكر، نستطيع إدراك الألوهية الكامنة في داخلنا. فالفكر هو السبب في حياة الإنسان، وحزنه، وفرحه، وتحرره أيضاً. إنه الفكر الذي يجعلنا نغفل عن الألوهية ويغوينا بسحر العالم (جاغات). إن المعنى الحقيقي لكلمة “جاغات” يُشير إلى الطبيعة الزائلة للعالم، إذ أن “جا” تعني الذهاب، و”غات” تعني المجيء. بينما يتغير العالم، يبقى الإنسان بلا تغيّر. فكلمة الإنسان (نارا) تعني “الذي لا يفنى”، لأن “نا” تعني “ليس”، و”را” تعني “فاني”. إن الذات في الإنسان هي التي لا تفنى، لأن الإنسان هو الذات.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، ٢٠ أيار ١٩٩٣

Arabic, 27.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٧ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

الإنسان مقيّد بالعمل. وعلى كل شخص أن يتحمّل مسؤولية أداء واجبه. لذلك، يجب على الإنسان أن يستخدم جسده بشكل صحيح وأن يؤدي الأعمال الصالحة. ولكن الإنسان ينغمس في الملذات الدنيوية ويُهدر حياته. بدلاً من ذلك، ينبغي له أن يدرك الألوهية المتألقة الكامنة في داخله. هذا العالم مصيره الزوال؛ فهو مؤقت وغير حقيقي. لذا، يجب على الإنسان أن يُنمي الإخلاص لله، الذي هو أبدي وحقيقي. فهذا وحده يمكن أن يقوده إلى طريق تحقيق الذات. المتطلب الأول لتحقيق الذات هو الثقة بالنفس. فغياب الثقة بالنفس هو السبب الرئيسي لكل المشاكل في هذا العالم. لذلك، ينبغي على الإنسان أن يكتسب أولًا الثقة بالنفس. فالثقة بالنفس تمنح الرضا الذاتي، والرضا الذاتي يؤدي إلى التضحية الذاتية. ومن خلال التضحية الذاتية فقط، يحقق الإنسان إدراك الذات. في هذا البناء الذي يُسمى الحياة، الثقة بالنفس هي الأساس، والرضا الذاتي هو الجدران. وعلى هذه الجدران يمكننا أن نضع سقف التضحية الذاتية. وعندما يكون هناك سقف على الجدران، يمكننا أن نعيش في الداخل بسعادة. هذا هو إدراك الذات. وهذه هي خطوات التحرر: الثقة بالنفس، الرضا الذاتي، التضحية الذاتية، وتحقيق الذات.

ساتيا ساي بابا – ١٤ نيسان ١٩٩٣

Arabic, 26.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٦ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

ما يحتاجه الطلاب اليوم هو ثلاثة أمور: روح التضحية، الإخلاص لله، وحب الوطن. لأن الناس قد امتلؤوا بالكبرياء والأنانية والمصالح الذاتية، فقد بدؤوا يفقدون إنسانيتهم. من الأهمية القصوى أن تُنمى صفات الإخلاص لله، والوطنية، والتضحية بالنفس بين الناس. ولتحقيق ذلك، فإن أول ما يجب القضاء عليه هو مفهوم ”هذا لي” و“هذا ملكي”. يجب تعزيز الاستعداد للتضحية بالملذات والراحة من أجل الوطن بين الطلاب. فعندما يكون هناك العديد من الطلاب ذوي الفكر السامي والتوجه الروحي، ستنعم الأمة بالسلام والأمن. يجب أن يكون الهدف من التعليم هو اكتساب المعرفة ومواجهة تحديات الحياة، لا مجرد الحصول على وظيفة. يجب ألا يصبح الطلاب مجرد باحثين متذللين عند المناصب الحكومية. عليهم أن يضعوا ثقتهم في الله، وأن ينحنوا برؤوسهم فقط أمام الإله. ويجب أن يكونوا دائماً مستعدين لتقديم أي تضحية من أجل الله والوطن.

ساتيا ساي بابا – ١٤ كانون الثاني ١٩٨٨

Arabic, 23.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٣ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

من يربح نعمة الله سيكون سعيداً في جميع الظروف. ولكن الإنسان في الوقت الحاضر يكافح من أجل السعادة الدنيوية، والراحة الدنيوية، والممتلكات الدنيوية. يعمل بلا كلل، ويبذل كل أنواع الجهود لامتلاك كل ما لا يستحقه. ولكن عندما لا يستطيع تحقيق جميع أمانيه، يصبح خائب الأمل ومحبطاً. في محيط الحياة هذا، الإله هو البارجة الوحيدة للأمل للإنسان. هذه البارجة أبدية ولن تفشل أبداً. ستكون دائماً هناك بإشراق عظيم لتنير طريقك. لذا، يجب عليك أن تشغل نفسك بالأنشطة الإلهية. الله في كل مكان، لذا، ليس عليك أن تبحث عن الله. “سرفتاه باني بادام تات سرفاتوكشي شيروموكهام، سرفاتاه شروتيمالوكي سرفامافريتي تيشتاتي” (باليدين، والقدمين، والعينين، والرأس، والفم، والأذنين يتغلغل في كل شيء، يملأ الكون بأسره). لماذا يجب أن تبحث عن الله؟ لو أنه كان حاضراً في مكان واحد فقط، عندها عليك أن تبحث. لكن قدماه، وآذناه، وحضوره قائم في كل مكان.

ساتيا ساي بابا – ١٤ نيسان ١٩٩٣

Arabic, 22.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٢ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

لا يمكن لأحد معرفة أصل أي شيء. على سبيل المثال، هناك بذرة للعدس الأخضر. من يمكنه تتبع أصلها وسلالتها؟ ولكن يمكن للشخص أن يعرف مستقبلها. في اللحظة التي يتم وضعها في الفم ومضغها، هذه ستكون نهايتها. أصلها غير معروف، ولكن نهايتها في أيدينا. هذا هو السبب في أنه يُوصى الإنسان أن يهتم بنهايته. لا تقلق بشأن النسيان لأن ذلك ليس في سلطتك. اسعَ إلى ضمان أن تكون نهايتك نقية ومقدسة. هذا يتطلب الممارسة الروحية (السادهانا). يتخيل الكثيرون أن السعي إلى الله هو سادهانا. إلا أنه ليس هناك حاجة للبحث عن الله، إذ عندما يكون الله شاملاً في كل مكان، داخلاً وخارجاً، فأين الحاجة للبحث عنه؟ السادهانا الوحيدة التي يجب على الإنسان أن يمارسها هي التخلص من تعريف ذاته بالجسد (أناتما بْهافا). كلمة أناتما تعني ما هو غير دائم، وعندما تتخلص مما هو غير دائم، تدرك ما هو دائم وأبدي.

Arabic, 21.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢١ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

ما الذي يمكن أن تفعله الآثار الشريرة لعصر كالي تجاه إنسانٍ امتلأ قلبه بالرحمة، وتشبعت كلماته بالحق، وكرّس جسده في خدمة الآخرين؟ يا تجسيدات المحبة! مهما طحنتم خشب الصندل، فلن يعطي إلا العطر، ولا شيء غير العطر. وبالمثل، مهما عصرتَ قصب السكر بقوة، فلن يخرج منه إلا العصير الحلو. وعندما يُوضَع الذهب في النار، يزداد بريقه إشراقاً. وهكذا، فإنّ المريد الحقيقي الصادق، رغم كل ما قد يواجهه من مشاكل وصعوبات واتهامات ومِحن، لن يهجر الله أبداً. سيتبع الله بتسليمٍ تام. فالله يختبر مريديه بطرق شتى، وهذه الاختبارات ما هي إلا درجاتٌ تقودهم إلى مستويات أسمى. المريد الحقيقي يحيا حياةً مقدسة، تُظهر نقاء سلوكه وعمق إيمانه. وسيتقدم بثبات غير آبهٍ بأي من الصعاب والمحن، حتى يحقق الهدف الأسمى من حياته.

ساتيا ساي بابا – ١٤ نيسان ١٩٩٣

Arabic, 20.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٠ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

عندما يسألك أحدهم: “من أنت؟” فإنك تجيب بالاسم الذي أُعطي لك منذ سنوات، أو الذي منحتَه لنفسك، ولا تذكر الاسم المرتبط بجوهرك الحقيقي، بحياتك بعد الحياة، ذلك الذي نجا من ولادات وميتات عديدة، الروح الدائم الذي هو حقيقتك الأزلية. لقد نسيت هذا الاسم لأنه مغطى بثلاثة حجب كثيفة: مالا، فيكشيبا، وأفارانا. مالا هو وسخ الرذيلة، والشر، والشهوة؛ فيكشيبا هو حجاب الجهل الذي يحجب الحقيقة ويجعل الزيف مغرياً ومرغوباً؛ وأفارانا هو خلط الزائل وإسقاطه على الأبدي، وتقييد الكوني بحدود الفردية. فكيف يمكن للإنسان أن يُزيل هذه الطبقات الثلاث من الظلمة والجهل؟ تماماً كما يُزال الوسخ بالماء والصابون، فإن صابون التوبة وماء العمل الواعي يمكنهما تطهير مالا. أما الفكر القلِق الذي يتخبط في سعي محموم خلف السعادة في متع الحواس والمظاهر الخارجية، فيمكن تهذيبه وتثبيته من خلال العبادة الثابتة، (الأوباسانا). ويبقى حجاب أفارانا، الذي لا يُمزَّق إلا من خلال المعرفة الحقيقية – جنانا – التي تكشف عن الجوهر الروحي للإنسان، وتُظهر وحدة الروح في كل مظاهر الخلق. لذا، فإن مالا يمكن إزالتها بالكارما (العمل)، وفيكشيبا تبددها البهاكتي (الإخلاص والعبادة)، وأفارانا يتم تمزيقها عبر الجنانا (المعرفة الحكيمة). ولهذا السبب، وضع الحكماء الهنود هذه المسارات الثلاثة – العمل، الإخلاص بالعبادة، والمعرفة الحكيمة – طريقاً للباحثين عن الحقيقة.

ساتيا ساي بابا – ٣٠ أيلول ١٩٦٨

Arabic, 19.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٩ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

هناك تدفق للماء تحت الأرض. ولكن كيف يمكننا الاستفادة منه ما لم تُبذل جهود للحفر نحو ذلك المصدر؟ يجب إزالة الكثير من “الرغبة في إشباع الحواس” قبل أن يتمكن المرء من الوصول إلى ذلك النبع الداخلي الملي بالسلام والفرح. حياتكم في جوهرها سلامٌ، طبيعتكم في جوهرها محبة؛ قلوبكم مشبعة بالحقيقة. تخلصوا من العوائق التي تمنع ظهورها؛ فأنتم لا تبذلون أي محاولة في هذا الصدد، ولذا لا يوجد سلام أو محبة أو حقيقة في البيت أو المجتمع أو الوطن أو العالم. الزوج والزوجة لا يعيشان في سلام؛ الأب وأبناؤه متورطون في خصومات؛ حتى الأصدقاء لا يتفقون. التوائم يسلكون مسارات مختلفة. فهم يعيشون في عالم تنافسي متحارب من العواطف والمشاعر. إنما عندما يكون الله الهدف والمرشد، يمكن أن يكون هناك

Arabic, 17.may.25


ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

هناك أربعةُ أساليبَ للكتابة، تختلفُ باختلافِ المادةِ التي يُنقَشُ عليها النص. أولها: الكتابة على سطح الماء؛ وهي تتلاشى حتى قبل أن يفرغ الإصبعُ من خطِّها. الثانية: الكتابة على الرمل؛ تبقى واضحةً لبعض الوقت، إلى أن تهبَّ الرياح فتُسوّيها بالأرض. الثالثة: النقش على الصخر؛ يدومُ لقرون، لكنه مع مرور الزمن يتآكل تحت مخالبِ الزمن. أما الرابعة: فهي النقش على الفولاذ؛ فهي تُقاومُ عبثَ الزمن وتظلُّ راسخةً لأمدٍ طويل. فليُرسَمْ هذا النقشُ في قلبك كما يُنقَشُ على الفولاذ: “خدمةُ الآخرين فضيلة، وإيذاؤهم، أو التزامُ الحياد واللامبالاة أمام معاناتهم، إثم.” اللهُ محبة، ولا يمكن الوصول إليهِ إلا من خلال زرع المحبة وممارستها. لا يمكن اصطيادُهُ بالحِيَلِ أو الخدع؛ إنما تُنالُ نعمتهُ عندما يُطاعُ أمرُه، أمره بأن تحبَّ الجميع، وتخدم الجميع. وحين تحبُّ الكل وتخدم الكل، فإنك في الحقيقة تخدم نفسك أولاً وأخيراً، تلك النفس التي تحبها أنت أكثر

Arabic, 16.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٦ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

الحياةُ قصرٌ ذو أربعِ طوابق. وكما هو الحال في أيِّ بناءٍ شامخ، لا بُدَّ أن تكونَ القاعدةُ قويةً ومتينةً. القصرُ مرئيٌّ للناظرين، وتصميمهُ المعماريُّ جميلٌ وجذّاب. أما الأساسُ، فلا يَلفِتُ الأنظارَ ولا يتمتعُ بأيِّ مظاهرَ للزينة أو الجمال، لكنهُ هو الذي يَضمنُ ثباتَ وسلامةَ البناءِ كلّه. قد تكونُ لكلِّ طابقٍ من طوابقِ القصرِ ميزاتهُ الخاصة، لكنَّ الأساسَ لا يشعرُ بالفخرِ لكونهِ الحاملَ للبناء، ولا يتوقُ لأن يُلاحظَه أحد. هو ثابتٌ لا يُؤثِّر فيهِ مدحٌ أو ذمٌّ. الطابقُ الأولُ في قصرِ الحياة هو مرحلة الـ”براهماتشاريا” (العفّة والتفرغ لطلب العلم). الطابقُ الثاني هو مرحلة “غريهَسثا” (البيت والزواج والمسؤوليات الدنيوية). الطابقُ الثالث هو مرحلة “فانابراستا” (الزهد التدريجيّ والتفرغ للتأمل). أما الطابقُ الرابع فهو مرحلة “سانّياسا” (التحرّر التام والانصراف إلى الله). يمرُّ كثيرونَ عبرَ هذه المراحلِ الأربع، وبعضُهم يمرُّ عبر ثلاثٍ منها فقط، وآخرون ربما عبر اثنتين. لكن بغضّ النظرِ عن عدد المراحل، يبقى الأساسُ هو النقطةُ الجوهريّة. أما الأساسُ فهو مكوَّنٌ من أربعةِ عناصر: التواضع، التقدير والاحترام، الأخلاق، الاستقامة. تتحددُ قوةُ الأساسِ بمدى ثبات هذه القيم في النفس. وبالنسبة للطلاب، وهم في المرحلة الأولى من قصر الحياة، عليهم أن يُرسِّخوا هذه القيم ليضمنوا بناء حياةٍ مستقرةٍ وشامخة.

