Arabic, 24.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٤ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

ليكن في قلبك الحبّ والنعيم الإلهي. إنّ النعيم الروحي ينشأ من نقاء الرؤية، ونقاء السمع، ونقاء الكلام، ونقاء العمل. اليوم الذي تستقرّ فيه في هذا النعيم هو اليوم الذي يكون ميلادي الحقيقي في داخلك. إن التجلي الإلهي (أفاتار) هو قوّة الروح وقد لبست ثوبين، ثوب قوّة العمل (كريا شاكتي) وثوب قوّة الاتحاد الإلهي (يوغا شاكتي). عادةً تُوصَف عملية التجلي الإلهي بأنها ”نزول“ من مقامٍ عالٍ إلى مقامٍ أدنى. لكن الأمر ليس كذلك! فعندما يبكي الطفل في المهد ويصرخ طلباً للعون، تنحني الأم وتحمله بين ذراعيها. هذا الانحناء لا يمكن أن نسمّيه ”نزولاً“. كذلك، إذا اكتسبتَ الاستحقاقات اللازمة، فإنّ التجلي الإلهي سيأتي ليخلّصك. أمّا إذا كثّفتَ أخطاءك وابتعدتَ أكثر فأكثر عن النور، فكيف يمكن أن يحدث لك الخلاص؟

ساتيا ساي بابا – ٢٣ تشرين الثاني ١٩٧٨

Arabic, 23.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٣ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

في الحقيقة، إنّ عصر كالي هذا هو أكثر العصور الأربعة نفعاً للبشر، لأنكم تعيشون اليوم في زمنٍ يكون فيه التجلي الأبدي للنعيم الإلهي بينكم، في هيئةٍ يمكنكم الاقتراب منها، ومحبّتها، والتعلّم منها. أنتم تنشدون معي، وتتحدّثون معي، وتملؤون أعينكم وآذانكم وقلوبكم بأقوالي وأفعالي. هذا ليس جسداً مادّياً مؤلّفاً من العناصر الخمسة، ولا هذا اليوم هو ”يوم ميلادي“ بالمعنى الحقيقي، وإن كنتم تطلقون عليه ذلك. قد يكون لهذا الجسد يوم ميلاد، أمّا أنا فلا ميلاد لي. أنتم تنسبون إليّ عمراً، لكن ليس لي عمر يمكن إحصاؤه. الأزلي الذي لا بداية له ولا نهاية، الذي لا ”كان“ ولا ”يكون“ ولا ”سيكون“، الكائن الخالد المتحرّر من الولادة والموت – ذلك الروح دائم الإشعاع هو ساي إلى الأبد. اشعروا بقلوبكم الحاجة للخدمة وخطّطوا بعقولكم لها واستعملوا أجسادكم في خدمة من هم بحاجة إلى الخدمة. قدّموا عمل الخدمة هذا لله، وقدّموه إليه زهرةَ عبادة. اجعلوا المبادئ التي نشرها ساتيا ساي واقعاً حيّاً في حياتكم اليومية، وانشروها في العالم بأن تكونوا أنتم أنفسكم أمثلة حيّة على عظمتها.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ تشرين الثاني ١٩٧٩

Arabic, 22.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٢ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

اكتسبوا أعلى الدرجات، وحققوا الشهرة، لا ضرر في ذلك. سافروا إلى الخارج، واعمَلوا، واجمعوا المال، واكسبوا السمعة الطيبة؛ لا بأس في هذا كله. لكن إيّاكم أن تنسوا ثقافتكم الأصيلة، كما لا تنتقدوا ثقافات الآخرين. أينما كنتم، اجعلوا حياتكم قدوة للناس. تكلّموا بالكلمة الطيبة، وافعلوا الخير، فبهذا تصبحون أخياراً صالحين. لا تسعوا لأن تكونوا عظماء في نظر العالم، بل اسعوا لأن تكونوا خيّرين. فالعظيم قد تصدر منه أفعال شريرة، أما الإنسان الصالح فأفعاله تبقى منارات يهتدي بها الآخرون. رافانا كان رجلاً عظيماً، لكن رامَ كان المثال الأسمى للإنسان الصالح. كلاهما درس العلوم ذاتها، لكن كم اختلفت طباعهما! رافانا، رغم علمه الهائل، هلك وهلك قومه معه بسبب صفة واحدة: الشهوة. وهيرانيَكاشيبو، الذي كان سيد العناصر الخمسة، دمّرته صفة الغضب. ودوريودانا أهلكه الطمع، إذ رفض أن يعطي الباندافا حتى خمس قرى. هؤلاء جميعاً لم يهلكوا أنفسهم فقط، بل ألحقوا الخراب بعائلاتهم بأكملها. صفة شريرة واحدة كافية لتحطيم الإنسان! فكيف بمن تجتمع فيه الصفات الستّ: الشهوة، والغضب، والطمع، والغرور، والحسد، والكراهية؟

ساتيا ساي بابا – ٢٢ تشرين الثاني ١٩٩٩

Arabic, 21.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢١ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

من عادة الناس أنه حين يقترب الإنسان من الربّ يحمل معه شيئاً يقدّمه؛ يفعلون ذلك طمعاً في قضاء حاجاتهم أو نيل الرحمة لتحقيق رغباتهم، فيأتون بما ذكرته نصوص «الجيتا»: ورقة، زهرة، ثمرة، أو قليلاً من الماء. لكنّ خلف هذا الفعل يكمن اعتقاد: «أنا الفرد الضعيف (جيفا) … وهو المولى العظيم (ديفا)». غير أن هذه العلاقة – كما يبيّن ساي – تشبه خدعة يفعلها بعض الناس: حيث تطلب منهم حليباً فيأتون ببقرة، لكنهم يحلبون بقرة أخرى ويعطونك حليبها! فترى المرء يقدّم للربّ ورقة أو زهرة أو ثمرة نمت على شجرة في الحديقة، فيذهب ثواب النعمة إلى الشجرة وليس إليه! فماذا يريد الله إذن؟ يريد الورقة والزهرة والثمرة التي تنبت على شجرة حياتك أنت: أوراق القوى الخيّرة في فكرك، أزهار النيّات العطرة في قلبك، لتتجلى بثمار حلوة من الأفعال والأفكار النقية. إن الله يعرف تماماً قيمة ما هو من ذاتك وقيمة ما ليس منك. إن ما يطلبه منك حقاً هو ما يخرج من قلبك أنت، لا ما اشتريته أو أخذته جاهزاً من غيرك. لقد منحك الله قلباً لتستخدمه في حياتك، فاعمل على إرجاعه إليه طاهراً نقياً كما أعطاك إياه – بعد أن تملأه حباً وسلاماً وصدقاً واستقامة، وبعد أن توزّع هذه النِعم على كل من يمرّ بك.

ساتيا ساي بابا – ٣ تشرين الأول ١٩٦٥

Arabic, 20.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٠ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

لا تُعلنوا أنكم جماعة منفصلة تختلف عمّن يعبدون الله بأسماء أو أشكال أخرى، فحين تفعلون ذلك تكونون في الحقيقة ضيّقي الأفق تقزّمون ما هو غير محدود، وتصغّرون الإله الذي تمجّدونه. لا تقولوا: «نحن نريد ساي وحده ولا شأن لنا بغيره». عليكم أولًا أن تُدرِكوا بعمق أن جميع الأسماء أسماؤه، وجميع الصور صوره، وأنه لا وجود لغيره على الإطلاق؛ فالكل تجلّياته. وربما لاحظتم أنني لا أتحدث عن ساي في خطاباتي، ولا أُنشد لساي في البهاجان الذي أختم به كلامي. وقد يتبادر إلى أذهانكم سؤال: لماذا؟ والجواب هو: لأنني لا أريد لأحد أن يظن أني جئت لأروّج لاسمي أو لصورتي. لم آتِ لأُقيم طائفة جديدة أو لأفصل الناس بعضهم عن بعض. إنما جئت لأُبيّن أن شكل ساي هو في حقيقته شكل يجمع كل الأسماء التي ينادي بها الإنسان ربّه. إنني أعلّمكم ألّا تفرّقوا بين رامَ وكريشنا وإيشوارا وساي – فكلها أسماء لنفس الحقيقة الإلهية الواحدة، وكلها تنبع من المصدر نفسه. من يفهم هذا، يفهم وحدة الوجود، ويدرك أن المحبة لا تعرف الحدود، وأن الله واحدٌ مهما اختلفت الأسماء واللغات.

ساتيا ساي بابا – ١٧ أيار ١٩٦٨

Arabic, 19.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٩ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

يا تجليات المحبة! في هذا الكون اللامتناهي، وبين المليارات من الكائنات الحية، يحتلّ الإنسان مكانةً سامية. ومن بين البشر، تُعدّ الولادة كامرأة امتيازاً عظيماً. هناك أمثلة كثيرة تُبيّن رفعة شأن المرأة. ألم يولد رامَ بوصفه تجسّداً إلهيّاً في رحم كوشاليا؟ ألا يعود الفضل في عظمة لافا وكوشا (التوأمين) إلى أنهما وُلدا للأم سيـتا؟ أليست رعاية جيجيبـاي المُحبّة هي التي جعلت شيفاجي عظيماً؟ أليست تقوى بوتليبـاي هي التي جعلت غاندي مهاتما؟ كل الحكماء والقديسين والأبطال والمحاربين العظام وُلدوا من نساءٍ صنعن عظمتهم. المرأة هي ربّة الطبيعة. الغاياتري، التي تحتوي خلاصة الفيدا، هي إلهة تُقدَّس بوصفها فيدا ماتا (أم الفيدات). ومن الواضح أنّ الولادة في هيئة أنثى هي نعمة رفيعة تستحق التقدير والإجلال. كما أن الفيدا تمجّد المبدأ الأنثوي بطرق متعددة. الطقوس والممارسات الفيدية تمنح المرأة مكانةً سامية.

ساتيا ساي بابا – ١٩ تشرين الثاني ١٩٩٥

Arabic, 18.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٨ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

يا تجليات المحبة! بالمحبة يمكنكم تحقيق أي شيء. الإنسان الذي يخلو قلبه من المحبة تراه بمثابة الميت. اخدموا الجميع بالمحبة. الإله هو المحِبّ وهو المحبوب في آنٍ واحد. هو مُخرج المسرحية وهو أيضاً الممثّل فيها. “هو الذي يُبكيك، وهو الذي يمسح دموعك.” كيف يفعل ذلك؟ عندما تنغمس في شؤون العالم، يُنـزِل الدموع من عينيك، وعندما تغوص في الروحانية يمسح أحزانك. “يجعلك مجنوناً، ويطرد جنونك؛ إنّه ساتشيداناندا ساي راما.” يجعل المريد المخلص المستغرق في حبّ الحكيم يصرخ شوقاً: ”يا حكيم! يا حكيم! يا حكيم!” ويُنقذه من التعلّق المجنون بالعالم. “يحوّل الجوغي إلى بوغي، والبوغي إلى جوغي” – أي إنّه يحوّل طالب المتع الدنيوية إلى طالبٍ للروح، ويحوّل طالب الروح إلى منغمسٍ في نعيم الألوهية. فإن الإنسان المادي المهتم بالثراء والمتع الدنيوية (بوغي) عندما يتحوّل إلى راهبٍ متقشّف (جوغي)، يبدأ التأمّل على الله.

ساتيا ساي بابا – ٧ آذار ١٩٩٧

Arabic, 17.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

العيب الذي يصيب فكر الإنسان هو الوهم. إنه أشبه بكلب شرس لا يسمح لأحد بالاقتراب من السيّد. ولا يمكن تجاوز هذا الكلب إلا إذا اتخذت شكل السيّد نفسه – وهذا ما يُسمّى ساروبيام (التشبّه بالشكل الإلهي) – أو إذا ناديت السيّد بصوت عالٍ حتى ينزل بنفسه ويصطحبك إلى داخل المنزل، أي: تنال نعمته وقربه – ساميبيّا (القرب الإلهي). الوهم حيوان أليف للسيّد، ولذلك لن يؤذيك إن أمره السيّد أن يكفّ عن ذلك. والسيّد لا يأتي لينقذ رجلاً صالحاً واحداً فقط من الوهم، بل ليخلّص البشرية كلها. وبالطبع، عليه أن يأتي في شكلٍ يمكن للإنسان أن يحبّه ويبجّله ويفهمه. فهو لا يستطيع أن يمنح الفرح والشجاعة إلا إذا تكلّم لغة البشر. الكثيرون يخافون الاقتراب مني لأنهم يعرفون أنني أعلم ما في أعماق قلوبهم ونواياهم. لكن دعوني أخبركم: الخوف لا يعرفه إلا الحيوان العاجز.  أما الإنسان، وهو ابن الخلود، فلا ينبغي له أن يخاف. فالناس يصلّون أمام تماثيل حجرية للإله بشكل الأفعى، لكن عندما تظهر الأفعى الحقيقية استجابةً لصلواتهم، يهربون مذعورين من المعبد! إنّ الرب لا يظهر نفسه إلا ليشملكم بنعمته، وليس أبداً لإثارة الخوف.

ساتيا ساي بابا – ١ كانون الثاني ١٩٦٤

Arabic, 16.nov 25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٦ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

يجب أن تتعلم كيف تستحق نعمة الله، وأن تميّز بين الخير والشر. إنني آمل أن تمتلك هذه القدرات وتنال نعمة الله. ليس كافياً أن تكون لديك محبة وإخلاص نحو الحكيم؛ فمحبتك له لا تعني بالضرورة أن الحكيم سيمنحك محبته بالمقابل. ما لم تجد الوسائل التي تجعلك تستحق نعمته، فإن جهودك ستكون بلا جدوى. عليك أن تسلك الطريق الذي يمكنك من خلاله أن تختبر وتستمتع بالمحبة الإلهية (بريما). فمعرفة الطريق الذي تنال به المحبة أهم من مجرد القول إنك تملكها. إن محبتك وحدها تشبه الطريق باتجاه واحد، أما إذا أدت محبتك إلى أن تنال محبة الله في المقابل، فإنها تصبح طريقاً ذا اتجاهين – أخذ وعطاء. إذا كانت لديك أفكار طيبة، ونوايا صافية، واتبعت سلوكاً صالحاً، فلن تكون بحاجة إلى طلب نعمة الله، فهو بنفسه سيغدق عليك نعمته ومحبته كمكافأة على استقامتك وحُسن عملك.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، ١٧ حزيران ١٩٧٤

Arabic, 15.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٥ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

هناك ثلاثة أمور أساسية للغاية في زماننا هذا: الأخلاق في التجارة، والمبادئ في السياسة، والخُلق في التعليم. فأينما نظرتَ اليوم، وجدت فوضى وشقاء وخوفاً. كيف يمكن التخلص من هذه الأمراض؟ إن المحبة هي الوسيلة الوحيدة. المحبة هي الله، فركزوا حياتكم في المحبة. وحين تتجذّر المحبة في القلب، لن يبقى مكان للكراهية، وسيختفي الظلم والباطل، ولن يسلك الناس طرق الشر، بل يسيرون في طريق الحق. لذلك، اعتبر أن المحبة هي الله نفسه. لقد قال بوذا: «اللاعنف هو أعظم الفضائل»، وقال ساتيا ساي: «المحبة وحدها هي شكل الإله». أحبوا الجميع، فالمحبة هي خاصية الله الوحيدة. إنها ليست ملكاً للإنسان، ولا سلعة تُشترى أو تُباع، بل تنبع من القلب، وهي وحدها التي تستحق أن تُسمّى إلهية. المحبة الإلهية تختلف عن التعلقات البشرية؛ فهي خالدة، شاملة، وحاضرة في كل مكان. اجعلها المبدأ الأسمى في حياتك، فهي موجودة فيك بالفطرة، وما عليك سوى أن تُظهرها في صورتها الحقة.

ساتيا ساي بابا – ٧ آذار ١٩٩٧

Arabic, 14.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٤ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

الأطفال الصغار أنقياء القلوب بطبيعتهم، ولكن بسبب عيوب في نظام التعليم، ينحرفون نحو طرقٍ مدمّرة. إن الطلاب في جوهرهم طاهرون وغير أنانيين، إلا أن الآباء في البيوت والمعلمين في المدارس هم الذين يقودونهم إلى الضلال. من الطبيعي أن يكون لدى الوالدين حبّ لأبنائهم، ولكن يجب أن يكون ذلك الحب في حدودٍ معيّنة. على الآباء أن يراقبوا سلوك أبنائهم باستمرار، لكن واقع اليوم أن الآباء أنفسهم لا يعرفون ما هو السلوك الصحيح، فكيف لهم أن يوجّهوا أبناءهم؟ هناك حرية مفرطة هذه الأيام. نعم، الحرية أمر مرغوب فيه، ولكن أي نوع من الحرية؟ «غاية الحكمة هي الحرية، وغاية الثقافة هي الكمال، وغاية المعرفة هي المحبة، وغاية التعليم هي بناء الخُلق.» هذا هو النوع من الحرية الذي يستحق السعي إليه حقاً. أما أن يُترك الأطفال يفعلون ما يشاؤون، وأن يعودوا إلى منازلهم في الساعة الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل، دون أن يسألهم أحد عن مكانهم أو ما يفعلونه، فإن هذا يؤدي إلى تدميرهم تماماً. الطلاب اليوم يفتقرون إلى الأدب والانضباط، لكن الذنب ليس ذنبهم وحدهم، بل هو نتيجة القدوة السيئة التي يقدمها الآباء. إن الإفراط في الحب الذي يظهره الآباء لأبنائهم هو ما يدفعهم إلى سلوك الطريق الخاطئ.