ساتيا ساي بابا – ٢٠ شباط ١٩٩٢

Arabic, 14.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٤ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

في هذه الأيام، هناك اثنان من الإكسسورات لا غنى عنهما في حقائب الزينة الخاصة بالسيدات، بل حتى في جيوب الرجال: المرآة والمشط. يخاف المرء من أن يفسد جماله إذا اختلّ ترتيب شعره قليلاً، أو إذا ظهرت بقع من البودرة على وجهه؛ فيسارع إلى تصحيح هذا الانطباع فورًا. لكن، بينما تهتم بهذا الجمال الخارجي الزائل، كم بالأحرى ينبغي أن تهتم بالغبار الذي يعلو فكرك وقلبك: غبار الحسد والكره، وبقع الغرور والخبث التي تُدنّس النفس؟ لذا، اجعل لديك مرآة ومشط لأجل هذه النفس أيضاً. مرآة الإخلاص (بهاكتي): لترى من خلالها مدى صفاء نفسك ونقاء قلبك وجاذبيتك الروحية. ومشط الحكمة (جنانا): فالحكمة التي تنبع من حس التمييز السليم (فيفِكا) تعمل على حلّ العقد، وتُسوّي التشابكات، وتضبط المشاعر والعواطف المتناثرة، فتُوجِّهها نحو السمو والسيطرة الذاتية.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ حزيران ١٩٦٩

Arabic, 13.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٣ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

يجب على الإنسان اليوم أن يفهم كيف يمكنه أن يُنمِّي الشجاعة مثل برَهلادَا. فرغم أن لدى الشباب والبالغين القدرة الكاملة على تنمية الشجاعة، إلا أنهم مليئون بالخوف في هذه الأيام. من الضروري أن يطوِّر الإنسان الشجاعة والثبات ليَتغلب على الخوف. ولا يمكنه اكتساب الشجاعة إلا من خلال الله. ومن أجل ذلك، يجب أن يطوِّر الإيمان والتفاني نحو الله. واجه العالم بشجاعة. ففي ظل الأوضاع الراهنة، تكمن قوتنا الحقيقية في الشجاعة والثبات. عندما تنمِّي الإخلاص لله، يمكنك أن تواجه تحديات الحياة بثقة وشجاعة. الحياة تحدٍّ، فواجِهه. الحياة لعبة، فالعَبها. تصبح ضحية للخوف بسبب نقص الشجاعة. لذا، طوِّر الشجاعة لتواجه جميع تحديات العالم. فالتعليم لا يعني مجرد القدرة على القراءة والكتابة. ما هي المعرفة الحقة (فيديا)؟ “سا فيديا يا فيموكتاي” – التعليم الحقيقي هو الذي يحرِّر. التعليم الحقيقي هو ما يُنمِّي الشجاعة والثبات في المتعلم. وإنها لحاجة الساعة أن نحيا حياتنا بشجاعة، دون تردد في أي خطوة، حتى نحقق النجاح في جميع مجالات الحياة.

ساتيا ساي بابا – ٢ حزيران ٢٠٠٣

Arabic, 12.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٢ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

علَّم بوذا أن النيرفانا لا تُنال إلا من خلال تنمية “ساميك درِشتي” (الرؤية المقدسة)، و”ساميك فاك” (الكلام المقدس)، و”ساميك شرافَنَم” (الاستماع المقدس)، و”ساميك بهافَم” (الشعور المقدس)، و”ساميك كريا” (الفعل المقدس). اليوم، يلوث الإنسان ذهنه بسبب رؤيته الشريرة. ومتى ما تلوث الذهن، كيف يمكنه أن يتوقع الوصول إلى النيرفانا؟ لذا، يجب عليه أولاً أن يطوّر رؤية مقدسة. لا ترَ الشر، بل انظر إلى ما هو طيب. الإنسان يواجه المشقة نتيجة لرؤيته غير المقدسة، فالرؤية الشريرة تؤدي حتماً إلى أفعال خاطئة، بل إنها تدمر إنسانيته ذاتها. مارس بوذا أنواعاً مختلفة من الممارسات الروحية، لكنه تخلى عنها جميعاً في النهاية. لقد أدرك الحقيقة فقط عندما تخلّى عن كل شيء، ووعى الوحدة في تعددية هذا العالم. لقد توصّل إلى الحقيقة النهائية من خلال التضحية. وهذا ما تؤكده الفيدات: “الخلود لا يُنال من خلال العمل أو النسل أو الثروة، بل يُنال فقط من خلال التضحية”. وهذا الخلود هو النيرفانا الحقيقية. الخطوة الأولى نحو النيرفانا هي “ساميك درِشتي” – الرؤية المقدسة. اعتبر كل ما تراه إلهياً. ليكن بصرك مغموراً بالمحبة. فالرؤية المفعمة بالمحبة هي سمة الإنسان الحق.

ساتيا ساي بابا – ٧ أيار ٢٠٠١

Arabic, 11.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١١ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

علَّم بوذا أن النيرفانا لا تُنال إلا من خلال تنمية “ساميك درِشتي” (الرؤية المقدسة)، و”ساميك فاك” (الكلام المقدس)، و”ساميك شرافَنَم” (الاستماع المقدس)، و”ساميك بهافَم” (الشعور المقدس)، و”ساميك كريا” (الفعل المقدس). اليوم، يلوث الإنسان ذهنه بسبب رؤيته الشريرة. ومتى ما تلوث الذهن، كيف يمكنه أن يتوقع الوصول إلى النيرفانا؟ لذا، يجب عليه أولاً أن يطوّر رؤية مقدسة. لا ترَ الشر، بل انظر إلى ما هو طيب. الإنسان يواجه المشقة نتيجة لرؤيته غير المقدسة، فالرؤية الشريرة تؤدي حتماً إلى أفعال خاطئة، بل إنها تدمر إنسانيته ذاتها. مارس بوذا أنواعاً مختلفة من الممارسات الروحية، لكنه تخلى عنها جميعاً في النهاية. لقد أدرك الحقيقة فقط عندما تخلّى عن كل شيء، ووعى الوحدة في تعددية هذا العالم. لقد توصّل إلى الحقيقة النهائية من خلال التضحية. وهذا ما تؤكده الفيدات: “الخلود لا يُنال من خلال العمل أو النسل أو الثروة، بل يُنال فقط من خلال التضحية”. وهذا الخلود هو النيرفانا الحقيقية. الخطوة الأولى نحو النيرفانا هي “ساميك درِشتي” – الرؤية المقدسة. اعتبر كل ما تراه إلهياً. ليكن بصرك مغموراً بالمحبة. فالرؤية المفعمة بالمحبة هي سمة الإنسان الحق.

ساتيا ساي بابا – ٧ أيار ٢٠٠١

Arabic, 09.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

صلِّ دائماً إلى الله لتنال نعمته. فعلى الرغم من كل النواقص والضعف، تكفي نعمة الله وحدها؛ فبها يمكنك تحقيق كل شيء. الإيمان الثابت بالله ضروري لكل إنسان. تذكر أن السلام والسعادة لا يوجدان إلا مع الله. لا أحد غير الله يستطيع أن يمنحك السلام والسعادة. بعض الناس يقولون إنهم لا يؤمنون بالله، فهل يؤمنون إذاً بالشيطان؟ إذا وضعت ثقتك في الشيطان، فلن تنال إلا الصفات الشيطانية. ينسى كثير من الناس الله، الذي هو موطن السلام والنعيم الأسمى، وينغمسون دائماً في الأمور الدنيوية التافهة. كيف يمكن لهؤلاء أن ينالوا السلام والسعادة؟ لا يستطيع أن يمنحك السلام إلا الله؛ فهو تجسيد للسلام والمحبة الأسمى. قد تغضب الأم أحياناً، لكن محبة الله لا تتغير أبداً. ومع ذلك، يجب أن تكنّ لأمك الامتنان، لأنها أعطتك الحياة التي من خلالها عرفت الله. لكن لا شيء أعظم من اسم الله.

ساتيا ساي بابا – ٦ أيار ١٩٩٧

Arabic, 08.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

دمك، طعامك، فكرك ومالك، كلها عطايا من أمك وأبيك. لذلك، يجب عليك أن تقدم لهما الاحترام اللائق، وأن تكون ممتناً لهما دائماً. هكذا يجب أن تحبهما. قدم الاحترام الواجب لوالديك، وكن ممتناً لهما، لكن احتفظ بقلبك لله وحده. فجميع العلاقات الدنيوية زائلة مثل فقاعات الماء. وعندما تركز فكرك على الله، ينبغي أن تشرح ذلك بمحبة لأمك، وستتفهم بالتأكيد ما في فكرك وقلبك، لأن الأم دائماً تتمنى الخير لأبنائها. إنها دائماً تدعو أن يكون أبناؤها صالحين، وأن يحققوا مراكز عليا في حياتهم، وأن ينالوا نعمة الله. وعندما ينحني طفلها أمامها، تباركه قائلة: “عزيزي! فلتعش مئة عام؛ عش سعيداً بصحة جيدة، ورخاء، وسمعة طيبة!” ولكن حتى وإن باركت الأم أبناءها، فإن الله هو الذي يحقق دعاءها بقوله: “تَتْهَسْتُ” (ليكن كذلك)! فبدون نعمة الله، تصبح حتى أدعية الأم وبركاتها بلا جدوى! قد يكون لديك عدد كبير من المصابيح حولك، لكنها بلا فائدة في غياب التيار الكهربائي. وكذلك، لا فائدة من التيار إن لم تكن هناك مصابيح. وبالمثل، يجب أن تنال بركة الأم ونعمة الله معاً.

ساتيا ساي بابا – ٦ أيار ١٩٩٧

Arabic, 07.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٧ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

الوعي الذاتي الإلهي (تشيتانيام) الموجود في الذات الإلهية هو نفسه موجود في الكائنات الحيّة أيضاً. وإذا كان الأمر كذلك، فقد يتبادر إلى الذهن تساؤل: ما الحاجة إلى منح الإله مكانة فريدة متميزة عن مخلوقاته؟ عندما تنظر إلى صف من المصابيح الكهربائية، قد تبدو جميعها متشابهة، لكن هناك اختلافات في القوة الكهربائية (الواط) تبعاً لنوع الفتيلة في كل منها. فقد تتراوح قوة الإضاءة من 40 إلى 5000 واط. وبالمثل، في جميع البشر، توجد العناصر الخمسة، وأعضاء الفعل الخمسة، وأعضاء الإدراك الخمسة، وغيرها من الأعضاء المشتركة. لكن في أفكارهم وتخيّلاتهم، توجد اختلافات. كذلك، فإن القدرة الإلهية المقدسة والمتميزة في كل منهم تختلف أيضاً. ويُعزى تفرّد الله إلى وجود هذه القدرة الإلهية فيه بدرجة غير محدودة.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ تشرين الثاني ١٩٩٢

Arabic, 06.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٦ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

ليس من الضروري أن يمتلك الإنسان تعليماً رسمياً لكي ينقل تعاليم مقدسة. فالكثيرون نالوا تعليماً عالياً، ولكن ما الفائدة؟ إنهم لا يضعون معرفتهم موضع الاستخدام الصحيح. وبعد أن تتلقّى العديد من التعاليم المقدسة، ينبغي أن تُطبق ولو واحدة منها. إنك تؤدي العبادة وتنشد الأناشيد التعبدية (البهاجانات) بإخلاص، ويكفي أن تطبق وتعيش ولو كلمة واحدة من الباهاجنات التي تنشدها. على سبيل المثال، عندما تمدح الله وتصفه بأنه “بريما سواروبا” (تجلياً للمحبة)، فينبغي عليك أن تُنمّي المحبة وتشاركها مع الآخرين. عندئذ فقط يمكنك أن تفهم وتختبر الألوهية. كانت الأم إيشوارامّا تنقل العديد من التعاليم النبيلة للزوار حين يتجمعون حولها. لقد خصصتُ لها غرفة صغيرة في براشانتي نيلايام. كان هناك كثير من النساء يذهبن إليها ويتوسلن قائلين: “أمي، لقد بقينا هنا طويلاً، رجاءً قولي للحكيم أن يمنحنا مقابلة.” فكانت ترد عليهن قائلة: “عزيزتي، قد يبدو الحكيم صغيراً في أعيننا، لكنه لا يستمع لأحد. إنه لا يتصرف بناءً على التوصيات، بل يعطيك ما تستحقين. ينبغي عليك أن تحاولي فهم المبدأ الإلهي الخاص بالحكيم.” وبهذه الطريقة، كانت تقدم التوجيه الصحيح للزوار.

ساتيا ساي بابا – ٦ أيار ٢٠٠٣

Arabic, 05.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٥ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

عندما ننظر إلى تجلي ناراسيمها، نشعر بشيء من الرهبة. ولكن عندما نتأمل في قصة براهلادا وناراسيمها، سندرك أنه عندما منح ناراسيمها الدارشان (الظهور الإلهي) لبراهلادا، أظهر عطفاً عظيماً. ومع ذلك، بدا أن براهلادا واقف في زاوية مملوءة بالخوف. في تلك اللحظة، نظر ناراسيمها إلى براهلادا وسأله إن كان خائفاً من هذا الشكل المخيف الذي جاء لمعاقبة والده؛ فأوضح براهلادا أنه لم يكن خائفاً من الرب، لأن هذا هو أحلى وأعذب شكل يمكن للمرء أن يدركه. وقال إنه كان سعيداً جداً لرؤية الرب. فسأله ناراسيمها: إذاً لماذا تبدو خائفاً؟ أجاب براهلادا أن خوفه نابع من احتمال اختفاء هذه الرؤية الإلهية التي يراها الآن، وأنه سيُترك وحيداً بعدها. كان الخوف الذي أقلق براهلادا هو أن يغادره الله ويختفي من هذا العالم. لقد أراد براهلادا أن يطلب من الله ألا يتركه. إن الرؤية الإلهية وجمال الله السماوي من الأمور التي لا يستطيع تقديرها إلا المخلصون له.

ساتيا ساي بابا – ٢٢ أيار ١٩٧٦

Arabic, 04.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٤ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥

الفكر مضطرب، ولذلك أنت أيضاً تنجرف وراء الأهواء والانفعالات. فعندما يتحرك اللوح الذي تجلس عليه، فإنك تتحرك معه؛ وعندما ينطلق القطار بسرعة وأنت جالس في إحدى مقصوراته، تشعر أن الأشجار تتحرك معك. ومن ناحية أخرى، يوهمك الفكر أنك ثابت على الأرض، مع أن الأرض تدور بسرعة حول محورها وحول الشمس أيضاً. هذه كلها خدع من الذهن، يخفي بها الحقيقة ويفرض أوهامه على تجربتك. أما الحقيقة الفعلية، فهي مختلفة عن الصورة التي يعرضها الفكر. أن تُعزى مشاعر الفرح والحزن التي يمر بها الإنسان في حياته إلى طبيعة النفس الفردية هو تصرف ناتج عن الجهل. يجب الفصل بين الاثنين. الابتهاج والاكتئاب، اللذة والألم، الفرح والحزن، كلها تغيّرات تطرأ على الفكر، لا على “النفس” (الروح الفردية). الفكر هو الذي يتفاعل مع الأشياء والأحداث الخارجية ويصنّفها بأنها مرغوبة أو غير مرغوبة، جيدة أو سيئة. وهذا يوضح لماذا يجب التحكم في تقلبات الفكر.