ساتيا ساي بابا – ٢٠ أيار ١٩٩١

Arabic, 11.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١١ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

الأسماء والأشكال زائلة ومؤقتة. فشكل النمر مؤقت، وشكل الأفعى مؤقت. وبما أن الأسماء والأشكال مؤقتة، فيجب أن نتعامل معها على هذا الأساس فقط. غير أن مبدأ اللاثنائية (الأدفايتا) لا ينبغي أن يُساء فهمه. في جيبك قلم، وفي جيب شخص آخر قلم أيضاً، فهل يحق لك أن تأخذ قلم ذلك الشخص من جيبه؟ بالطبع لا! على المستوى الدنيوي، قلمك يخصك، وقلمي يخصني. ومثال آخر: إن انزلقتَ وسقطتَ فانكسرت ساقك، فستُربط بضماد. أمك التي تحبك بشدة ستشعر بالحزن لأنك تتألم، لكنها لا تستطيع أن تضع الضماد على ساقها بدلاً منك. الأشخاص مختلفون، ولكن الألم هو المشترك بينهما. أنت تشعر بألم الكسر، وأمك تشعر بألم عاطفي بسبب معاناتك، لكنها لا تشعر بألم الكسر نفسه. إذن، يمكنك أن تتّبع مبدأ اللاثنائية في الشعور – أي تشارك الآخرين في أحاسيسهم وتتعاطف معهم – لكن ليس في الفعل، لأن لكل فرد تجربته ومسؤوليته الخاصة في هذا العالم.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ نيسان ١٩٩٣

Arabic, 10.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٠ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

إذا تمحورت أفكارك حول الجسد، فستغرق في القلق بشأن الآلام والأمراض، سواء كانت حقيقية أم خيالية. وإن تمركزت حول الثروة، فسوف تُبتلى بالانشغال بالربح والخسارة، الضرائب والإعفاءات، الاستثمارات والإفلاس. وإن انشغلت بالشهرة، فلن تسلم من الفضائح والافتراءات والحسد. لذلك، وجّه أفكارك نحو مصدر القوة والمحبة الإلهية الذي يستحق الخضوع له طواعية، وسلّم كيانك كله له، وحينها ستكون سعيداً إلى الأبد. لقد كان الاسم الإلهي بالنسبة إلى حكماء الفيدا، هو أنفاسهم ذاتها؛ كانوا يعيشون متغذّين على التأمل في جلال الله ومجده. وعندما خُضَّ بحر الفيدات بعصا الذكاء وحبل الإخلاص، نتج عن ذلك زبد الحكمة النقي المتمثل في الرامايانا والماهابهاراتا والبهاغافاتا، التي انتشرت لتبشّر بطريق ترديد الاسم الإلهي (ناماسمارانا) نحو السلام والفرح الداخلي. وإنما جاء هذا التجلي الإلهي (أفاتار) إلى العالم في عصر كالي يوغا، ليُحيي هذا التعليم من جديد، ويُعيد إلى القلوب الإيمان بقدرة الاسم الإلهي على جلب الطمأنينة والنعيم الأبدي.

ساتيا ساي بابا – ٣ تشرين الأول ١٩٦٥

Arabic, 09.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

يمكنك أن تمارس أي عدد من التمارين الروحية، ولكن لا تنسَ اسم الله ولو للحظة واحدة، فحينها فقط ستكون في رعايته وحمايته. لا تفعل أبداً شيئاً يبعدك عن الله، لأنك من خلال الصلاة تستطيع أن تحقق أي شيء. ولا حاجة لأن ترفع صوتك في الدعاء، فمجرد الدعاء القلبي الصامت كافٍ. هناك من يظنون خطأً أن الله لن يستجيب لهم ما لم يدعوه بصوت عالٍ، لكن الله يقيم في قلبك، وهو يسمع دعاءك حتى قبل أن تنطق به. إذا كنت تتطلع إلى نيل نعمته الإلهية، فعليك أن تتأمل فيه بلا انقطاع. إن المصاعب الدنيوية تأتي وتزول، فلا تُعطِها أهمية كبيرة، لأنك بالصلاة وحدها تستطيع تجاوز أي صعوبات. فنعمة الله وحدها هي الحقيقية والدائمة، ويجب أن تسعى بجد لنيلها. يا تجليات الحب الإلهي! ردّدوا اسم الله ليلاً ونهاراً، فهو وحده الذي يحميكم في كل الأوقات. وكما أن الهواء موجود في كل مكان، فإن الله حاضر فيكم ومعكم ومن حولكم، فوقكم وتحتكم. لذلك، عليكم أن تكونوا دائماً في تواصل مستمر مع الألوهية.

ساتيا ساي بابا – ٢١ تموز ٢٠٠٥

Arabic, 08.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

إن ترديد اسم الله (ناماسمارانا) قد أنقذ برَهْلادا من معاناة التعذيب، إذ كان يردّده ويتذوّق حلاوته الإلهية. وحتى عندما هاجمه الفيل الغاضب، لم يصرخ طالباً النجاة من والديه الأرضيين: ”يا أبي!“ أو ”يا أمي!“، بل لم يكن لديه أي وعي لوجودهما، إذ كان ينادي فقط باسم نارايانا، ولا أحد سواه. إن نارايانا هو مصدر القوة للضعيف وللقوي على حد سواء، وهو القوة العليا المطلقة، ولهذا ارتدّت الأفيال عنه، ولم تستطع النار أن تمسّ حتى شعرة منه، ولم تقدر العواصف أن تهزّه، ولا الجبال أن تسقطه، ولا السمّ أن يؤذيه. لقد كان اسم الله درعه وحمايته ومجرى أنفاسه وحياته. وكذلك أظهر أنجانيا (هانومان) قوة اسم الرب. فباسم الله المنقوش في قلبه وعلى لسانه، قفز فوق البحر. حاولت المغريات أن توقفه في طريقه، وحاولت المخاوف أن تجعله يتقهقر ويتراجع، لكن اسم الرب كان يدفعه قدماً ويحمله عبر الفضاء حتى وصل إلى لانكا البعيدة حيث كانت سيتا. لم يكن في ذهنه أي شيء سوى اسم مولاه، وكان ذلك الاسم قوته وسنده في كل خطوة.

ساتيا ساي بابا – ٣ تشرين الأول ١٩٦٥

Arabic, 07.nov.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٧ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥

إن الخدمة الخالية من الأنانية (نيشكاما سيفا) ترفع الإنسان وتُهذّب طبيعته وتسمو بإنسانيته، فهي التي تمنحه الذكاء والمهارة اللازمين لتنقية طبيعته البشرية وتهذيبها. إلا أن أداء الواجب بإخلاص وحده لا يكفي، إذ ينبغي على الإنسان أن يُنمّي في نفسه صفات المحبة والتعاطف والعدل والرحمة والتسامح، فبدون هذه الصفات لا يمكنه القيام بالفعل غير الأناني أو العمل النقي (نيشكاما كارما). إن الأفراح والأحزان، والتعلق والنفور، والانطباعات المتولدة من الميول إلى المحسوسات، كلها تنبع من اضطراب الفكر. وأصل هذا الاضطراب هو الثنائية وشعور الملكية ”ملكي“ و ”ملكك“، والتي تنشأ كلها من الأنانية. فالأناني يعتقد أنه طالما كان هو بخير، فلا يهمه ما يحدث للعالم من حوله. مثل هذا الإنسان المنغلق على ذاته، الذي يرى أن جسده وثروته وأسرته هي كل شيء، ينقلب في نظره الحق باطلًا والباطل حقّاً. وللتخلص من هذا الداء عميق الجذور، يجب على الإنسان أن يكرّس نفسه للخدمة، وأن يدرك أن الجسد لم يُمنح له ليخدم مصالحه الخاصة، بل ليخدم به الآخرين.

ساتيا ساي بابا – ٢١ تشرين الثاني ١٩٨٨

Arabic, 29.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٩ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

إن الحياة الخالية من المحبة حياة قاحلة لا ثمر فيها. ومهما واجه الإنسان من صعوبات أو متاعب، عليه أن يسعى لمساعدة الآخرين قدر استطاعته. فالخدمة المدفوعة بالمحبة الخالصة هي أسمى أشكال السعي الروحي، وهي التعبير الحقيقي عن العبادة والإخلاص. مثل هذا الإخلاص لا تهزه تقلبات الدهر ولا تغيّرات الظروف. لا ينبغي للمرء أن ينشغل فقط بمصلحته الشخصية أو بمساره المهني أو بازدهاره المادي، فليس للإنسان أن يولد ليعيش لأجل ملذاته وممتلكاته. لقد خُلق لأجل غاية أسمى وأبقى: وهي تحقيق وحدته مع الإله، فهذه هي السعادة الوحيدة الباقية. وحتى أثناء انشغاله بشؤون الحياة الدنيوية، يجب على الإنسان أن يسعى إلى تقديس أعماله من خلال تكريسها لوجه الله.

ساتيا ساي بابا – ٢ شباط ١٩٨٥

Arabic, 28.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٨ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

السلام والنعيم ليسا في الأشياء الخارجية. فمع أنك تمتلك ما لا يُحصى من متاع الدنيا لتلبية احتياجاتك وتوفير الراحة لك، ومع أن أهلك وأحبابك من حولك، إلا أنك لا تجد السلام ولا تشعر بالنعيم رغم وجود كل ذلك. وهذا دليل واضح على أن النعيم لا يولد من الخارج، بل ينبثق من الداخل، لأنك أنت نفسك مصدر السلام والنعيم. لذلك، لا حاجة للبحث هنا وهناك عمّا هو موجود أصلاً في أعماقك. النعيم لا يُفتَّش عنه، بل يُكشف من الداخل. إنما هو معرفة وليس مقتنى. ولذلك عليك أن تتجه إلى ذاتك لتدرك هذا السر الأزلي الكامن فيك. تظن أن هذا الشخص أو ذاك سيمنحك السعادة، لكن هذا مجرد وهم (بهورما). وطالما يسكنك الوهم، فلن تبلغ الحقيقة الإلهية (براهما). فإذا تخلّصتَ من الوهم، تجلّى الحق الإلهي من داخلك. فالله ليس شيئاً منفصلاً عنك، بل أنت وحقيقته واحد في الجوهر.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ حزيران ١٩٩٦

Arabic, 27.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٧ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

لدرء الصفات السيئة مثل التعلّق والبغض والغيرة، ينبغي للإنسان أن ينمّي محبة صافية خالصة من الأنا، فهذه هي العبادة الحقيقية. أما بقية الممارسات الروحية مثل العبادة والترديد والتأمل فهي ليست سوى مراحل تمهيدية لترويض الفكر المتقلب والسيطرة عليه. إذا أردت أن تصعد إلى سطح بيتك، فأنت تحتاج إلى سلم. هذا السلم يستند في أسفله إلى الأرض، وفي أعلاه إلى الجدار. إن دعم الأرض في أسفل السلم هو الإيمان، بينما دعم الجدار في أعلاه هو المحبة. فبواسطة الإيمان والمحبة معاً تستطيع الوصول إلى أي مرتبة عُليا، أما بدون هذين الجناحين، فالصعود مستحيل. لا بدّ إذن من الدعامتين معاً: إيمان راسخ ومحبة مقدسة. ومتى ما نمّى الإنسان في قلبه الإيمان العميق والمحبة النورانية، لم تعُد هناك حاجة إلى كثرة التمارين الروحية الشكلية مثل الأذكار والتأمل، لأن المحبة والإيمان يختصران الطريق إلى الله.

ساتيا ساي بابا – ٢٠ حزيران ١٩٩٦

Arabic, 26.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٦ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

إنَّ الإخلاص والإيمان هما اللذان يضمنان هبة المعرفة الروحية، وهي الجائزة العظمى في مغامرة الولادة والحياة والموت. فعندما يقترن الفكر بالانشغال بالعالم الظاهر (بَرافْرِتي) تكون ثمرة ذلك العبودية والتعلّق، أما حين يقترن بالانصراف عن الدنيا (نِفْرِتي) تكون الثمرة هي الحرية. إن النفرتي تمنح الطمأنينة وعدم الخوف حتى ولو أخذ الإنسان منها ولو بقليل؛ فهي تمنح القوة والشجاعة، لأن التعلق والرغبة هما ما يضعف الإنسان، ويجعله ينحني ويتذلل لأصحاب النفوذ والسلطة. أما التحرر من التعلق فيمنح المرء الكرامة والقدرة على الثبات في وجه الافتراء والتشهير. هناك من ينهار بالبكاء عند أول بادرة فشل أو خيبة أمل؛ وهذا سلوك مؤسف. لماذا الخوف؟ ولماذا الحزن والإله مقيم في محراب قلبك؟ ألا تعلم أنه هناك، يحفظك ويهديك؟ إنه في قلب كل كائن، في كل زمان ومكان. حاول أن تتذكر هذه الحقيقة دائماً، في كل فعل، ومع كل شخص، وفي كل حال. وستنجح في ذلك، ما دمت لا تتوقف عن ترديد اسمه القدسي.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ تشرين الأول ١٩٦٥

Arabic, 25.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ السبت ـ ٢٥  ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

المجتمع اليوم ممزّق بين الغيرة والحقد، فالغيرة مرض يولّد الكراهية. والعلاج لها هو التسامح وحسن النية. وقد قلتُ مراراً: «حياتي هي رسالتي». كثيرون امتدحوني، وكثيرون انتقدوني أو أساؤوا إليّ، ولم أفرح بالمديح ولم أحزن من النقد؛ فأنا أتعامل مع الأمرين على حدّ سواء. إذ قيل: استواء النظرة هي اليوغا الحقيقية. فماذا أخسر إن انتقدني أحد؟ ذلك رأيه، ولا يؤثر فيّ. من يوجّه النقد يعاني من مرضٍ داخلي، تماماً كمن يرفض الحلوى لأنه مريض بالسكري. فالعيب ليس في الحلوى، بل في عجز الإنسان عن تذوقها. هم يعرفون أن بابا يقوم بأعمال نافعة، وهم يريدونه، ولكن حين لا تتحقق مصالحهم الشخصية ينقلبون ضده. هذه ليست مشكلة في الحق والحقيقة، بل عِلّة داخل نفوسهم. حين ترى الأمور من هذا المنظور، تدرك الحقيقة. وما يحتاجه الإنسان اليوم هو أن ينمّي سكوناً داخلياً واتزاناً روحياً يسمو فوق هذه الصغائر.

ساتيا ساي بابا – ١٨ تشرين الثاني ١٩٩٥

Arabic, 24.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٤ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

تُعدّ مرحلة الشباب مرحلة يميل فيها الإنسان إلى الحماسة والاندفاع تجاه أمور كثيرة، ولذلك لا بدّ من ضبط هذه الانفعالات من خلال ترديد اسم الله. ليقل الشاب لنفسه: «هذه الأفكار غير الطاهرة لا تليق بي، إنها سحب عابرة تأتي وتمضي، أما حياتي فهي أزلية، وهذه الأفكار زائلة كالسحب المتحركة». القلب يشبه السماء، والفكر يشبه القمر، والعقل يشبه الشمس. تأتي سحب الأفكار فتغطي الشمس والقمر في سماء القلب. وفي سنّ الشباب تشتد هذه السحب وتغدو كثيفة، فلا ترى شمس العقل ولا قمر الفكر الصافي. لكن إلى متى تختفي الشمس أو القمر؟ مجرد لحظات، لأن هذه السحب ليست ثابتة، بل عابرة. لذلك يجب التحلي بالصبر، فالسحب ستزول وحدها. تمسك بالصبر جيداً، ولا تتعجل. فالعجلة تجلب الفشل، والفشل يجلب القلق، والقلق يفسد الحياة. فلا تتعجل أبداً، خاصة في هذا العمر، بل حافظ على السكينة والطمأنينة (شانتي). فلا خير ولا سعادة تتحقق بدون السلام الداخلي. ولهذا قال تياغاراجا: «قد يكون المرء ناسكاً أو فيلسوفاً، ولكنه لن يبلغ السعادة إلا بالسلام». إن السلام ضروري للحياة، جسداً وعقلاً وروحاً.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ حزيران ١٩٩٦

Arabic, 22.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٢ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

يجب فهم الدلالة الروحية للحروف الثلاثة في اسم ساي (SAI). الحرف S يرمز إلى Service (الخدمة)، الحرف A يرمز إلى Adoration (التعبد)، والحرف I يرمز إلى Illumination (الاستنارة). هذه الثلاثة تمثل كارما، وبهاكتي، وجنانا على التوالي — أي العمل والتفاني والحكمة. ساي يجمع هذه المسارات الثلاثة معًا. فكما أن الصوت المقدس “أوم” يتكوّن من الحروف أ – و – م، كذلك يشير ساي إلى الثلاثية الروحية في السادهانا. في تنظيم ساي، يجب أن يكون هذا الفهم حاضرًا: على العاملين بنشاطات الخدمة لمنظمات ساي أن ينمّوا المحبة داخل قلوبهم، وأن يشاركوها مع الآخرين حتى تفيض على العالم كله. ويجب التمييز بين المحبة الحقيقية وبين التعلّقات البشرية ذات المصالح. فالمحبة الأصيلة هي مرادف لله: المحبة هي الله والله هو المحبة، عيشوا بهذه المحبة، فالمحبة الإلهية تنبع من أعماق القلب. على العاملين بمنظمات ساي أن يفهموا هذه المحبة وأن يقدّموا الخدمة بروحها الحقيقية إلى كل البشر.