ساتيا ساي بابا – ٤ كانون الثاني ١٩٧٤

Arabic, 02.may.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢ ﺃﻳﺎﺭ ٢٠٢٥
لا تظنوا أن التعليم الذي ينبغي أن تحصلوا عليه موجود فقط في الكليات أو المدارس. فالتعليم يمكن أن يُكتسب من كل أنحاء العالم. يمكن أن تحصلوا عليه من ورشة عمل، أو من مزرعة، أو من مهنة أو تجارة. حتى التجول في السوق يمكن أن يعلّمكم. جميع جوانب الحياة يمكن أن تقدم لكم التعليم. يجب أن تعتبروا العالم كله بمثابة جامعة كبرى. منذ لحظة استيقاظكم صباحاً إلى لحظة نومكم ليلاً، تستخدمون تعليمكم لكسب لقمة العيش. ولكن، إذا لم تستطيعوا أن تستخدموا تعليمكم للتقرب من مقام التسليم للمولى العظيم، فما جدوى كل هذه المعرفة؟ يجب أن تسكنوا الله في قلوبكم، وأن تقروا بالمساواة بين جميع الكائنات الحية. عليكم أن تبذلوا كل جهدكم للتغلب على العقبات الأربع، وهي: الشهوة، الغضب، التعلّق، والطمع. فما دامت هذه اللصوص الأربعة في منزلكم، فلا يوجد ضمان بأنكم ستنالون كنز الحكمة. ولكن، بعد طرد هؤلاء اللصوص، سيدخل لصّ أكبر إلى بيتكم، وهذا اللص هو الإله نفسه. ولهذا السبب يُدعى “تشيتا-تشورا” – أي سارق القلوب.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ٩ حزيران ١٩٧٣

Arabic, 30.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣٠ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

كاما، إله الشهوة، هو المسؤول عن ولادتنا؛ وكالا، إله الزمن، هو المسؤول عن موتنا. أما رامَ، فهو المسؤول عن حياتنا وكل ما فيها من خير. إذا استحقينا بنهجنا رضا رامَ، فلن تؤذينا كاما (الرغبة) وكالا (الزمن) كثيراً. فكما تُغطّى النار بالرماد، والماء بالترسبات، والعين بالسواد، كذلك تُغطّى حكمتنا بكاما. من الضروري أن نبحث في أصل كاما وطبيعتها. ما لم نفعل، فلن نتمكن من التمييز بين ما هو دائم وما هو مؤقت، وما هو صواب وما هو خطأ. كاما تزيد من تعلقنا، وبالتالي تضعف ذاكرتنا وذكاءنا. وعندما يضعف الذكاء، نصبح لا إنسانيين. وهكذا، فإن كاما لها القدرة على تدمير حياتنا. إذا فهمنا طبيعة كاما جيداً، فإنها ستزول في لحظة. أما إذا منحناها مكانة عالية دون فهم، فسوف تسيطر علينا وتبدأ في الرقص على رؤوسنا.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ٩ حزيران ١٩٧٣

Arabic, 28.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٨ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

احترم الحكمة كما تحترم والدك، وأحبّ المحبة كما تحبّ أمك، وتعامل بمودة مع الدهارما (الفضيلة) كما تتعامل مع أخيك، واستعن بالرحمة كأنها صديقك الحميم، واجعل سكينة السلام شريكة حياتك، واعتبر الصبر ابنك العزيز. هؤلاء هم أقرباؤك الحقيقيون. سر معهم، عش معهم، لا تهملهم أو تتخلى عنهم. سأل أرجونا كريشنا: كيف يمكن السيطرة على الفكر دائم التقلب؟ العيش مع هؤلاء الأقرباء هو أفضل وصفة لذلك. فهو أفضل جو لضمان الانضباط والتجرد الضروريين للسيطرة على الفكر. الصلاة والأدعية وحدها لا تكفي. يجب بلع اللقمة التي وضعت في فمك وهضمها؛ فتكرار اسم الوجبة لا يجدي نفعاً. الاستماع إلى الخطابات الروحية وهزّ الرأس بالموافقة أو التصفيق إعجاباً لا يكفي. الأم تطعم طفلها بمحبة، ولكن على الطفل أن يتناول الطعام بشهية وسرور. فإذا كانت هذه الأم الأرضية تملك كل هذا الحب، فكيف يمكن للمرء أن يقدّر حب الأم الكونية أم جميع الكائنات؟

ساتيا ساي بابا – ٩ تشرين الأول ١٩٦٤

Arabic, 27.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٧ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

لقد عملتَ بجد، وكسبت المال، وأودعته في بنك من أجل الأمان والحماية. لا شك أن هذا المال هو مالك، ولكن مدير البنك لن يعطيك المال لمجرد أنك تطلبه. هناك قواعد وأنظمة محددة لسحب المال من البنك. لا يمكنك سحب المال إلا عندما توقّع على شيك وتقدمه لمدير البنك. وبالمثل، فقد أودعتَ “مال” الأعمال الصالحة عند الله، مدير البنك الإلهي. رغم أن الله هو تجسيد للتضحية، وأن المال ملك لك، إلا أن هناك إجراءً صحيحاً لاستلامه. الله هو مدير “بنك المحبة”. لقد أودعتَ مالك في بنكه. ولكي تسحب المال من هذا البنك، يجب عليك أن تقدم شيك التضحية موقّعاً بتوقيع المحبة. قد يحدث أي شيء، لكن يجب ألا يتغير حبك لله أبداً. فقط من خلال هذا الحب تستطيع أن تسلك طريق التضحية وتسحب “المال” من البنك الإلهي. وهنا “المال” لا يعني الأوراق النقدية؛ بل هو “مال” النعمة، والحكمة، والاستقامة.

ساتيا ساي بابا – ٧ أيار ٢٠٠١

Arabic, 26.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٦ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

عندما تقود سيارة، تكون السيارة هي معبودك. وعندما تمارس الأعمال في السوق، يصبح السوق هو معبودك. ووفقاً لثقافة بهارات (الهند)، فإننا أولاً نقدم التحيّة للعمل الذي نحن بصدد القيام به. قبل الشروع في أي عمل، يجب أن نعتبر ذلك العمل تجسيداً للإله المعبود. وكما تُعلمنا الأوبنشاد: “تَاسمَي نَامَاه كرمانِه“ أي: “للعمل الذي عليّ القيام به، أقدّم التحية كأنه إلهي المعبود.“ لننظر إلى عازف الطبلة: قبل أن يبدأ بالعزف، ينحني تحيةً للطبلة. وعازف الهارمونيوم يقدم التحية للهارمونيوم قبل أن يبدأ. والراقصة، قبل أن تبدأ رقصها، تنحني أمام خلخالها. حتى السائق، الذي على وشك قيادة سيارة هامدة، قبل أن يمسك بعجلة القيادة، يؤدي لها النمَسكار (التحية). وليس علينا الذهاب بعيداً: فحين تصطدم السيارة بشخص آخر أثناء القيادة، ما أن يحدث ذلك حتى نؤدي التحية لذلك الشخص مباشرة. ما معنى كل هذا؟ إنه الإيمان والاعتقاد بأن الله حاضر في كل شيء. لذا، فإن اعتبار الخليقة بأكملها على أنها تجسيد للإله المعبود، وأداء الواجبات بروح هذا الفهم – هو التأمل بعينه.

ساتيا ساي بابا – ١٢ أيار ١٩٨١

Arabic, 25.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٥ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

ليست هناك حدود للزمان أو المكان في عملية رسيخ الذات في التأمل على الله كليّ الحضور. فلا يوجد ما يُدعى بالمكان المقدّس أو الوقت المحدد لهذا الغرض. فأينما غرق الفكر في التأمل على الذات الإلهية، فذلك هو المكان المقدس! ومتى ما فعل ذلك، فذلك هو الوقت المبارك! في تلك اللحظة وذلك الموضع لا بد أن يكون التأمل على الله. ولهذا السبب قيل مسبقاً: ”ليس للتأمل على الله وقت محدد أو مكان معيّن. حيثما ومتى ما رغب القلب، فهناك يكون الزمان والمكان المناسبين.“ يمكن للعالم أن يحقق الازدهار من خلال النفوس المنضبطة، ذات القلوب الطاهرة، التي تشكل جوهر الخير في الأرض. ومن أجل تحقيق رفاهية البشرية، ينبغي على كل إنسان، بدءاً من هذه اللحظة، أن يصلّي لظهور مثل هذه النفوس العظيمة، وأن يسعى لاستحقاق بركاتهم، وأن يحاول نسيان المعاناة بمجرى الزمان.

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول المحبة الفصل ٧٣

Arabic, 24.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٤ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

املؤوا قلوبكم بالمحبة، ودعوها المنارة الموجهة لكل أعمالكم. فعندما تكون المحبة حاضرة في قلوبكم، لا حاجة للقلق بشأن أي شيء. سيكون الله معكم، وفيكم، وحولكم، وسيتولى رعايتكم من جميع النواحي. حين تقول: “كريشنا، سأتبعك”، فإنك بذلك تفترض أن كريشنا منفصل عنك، وقد تضل الطريق. لذا، يجب أن يكون دعاؤك: “كريشنا، كن معي دائماً“. وفي الحقيقة، هو دائماً في داخلك. وعندما تتعمق في التأمل، ستدرك هذه الحقيقة. فمن المستحيل أن تكون بعيداً عنه. كثير من المريدين يرددون: “يا إلهي، أنا فيك، أنا معك، وأنا لأجلك”، لكنهم يكررونها كما تفعل الببغاوات، دون أن تنبع هذه الكلمات من أعماق قلوبهم. في الواقع، الله لا ينفصل عنك أبداً. لتكن صلاتك له نابعة من أعماق قلبك، بيقين راسخ أنه دائماً معك، فيك، فوقك، تحتك، وحولك. وعندما ترفع هذه الصلاة إلى الله بإخلاص، سيبارك حياتك ويمنحها الخلاص حتماً.

ساتيا ساي بابا – ١٣ نيسان ٢٠٠٥

Arabic, 23.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٣ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

دعوت كل أولئك الذين يعانون في دوامة الولادة والموت التي لا تنتهي، إلى عبادة قدمي الغورو (المُرشد الروحي)! الغورو الذي كان يُعلن عن نفسه، قد عاد مرة أخرى ليأخذ على عاتقه عبء أولئك الذين يجدون فيه ملاذهم. كانت هذه رسالتي الأولى إلى البشرية: “ماناسا بهاجارِه” – ”تعبد في فكرك“ أنا لا أحتاج إلى زهوركم، أكاليلكم، أو فواكهكم، تلك الأشياء التي تبتاعونها مقابل درهماً أو اثنين؛ فهي ليست ملكاً حقيقياً لكم. قدّموا لي شيئاً منكم، شيئاً يخصكم، شيئاً نقياً ومعطراً بعطر الفضيلة والبراءة، ومغسولاً بدموع التوبة! أنتم تجلبون الأكاليل والفواكه كجزء من عرض، كاستعراض لتفانيكم؛ والمريدون الفقراء، الذين لا يستطيعون تحمل كلفة تلك الأشياء، يُصابون بالإحراج ويشعرون بالأسى لأنهم عاجزون عن التعبير عن إخلاصهم بذلك الشكل الباذخ الذي تقومون به. انصبوا الرب في قلوبكم وقدموا له ثمار أفعالكم وأزهار أفكاركم ومشاعركم الداخلية. هذه هي العبادة التي أحبها أكثر، والإخلاص الذي أقدّره أكثر.

ساتيا ساي بابا – خطاب عيد فيجاياداشامي ١٩٥٣

Arabic, 22.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٢ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

الله لا يطلب شيئاً من أحد أبداً. ولكن عندما تقدمون العطاء له بقلب مفعم بالإخلاص، فإنه يردّ عليكم أضعافاً مضاعفة. أنتم تعرفون قصة كوتشيلا، فعندما قدّم إلى كريشنا قبضة صغيرة من الأرز اليابس، منحه كريشنا رخاءً يدوم مدى الحياة. وحتى روكمني ديفي استطاعت أن تكسب قلب كريشنا بتقديمها له ورقة تولسي واحدة فقط. ولهذا، فإن المولى العظيم عندما يقبل شيئاً من أحد، فإنه يمنحه في المقابل نعمة لا تنتهي. ولذلك قيل في النصوص: “باترام، بوشپام، فالم، تويم” – أي ورقة، زهرة، ثمرة أو بعض الماء. على الأقل، ينبغي تقديم شيء من هذه لله. لماذا؟ لأننا لا نصبح مستحقين للعطاء الإلهي إلا عندما نقدم نحن أولاً. على سبيل المثال، إذا ذهبت إلى البنك وطلبت أموالك، فلن يعطوك إياها مباشرة، رغم أن لك الحق فيها؛ يجب أن تملأ استمارة سحب وتوقعها. كذلك، يجب أن تُقدِّم شيئاً لله، حتى وإن كان بسيطاً أو غير ذي قيمة، لتنال في المقابل. هذه هي منظومة القوانين الإلهية.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، ٢٨ أيار ١٩٩٥

Arabic, 20.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٠ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

إن مصير الإنسان هو المضي برحلته من الإنسانية إلى الألوهية. وفي هذه الرحلة الروحية، من الطبيعي أن يواجه عقبات واختبارات متنوعة. ولتنوير الطريق له وإعانته في تجاوز هذه التحديات، تولد في هذا العالم نفوسٌ حكيمة، وقلوبٌ مستنيرة، وأرواحٌ متحققة بالحقيقة، وشخصياتٌ إلهية، تجلياتٌ لله نفسه تأخذ هيئة بشرية. هذه الكيانات تمشي بين المتألمين، وتُرافق الساعين الذين ضلّوا الطريق أو تاهوا في صحراء الحياة، فتمنحهم الثقة والشجاعة وتعيدهم إلى الطريق الصحيح. بعض الشخصيات يولدون خصيصاً لهذا الغرض النبيل، ولذلك يُطلق عليهم لقب “كارانا-جانما”، أي “المولودون من أجل سبب/قضية”. لقد جاؤوا إلى هذا العالم من أجل مهمة سامية. بالطبع، هناك أيضاً من يسير في طريق السعي الروحي والتأمل والإخلاص، فينالون رؤية الله، ويذوقون نعيم الألوهية بأنفسهم. هؤلاء يكتفون بالسعادة الروحية التي أحرزوها. لكن، هناك آخرون – أكثر ندرة – يخرجون لمشاركة هذه السعادة مع الآخرين. ينذرون حياتهم لخدمة البشرية، ويهدون غيرهم إلى النور، ويُبارَكون بذلك. هؤلاء المعلّمون يعلمون العالم أن الكثرة وهم، وأن الوحدة هي الحقيقة. كان المسيح أحد هؤلاء – كان “كارانا-جانما”، معلّماً وُلِد من أجل غرض محدد، مهمة إلهية، هي إعادة الحب، والإحسان، والرحمة إلى قلب الإنسان.

ساتيا ساي بابا – ٢٥ كانون الأول ١٩٧٨

Arabic, 19.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٩ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

في أحد الأيام، قرر رجلٌ ثريّ أن ينطلق في رحلة حج إلى الأماكن المقدسة. ولكي يتجنب عناء حمل الأمتعة الثقيلة، ربط معه فقط بعض الحاجيات الضرورية في حِزمَة صغيرة، وبدأ رحلته. وكما يقول المثل: “قلل أحمالك، ترتاح أكثر بأحوالك، وتستمع أكثر بأسفارك“. استطاع أن يتنقّل بسهولة ويزور أماكن الحج المقدسة مثل كاشي، وماثورا، وبريندافان وغيرها. كان يقضي نهاره في زيارة المعابد، ويتعبد بخشوع أمام الأشكال الجميلة للآلهة، ويغتسل في الأنهار المقدسة، ويقوم بأعمال فاضلة كثيرة. لكنه، بعد يومٍ طويل من هذه الطقوس، استلقى لينام… ولم يستطع أن يغمض له جفن! رغم كل ما فعله من خير على المستوى الجسدي، إلا أنه لم ينل السلام الداخلي. ما السبب؟ السبب كان بسيطاً لكنه مؤلم: كانت في فراشه حشرات البق التي أحضرها معه في الحِزمة. كانت تلدغه طوال الليل، فحرمتْه الراحة والنوم. وهذه، في الحقيقة، هي حالة الإنسان اليوم. فعلى المستوى الخارجي، جمع كثيراً من وسائل الراحة، ويبدو للناس سعيداً. لكن في داخله، يحمل حشراتٍ غير مرئية: الصفات السيئة، الأفكار الشريرة، النوايا الأنانية… وهذه هي التي تنهش سلامه الداخلي. ما لم يُطهّر الإنسان باطنه، ويطرد منه تلك المشاعر السلبية، فلن يعرف طعم السلام الحقيقي.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ تموز ١٩٩٦

Arabic, 18.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٨ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

عندما كانت المسامير تُدق في جسد يسوع لتثبيته على الصليب، سمع صوت الآب يقول له: “كل الحياة واحدة، يا بني الحبيب. فكن واحداً مع الجميع.“ فدعا يسوع حينها بالمغفرة لمن كانوا يصلبونه، لأنهم لا يعلمون ما يفعلون. لقد ضحى يسوع بنفسه من أجل البشرية. الاحتفال بولادة يسوع لا يكتمل فقط بالأناشيد والمزامير، ولا بإضاءة الشموع، ولا بقراءة الإنجيل وتمثيل مشاهد ميلاده، فذلك لا يكفي. لقد قال يسوع خلال “العشاء الأخير” إن الخبز هو جسده، والخمر هو دمه. لم يكن يقصد بذلك المعنى الحرفي، بل أراد أن يُعلّم أن كل الكائنات الحيّة، بكل ما فيها من لحم ودم، يجب أن تُعامَل كما لو كانت هو نفسه، دون تمييز بين صديق وعدو، بين “نحن” و“هم”. كل جسد بشري يُغذَّى من الخبز، هو جسده؛ وكل قطرة دم تجري في عروق أي إنسان، هي دمه، تُحركها الحياة التي رمز لها بالخمر. أي أن كل إنسان بباطنه إلهي ويجب احترامه وتقديره على هذا الأساس.