ساتيا ساي بابا – ١٨ تشرين الثاني ١٩٩٥

Arabic, 21.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢١ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

الرؤية الكونية يمكن نيلها بطريقتين: إمّا عبر التأمل في هذا الكون الفسيح من حولنا، أو عبر التوجّه إلى الكون الداخلي الكامن في أعماق الإنسان. فما على الإنسان إلا أن يكتشف نفسه. ففي حصن الجسد يوجد معبد القلب، وفي داخله فضاء لطيف (أكاشا) يحتوي السماء والأرض، النار والهواء، الشمس والقمر، الكواكب والنجوم – كل ما هو موجود في الكون المرئي، وكل ما يمدّه بالحياة، وكل ما ينتهي إليه في النهاية. بدلاً من الطواف حول الأرض في الطبقات العليا من الفضاء والتخطيط للهبوط على القمر أو المريخ، لو أن الإنسان خطط واستعدّ لرحلته نحو أعماقه الداخلية، لَنال فرحاً وسلاماً ساميين. إن المنجزات التي يحققها الإنسان اليوم في صمت الفضاء الخارجي منبعها الخوف، وهي لا تزيد العالم إلا خوفاً فوق خوف. أما النصر الذي يُحرز بالسلاح ويُحمى بالدروع فليس محل فخر، لأنه ضعيف هشّ، مهدّد بالسقوط عند أقل نسمة ريح. أما النصر الذي يتحقق بالمحبة والتراحم، فهو الذي يحوّل المهزوم إلى صديقٍ أبدي.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ تشرين الأول ١٩٦٥

Arabic, 20.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٠ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

قد يُطرح سؤال: ما هي الكارما (السبب أو الفعل) الذي يتسبب في ظهور التجليات الإلهية (الأفاتار)؟ والجواب أن الكارما ليست سبباً لتجسد الإله، وإنما أفعال الأشرار من جهة، وشدة التوق والفضيلة لدى الصالحين من جهة أخرى هي التي تستدعي تجلي الأفاتار. فمثلاً، كان تجسد ناراسيمها (الإله في صورة نصف إنسان ونصف أسد) نتيجة الإخلاص العظيم لبراهلادا، وفي الوقت نفسه الصفات الشريرة لوالده هيرانياكاشيبو. فالتجلي الإلهي هو استجابة لرغبات وسلوكيات البشر، وليس نتيجة أي كارما تخص الإله بذاته. ويمكن فهم ذلك من خلال مثال بسيط: المحاصيل المزروعة على الأرض تنظر إلى السماء طلباً للمطر. لكنها لا تستطيع الصعود إلى السحاب؛ بل السحاب هو الذي ينزل على شكل مطر ليمنح الماء للمحاصيل. ومثال آخر: الطفل الصغير الجالس على الأرض يريد أمه، لكنه لا يستطيع القفز إليها؛ الأم هي التي تنحني وتأخذه بين ذراعيها وتحتضنه. وبالمثل، من أجل نجدة المخلصين، وحمايتهم، ورعايتهم، يدنو الإله ويتجلى في صورة بشرية. وهذا هو معنى أفاتارانا: تداني أو تجلي الإله. فالإله يتدانى من مقامه السامي ليمنح الفرح والقرب لعباده المخلصين.

ساتيا ساي بابا – ١٥ أيلول ١٩٨٨

Arabic, 19.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٩ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

كل مهرجانات أرض الهند (بهارات) تحمل معنى داخلياً مقدساً، فهي لا تُقام لمجرد الاحتفال، بل لكي تُظهر الألوهية الكامنة في الإنسان. وكذلك مهرجان النور (ديبافالي) يعلّم البشرية هذا المعنى الروحي العميق. فلا يوجد عنصر في هذا العالم له مكانة مثل الضوء؛ فهو الذي يكشف لنا الطريق ويبدّد الظلام، وهو الذي يمكّن الإنسان من أداء واجباته اليومية. ولهب الشمعة يحمل صفتين مهمتين: طرد الظلام والارتفاع إلى أعلى دائماً. حتى لو وُضعت الشمعة في حفرة، يبقى لهبها متوجهاً إلى الأعلى. وقد علّمنا الحكماء أن هذا الارتفاع للأعلى يشير إلى طريق الحكمة والألوهية. غير أن الضوء الخارجي يمكنه فقط أن يزيل الظلام الخارجي، أما الظلام الداخلي – ظلام الجهل – فلا يبدّده إلا نور الحكمة. فعندما أضرم هانومان النار في لانكا، كان الضوء في كل مكان، ومع ذلك كان قلب رافانا غارقاً في الظلمة. الجهل هو سبب الولادة والموت، فمَن يعيش في الجهل يُولَد مراراً ويموت مراراً، أما الحكيم صاحب النور الداخلي فلا ولادة تقيّده ولا موت، لأنه تجاوز دائرة الجهل ودخل في نور الحقيقة الدائمة.

ساتيا ساي بابا – ١٩ تشرين الأول ١٩٩٨

Arabic, 18.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٨ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

الكلام في هذا العالم أثمن من العملة نفسها. ففي العصور القديمة كان الناس يولون أهمية كبرى للكلمة؛ فمن خلال الكلام استطاعوا أن يصبحوا أغنياء ومزدهرين، بل وكان بوسعهم أن يفوزوا بالممالك. يصبح الإنسان فاضلاً عندما يكون كلامه صالحاً، ويصبح شريراً عندما يكون كلامه سيئاً. فالكلمة تبني الصداقة، وهي أيضاً التي تهدمها. الكلمة تقوّي الروابط بين الأقارب، وهي كذلك التي تثير الشقاق بينهم. ولا يقتصر تأثير الكلام على الأمور الدنيوية الزائلة، بل يمتد أيضاً ليشمل التقدم الروحي. فالكلمة قد تكون سبب موت، وقد تكون سبب نجاة. الكلام العذب يجلب لصاحبه القبول والسمعة الطيبة. ولأن الإنسان اليوم فقد حلاوة اللسان ولطف الطباع، صار عرضة لشتى أنواع المتاعب والمحن. لهذا أقول للطلاب من حين لآخر: “قد لا تستطيع أن تُرضي الناس دائماً، ولكن يمكنك دائماً أن تتكلم بكلمة مرضية مهذّبة.“ فإذا كان الكلام طيباً، أصبح الإنسان بطلاً، أما إذا فسد كلامه، صار صفراً.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ نيسان ١٩٩٩

Arabic, 17.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

شخص ما في الخارج يسيء إليك، وطالما أن إساءته لم تصل إلى مدى حواسك، فإنك لا تتأثر بها إطلاقاً. ولكن ما إن تصل كلماته إلى أذنيك، حتى تشتعل بالغضب والانفعال، وكأنك فقدت السيطرة على نفسك. ما السبب في هذا الاضطراب؟ خذ مثالاً معاكساً: شخص آخر في الخارج يمدحك ويثني على صفاتك الحسنة. ما دمت لم تسمع كلماته بعد، فلن تشعر بأي سعادة أو مودة تجاهه. ولكن بمجرد أن تصل كلمات المديح إلى أذنيك، تشعر بالفرح وتغمر قلبك محبة كبيرة تجاهه. فما السبب في الكره في المثال الأول والمحبة في المثال الثاني؟ الجواب هو اتصال الحواس بموضوعاتها. وهكذا يتضح أن الحواس لا يمكن أن تنعم بالسلام إلا عندما لا تتصل بموضوعات الإحساس. أو — إن لم يكن ذلك ممكناً — فعلى الإنسان أن يتعلم الحفاظ على التوازن الداخلي والهدوء النفسي رغم تلامس الحواس مع موضوعاتها، سواء كانت النتيجة سارة أو مؤلمة. غير أنه يجب أن ندرك أن منع اتصال الحواس بموضوعاتها أمر صعب جداً، إن لم يكن مستحيلاً دائماً. ولكن من الممكن، مع بذل بعض الجهد والمثابرة، أن نُنمّي في أنفسنا حالة من الاتزان والاعتدال أمام مختلف المؤثرات.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ٢٣ أيار ١٩٩٠

Arabic, 16.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٦ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

يجب ألا تُحصر العبادة أو الإخلاص لله داخل جدران المعبد أو في الدقائق القليلة التي تمارس فيها التأمل، بل ينبغي أن يكون الانضباط الروحي ممارسةً دائمةً وشاملةً لحياتك كلها. يجب أن يُعبّر عن إخلاصك من خلال رؤية الله في الجميع، وأن تتعامل مع كل إنسان على أنه تجسيد حيّ للألوهية، حتى مع أولئك الذين تعتبرهم أعداءك. مارس هذا النوع الواسع الشامل من المحبة. كيف يمكن أن تنال السعادة إذا اقتصرت محبتك وتقديسك على تمثالٍ من حجر لا يستجيب لمشاعرك ولا يعكس إحساسك؟ أما الكائنات الحيّة، فإنها تبادلك الامتنان والدعاء بالخير، ويمكنك أن ترى الفرح يتفتح على وجوهها، وهذا ما يجلب لك الرضا الحقيقي. إن لم تستطع أن تعلّم نفسك كيف تحبّ أخاك الإنسان، فكيف يمكنك أن تسير في طريق التفاني نحو الله؟ اكتشف معاناة الآخرين وصعوباتهم، وساعدهم قدر استطاعتك في تجاوزها وتمكينهم من عيش حياةٍ أفضل تُبعد عنهم تكرار تلك المآسي. تعلّم أن تعيش مع الآخرين في وئام، شاركهم أفراحك وأحزانك، وكن صبوراً ومتسامحاً، لا متكبّراً أو متسلّطاً.

ساتيا ساي بابا – ١٦ آذار ١٩٧٣

Arabic, 15.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٥ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

إذا تأملت بعمق، ستجد أن الشيء الواحد في هذا العالم يتخذ أسماءً وأشكالًا متعددة ويُستخدم بطرق شتّى. فالبذرة واحدة، ولكن منها تنبثق الساق والأغصان والفروع الصغيرة والأوراق والأزهار والثمار. لكلٍّ منها اسم وشكل مختلف، ولكلٍّ منها فائدة واستخدام مميّز. هذه هي حقيقة القول الإلهي: «إيكوهم باهوسيام» أي الواحد شاء أن يصير كثيرًا. فمع أن الله واحد، إلا أنه يتجلّى في أسماءٍ وأشكالٍ متعددة. هنا ينبغي أن نفهم نوعين من العلل أو الأسباب: الأولى هي نيمِتّا كارانا أي السبب الآلي أو الأداة، والثانية هي أوبادانا كارانا أي السبب المادي أو الجوهري. فمثلاً، في صنع الإناء: الفخّار هو النيمِتّا كارانا (الصانع)، بينما الطين هو الأوبادانا كارانا (المادة الأساسية). قد يتكسر الإناء ويتلاشى شكله، لكن الطين يبقى دون تغيير. الفخّار قد يصنع أواني مختلفة الأشكال من الطين ذاته، ولكن جوهر الطين لا يتبدّل. كذلك، يمكنك أن تغيّر شكل الحُليّ وأسمائها، لكن الذهب الذي صُنعت منه يبقى كما هو. وهكذا، فإن الله، الذي هو الأوبادانا كارانا للكون (العلّة الأساسية)، يتقمّص أيضًا دور النيمِتّا كارانا (العلّة الفاعلة) — فيخلق من ذاته الكائنات والموجودات متعددة الأسماء والأشكال.

ساتيا ساي بابا – ٦ أيلول ١٩٩٦

Arabic, 14.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٤ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

من هو الإنسان (مانافا)؟ الإنسان هو الكائن الذي يمتلك الفكر (ماناس). وما المقصود بالفكر؟ إن الفكر ليس سوى حزمة من الأفكار والرغبات. يصبح الإنسان إنساناً حقيقياً عندما تُربَط جميع أفكاره بالحقيقة، فعندها تتجلى إنسانيته في سلوك نبيل وصالح. في أيامنا هذه، نادراً ما نجد أفكاراً صادقة. فإذا ملأنا حياتنا بأفكار قائمة على الزيف، فإن العالم بأسره سيغدو مملوءاً بالباطل. لذلك، يجب أن نطهّر أنفسنا من الصفات السيئة، وننمّي الصفات الحميدة، ونسعى جاهدين إلى اختبار الألوهية في داخلنا – فهذه هي الممارسة الروحية الحقيقية (سادهانا). وما المعنى الحقيقي للسادهانا؟ هو تحويل السيء إلى صالح. فما الفائدة من القول بأنك تمارس السادهانا إن لم تُطبّق هذا المبدأ الأساسي؟ إنك في أثناء السادهانا قد تغلق عينيك وتُحرّك سبحتك، لكن إن كان فكرك يجول في كل مكان، فهذه ليست سادهانا! علينا أن نطرد الأفكار والمشاعر والعادات السيئة، ونستبدلها بأفكار نبيلة ومشاعر طاهرة وعادات مقدسة. إن تطهير النفس من الشر واستبداله بالخير — هو جوهر السادهانا الحقيقي.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية، ٢٧ أيار ٢٠٠٠

Arabic, 13.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٣ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

إن الكتب المقدسة (شرُوتي) توجّه الإنسان إلى أن يكسب ما يكفيه من المال لإعالة نفسه بوسائل شريفة، وأن يكرّس ما تبقى من وقته ومهاراته لخدمة الخير العام – وهذا هو مبدأ دهارما-أرثا. أي أن يكسب الثروة (أرثا) من خلال السلوك القويم (دهارما)، وعندئذٍ سينال الإنسان فيضاً من النعمة الإلهية. أما دهرتراشترا، والد الكورافا المئة الذين قاتلوا أبناء عمومتهم الخمسة الباندافا – الورثة الشرعيين لجزء من الميراث الأسري – فإنه لم يمتلك أيًّا من هذين المبدأين. فعلى الرغم من أنه كان يتمتع بثروات طائلة وجيوشٍ قوية ومهارةٍ عسكرية فائقة واستراتيجيةٍ متفوقة، فقد اضطر إلى أن يشهد فناء أسرته ومملكته بالكامل. إن معظم الناس اليوم يشبهون دهرتراشترا؛ يطاردون الزائف ويتجاهلون الحقيقة، يجمعون الأمور التافهة ويغفلون عن المبادئ الجوهرية. لا يدركون أن الموت يلاحقهم بصمت من خلفهم، ولا يلاحظون تسارع الزمن، ولا يعرفون قيمة الفرصة العظيمة التي مُنحت لهم من خلال هذا الجسد البشري، والعقل، والمجتمع، والإرث الروحي الذي تراكم عبر الأجيال. إنهم لا يعون أن الشرارة الإلهية نفسها التي تنير أفكارهم وأقوالهم وأفعالهم هي ذاتها التي تُفعِّل كل كائنٍ آخر في هذا الكون.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ آذار ١٩٧٣

Arabic, 12.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٢ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

من الضروري أن يتعلم كل فتى وفتاة المبادئ الأخلاقية الأساسية التي تتيح تفتّح طبيعتهم الحقيقية وأن يضعوا تلك التعاليم موضع التطبيق. وأول واجب لهما هو أن يتعرّفا على الألوهية الكامنة في كلٍّ منهما. في الأزمنة القديمة، كان الطلاب يتضرّعون إلى الإلهة ساراسواتي، إلهة المعرفة، كي تجعلهم صالحين، صادقين، وذوي ملامح مشرقة. فـ الجميل حقاً هو من يفعل الجميل؛ حيثما وُجد الصدق والخير، وُجد الجمال كنتيجة طبيعية لهما. وضبط الحواس والالتزام بقواعد الانضباط السلوكي هما سِمَتا الإنسان المتحضر. في رحلة الحياة، يجب على الإنسان أن يوجّه سلوكه وفق مبادئ أخلاقية تُعرف باسم نيتي، وهي مشتقة من كلمة نيتا، أي “ما هو صواب أو لائق”. فالسلوك القويم هو الطريق الملكي الذي يقود الإنسان إلى أسمى حالات الحياة. وعندما تنهار الأخلاق في إنسان أو مجتمع أو أمة، فإن ذلك الإنسان أو المجتمع أو الأمة يسير نحو الدمار. إن فقدان الأخلاق قد يؤدي حتى إلى انهيار حضارةٍ بأكملها بُنيت عبر قرون طويلة. فبدون الأخلاق، يهلك الناس، لأن الأخلاق هي شريان الحياة للإنسانية.

ساتيا ساي بابا – ٢١ آب ١٩٨٦

Arabic, 11.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١١ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

طهّر أدوات وعيك، وكرّس نفسك لخدمة الآخرين حتى تُضعِف قوى الأنا وتُقوّي قوى الأحدية، ومارس الجابا والديانا (تكرار اسم الرب والتأمل) حتى ترتقي نحو الألوهية – فهذه هي الخطوات التي تمكّنك من بلوغ حالة الأناندا (النعيم الإلهي) والاستقرار فيها. قم بواجباتك بكل ذكاء وإخلاص، ولكن أدِّها كما لو كانت عبادة مقدّمة إلى الله، واترك ثمار عملك لمشيئته ورحمته وفضله. لا تدع النتائج تؤثر فيك، سواء جاءت كما توقعت أو لم تأتِ؛ في الحقيقة، لا تتوقع شيئاً على الإطلاق، ودع كل شيء له! فهو الذي منحك الزمن، والمكان، والسبب، والمادة، والفكرة، والمهارة، والفرصة، والحظ، وما قمتَ به أنت لا يكاد يُذكر أمام عطاياه. فَلِمَ تشعر إذاً بأنك أنت الفاعل؟ قم بأداء واجبك بإخلاص، واجعل من عملك سعياً روحياً صادقاً (سادانا)!