ساتيا ساي بابا – ٢٥ كانون الأول ١٩٧٨

Arabic, 17.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

الإخلاص (بهاكتي) والإيمان الثابت (شرادها) هما كالمجدافين اللذين يُمكنك من خلالهما أن تُبحر في قارب الحياة لتجتاز بحر العالم المادي (سَمسارا). يُروى أن طفلًا قال لأمه عند نومه: “يا أمي، أيقظيني عندما أشعر بالجوع.” فردت الأم: “لا حاجة لذلك، فجوعك سيوقظك بنفسه.“ وهكذا، عندما يولد فيك الجوع إلى الله، فإن هذا الجوع نفسه هو الذي سيوقظك ويحركك لتبحث عن الغذاء الذي تحتاجه. الله هو من منحك هذا الجوع، وهو من يُوفر لك الغذاء. كما أنه هو من قدّر لك المرض، وهو من أنبت لك الدواء المناسب. واجبك أنت هو أن تحرص على أن يكون جوعك حقيقياً، ومرضك حقيقياً، وتبحث عن الغذاء أو الدواء المناسب لهما. الإنسان لا بد له من أن يُربط بعجلة الحياة الدنيوية (سَمسارا) ويُكسر فيها، فذلك هو الدرس الذي يجعله يدرك أن هذا العالم زائل وغير حقيقي. لا فائدة من المحاضرات وحدها؛ لن تُصدق أن الحبل هو أفعى حتى تُخدع به بنفسك. لن تُدرك حرارة النار ما لم تلمسها؛ فمجرد رؤيتها لا يكفي لتعرف أنها تحرق. النار نور وحرارة معاً، كما أن هذا العالم مزيج من الحقيقة والوهم؛ هو موجود وغير موجود في ذات الوقت. عليك أن تعيش التجربة لتُدرك الحقيقة.

ساتيا ساي بابا – من خطاب ماهاشيفاراتي ١٩٥٥

Arabic, 16.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٦ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

العالم اليوم قد حقق تقدماً عظيماً في مجالات العلم والمعرفة الدنيوية، لكنه في الوقت ذاته يشهد تراجعاً في الأخلاق والإنسانية. ما السبب في ذلك؟ السبب هو الأنانية والمصالح الشخصية التي تحكم سلوك الإنسان المعاصر. فأي عمل يؤديه الإنسان اليوم، تجده في جوهره مدفوعاً بدافع أناني، وتتحكم فيه الغايات الشخصية. لقد أصبح الإنسان أسيراً للأنانية، لا ينظر إلى شيء إلا من خلال منظور المصلحة الشخصية. ولكن، بمجرد أن يحوّل الإنسان دافعه من الأنانية إلى خدمة المجتمع، يبدأ بتذوق جوهر التعليم الحقيقي. ولهذا، من الضروري أن يتخلص من أنانيته، ويملأ قلبه بأفكار نبيلة تهدف إلى رفعة وسعادة المجتمع. بهذا الشكل، يستطيع الإنسان تطهير قلبه بالمشاعر المقدسة، وأن يسيطر على تقلبات فكره. فأي عمل تقوم به بقلب نقي، وفكرٍ ثابت، ونية خالية من الأنانية، فإن ذلك العمل سيوجهك نحو طريق النصر في رحلتك الروحية.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ حزيران ١٩٩٦

Arabic, 15.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٥ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

تنتقلون من الموت إلى الحياة، ومن المرض إلى العافية، من خلال تجارب العالم وتقلباته. فالعالم هو جزء أساسي من منهاج الإنسان في الحياة؛ ومن عذاب البحث تولد حكمة الحياة، كما يولد الطفل من آلام المخاض. فهذه الآلام ليست عبثية، بل هي إشارة إلى ولادة حياة جديدة. من القلق والاضطراب (أشانتي) يتولد السلام العميق (برشانتي)، ومن برشانتي تنبع الإنارة الروحية (بركانتي)، ومن هناك يتجلى النور الإلهي الأسمى (بارامجيوتي). إنها دورة الحياة التي تشبه تعاقب الليل والنهار، فهما توأمان لا ينفصلان، وكلاهما ضروري لتسميد التربة وتجدّد الحياة؛ مثلما الصيف والشتاء ضروريان لتوازن الطبيعة. هناك من يقول لي: “بابا، اجعل هذا الصيف أقل حرارة!”، لكن في حر الصيف، تمتص الأرض الطاقة من الشمس، حتى إذا جاء المطر، أعطت محصولاً وفيراً. الحر والبرد، الفرح والحزن، الليل والنهار – كلها ضمن خطة الله. ومهمتك ليست أن ترفض أحدها، بل أن تفهم قيمتها وتقدّرها، فكلها أدوات لنضج الروح وتفتح الوعي.

ساتيا ساي بابا – احتفال فيدياداشامي ١٩٥٣

Arabic, 14.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٤ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

الله ليس شيئاً خارجياً أو وسيلة مادية مثل مكيف الهواء، بل هو الساكن في الداخل، المرشد الداخلي، الحقيقة الداخلية، الأساس غير المرئي الذي تقوم عليه كل هذه الرؤى والمشاهدات في العالم الظاهري. هو أشبه بمبدأ النار الكامنة في الخشب، التي لا تظهر إلا حين يحتكّ الخشب بعضه ببعض، فتولد حرارة تشتعل معها النار، وتفني الخشب نفسه. إن الصحبة الصالحة (ساتسانغ) تتيح لك أن تلتقي بأرواح أخرى مشابهة لطبيعتك، فيشعل هذا التماس ناراً داخلية توقظ شرارة الوعي. الصحبة الصالحة تعني اللقاء مع “سات”، وهذا هو “سات” الذي يُذكر عند تمجيد الله بصفاته: سات – تشيت – أناندا (الوجود – الوعي – السعادة). “سات” هو مبدأ الوجود، هو الكينونة المطلقة، هو الحقيقة الثابتة التي يُقام عليها كل هذا الكون. ارتبط بالحق ”سات” في داخلك، بتلك الحقيقة (ساتيا) التي تم حجبها بالأوهام (ميثيا) من خلال طبقات العقائد الفكرية التي لا ترى النور. وعندما تسكن في ”سات” هذه، تُوقد الشعلة، ويشع النور، ويهرب الظلام، وتشرق شمس المعرفة (جنانا بهاسكارا). هذا هو طريق النور، وهذا هو جوهر الصحبة الإلهية.

ساتيا ساي بابا – ١٠ أيار ١٩٦٩

Arabic, 12.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٢ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

بقوة العزيمة يمكن للإنسان أن يلامس حدود السماء ويغزو العالم، لكنه اليوم يفتقد لهذه القوة. ما السبب؟ يكمن السبب بفقدانه السيطرة على حواسه. فكلما ازداد الإنسان غرقاً في الملذات، قصر عمره، وضعف جسده، وتدهورت قواه الداخلية. للاحتفاظ بالشباب والحياة الطويلة، يجب تنمية قوة الحواس من خلال ضبطها، لا باتباع الشهوات. لا ينبغي التعلّق بالجسد، فحين يفقد الإنسان السيطرة على الحواس من جهة، ويزداد تعلّقه بالجسد من جهة أخرى، يصبح في وضع مزرٍ. يمكن تشبيه ذلك بإناء مملوء بالماء وبه ثقبان؛ فمهما ملأت الإناء، فإن الماء سيتسرب منه. كذلك قلب الإنسان المملوء بنعمة الله يصبح فارغاً حين يتفجى بفجوات عدم التحمّل وغياب الرحمة. وبالتالي، تقلّص عمر الإنسان. وفي هذا العمر المحدود، ماذا يمكن أن ينجز من أعمال صالحة؟ كيف له أن يخدم المجتمع ويحقق الخير العام؟ القوة التي منحها الله له يجب أن تُستخدم بالشكل الصحيح من خلال الصحبة الصالحة (ساتسانغ)، والسلوك القويم (ساتبرافارتانا)، والخدمة (سيفا). عندها فقط، ستنمو قوة الإنسان الداخلية وتسمو حياته.

ساتيا ساي بابا – ٢ تشرين الأول ٢٠٠٠

Arabic, 11.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١١ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

الجسد هو معبد الله، فهو ساكن في القلب. أما البصيرة (الذكاء العقلي)، فهو السراج المنير في ذلك المحراب. وكل هبوبٍ لريحٍ يمر عبر نوافذ الحواس يؤثر على لهب هذا السراج، فيضعف نوره، بل وقد يطفئه تماماً. لذا، يجب إغلاق نوافذ الحواس وعدم تركها مفتوحة أمام إغراءات العالم الخارجي. حافظ على حدة البصيرة، فهي الأداة التي تستطيع بها أن تقطع أوهام الفكر وتحول حالته من حجر باهت إلى نور ساطع. التمييز (بين الدائم والزائل، بين الحق والباطل) هو أداة أساسية للتقدم الروحي. لا بد من استخدام ملكة التمييز العقلي للتمييز بين المحدود واللامحدود، بين المؤقت والأبدي. هذا هو الاستخدام الصحيح للعقل. وقد أطلق شنكارا على أحد كتبه في فلسفة الأدفايتا اسم “جوهرة التمييز” (ڤيڤيكا شوداماني)، ليؤكد على أهمية التمييز الروحي (ڤيڤيكا) في إدراك فنائية العالم وبلوغ وعي وحدة الوجود.

ساتيا ساي بابا – ٢ تشرين الأول ١٩٦٥

Arabic, 10.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٠ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

ازرع المحبة الصافية في قلبك من خلال وسيلتين أساسيتين: أولاً، اعتبر أخطاء الآخرين، مهما كانت كبيرة، صغيرة لا تستحق الذكر، واعتبر أخطاءك الشخصية، مهما بدت بسيطة أو تافهة، كبيرة، واشعر بالندم والأسى عليها. بهذا الأسلوب، تقي نفسك من الوقوع في أخطاء أكبر وتكتسب روح التسامح والأخوّة. ثانياً، اجعل الله حاضراً في كل عمل تقوم به، سواء مع نفسك أو مع الآخرين. تذكّر دائماً أن الله كليّ الوجود، يرى كل شيء، ويسمع كل شيء، ويعلم كل شيء. كل كلمة تنطق بها، تذكّر أن الله يسمعها، فميّز بين الصدق والكذب، ولا تنطق إلا بالحق. وكل فعل تقوم به، تذكّر أن الله يراه، فميّز بين الصواب والخطأ، ولا تفعل إلا الصواب. اجعل وعيك بقوة الله وحضوره الدائم حاضراً في كل لحظة من حياتك. فالجسد هو معبد الروح الفردية (جيفا)، وما يحدث داخل هذا المعبد هو مسؤولية الفرد. وكذلك، العالم بأسره هو جسد الرب، وكل ما يحدث فيه، سواء خير أو شر، هو من شأن الله. بهذا الفهم العميق، تتفتح في داخلك بذور المحبة الخالصة، وتتجلّى في حياتك أنوار الرحمة والحكمة.

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول المحبة، الفصل ١٩

Arabic, 09.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

في هذا العصر، عصر كالي، حقّق الإنسان شهرة واسعة، وجمع الثروات، وتمتّع براحة العيش والرفاهية، لكنه افتقد السلام الداخلي والشعور بالأمان. والسبب في هذا الحزن الذي يعانيه الإنسان يعود إلى افتقار أفراد الأسرة الواحدة إلى الصبر والتعاطف فيما بينهم. ولكن، لماذا فقد الإنسان هاتين القيمتين؟ الجواب يكمن في تزايد الأنانية واستخدام الذكاء في خدمة المصالح الشخصية فقط، مما أدى إلى تدهور القيم. هاتان الفضيلتان، الصبر والرحمة، لم تعُد لهما مكان في بيوت اليوم، ولهذا نرى أن الناس يعيشون في همّ وقلق من الصباح حتى المساء. لا يوجد تناغم أو ترابط بين الإخوة في الأسرة الواحدة؛ كل فرد يتّجه في طريقه الخاص، وكأنّه نسي إنسانيته، بل ويعيش حياةً أدنى من حياة الحيوان. فالحيوان، على الأقل، له سبب وزمن لتصرفاته. أما الإنسان، فقد أصبح أسيراً لأنانيته، ولم يعد يفكّر في إسعاد غيره. الصبر والرحمة هما روح الحياة الحقيقية للإنسان. ومن يفتقدهما، فكأنّه بلا حياة، مهما نال من شهادات، أو جمع من أموال. لذا، على كل فرد في الأسرة أن يسعى جاهداً ليغرس في نفسه هاتين القيمتين العظيمتين: الصبر والرحمة، فهما أساس الاستقرار، وجوهر الإنسانية.

ساتيا ساي بابا – ٢ تشرين الأول ٢٠٠٠

Arabic, 08.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

بعض الناس قد تراودهم شكوك حول فائدة الدعاء فيقولون: ما جدوى الصلاة والأدعية؟ هل سيحقق الله كل ما نطلبه؟ أليس هو من يعطي ما نحتاجه أو نستحقه؟ وهل يحب الله أن يمنحنا كل ما نسأله في صلواتنا؟ كل هذه الأسئلة يمكن الإجابة عليها ببساطة: إذا كان المُحب قد سلّم كل شيء لله، الجسد والعقل والحياة، فإن الله يتكفّل بكل ما يخصّه، لأنه سيكون دائماً معه، ملازماً له، مرشده ومصدر قوته. في مثل هذه الحالة، لا تكون هناك حاجة للدعاء أصلاً، لأن العلاقة بين العبد وربه قد تجاوزت السؤال والطلب، وأصبحت علاقة يقين وتسليم. لكن، هل نحن فعلاً قد سلّمنا أنفسنا لله بهذا الشكل؟ في الواقع، لا. حين نخسر شيئاً، أو تقع علينا مصيبة، أو تخيب خططنا، تصبح أنفسنا لوّامة ونجحد نعمة الله. وبعضنا يلجأ إليه بالدعاء فقط وقت الشدة. إذا تجنبنا كلا الأمرين، اللوم عند الشدة والاعتماد على الغير، ووضعنا ثقتنا الكاملة في الله في كل الأوقات، فلماذا سيمنعنا الله من رحمته؟ ولماذا لا يعيننا إذا كنا قد اتكلنا عليه وحده بصدق؟ الجواب بسيط: لن يمنعنا من رحمته، بل سيغمرنا بها متى كنا صادقين في الإيمان، والتسليم، والثقة.

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول السلام الأسمى براشانتي، الفصل السابع

Arabic, 07.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٧ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

ملحمة الرامايانا ليست مجرد قصة دينية، بل هي دليل حياتي شامل للعلاقات المثالية بين أفراد المجتمع. إنها ترشدنا إلى كيفية التعامل المثالي بين الأم وأبنائها، بين الزوج والزوجة، بين الإخوة، بين الحاكم والمحكوم، وبين السيد والخادم، وغير ذلك من الروابط الإنسانية. جسّد رامَ في سلوكه أسمى معاني الرحمة والنبالة؛ فعندما قام النسر جاتايو بالدفاع عن سيتا وقاتل وهو يحتضر ضد الشرير رافانا، أبدى له رامَ شفقة عظيمة في لحظاته الأخيرة. وعندما جاء فيبهيشانا طالباً اللجوء، قبله راما وأمّنه، رغم تحذيرات لاكشمانا. هذه المواقف تُظهر عظمة راما في الوفاء والرحمة تجاه كل من يقدّره أو يلجأ إليه. رامَ قال للاكشمانا: “كل من يأتي إليّ بروح التوبة والخضوع، أيّاً كان، فهو يخصني وأنا أخصه. سأمنحه الملاذ. هذا هو عهدي.“ رامَ كان رجلاً ملتزماً بـأمورٍ ثلاث: كلمة واحدة (الصدق والوفاء)، زوجة واحدة (الإخلاص)، وسهم واحد (الحسم وعدم التردد). إن الاحتفال الحقيقي بيوم رامَ نافامي لا يقتصر على الطقوس الخارجية، بل يكمن في تنصيب رامَ في القلب، والسعي نحو السعادة الروحية. وعبر التأمل في أحداث الرامايانا، على الإنسان أن يسعى للوصول إلى حالة “آتْما-رامَ”، أي الاتحاد مع الروح الكونية، حيث لا وجود للأنا (أهَمْكارا)، بل فقط الصفاء والوحدة مع الإله.

ساتيا ساي بابا – ٧ نيسان ١٩٨٧

Arabic, 06.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٦ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

كل ما يفعله العظماء، وأيّاً كانت الرفقة التي يختارونها، فإنهم يظلون دائماً على طريق الاستقامة، على الطريق الإلهي. أفعالهم تكون دائماً من أجل خير العالم بأسره. ولهذا، فعندما تُتلى الرامايانا أو تُقرأ القصص الإلهية، يجب أن يُصبّ التركيز على عظمة الله وسرّه، وعلى الحق والصدق المتأصلين فيها، وعلى أهمية تطبيق هذه القيم في الحياة اليومية. لا ينبغي أن يُعطى أيّ اعتبار للتفاصيل الثانوية أو الأحداث السطحية؛ فالعبرة الأساسية التي يجب تعلمها هي كيفية أداء الواجب، وكيفية تنفيذه بروح من النقاء والإخلاص. وعندما يتجلى الله في صورة بشرية من أجل حماية الاستقامة، فإنه يتصرف كبشر، ولابد له من ذلك. لأنه من خلال ذلك، يُقدِّم النموذج الأعلى للحياة المثالية، ويمنح من يراه أو يتأمله إحساساً عميقاً بالسلام والفرح. وقد تبدو تحركاته والكوميديا الإلهية له (ليلا) عادية أو بسيطة في نظر البعض، لكنها في جوهرها تجسيد للجمال، للحق، للخير، وللسعادة والسمو. كل فعلٍ منه يسحر القلوب، ويطهّر النفوس، ويهدّئ اضطرابات الفكر، ويزيح حجاب الوهم (مايا)، ويملأ الوعي بحلاوة لا توصف.

ساتيا ساي بابا – جدول الحكاية الإلهية العميق للمولى رامَ، المجلد الأول، الفصل الأول

Arabic, 05.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٥ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

يُقال كثيراً إن “رامَ” كان يتّبع فضيلة الاستقامة أو الحق (دهارما)، لكن هذه ليست العبارة الأدق لوصفه. رامَ لم يتبع الدهارما، بل كان هو الدهارما بحد ذاتها. ما كان يفكر فيه، وما كان يقوله، وما كان يفعله – كان هو الحق، وهو سيظل كذلك إلى الأبد. إن تلاوة آيات “الرامايانا” أو الاستماع إلى شرحها لا ينبغي أن يكون مجرد طقس لفظي، بل يجب أن تُحوّل الفرد إلى تجسيدٍ حي للدهارما. ينبغي لكل كلمة، وكل فكرة، وكل فعل في حياة الإنسان أن يعكس هذا المثال الأعلى. لكن النجاح في ذلك يتطلب الإيمان الراسخ بالمولى رامَ، وبالرامايانا، وبالنفس. وما الغاية من ذلك؟ أن يصبح الإنسان صالحاً، ويساعد الآخرين على اكتشاف الصلاح الكامن فيهم. أن يكون إنساناً بكل ما تحمله هذه الكلمة من قيم ومعانٍ، وأن ينشر هذه القيم في المجتمع، ليساعد الآخرين كذلك. قم بتنقية جسدك من خلال العمل الطيّب والمقدس، وتنقية كلامك بالصدق والمحبة والتعاطف، وتنقية فكرك بألّا تخضع لصخب الحواس ورغباتها المتزايدة. فهكذا فقط، يصبح الإنسان مرآةً حقيقية لما يُمثّله المولى رامَ من دهارما أبدية.

ساتيا ساي بابا – ١٨ نيسان ١٩٨٦

Arabic, 03.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

عندما يُنصب “رامَ” في القلب، تُمنح للإنسان كل البركات – الشهرة، والثروة، والحرية، والاكتفاء. كان “هانومان” مجرد قائد للقرود حتى التقى برامَ؛ فقد كان وزيراً في بلاط ملكه، لكن عندما كلفه رامَ بمهمة البحث عن “سيتا” وأرسله، أي عندما أصبح رامَ مرشده وحاميه في القلب، تحول هانومان إلى النموذج المثالي للمخلص الخالد. إن “الرامايانا” تحمل معاني عميقة في جوهرها. فإن “داشاراثا” يرمز إلى الإنسان الذي يقود عربة حواسه العشر. وهو مقيد بثلاث صفات (جونات ثلاث)، التي تمثلها زوجاته الثلاث في القصة. أما أبناؤه الأربعة، فهم رموز لأهداف الحياة الأربعة: الفضيلة (دهارما) يمثله رامَ، والثروة (أرثا) يمثلها “لاكشمانا”، والرغبة (كاما) يمثلها “بهاراتا”، والتحرر (موكشا) يمثله “شاتروغنا”. يجب تحقيق هذه الأهداف بترتيب متزن، مع إبقاء التحرر (موكشا) الهدف الأسمى دائماً. لاكشمانا يمثل العقل الواعي (البصيرة)، وسيتا ترمز إلى الحقيقة، وهانومان يجسد الفكر، الذي إذا تم ضبطه وتدريبه، يصبح مصدراً للقوة والشجاعة. أما “سوغريفا”، سيد هانومان، فهو يرمز إلى حس التمييز السليم (القدرة على تمييز الصواب من الخطأ). بمساعدة هذه العناصر، يسعى رامَ إلى الحقيقة وينتصر في النهاية، وهذا هو الدرس العظيم الذي تقدمه هذه الملحمة لكل إنسان.

ساتيا ساي بابا – ٢٠ نيسان ١٩٧٥

Arabic, 02.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

تسعى العين دائماً للنظر إلى المفاسد والصور المبتذلة. فحتى عندما يكون السائق في خطر قد يودي بحياته ويفقد جسده، تجده يحدق في ملصقات غير لائقة تروج لأفلام مبتذلة. لذا، يجب ضبط العين حتى لا تدمر فكر الإنسان وجسده. أما الأذن، تراها بشوق لسماع الفضائح والأحاديث المثيرة، ولا تدفع الإنسان إلى الإنصات للمواعظ التي قد تفيده روحياً. وإن حدث وأنصت لإحداها، تثير الأذن لديه الصداع لتمنعه من الاستمرار بذلك. لكن عندما يسمع أحدهم إهانة موجهة إلى آخر، تجده يصغي بأقصى تركيز. واللسان أكثر خطراً، فهو لا يكتفي بنقل الأكاذيب والإشاعات، بل يخلق شهوة الشره للطعام أيضاً. من الصعب توجيه اللسان إلى ترديد الأذكار والتأمل، مهما كان اسم الله عذباً. وعندما تتم السيطرة على العين والأذن واللسان ويصبح استخدامها في تهذيب النفس ممكناً، وسيكون من السهولة بمكان ضبط الفكر واليد أيضاً. عندها، يدرك الإنسان ذاته، فلا يعود بحاجة إلى البحث أين يسكن الله، فهو الساكن في قلب الإنسان الطاهر، متجلياً في بهائه الفطري مشرقاً بالحكمة والقوة والمحبة.

ساتيا ساي بابا – ٢٠ آذار ١٩٧٧

Arabic, 01.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

الهدف من الحياة هو تحقيق وحدة النفس مع الذات العليا. رب سائلٍ يسأل: لماذا إذاً تتجسد النفس في هذا الشكل البشري؟ لو كان مجرد “العيش” أو حتى “العيش بسعادة” هو الهدف، لكان بإمكان الروح أن تتجسد في هيئة الطيور أو الحيوانات. إن امتلاك الإنسان للذاكرة، والفكر، والعقل، والقدرة على التمييز، وإمكانية استشراف المستقبل، والرغبة في التحرر من سيطرة الحواس، كل ذلك يدل على أنه مهيأ لهدف أسمى. ومع ذلك، إذا سعى الإنسان وراء غايات أقل شأناً، فإنه يكون قد ارتكب خطأً كبيراً. أما من يواصل طريقه بثبات نحو تحقيق الذات رغم الإغراءات والعقبات، فهو من أهل السعي الحقيقي، تماماً كما كانت فتيات “بريندافان” مثالاً ملهماً عن النفوس المتفانية في هذا الطريق. وأفضل وسيلة يمكن للإنسان اتباعها للوصول إلى هذا الهدف السامي هي التحكم بالحواس الخمس والانتصار عليها، وتجنب الأخطاء والشرور التي قد تقع فيها العين، والأذن، واللسان، والفكر، واليد.

ساتيا ساي بابا – ٢٠ آذار ١٩٧٧

Arabic, 30.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣٠ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

يا تجليات المحبة! اليوم هو يوم “أوغادي”، بداية العام الجديد. منذ العصور القديمة، احتفل الناس بعدد لا يُحصى من المرات بمناسبة هذا اليوم، ومع ذلك، لم يتخلوا بعد عن صفاتهم السلبية. إن عيد “أوغادي” الحقيقي هو اليوم الذي يتخلى فيه الإنسان عن السلوكيات السيئة، ويملأ قلبه بالمحبة، ويسلك طريق العطاء والتضحية. لا تحصروا احتفالكم بهذا اليوم في ارتداء ملابس جديدة والاستمتاع بالأطعمة الشهية فقط. اليوم قد ترتدون قميصاً جديداً، ولكن إلى متى سيبقى جديداً؟ غداً سيصبح قديماً. لا أحد يقرأ الصحيفة نفسها كل يوم، فصحيفة اليوم تصبح ورقاً مهملاً غداً. حياتنا تشبه الصحيفة؛ بمجرد أن نعيش أحداثها ونخوض تجاربها من أفراح وأحزان، يجب أن ندرك أن هذا يكفي. لا تطلبوا صحيفة جديدة، أي لا تطلبوا ولادةً جديدة، عليكم أن تتوجهوا بالدعاء قائلين: ”يا إلهي! لقد منحتني هذه ‘الصحيفة’، وخضت من خلالها تجارب هذه الحياة، ولم أعد أرغب في ولادة أخرى.“

ساتيا ساي بابا – ١٣ نيسان ٢٠٠٢

Arabic, 29.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٩ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

المهمة الأساسية التي يجب عليك اكتشافها اليوم هي العمود الذي يدعم كل نجاح روحي. سأخبرك ما هو: إنه الحب. أحبّ الله، تعبّد له، واخدمه فهو الساكن في قلب كل إنسان، ومن خلال هذا الحب والعبادة والخدمة، ادرك وجوده. هذا هو أسمى أشكال السعي الروحي. اخدم الإنسان وكأنه تجلٍ للإله. قدم الطعام للجائعين، فهو عطية من بركة الخالق، وقدمه بمحبة وتواضع، واجعله مشبعاً بذكر الله. الزمن يمضي، والأفلاك تدور وتتفكك، والأعمار تتعاقب، والأجساد تولد وتنمو ثم تفنى، ولكن الرغبة في تقديس الحياة بالأعمال الصالحة والأفكار النبيلة تكاد تكون مفقودة، وعطر الممارسة الروحية الصادقة نادر الوجود. من خلال مبدأ “التخلي”، يمكن تحقيق أعظم الإنجازات. ازرع في قلبك روح الزهد، وسيرتبط بك الخالق. الماضي قد مضى ولا يمكن استرجاعه، لكنه يحمل دروساً. أما الغد فهو مقبل نحوك، فاجعل عزيمتك أن تملأه بالحب والخدمة والممارسة الروحية.

ساتيا ساي بابا – ٢٩ آذار ١٩٦٨

Arabic, 28.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٨ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

من ناحية، حقق الإنسان تقدماً مذهلاً في مجالات العلوم والتكنولوجيا، لا سيما في الإلكترونيات والمواد الصناعية والطاقة الذرية واستكشاف الفضاء. ومن ناحية أخرى، نشهد أزمات سياسية واقتصادية، وصراعات طائفية واجتماعية، واضطرابات طلابية. اليوم، تتراجع القيم الأخلاقية بشكل مستمر، والمبادئ الروحية والسلوكية في تدهور مقلق. حتى العلماء والمفكرون البارزون أصبحوا أسرى للخلافات الحادة بسبب تفكيرهم الضيق. كما أن وحدة المجتمع تتعرض للتفكك بسبب الانقسامات الفكرية والطائفية، التي ينشرها بعض المثقفين رغم مكانتهم العلمية الرفيعة. يزداد عدد من يثيرون التفرقة، في حين يقل عدد من يسعون إلى تحقيق الوحدة رغم الاختلافات. في جوهر كل هذه المشكلات، يكمن واقع أن البشرية لم تتجاوز بعد حالتها الغريزية البدائية. يجب على الإنسان أن يدرك أنه في أصله كائن روحاني ذو طبيعة سامية، وأن النفوس الفردية ليست سوى أمواج انبثقت من محيط الوجود والوعي والسعادة المطلقة. وعندما يدرك هذه الحقيقة، فقط حينها سيتمكن من اختبار السعادة الحقيقية.

ساتيا ساي بابا – ٢٢ تموز ١٩٩٤

Arabic, 27.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٧ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

عندما يُسأل الإنسان من أين أتى، فإنه يجيب بسرعة: “من دلهي” أو “من كالكوتا” أو “من تريفاندروم”، لكن هذه ليست سوى الأماكن التي جاء منها جسده. فداخل هذا الجسد (ديها)، يكمن الروح الساكن (ديهي)، وهو مختلف تماماً عن الجسد المادي الذي يُرى بالعين. هذا الكائن الحقيقي يظل مجهولًا للكثيرين. لذا، على الإنسان أن يبحث في أعماق ذاته، ويكتشف الحقيقة وراء هذا الوجود. هذا هو جوهر مهمته في الحياة. لن يتحرر من هذا الدور إلا عندما يتغلب على هذا الجهل الهائل، ويدرك المصدر الذي يمده بالحياة، ليس فقط على مستوى فردي، بل على مستوى الوجود بأسره، حيث تتجلى القوة الإلهية في ملايين الوجوه المتعددة. لا تؤجل هذا السعي، فاللحظات تمر مسرعة، وليكن لديك الشوق العارم لارتشاف رحيق عرفان ذاتك الحقيقية.