ساتيا ساي بابا – ٢٤ آذار ١٩٧٣

Arabic, 10.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٠ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

ما سبب الغضب وفقدان التمييز؟ إنه التعلّق! طبعاً، يمكنك أن تكون متعلقاً بزوجتك وأولادك، ولكن اجعل هذا التعلّق ضمن حدود. ليس فقط أن تحد من تعلقك، بل حدد أيضاً مدته. فمرحلة الحياة الزوجية لا تتجاوز الخمسين عاماً، وعند بلوغ الستين يجب أن تدخل مرحلة الفانابراستا (المرحلة التالية للحياة الأسرية)، حيث تنفصل تدريجياً عن الروابط الأسرية وتتحرر من جميع المسؤوليات. أما عند السبعين، فهي مرحلة السانْياسا، أي التخلي الكامل عن كل الارتباطات. ولكن الناس اليوم يرفضون فكرة التخلي حتى لحظة الموت، ولهذا لا ينتظرهم سوى الجحيم الداخلي الناتج عن التعلق. ساعد أسرتك والآخرين قدر استطاعتك، وقم بتأدية واجباتك تجاه الجميع، ولكن تذكّر أن كل إنسان مستقل ومحكوم بقدره الشخصي (الكارما الخاصة به)، وكل فرد مسؤول عن نفسه. فلا تدع التعلق يضرب جذوراً فيك، فذلك هو الجذر الحقيقي لكل الحزن والمعاناة.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية، ٢٥ أيار ١٩٩٥

Arabic, 08.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

نرى اليوم اضطراباً وقلقاً يسودان العالم لأن الناس نسوا الحق. فقد أوصت الحكمة القديمة بقولها: “سَاتْيَام برويات، برييام برويات، نا برويات ساتيام أبرييام” أي: ”قل الحقيقة، قلها بلطف، ولا تتكلم بالحقائق الجارحة.“ إن الحق والاستقامة وحدهما القادران على منح العالم السلام والازدهار. ولهذا جاء في التعاليم: “ساتيام فادا، دهارمام تشارا” أي ”قل الحق، واعمل باستقامة.“ هذا هو المبدأ الأسمى في الثقافة الهندية. فعندما تنمّي في نفسك الحق والاستقامة، فإن السلام والمحبة سيتبعانك تلقائياً. فالاستقامة هي رأس الثقافة الهندية، والحق هو قدماها. لكن الناس اليوم قد فصلوا الرأس والقدمين، وتمسكوا فقط بالجذع المتمثل في الثروة والرغبات (أرثا وكاما). وما فائدة جذع بلا رأس ولا قدمين؟! يسعى الناس لحماية وطنهم، لكن إن هم حموا الحق والاستقامة وحموهما، فإن الحق والاستقامة سيحميان الوطن بدورهما. فلا حاجة لبذل جهود خاصة لحماية البلاد، يكفي أن نحمي هذين المبدأين العظيمين. فالعالم بأسره قائم على الحق والاستقامة، وبدونهما لا يمكن أن يسود سلام أو رخاء بأي مكان.

ساتيا ساي بابا – ١٤ نيسان ٢٠٠٣

Arabic, 08.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

الطريقة الثانية لاختبار النعيم الروحي، بعد طريق الساتفيكا، هي طريقة الراجاسيكا. في بدايتها تبدو هذه الطريقة عذبة كالرحيق، لكنها تنحدر في نهايتها إلى المعاناة، لأن السعادة فيها تُستمد من الحواس ومن الأشياء الخارجية. وسرعان ما ينكشف هذا السرور على حقيقته، فيتضح أنه زائف، زائل ومرهق. وما إن يبدأ الإنسان هذا الطريق حتى يجد نفسه في دوامة لا راحة فيها، فيُصبح عاجزاً عن السعي نحو الأهداف الأربعة التي وُضعت له: دهارما (الاستقامة)، أرثا (الازدهار المادي)، كاما (إشباع الرغبات المشروعة)، وموكشا (التحرر الروحي). فتُصاب قدراته العقلية، وخياله، وحدسه بالشلل، وقد يفقد حتى إنسانيته. إن السعي الأعمى وراء اللذة الحسية الخارجية هو ما قاد الإنسان المعاصر إلى هذه الكارثة. أما الطريقة الثالثة فهي التاماسيكا، وفيها يعيش الإنسان في غفلة وكسل، غير مكترث بمشكلات العالم، فيقضي حياته نائماً، باحثاً عن سعادته في الظلام والخمول. ومن بين هذه الطرق الثلاث المؤدية إلى النعيم الروحي، يجب على الإنسان أن يختار طريق الساتفيكا، مهما كانت مشقتها أو خسارتها أو آلامها أو قلقها أو تعبها، لأنها وحدها التي تقوده إلى الوعي الإلهي، إلى تجربة الألوهية، وإلى الاستقرار في نعيم الروح الدائم.

ساتيا ساي بابا – ٥ نيسان ١٩٨١

Arabic, 07.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٧ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

يسعى الإنسان بطرق شتى لبلوغ النعيم الروحي، وهي قمة السعادة والتجلي الكامل للفرح. وتُطلَب هذه السعادة بثلاث طرق مختلفة تبعاً للطبيعة الفطرية للباحث: الساتفيكا (الصفاء والسمو)، الراجاسيكا (النشاط والانفعال)، والتاماسيكا (الكسل والجهل). طريق الساتفيكا يبدو مُرّاً في بدايته، لكنه يتحول إلى رحيق عند اكتماله. إنه يتطلب انضباطاً صارماً وضبطاً تاماً للحواس، سواء حواس الإدراك أو الفعل. قد يبدو هذا صعباً للغاية في البداية، لكن مع التقدم في الممارسة يزداد الفرح تدريجياً حتى يبلغ المرء حالة النعيم الكامل. وكيف يمكن الوصول إلى مثل هذا الهدف السامي دون المرور بالمشقة؟ إن الكتب المقدسة تقول: “لا تُنال السعادة بالسعادة“ (نا سوكهات لابهياتي سوكهام)، أي أن السعادة لا تُكتسب من الراحة، بل من خلال المعاناة. فاللذة ليست سوى فاصل بين ألمَين. ولذلك، إذا أراد الإنسان أن يحقق سعادة حقيقية ودائمة من طبيعة الساتفيكا، فعليه أن يتحمل الصعاب والابتلاءات والخسارة والألم بصبرٍ وثبات.

ساتيا ساي بابا – ٥ نيسان ١٩٨١

Arabic, 05.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٥ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

يجب على الناس، أن يتحركوا مثل فيفكاناندا وناج مهاسايا (كلاهما من تلاميذ راماكريشنا باراماهامسا)، بدافع العطش لمعرفة الخالق الكامن وراء الخليقة، والفاعل المحرك وراء الدمى. لقد انطلق ناج مهاسايا من موقف داسوهم (أنا العبد)، وصغّر ذاته إلى درجة أنه تخلّص من قيود الوهم وانطلق نحو الحقيقة الكونية الأبدية. أما فيفكاناندا، فقد بدأ من موقف سوهام (أنا هو)، فجعل نفسه شاسعة وعظيمة حتى حطم القيود واتحد بالحقيقة العليا المطلقة. عندما يكتسب الإنسان جنانا (الحكمة) التي تكشف له وحدة حقيقته مع الحقيقة الكامنة وراء الكون، لن يكون للوهم (مايا) سلطان عليه. الذبابة قد تحط على كل الأشياء، الطيبة منها والنجسة، لكنها لا تستطيع أن تحط على النار، لأنها ستحترق لو فعلت.

ساتيا ساي بابا – ٤ تشرين الأول ١٩٦٥

Arabic, 03.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

بضع دقائق من التأمل كفيلة بإقناع أي إنسان بأنه ليس الجسد الذي يحمله معه كما يحمل الحلزون بيته؛ فهو ليس العين ولا الأذن ولا اللسان، وليس الفكر ولا الذكاء، لأنه يشير إليها دائماً قائلاً: «فكري ليس في الأمر»، أي أنه منفصل عن فكره، أو يقول: «خاب ذكائي»، أي أنه مختلف عن ذكائه. إنه الشاهد؛ الجسد هو الذي يموت، أما هو فيبقى، ويُبعث من جديد حين يتخذ جسداً آخر. الجمال الجسدي مجرد انعكاس للصحة؛ بضعة أيام من الحمى أو الإسهال كفيلة بأن تحوّل الملاك إلى هيكل هزيل. والجنون قد ينقضّ على العبقري في يوم ما ليحوّل حديثه إلى هذيان بلا معنى. وعندما يضطرب الفكر، ترى العين مشاهد غريبة لا وجود لها، وتسمع الأذن أصواتاً موحشة لم تكن موجودة قط. لا يمكن للإنسان أن ينال السلام الدائم إلا عندما يكتشف القاعدة النهائية الثابتة التي لا تتغير؛ وإلى أن يحدث ذلك، سيظل مضطراً لأن يتأرجح ويتقلب في هذا العالم المتغير، بين الفرح والحزن.