ساتيا ساي بابا – ١٢ أيار ١٩٦٨

Arabic, 26.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٦ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

للكلمة قوة عظيمة، فمن خلالها يمكن للإنسان أن يحقق ملكاً عظيماً أو ينال ثروة هائلة، وأن يكسب الأصدقاء والأقارب. وبالكلمة أيضاً، قد يُقيد الإنسان نفسه ويفقد حريته، بل وقد يلقى حتفه بسببها. إن الكلام هو نبض الحياة للإنسان، وهو عماد وجوده، وله تأثير لا يضاهى. وقد خاطب القديس جاياديفا لسانه قائلاً: “أيها اللسان! أنت تدرك تماماً حلاوة الكلام، فتذوق الصدق والخير، ولهذا ردّد الأسماء المقدسة والعذبة للمولى – غوفيندا، دامودارا، مادهافا، لا تنشغل بذمّ الآخرين، وانطق بالكلمات اللطيفة والهادئة”. ويؤكد كريشنا في الجيتا قائلاً: “ليكن كلامك صادقاً، ساراً، طيباً، وخالياً من الغضب”. ولكن للأسف، مع ندرة هذا النوع المقدس والعذب من الكلام، أصبحت مجتمعاتنا غارقة في المرارة والصراع. لقد أدت فوضى الحضارة المنفلتة إلى تدمير الانضباط والأخلاق، وحولت المجتمع إلى جحيم ملتهب.

ساتيا ساي بابا – ٢٢ تموز ١٩٩٤

Arabic, 25.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٥ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

كما تنتشر رائحة زهرة الياسمين في أرجاء الغرفة رغم صغر حجمها، وكما يحتل البخار الناتج عن الماء مساحة تفوق حجمه الأصلي، فإن للفكر البشري قدرة هائلة على التوسع بفضل طبيعته اللطيفة الفائقة. لكنه، بفعل الحواس، يتشبث بالأشياء والأشخاص، مما يحدّ من امتداده ويقيده في دائرة ضيقة من التعلقات. وعندما يمتلئ الفكر بالرغبات المتعددة، يصبح مضطرباً، فتتلاشى راحته وسكينته. ولهذا، فإن عالمنا الخارجي ليس هو السبب في قلق الإنسان، ولا يمكن للأسرة أو الحياة الاجتماعية أن تُلام على قيود الإنسان؛ بل هو من يقيّد نفسه بقيود التعلقات والرغبات. وإذا أراد أن يتحرر، فعليه أن يخفف من ارتباطه بالمظاهر الخارجية، وأن يُمارس ضبط النفس في النظر والاستماع والكلام، فبذلك وحده يستعيد اتساع فكره، ويجد السلام الداخلي الذي يبحث عنه.

ساتيا ساي بابا – ١٣ آذار ١٩٨٨

Arabic, 24.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٤ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

المحبة هي المفتاح لاسترضاء الإلهية. قد يظن البعض أن الطقوس والشعائر، إذا ما أُديت بدقة وإتقان، يمكنها أن تحقق الغاية ذاتها. لكن الكتب المقدسة نفسها تُعلن أن العبادات والطقوس ليست سوى وسيلة لتطهير فكر الإنسان وقلبه. صحيح أن هذه الممارسات قد ترفع الإنسان إلى السماء، لكنها لا تضمن له البقاء هناك إلى الأبد؛ فبمجرد أن تنفد حصيلة أعماله الصالحة، يعود إلى عالم الفناء (كما جاء في الوعد الإلهي: ”لوكام فيشانتي كشيني بونيا مارتيا“) – أي أنه يعود إلى الأرض بمجرد أن تنتهي استحقاقاته السماوية. أما المحبة، فهي الطريق الأكثر مباشرةً للوصول إلى الله، لأنها تتخطى المحدوديات والقيود، وتصل إلى جوهر الحقيقة. ينبغي على الإنسان أن يحب الجميع بلا استثناء ولا تفرقة، لأن الله يسكن في كل كائن، وهو في ذاته تجسيد للمحبة الخالصة. لكن هناك ثلاث عقبات تحول دون تدفق هذه المحبة الإلهية من الإنسان نحو الله، وهي أعداؤه الثلاثة: الرغبة، الغضب، والجشع. ولحسن الحظ، فقد ترك لنا القدماء في الهند ثلاثة نصوص مقدسة، إذا ما استوعبها الإنسان، يمكنه بها مواجهة هذه الأعداء الثلاثة والانتصار عليها. وهذه النصوص هي: الرامايانا، المهابهاراتا، والبهاجافاتا. فمن يغوص في معانيها، يهتدي إلى طريق النقاء والمحبة الحقيقية، التي تقوده في النهاية إلى الوحدانية مع الله.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ شباط ١٩٨٧

Arabic, 23.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٣ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

في هذا العصر، عصر كالي يوجا، هناك وسيلتان روحيتان بالغتا الأهمية: نامام ودانام. نامام هو اسم الله، الذي يجب أن يمنح الحياة لكل فكرٍ وكلمةٍ وفعل، فيملأها بالحب الخالص. إن التمسك باسم الله بصدق وإخلاص يمكن أن يقود الإنسان إلى رؤية صاحب الاسم نفسه. فالصوت، رغم كونه مادياً، يحمل في طياته القدرة على كشف اللامادي، تماماً كما أن المادة الجامدة قد تكون باباً إلى الوعي والإدراك الكامن بداخلها. هذه هي غاية السعي الروحي – أن ندرك الحقل (كشيترا) والحارس عليه (كشيتراجنا) باعتبارهما تجلياً للذات الإلهية. دانام تعني العطاء والبذل والمشاركة. إن إطعام الجائع يمنح راحة فورية، ويزيل آلام الجوع، ولهذا تقول الأوبنشاد: “الطعام هو براهما”، أي أن الطعام مقدّس. لكن العطاء الحقيقي لا يجب أن يكون مصحوباً بالغرور والتفاخر، ولا بطريقة تجرح كرامة المتلقي. يجب أن يكون مفعماً بالفهم والتواضع والمحبة، لأنه في جوهره طريقٌ إلى الله.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ شباط ١٩٨٧

Arabic, 22.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٢ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

عندما لا يتم تدريب الإنسان على العيش حياة صالحة ومليئة بالتقوى، فإن تعليمه المهارات والتقنيات المختلفة يجعله خطراً على نفسه وعلى الآخرين. هناك جدل لا ينتهي حول اللغة التي يجب أن تكون وسيلة التعليم، ولكن لا أحد يبدو مهتماً بلغة القلب، التي تستخدم مفردات الحب وتعتمد على التأمل في الذات والتضحية. في الوقت الحالي، تنشغل المدارس والجامعات بحشو عقول الطلاب بالوقائع الخارجية والخيالات، لكنها لا تؤهلهم لمواجهة تقلبات الحياة، ولا تساعدهم على استكشاف أفضل ما فيهم وتسخيره لخدمة المجتمع. إن عادة الدعاء والمناجاة تزرع في الإنسان الشجاعة والثقة بالنفس، وتمنحه مصدراً هائلاً من الطاقة. لكن لا يتم بذل أي جهد لتعريف الطالب بحلاوة اختبارات التأمل واليوغا، أو بسعادة البحث عن حقيقته الذاتية.

ساتيا ساي بابا – ١٣ أيار ١٩٧٠

Arabic, 20.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٠ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

يُعتبر النعيم أو السعادة التي نشعر بها عند إشباع الجوع أمراً مؤقتاً، إذ سرعان ما يعود إلينا الجوع مرة أخرى. ومهما كان الطعام شهياً ولذيذاً، فإنه يصبح ثقيلاً ومزعجاً عند تناوله بكميات كبيرة. حتى الطائر الأسطوري “شاكورا”، الذي يُقال إنه يتغذى فقط على ضوء القمر، لن يتحمل الإفراط فيه. بل حتى الرحيق، إن تم تناوله بلا حدود، سيفقد لذته. لكن “برهماناندا” (النعيم الإلهي الأسمى) يختلف تماماً، لأنه متأصل في الإنسان، فهو أصله وكيانه الحقيقي. إن الهدف من السعي البشري عبر مراحل التقدم الروحي المختلفة هو بلوغ ذلك النعيم. فكما أن السمكة، مهما وضعت في وعاء ذهبي مرصّع بالجواهر، ستظل بائسة لأنها محرومة من الماء، موطنها الحقيقي، كذلك الإنسان لن يجد سعادته الحقيقية إلا عند عودته إلى مصدره الأصلي، مهما ابتعد عنه.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ تشرين الثاني ١٩٨٣

Arabic, 19.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٩ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

أعلن المولى مراراً وتكراراً أنه يفيض بنعمته حيث نقاء القلوب، وليس حيث الأبهة والمظاهر الخارجية. حين يحقق الإنسان الاتزان الفكري والتسامح التام، يُقيم كريشنا نفسه في قلبه، ويصبح صوته الداخلي هو الضمير الذي يرشده في كل خطوة. من خلال اليوغا، يجب تحقيق الثبات الروحي، ومن خلال الجابا (الترديد الروحي)، يجب اكتساب ضبط الحواس، ومن خلال السادهانا (الممارسات الروحية)، يجب أن يمتلئ الفكر بالسلام والسكينة. لكن للأسف، رغم أداء هذه الطقوس، لا تظهر آثارها الحقيقية في الحياة اليومية. فكثيرون يختلون بأنفسهم في غرف العبادة، يقدمون الزهور والثمار للرب، ثم يخرجون منها ليصرخوا ويتشاجروا ويرعبوا الآخرين! تؤكد الجيتا أن الإنسان يجب أن يكون يوغياً في كل الأوقات وتحت كل الظروف، أي أن يظل دوماً في حالة من السعادة الداخلية. الإيمان الحقيقي بالله هو مفتاح التوازن والسكينة. يجب أن تتحول المعرفة إلى مهارة، ولكن هذه المهارة تحتاج إلى حس اتزان لتوجيهها نحو الخير. فبدون التوازن الروحي في الإنسان، يمكن لمهارته أن تودي به إلى حتفه ونهايته.

ساتيا ساي بابا – ٧ أيلول ١٩٨٥

Arabic, 18.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٨ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

كان براهلادا، وفقاً لما تعلنه “البهاغافاتا”، متجذراً في الإيمان المطلق بالمولى نارايانا وحقيقته الكونية المطلقة. وعلى النقيض منه، كان والده هيرانيكاشيبو مفتوناً بالأشكال الخارجية والأسماء الزائلة، وذلك جعله غارقاً في القلق والاضطراب، بينما كان براهلادا مغموراً بالغبطة الإلهية أينما وُجد، ومهما كانت الظروف المحيطة به. أولئك الذين تتملكهم سعادة روحية حقيقية مثل براهلادا، تحيط بهم هالة مضيئة، وتشع وجوههم ببهاء فريد. مجرد النظر إليهم يُشعرك بالفرح، ويجعلك تتوق إلى تجربة ذلك النور مرة بعد أخرى. أما وجوه القلقين والمضطربين، فتبعث توتراً وتؤثر سلباً في الآخرين. السعادة الحقيقية تمنح القوة، بينما القلق يسلب الطاقة حتى من الأقوياء. لكن، هل يمكن تحصيل الغبطة الإلهية بالجهد والتوتر؟ كلا، فالسعادة الحقيقية لا تُكتسب بمحاولة بذل جهود مقصودة، ولا تُنتج بصورة مصطنعة، ولا يمكن الحفاظ عليها بإرادة فردية. السر يكمن في إدراك الحقيقة: أنت في جوهر ذاتك لست إلا غبطة إلهية خالصة! لكنك غفلت عن حقيقتك، وبدلاً من ذلك، بحثت عن السعادة في العالم الخارجي، بين الأسماء والأشكال الفانية. أما أولئك الذين أدركوا أنهم الروح السرمدي، النقي، الخالد، فإن الغبطة متاحة لهم دوماً، كالنور المنبعث من الشمس دون انقطاع.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ تشرين الثاني ١٩٨٣

Arabic, 17.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

“المهابهارتا” تقدم أربعة أمثلة للرجال الأشرار، يُطلق عليهم “دوشتا تشاتوشتايا” (الرباعي الشرير). شاكوني (خال دوريوذانا): كان دائماً ممتلئاً بالأفكار السيئة (دهورالوتشانا)، لم يكن يعرف شيئاً عن الخير. كان فكره منصرفاً للمؤامرات والمكائد، ولم يتوقف يوماً عن التخطيط للأذى. دوريوذانا: كان منفذاً للشرور، يمارس الأفعال السيئة (دهوششاريا). مع شاكوني كمستشار له، شكّلا ثنائياً للشر، يدعمان بعضهما البعض في كل مكيدة. دوشاسانا: كان شقيق دوريوذانا، وبسبب صحبته لشاكوني ودوريوذانا، أصبح سيئ السمعة بسبب سلوكه الشرير (دوش-برافارتانا). وعندما اجتمع هؤلاء الثلاثة، كأن النجوم تسقط من السماء في وضح النهار، أي أن الكون كله يتمرد ضد الشر. كارنا: بسبب شعوره المضلل بالولاء الأعمى (دورابهيمانام)، انضم إلى هذه المجموعة. رغم أن كارنا كان نبيلاً بطبيعته، طيب القلب، إلا أن مرافقته للشر أفسدته. لقد دفعه ولاؤه الأعمى لدوريوذانا إلى طريق الهلاك، رغم أنه كان مقداماً، قويّاً، وذكيّاً. لكنه أصبح بعيداً عن الله، فكان مصيره الدمار. الأفكار الشريرة، الأفعال الشريرة، السلوك السيئ، والارتباط بذوي العقول الشريرة، هذا هو الرباعي الشرير (دوشتا تشاتوشتايا) الذي أدى إلى الخراب والدمار في “المهابهارتا”.

ساتيا ساي بابا – ٤ آذار ١٩٩٣

Arabic, 15.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٥ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥
(المجالات الخمسة التي يجب تحقيق فيها ساماتفام (التوازن) (٣) مجال المعرفة وما فيه من تقلبات: حتى يصل الإنسان إلى قمة المعرفة، حيث يدرك الوحدة الكبرى التي تجسدت في هذا العالم الزائف، فإنه يواجه إغراءات وعقبات قد تضلله عن الطريق الصحيح. كثير من الطلاب يصيبهم الإحباط، فيتوقفون عن مواصلة الصعود نحو القمة، إما بسبب الإرهاق أو لأنهم يظنون أنهم قد بلغوا الغاية. لكن الجيـتا تعرّف العالم الحكيم (البنديت) بأنه سَمَدَرشي—أي ذلك الذي يرى الوحدة الإلهية في جميع الكائنات. أما الـجْناني (المستنير)، فقد حقق ساماتفام حين يدرك أن “الواحد هو الحقيقة المطلقة للوجود”، ويصبح فكره وكلامه وأفعاله منسجمة تماماً مع هذه القناعة. (٤) مجال الإخلاص (التفاني) وما فيه من تقلبات: حتى في طريق الإخلاص والمحبة الإلهية، نجد الكثير من التعصب، والتحيز، والاضطهاد، وكل ذلك ينشأ عن الجهل بحقيقة الوحدة الإلهية – ذلك الإله الواحد الذي يتجلى في أشكال متعددة، ويُعبد بطرق وأساليب مختلفة. لكن الحقيقة الأبدية تظل كما هي: “هناك إله واحد، وهو موجود في كل مكان!”

ساتيا ساي بابا – ٧ أيلول ١٩٨٥

Arabic, 13.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٣ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

أولئك الذين لا يؤمنون بنظرية الكارما (سدّهانتا كارما) تراهم يتحدثون اليوم عن وحدة البشرية والمساواة فيها، ولكن كيف يفسرون الفروقات الهائلة التي نراها بين الناس؟ اختلافاتهم في القدرات، والظروف، والمواقف، والميول؟ تجد أحدهم يعاني من المرض طوال حياته، بينما ينعم آخر بصحة دائمة. هناك من يعيش في سعادة وبهجة، وآخر غارق في البؤس والكآبة. الناس لا يدركون أن هذه الفروقات ليست عشوائية، بل هي نتائج الكارما (أفعال النفس الماضية). الكارما هي السبب وراء كل ما يحدث لنا. قد لا تظهر نتائج أفعالنا فوراً، ولكن عاجلاً أم آجلاً، لا بد أن نجني ثمارها. وكما يقول المثل التيلوغي: “سأفعل هذا وسأحقق ذاك – يا إنسان! إنه ضياعٌ في وهم الغرور. فكما تزرع، تحصد. وكما تكون البذرة، ستكون الثمرة.“. لهذا السبب، لا يمكن تحقيق النتائج الإيجابية إلا من خلال الأعمال الصالحة. ومن أجل هذا، جاءت الفيدا في قسمها المخصص للكارما (كارما كاندا) لتوضح لنا الأفعال الخيّرة التي يمكننا من خلالها جني الثمار المباركة.

ساتيا ساي بابا – ١٧ آذار ١٩٨٣

Arabic, 12.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٢ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

يوجد في هذا العالم العديد من مجالات المعرفة، من موسيقى وأدب وفن ونحت واقتصاد وسياسة وغيرها. ولكن جميع هذه المعارف ليست سوى أجزاء من المعرفة الدنيوية، أي المعرفة المرتبطة بالعالم الظاهري. قد تساعدنا هذه المعارف في تحسين ظروفنا المعيشية وزيادة رفاهيتنا، لكنها لن تقودنا إلى التحرر الروحي (موكتي). مهما بلغنا من السيطرة على الظروف المادية، فلن يمنحنا ذلك سلام العقل أو سعادة الروح. بل، في حقيقة الأمر، كلما زاد انغماس الإنسان في المعرفة الدنيوية، قلّت فرصته في تحقيق راحة البال. لا شك أن المعرفة الدنيوية ضرورية، لكنها ليست الغاية النهائية للحياة. فقد كان هناك العديد من الملوك العظماء في الماضي، ممن حكموا إمبراطوريات شاسعة وتمتعوا بكل ملذات الدنيا، لكنهم في نهاية حياتهم اختاروا التخلي عن كل شيء بحثاً عن السلام الروحي الحقيقي. فقد قيل: “يادهروشيام تان ناشياتي” – أي “كل ما هو مرئي زائل”. ومع ذلك، ترانا في سعي دائم وراء الملذات العابرة والمؤقتة، نهدر العناصر الجوهرية الدائمة الحقيقية التي لا تتغير في الحياة الإنسانية.

ساتيا ساي بابا – ١٧ آذار ١٩٨٣

Arabic, 11.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١١ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

عند تناول الطعام، إذا استخدمنا كلمات مثيرة أو انشغلنا بأفكار مشتتة، ستبدأ تلك الأفكار بالتغلغل في وعينا والتأثير علينا. الدرس الذي ينبغي أن نتعلمه هو أنه سواء أثناء الاستحمام، أو التأمل، أو تناول الطعام، يجب أن نحافظ على صفاء الذهن، بعيداً عن الانشغال بأي أنشطة أو أفكار أخرى. فالكلام المفرط أثناء الأكل قد يضر بنا، لذا ينبغي ألا نسمح لأي حديث غير ضروري أن يشغلنا في تلك اللحظات. يجب أن نأكل بفرح وسكينة، ونبدأ وجبتنا بذكرٍ مقدس، متوجهين بالدعاء إلى الله (مانترا براهماربانام)، لنحوّل طعامنا إلى نعمة مقدسة (براساد) تأتي إلينا كهبة إلهية. إن المعنى العميق للآية “أهم فايسفانارو…” هو أن الله الساكن في داخلنا، هو من يصله هذا الطعام من خلالنا. لذا، فإن هذه النظرة الروحية للطعام تحوّله إلى قربان مقدس، وليس مجرد حاجة جسدية. أثناء تناول الطعام، علينا أن نتجنب الانفعال والتوتر، وأن نأكل بهدوء وسلام. حتى لو لم نتمكن من ممارسة التكرار الذكري (جابا)، أو التأمل (تابا)، أو الطقوس المقدسة (ياجا)، فإن مجرد الحرص على تناول الطعام بهذا الأسلوب سيغرس فينا أفكاراً سامية ونبيلة.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، الفصل ١٨

Arabic, 10.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٠ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

الفكر يتجه بطبيعته نحو الحق والنقاء، لكن الحواس والعالم الخارجي تجذبه نحو الباطل والفساد. القماش الأبيض يتسخ، ولكن بمجرد إزالة الأوساخ، يستعيد بياضه. فكِّر في كل الأشياء التي بكيت من أجلها حتى الآن. ستجد أنك كنت تتلهف على أمور تافهة، على مجد زائل، أو شهرة مؤقتة. لكن ينبغي عليك أن تبكي فقط من أجل الله، من أجل تطهير نفسك، ومن أجل تحقيق كمالك الروحي. يجب أن تذرف الدموع نادماً على الأفاعي الست التي وجدت مأوى في فكرك، تسمّمه بسمومها القاتلة: الشهوة، الغضب، الجشع، التعلّق، الكبرياء، الحقد، قم بتهدئتها كما يفعل مروض الثعابين بمزماره إذ تتمايل ويسيطر عليها بأنغامه. الموسيقى التي تروضها هي ترديد اسم الله بصوت عالٍ. وعندما تثمل هذه الأفاعي فلا تعود قادرة على الأذى، امسكها من أعناقها واقتلع أنيابها، كما يفعل مروض الثعابين. بعد ذلك، ستصبح هذه الأفاعي مجرد لعب بين يديك، تتحكم بها كما تشاء. وعندما تخضع هذه القوى السلبية، ستصل إلى حالة الاتزان الداخلي، حيث لن تؤثر فيك الكرامة أو الإهانة، الربح أو الخسارة، الفرح أو الحزن.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ آذار ١٩٦٨

Arabic, 09.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

يجب على الطامح الروحي ألّا يبتهج عندما تتحقق سعادته، ولا ييأس عندما يصيبه الشقاء. بل عليه أن يردد دائماً: “إرادتك لا إرادتي.“ قلة هم الذين يسعون لفهم نوايا الله، والسير في الطريق الذي يؤدي إليه، واتباع المبادئ التي وضعها. معظمهم يتبعون غرائزهم وأحكامهم الشخصية، فينتهي بهم الأمر إلى الحزن واليأس. إنهم لا يدركون الإثم الذي يقترفونه. يعلنون أن الله هو المحرك الداخلي، وأنه موجود في كل مكان، لكنهم يتصرفون كما لو أنه غائب في الأماكن التي لا يريدون أن يكون فيها. يضيعون وقتهم الثمين في نقاشات وجدالات عقيمة حول الله، بينما يمكن لكل فرد أن يستكشف الحقيقة الإلهية بقدر ما تسمح له قدراته الأخلاقية، والفكرية، والعقلية. لا يمكن لأحد أن يأخذ من المحيط سوى ما يتسع له وعاؤه. كذلك، الله لا حد له، ولا يمكن حتى لأكثر العقول جرأةً أن تصل إلى كنهه. فالطالب في مستوى معين من الدراسة، عليه أن يدرس النصوص المقررة التي تناسب مستوى فهمه.

ساتيا ساي بابا – ٢٩ شباط ١٩٨٤

Arabic, 08.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

لا تسمح لفكرك أن ينشغل بعيوب الآخرين ونقائصهم؛ لأن ذلك سيؤدي إلى تلوثه. بدلاً من ذلك، ركّزه على فضائلهم وصفاتهم الحسنة، فبذلك يتقدس. أعلم أنه خلال لحظات الاندفاع العاطفي، قد تتخلى عن طبيعتك الحقيقية، فتتورط في الإساءة إلى الآخرين، أو تتمنى لهم الأذى، أو تفرح بمصائبهم. لكن هذه الأفكار الشريرة تترسخ في فكرك وتنمو بداخلك، مما يؤدي في النهاية إلى المعاناة والعار في حياتك. لماذا تقلق بشأن الآخرين؟ إن كنت تحبهم، فتحدث معهم. وإن لم تحبهم، فاتركهم وشأنهم. لماذا تبحث عن أخطائهم وتتحدث عنهم بسوء؟ القيام بذلك هو دعوة للسقوط الروحي. أولئك الذين ينشغلون بعيوب الآخرين يخسرون كل الفوائد التي يأملون في تحقيقها من خلال ذكر اسم الله (جابا)، العبادات الطقسية (بوجا)، التأمل (دهيانا)، أو الرؤية الإلهية (دارشان). سيبقون تعساء رغم كل هذه الممارسات الروحية، مثل ثمرة القرع المرّ التي حملها أحد الحجاج معه، آملًا أن تصبح حلوة بمجرد غمرها في المياه المقدسة.

ساتيا ساي بابا – ٢٩ شباط ١٩٨٤

Arabic, 06.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٦ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

يميل الشباب في سنوات الفتوّة إلى اتباع ميول الفكر، ولا يرتقون إلى مستوى ذكائهم العقلي. ونتيجةً لذلك، يصبحون عرضة للاضطرابات والإحباطات المختلفة. لذا، يجب عليهم تعلم كيفية استخدام قوة التمييز لديهم. “أنا إنسان. في ظل هذه الحالة، كيف ينبغي أن أتصرف حتى أكسب احترام الآخرين وتقديرهم؟” هذه هي الأسئلة التي يجب أن يطرحها كل طالب على نفسه. عليه أن يستفسر في كل موقف عن الصواب وما يجب تجنّبه. يجب أن يقرر ما ينبغي عليه فعله وإلى أين يذهب بعد التحقق والتفكير العميق. وبعد اكتسابه للمعرفة، لا ينبغي له أن يتصرف كأنه غير متعلم أو جاهل. يجب أن يكون سلوكه متماشياً مع تعليمه. التواضع هو المقياس الحقيقي للتعليم. فبدون التواضع، تفتقر المعرفة إلى بريق لمعانها. حس التمييز السليم ضروري لكل طالب ولكل إنسان متعلم.

ساتيا ساي بابا – ١٦ كانون الثاني ١٩٨٨

Arabic, 05.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٥ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

“بهاجا” تعني “الواحد الذي هو مستودع لجميع الصفات الإلهية وهو الوحيد المستحق للعبادة”. أما “جا” فتشير إلى “الذي يمتلك كل مزايا الكمال والذي يخلق ويحفظ ويعيد امتصاص كل شيء”. اللفظ “بها” له معنيان: سامبهارتا وبهارتا. سامبهارتا تعني “الشخص القادر على جعل الطبيعة أداةً لعملية الخلق”. ولأنه قادر أيضًا على الحفاظ على ما تم خلقه، يُدعى بهارتا. “بها” تحمل معاني أخرى مثل شانتي (السلام)، النور، الإشراق، والإنارة. أما “جا” فتعني “شامل الوجود”. بينما “فان” (أو فانثودو في التيلوغو) تعني “الشخص القادر”. ومن هنا، فإن مصطلح بهاجافان يعني “الذي يستطيع إشعال النور الإلهي، وإنارة الحكمة، وهو النور الداخلي الأبدي للروح“. هل هناك شيء أعظم من كسب محبة ربٍّ كليّ العلم وكليّ القدرة؟ لا يوجد على هذه الأرض أو فيما بعدها ما يعادل المحبة الإلهية. إن بذل الجهود لكسب تلك المحبة هو الغاية والمعنى الحقيقي لوجود الإنسان.

ساتيا ساي بابا – ١٤ كانون الثاني ١٩٨٨

Arabic, 04.nar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٤ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

الجسد والفكر والروح – هذه الثلاثة معاً تشكل الإنسان. إذا تم النظر فقط إلى الجسد، فسيكون ذلك أشبه بوجود الحيوان. الفكر يرفع الإنسان إلى مرتبة الإنسان، والروح أو الأتمان (الذات الإلهية) ترتقي به إلى الألوهية. هذه العناصر الثلاثة متداخلة وتعتمد على بعضها البعض، حيث يعزز كل منها الآخر. بدون الفكر، لا يمكن للجسد أن يقرر أي خطوة. يجب أن يخضع الفكر والجسد للروح ويصبحا واعيين بالذات الإلهية. الصحة مهمة جداً لحياة أخلاقية ومنضبطة بالكامل. يجب ضبط الحواس والفكر وتنظيمهما حتى يتمكن الإنسان من اختبار كمال الحياة. الشخص الذي يستطيع التحكم في نفسه هو وحده من يحق له أن يأمر الآخرين. ضبط الحواس يُسمى بالسنسكريتية “داما”، ويجب أن يكون هذا الداما واضحاً في كل جانب من جوانب الحياة، سواء أثناء الدراسة، أو الأكل، أو النوم، أو ممارسة الألعاب، وما إلى ذلك. هذا ما يُسمى بالانضباط. وبدون الانضباط، لا يمكن لأي نشاط أن يحقق غايته.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ آذار ١٩٨٤

Arabic, 03.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

لكي تختبر الألوهية، افهم هذا المثال: طبيعة الأم هي الحب. الأم لها شكل، لكن الحب ليس له شكل. الأم نفسها هي تجسيد للحب. بسبب وجود مبدأ الذات الإلهية، يمكنك رؤية انعكاسه بشكل العالم. العالم كله ليس سوى انعكاس، ورد فعل، وصدى. الذات الإلهية هي الحقيقة الوحيدة. لكن الإنسان نسي الحقيقة ولم يعد يرى سوى الانعكاس. لا يمكنك أن تحصل على رد فعل بدون فعل؛ ولا يمكنك أن تحصل على صدى بدون صوت. رغم أن الصوت موجود في كل مكان، إلا أنك لا تستطيع سماعه. ورغم أن الحقيقة موجودة في كل مكان، إلا أنك لا تستطيع رؤيتها. كيف يمكنك رؤيتها؟ بالإيمان الراسخ والحب غير الأناني، فكِّر في الله باستمرار، وسيتجلى أمامك بالتأكيد. اليوم، يردد الإنسان اسم الله ويرغب في رؤيته، لكن بسبب نقص الإيمان الثابت، لا يستطيع اختبار الألوهية. لقد أصبح الإنسان أعمى لأنه فقد عيني الإيمان. الإيمان هو الأهم.

ساتيا ساي بابا – ٣٠ أيلول ١٩٩٨

Arabic, 02.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

عندما تدخل قاعة السينما، تجد شاشة بيضاء. مجرد النظر إلى الشاشة لا يمنحك الرضا. لكن بمجرد بدء العرض، تشاهد مشاهد مختلفة تُعرض على الشاشة. بدون الشاشة، هل يمكنك رؤية الصورة؟ لا. ولكن عندما يتم عرض الصورة، ورغم أن الشاشة موجودة، فإنها لا تُرى؛ بل تندمج مع الصورة. الشاشة موجودة طوال الوقت – قبل العرض، وأثناءه، وبعده. كذلك تعلن كتب الفيدا المقدسة: “أنتار باهيشا تات سارفا فيابيا نارايانا ستيتاه” (ذلك الإله كلي الوجود موجود داخل كل شيء وخارجه). وكمثل الشاشة بالنسبة للصورة، كذلك الإله أو الروح بالنسبة للخلق. شاشة الروح موجودة داخل جميع الكائنات وحولها، وهي الأساس البدئي لكل الخلق. لذلك، يُقال: “سارفا فيشنومايام جاغات” (الألوهية تملأ كل مكان). الألوهية موجودة في “الصورة” وحول “الصورة”. فكيف يمكن لأحد أن يعرف شكل هذه الألوهية؟ على شاشة الحب، ترى صورة الكون. هذا الحب موجود باسم الإله أو الروح في جميع الكائنات.

ساتيا ساي بابا – ٣٠ أيلول ١٩٩٨

Arabic, 01.mar.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١ ﺁﺫﺍﺭ ٢٠٢٥

الأهداف الأربعة التي حددها ساي، هي ذاتها التي حددتها الفيدا. إنها: الحق والصدق (ساتيا)، فضيلة الواجب (دهارما)، السلام  (شانتي)، والمحبة (بريما). يجب على البشرية أن تفهم أهمية هذه الأهداف الأربعة، وتقبلها، وتقدّرها، وتسلك على تطبيقها في الحياة اليومية. عندها فقط يمكن للألوهية الكامنة في الإنسان أن تتجلى بكامل عظمتها. الصدق أو الحق (ساتيا) هو الهدف الأول، ويتحقق من خلال تنقية اللسان. أما دهارما (فضيلة الواجب)، فهو الهدف الثاني، ويتم تحقيقه من خلال تنقية الجسد وأعضائه في علاقته بالمجتمع والعالم المادي الذي يتأثر به ويؤثر فيه. من خلال العمل الصالح والسلوك القويم، يمكن للإنسان أن يحقق الهدف الثالث، وهو شانتي (السلام)، والذي يُكتسب من خلال تنقية الفكر. يترسخ ساتيا على اللسان من خلال التدريب الروحي القائم على الصلاح (ساتفا سادهانا)؛ ويتم تحقيق دهارما عبر الانضباط الروحي القائم على النشاط (راجاس)؛ بينما يكون شانتي ثمرة الانسحاب الهادئ وحتى عدم النشاط (تاماس). أما بريما (المحبة)، وهي الهدف الرابع، فهي تتجاوز هذه الأنماط الثلاثة، كما أنها تتجاوز الفكر والكلام والفعل! المحبة الإلهية ليست من السهل فهمها. فالمحبة هي الله، والله هو المحبة. اعتباركم للمحبة على أنها مجرد أسلوب في الكلام، أو موقف فكري، أو سلوك جسدي، هو تقليل من قيمتها. بريما خالية تماماً من الأنانية، ولا ترتبط بأي دوافع.

ساتيا ساي بابا – ٨ آذار ١٩٨١

Arabic, 28.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٨ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

لقد تجمع الآلاف منكم هنا من جميع أنحاء هذا العالم. لقد تحملتم العديد من المشاق والصعوبات وعدم الراحة في سعيكم لنيل النعمة. لقد كان لكل واحد منكم درساً في الحب والتسامح والصبر والتحمل. إن طبيعتكم الفطرية المليئة بالحب هي التي مكنّتكم من مشاركة الفرح والسلام. الحب هو ما يجعلكم جميعاً كمريدين للحق والصدق. فإن عدمتم نور المحبة بقلوبكم فالأفضل تسميتكم ملحدين، مهما أظهرتم من مظاهر التدين. إذا كنتم تعتقدون أنكم تستطيعون الفوز بنعمة الله من خلال النذور أو الصيام أو الولائم أو تلاوة الترانيم أو تقديم الزهور، فأنتم مخطئون تماماً. الحب وحده هو الشرط الأساسي. تقول الجيتا إنه يجب أن تكونوا “أدويشتا سارفا بوتانام” – أي بلا كراهية تجاه جميع الكائنات؛ ولكن هذا لا يكفي. فالجدار لا يكره أي كائن، فهل هذا هو المثَل الأعلى؟ لا. يجب عليكم أن تحبوا جميع الكائنات حباً فعّالاً، وأن تنخرطوا في أعمال ملؤها المحبة. هذا وحده ما يجلب لكم النعمة التي تتوقون إليها.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ شباط ١٩٧١

Arabic, 27.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٧ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

يجب أن يخضع فكر الإنسان للتحول. يجب أن يعزز التحرر وليس العبودية. يجب أن يتجه نحو الله إلى الداخل، وليس نحو العالم والخارج. عندها فقط يمكن أن تنجح محاولات التحول الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في الارتقاء بمصير الإنسان. يلعب الفكر العديد من الحيل لإرضائك وإعطائك رأياً عظيماً عن نفسك. إنه يستمتع بالنفاق، ممتطياً جوادين في آن واحد. قد تسجد أمام الحكيم وتعلن أنك قد سلّمت أمورك له، ولكن بمجرد أن تبتعد، قد تتصرف بشكل مختلف وتسمح لإيمانك بالتلاشي. حتى التفكير في أنك لم تستفد من العبادة أو الترديد الذي تقوم به، يجب ألا يلوث إيمانك. ممارسة الانضباط الروحي هي واجبك، وأعمق دافع لديك، ونشاطك الحقيقي. اترك الباقي لمشيئة الله. يجب أن يكون هذا هو عزمك في ليلة شيفاراتري المقدسة.

ساتيا ساي بابا – ٢٩ شباط ١٩٨٤

Arabic, 26.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٦ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

اليوم هو شيفاراتري، راتري تعني (ليلة) و شيفا تعني (الخير، الألوهية، البركة). إنها ليلة مباركة لأن الفكر يمكن أن يفقد سيطرته على الإنسان من خلال تكريسها للصلاة. القمر هو الإله الحاكم للفكر وفقاً للكتب المقدسة. الفكر يشبه القمر كما تشبه العينان الشمس. يتم تحديد شيفاراتري في الليلة الرابعة عشرة من النصف المظلم من الشهر، الليلة السابقة للقمر الجديد، عندما يعاني القمر من ظلام تام. القمر والفكر الذي يحكمه ينخفضان بشكل كبير في كل شهر في الليلة الرابعة عشرة. عندما تُكرَّس هذه الليلة لعبادة الله بيقظة، يتم التغلب على بقايا الفكر المتقلب ويكون النصر مؤكداً. شيفاراتري لهذا الشهر أكثر قداسة من غيرها، ولذلك يُطلق عليها اسم “ماهاشيفاراتري”. بإيمان راسخ وقلب طاهر، يجب قضاء الليل في تمجيد الله، دون إضاعة أي لحظة في أفكار أخرى.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ شباط ١٩٨٧

Arabic, 24.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٤ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

تحوم النحلة حول زهرة اللوتس، تحط عليها، وترشف رحيقها. أثناء رشف الرحيق الحلو، تصبح صامتة، مركّزة، منغمسة تماماً في التجربة. وكذلك الإنسان في حضرة الله… عندما يختبر الإنسان الرحيق الإلهي (البركة والحب الإلهيين): يتوقف عن الجدل والتفاخر والاستفسار، لأنه وجد “الرازا” – جوهر الحب الإلهي. هذا الجوهر هو “بريما رازا” (حلاوة المحبة الإلهية). حيثما يوجد الحب الحقيقي، لا يوجد خوف، لا قلق، لا شك، ولا اضطراب (أشانتي). لماذا نشعر بالاضطراب؟ عندما يكون هناك اضطراب داخلي، تأكد أن حبنا محدود ومشروط وهذا يعني أن حبنا ليس نقياً تماماً، بل ممتزج بحب الأنا (الإيغو). “الأنا” الحقيقية هي انعكاس للذات العليا (الإله). الحواس هي ألد أعدائنا، لأنها تسحب انتباهنا إلى الخارج وتبعدنا عن مصدر الفرح الداخلي. فكيف نصل إلى السلام الداخلي؟ عندما ندرك أن الحواس تخدعنا وتبعدنا عن السعادة الحقيقية، سنتوقف عن الاستسلام لإغراءاتها. وعندها، يشرق النور الداخلي بالكامل.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ شباط ١٩٦٨

Arabic, 23.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٣ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

لا يمكنك غسل الفحم الأسود بالحليب لجعله أبيض، لأن الحليب نفسه سيتحول إلى أسود! لكن، إذا سخّنته حتى يصبح جمرة حمراء، وكنت ثابتاً في تطبيق هذه العملية، سيتحول إلى رماد أبيض يبقى أبيضاً إلى الأبد. تماماً مثل الفحم، الفكر عندما يكون من طبيعة التاماس (الكسول والجاهل، المُشار إليه باللون الأسود) يجب أن يتحول إلى الفكر الراجاس (النشط والمتحمس، المُشار إليه باللون الأحمر)، ثم إلى الفكر الساتويك (الهادئ والنقي، المُشار إليه باللون الأبيض) من خلال التهذيب الروحي والتطهير الداخلي. اللون الأسود والأحمر في سلوك الإنسان يأتيان من الطمع والشهوة. والطريقة الوحيدة لعلاج ذلك هي دواء ضبط النفس (نيغراها). لهذا السبب، تم تحديد الأيام المقدسة والمناسبات الروحية لمساعدتنا في هذا التحول، حيث أن النصوص المقدسة تعلمنا أهمية ضبط النفس. حياة القديسين تشجعنا على اتباع الطريق الصحيح. الالتزام بالممارسات الروحية ينقلنا من الحالة الحيوانية إلى الإنسانية، ومن الإنسانية إلى الإلهية!

Arabic, 21.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢١ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

بعض الناس يعتقدون أن الله لا شكل له، لذا فهو غير موجود. لكن الحقيقة هي أن الله له شكل، لأن كل شيء في هذا العالم له شكل. العلم والروحانية يتفقان! يقول العلم إن كل شيء في الوجود مصنوع من الذرات. كل الأشياء التي نراها من الماء الذي نشربه إلى أي طعامٍ نأكله كله يتكون من ذرات. إذن، الذرة نفسها هي تجلٍ للإلهية! وهذا ما تؤكده الفيدا: ”أنورانهيان ماهاتوماهيان“ (الله أصغر من أصغر شيء وأكبر من أكبر شيء.) الإله في كل مكان! لقد استغرق العلماء آلاف السنين لفهم هذه الحقيقة، ولكن الصبي الصغير براهلادا أعلنها منذ العصور القديمة، قائلًا: “لا تعتقدوا أن الله هنا وليس هناك، فهو موجود في كل مكان، ويمكنكم أن تجدوه أينما بحثتم.” منذ العصور القديمة، أدرك الحكماء في بهارات (الهند) هذه الحقيقة، فعبدوا الأرض، الأشجار، التلال، والنمل الأبيض، لأنهم آمنوا بأن الله يسكن في كل شيء.

ساتيا ساي بابا – ١٢ آذار ١٩٩٩

Arabic, 20.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٠ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

الشمس هي الوسيط بين البشر والآلهة في طقوس الياجنا. فالعطايا التي تُقدَّم في النار لا تصل إلى الآلهة مباشرة، بل يحملها إله الشمس (سوريا ديفتا) إليهم. أما إله النار (أجني) فهو مظهر آخر للشمس، فله ألسنة من اللهب، وأشعته هي رؤوسه المتعددة. النار تسكن في كل إنسان! هذه الفكرة العميقة تعني أن الإلهية كامنة في كل شخص. فعندما تُتلى التراتيل المقدسة، وتُلقى القرابين في النار المقدسة، ينزل لطف الله على البشر في صورة السلام والرخاء. هناك مقولة قديمة توضح هذه الدورة المقدسة: كلما كانت النار مقدسة، كان الدخان نقياً. كلما كان الدخان نقياً، تكوّنت سُحب طاهرة. كلما كانت السحب نقية، هطل المطر المقدس. كلما كان المطر مقدساً، نمت المحاصيل طاهرة. كلما كانت المحاصيل نقية، كان الغذاء صحياً. كلما كان الغذاء طاهراً، أصبح العقل صافياً ومتقداً بالمعرفة. لماذا يؤثر الطعام على عقولنا؟ اليوم، لا تأتي الغيوم من دخان الياجنا، ولهذا فإن الطعام الذي نأكله لا يساعد في نمو الذكاء بالشكل المطلوب. وعندما يدخل الدخان الطاهر من نار الياجنا إلى الغيوم، فإن المطر يصبح مقدساً، ينقي المحاصيل، ويجعل الطعام صالحاً لتغذية العقول وتنقية الأرواح. فالغذاء ليس مجرد طعام، بل طاقة إلهية تغذي العقل والروح.

ساتيا ساي بابا – ٣ تشرين الأول ١٩٨٩

Arabic, 19.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٩ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

يجب أن تنظر إلى الجميع كما لو كانوا أطرافاً من جسدك، وكما تُسارع إلى علاج أي جرحٍ أو ألمٍ في جسدك بأسرع وأكفأ طريقة، عليك أن تسعى لتخفيف معاناة الآخرين بقدر استطاعتك وبكل ما تملك من وسائل. الناس اليوم يعبدون الله بتقديم كل ما يشتهونه لأنفسهم، فيغسلون التماثيل ويزيّنونها بالجواهر، ويقدّمون لها الطعام والطيبات، ويرشّون حولها العطور، لأن هذه الأمور هي ما يرغبون فيها لأنفسهم. ولكن، هل هذا ما يُرضي الله حقاً؟ الله يُسرّه أن تفعل ما يُريده هو، وليس ما تهواه أنت! فكيف تنال نعمته إذاً؟ ليس بتقديم العطور والجواهر، بل بعطور الأفعال الطيبة. ليس بتقديم الطعام للتماثيل، بل بإطعام الجياع. ليس بتزيين المعابد، بل بتزيين قلبك بالإيمان والخير. الله يُسرّه حين تعتني بعباده، حين تسعى لنشر الإيمان به من خلال التطبيق الفعلي بحياتك الصادقة والمخلصة. فهل هناك عبادة أسمى من أن تكون سبباً في تقوية إيمان الآخرين به؟!

ساتيا ساي بابا – ١٩ شباط ١٩٧٠

Arabic, 18.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٨ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

حتى في تقديم النذور للآلهة، نجد أن الدافع الأناني حاضر. يُقدَّمون القليل ويأملون الحصول على الكثير. كم من شخص يتضرع إلى الله قائلاً: “يا رب، إن ربحتُ عشرة ملايين روبية في اليانصيب، فسأقدّم لك عشرة آلافٍ” أي نوعٍ من الصفقات هذه؟! يا للأسف، لقد باتت مثل هذه الأفكار السطحية شائعة في زماننا. والسبب في ذلك أن الناس قد نسوا سرَّ الفيدا، ذلك السرّ الذي يعلّمنا أن العطاء يجب أن يكون خالصاً بلا مقابل. يقدّمون التوافه، ويتطلّعون إلى العظائم. إنه تشويهٌ كاملٌ لمعنى التفاني الحقيقي. لقد ازدادت أعداد هؤلاء المتعبّدين المزيّفين، الذين يحاولون عقد صفقاتٍ بخسة مع الإله طوال الوقت. كل صلاة، كل عبادة، كل تقشفٍ بات مشوباً بالأنانية والمصلحة الشخصية. الجميع يسعى وراء المنافع، إلا أن أحداً لا تراه مستعداً لبذل التضحيات. ما هي التضحية التي يجب تقديمها لله؟ أول ما يجب أن تُضحّي به هو صفاتك السيئة. اكتسب الصفات النبيلة. تخلّ عن النظرة الضيقة، ووسّع أفق رؤيتك للحياة. إنّ أهمّ ما يحتاجه العالم اليوم هو روح الإيثار. لا يُطلب منك أن تتخلّى عن كلّ ثروتك أو ممتلكاتك، بل ما يُطلب منك هو أن يرقّ قلبك حين ترى معاناة الآخرين. عندما يلين قلبك، فهذا في حد ذاته أسمى أنواع التضحية. ثروتك لن ترافقك عند مغادرتك هذا العالم، فلمَ التمسّك بها بأنانية؟ بينما أنت لا تزال على قيد الحياة، مدّ يد العون لمن يحتاج، قدر استطاعتك. فهذا هو العطاء الحقيقي، وهو الذي يُقرّبك إلى الله حقاً.

ساتيا ساي بابا – ٣ تشرين الأول ١٩٨٩