ساتيا ساي بابا – ٤ تشرين الأول ١٩٦٥

Arabic, 01.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

إن خطابات الباندِت خلال جلسات فيدوان مهاسابها ليست سوى تذكير، إذ يجب أن توقظ في المستمعين قوة التفكير والتأمل (فيشارانا شاكتي)، وعندها فقط يمكن اعتبارها نافعة. في الواقع، إن الحقيقة المتعلقة بالله والإنسان والطبيعة بسيطة للغاية لدرجة أن دقائق قليلة من التأمل الهادئ كفيلة بأن تكشفها لأي شخص عادي الذكاء. والجميع يقرّ بأن أي شيء يخضع للتغيير لا يمكن أن يكون هو الحقيقة. فالحقيقة يجب أن تبقى حقيقة في الماضي والحاضر والمستقبل. أما العالم وكل الأشياء في الطبيعة فهي في تغير دائم: بناء أو انهيار، تطور أو تحوّل، تدفّق أو تعفّن، نمو أو فناء. فكيف يمكن أن تكون هذه هي الحقيقة؟ كذلك المشاعر الذاتية، والمواقف، والدوافع، والمعتقدات، والغرائز، والحدس، فهي أيضاً تتغير؛ تكون ممتعة في لحظة وغير مريحة في لحظة أخرى؛ الشيء نفسه يُرحَّب به في وقت، ويُستنكَر في وقت آخر؛ الملاريا تجعل الأشياء الحلوة مُرّة، واليرقان يجعل كل شيء يبدو أصفراً. إذن فلا بد أن هناك شيئاً ثابتاً ودائماً وأبدياً، يُعدّ الخلفية والقاعدة والأساس الذي يظهر عليه هذا المشهد المتغير. فالمظاهر ليست حقيقية؛ أما الحقيقة فهي أبدية.

ساتيا ساي بابا – ٤ تشرين الأول ١٩٦٥

English, 30.sep.25

What is the means to attain true knowledge? As we observe Durgashtami, our Divine Mother lovingly explains.


Whomever you come across, consider them as embodiments of Divinity and salute them. Even when you come across people who hate you, offer your pranams (salutations) to them. Enquire, “How are you, brother?” Then they will also respond asking, “How are you, brother?” A human being is one with certain human values. What are those human values? Satya, Dharma, Shanti, Prema, and Ahimsa. They are all interrelated. Always speak truth, observe dharma (righteousness). Be peaceful. Be happy and blissful. You should conduct yourself with love in society. Love is God, God is Love. Hence, live in love. Then only can you acquire true knowledge. That is wisdom. Embodiments of Love! I always address you as embodiments of love. The reason being, I am suffused with love. Love is My property. You all are heirs to that property. I will distribute that love to one and all. I do not hate anyone. I have no selfishness at all! My love is selfless love.

– Divine Discourse, Sep 27, 2006



All the sublime human values have their origin in love. When one is filled with love, he needs no other spiritual or ritualistic practices. – BABA

Arabic, 29.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٩ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

توفّر نصوص الفيدا والشرائع الروحية نوراً يهدي الإنسان في خطواته، ولكن بالنسبة للأعمى يبقى الظلام قائماً مهما اشتدّ الضوء. أما الذين فقدوا الإيمان فليس أمامهم سوى التردّد والتعثّر والسقوط. تشير الفيدا والنصوص المقدسة إلى الوسائل التي تمكّن الإنسان من نيل سرّ السعادة الدائمة، لكن الإنسان يسعى وراء أفراح وهمية وظلال عابرة ولذّات زائلة مليئة بالشر والأذى. إنه يحاول أن يستخرج الماء بإناء مثقوب، فتتسرّب منه السعادة التي ينالها عبر حواسّه. هذه الحواس أشبه بخدمٍ جامحين غير مهذّبين يفرضون إرادتهم على سيّدهم، الفكر. والفكر ينبغي أن يكون تحت سيطرتك، فإذا ضبطته خضعت لك الحواس. فالفكر هو الملك، والحواس جنوده، لكن الجنود يحكمون الملك اليوم لأنه يصغي إليهم ولا يصغي إلى العقل أو الذكاء (بودهي)، الذي هو الوزير الأول. فإذا تولّى العقل زمام الأمور، فإن الحواس ستعود فوراً إلى معسكرها، وحينها يستطيع الفكر أن يخلّص نفسه.

ساتيا ساي بابا – ٢٨ أيلول ١٩٦٥

Arabic, 28.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٨ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

الله لا يُدرك إلا من خلال الممارسة الروحية (سادهانا). والسادهانا لا تعني عبادة الله في مكان محدد أو في شكل معين، بل تعني أن تفكر بالله في كل ما تقوم به، أينما كنت. قد يُطرح السؤال: هل هذا ممكن؟ والجواب هو: نعم، ممكن إذا كرّست كل عمل لوجه الله. خلال احتفالات نافاراتري هناك شكل من أشكال العبادة يسمى أنغارپانا بوجا، وهو أن تُقدَّم كل أعضاء الجسد للإله بروح التسليم (شّراناغاتي). التسليم يعني أن تهب كل شيء للإله، وأن تتخلى عن فكرة الانفصال بينك وبين الإله، فلا يمكن أن يكون هناك تسليم حقيقي إذا وُجد إحساس بالانفصال. المانترا مثل نيترام سامرپايامي تعني أن الإنسان يستخدم عينيه فقط لرؤية الله. والمعنى الأعمق لهذه المانترا هو أن ترى الإله في كل ما تنظر إليه أو تفعله. لذلك، المعنى الحقيقي لأنغارپانا بوجا هو إقرارك أنك تقدّم جميع أعضائك في خدمة المولى، أي أن كل عمل تقوم به ينبغي أن يكون تقدمة لوجه الله.

ساتيا ساي بابا – ٦ تشرين الأول ١٩٩٢

Arabic, 27.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٧ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

في حالة اليقظة هناك أربعة جوانب: كالا (الزمن)، كارما (الفعل)، كارانا (السبب)، وكارتافيا (الواجب). على سبيل المثال، إذا قررت الذهاب إلى بنغالور بالسيارة للمشاركة في برنامج ما، وانطلقت في الساعة الخامسة صباحاً ووصلت في الثامنة، فإن الزمن هو ثلاث ساعات، والفعل هو السفر بالسيارة، والسبب هو البرنامج، والواجب هو المشاركة فيه. كل هذه الجوانب الأربعة موجودة في حالة اليقظة. أما إذا حلمت في الساعة العاشرة ليلاً أنك ذهبت إلى بنغالور وشاركت في برنامج، فمتى بدأت؟ كيف سافرت؟ متى وصلت؟ ما السبب؟ لا تعرف. هذا يعني أن الجوانب الأربعة السابقة لا وجود لها في حالة الحلم. وفي حالة السوشوبتي (النوم العميق)، لا يوجد زمن، ولا سبب، ولا واجب، ولا فعل تقوم به؛ بل تعيش فقط النعيم. في حالة اليقظة، تؤدي أعمالاً مختلفة بجسدك. في حالة الحلم، تخلق كل شيء بما في ذلك ذاتك. وفي النوم العميق، تستمتع بالنعيم. ومع ذلك، أنت واحد في الحالات الثلاث. وبناءً على هذا يمكن القول إن الفرد ثابت لا يتغير في الفترات الثلاث للزمن، ويختبر النعيم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كما يختبر الوحدة في الفترات الثلاث. ومتى ما فهم هذا المبدأ، فلن يكون هناك مجال للخلافات أو الصراعات. أما طالما أنك تُعرّف نفسك مع الجسد، فلن ترى سوى التعددية.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ أيلول ١٩٩٨

Arabic, 25.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٥ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

الاحتفال الحقيقي بمهرجان نافاراتري يكمن في التأمل على صورة الحق (ساتيا سواروبا). احترموا الجميع، لأن الذات الإلهية موجودة في كل فرد، واحترام الجميع هو العبادة الحقيقية. وإذا أردتم أن ينالكم الاحترام، فابدؤوا أولاً باحترام الآخرين. افهموا مبدأ الأحدية الذي هو الألوهية. فقد أعلنت الفيدا: “إكام سات فيبراها باهودها فادانتي” أي: الحق واحد، لكن الحكماء يطلقون عليه أسماء متعددة. قد تدعونه بأي اسم، لكنه إله واحد. هذا المبدأ، مبدأ الوحدانية، يجب أن يُغرس بثبات في قلوبكم. فالله موجود في كل إنسان على شكل محبة. أينما ذهبتم فهو معكم، إنه الشاهد الأبدي. شاركوا محبتكم مع الآخرين وتلقوا محبتهم بدوركم، فالمحبة هي أعظم فضيلة لديكم، وهي التي تمنح الفرح والنعيم الأسمى. الله يسكن في القلب المملوء محبة، ولهذا من الضروري أن تملؤوا قلوبكم بالمحبة. حيثما وُجدت المحبة، وُجد الله. لستم بحاجة للبحث عنه، فهو دائماً فيكم، معكم، حولكم، فوقكم وتحتكم. تمسّكوا بمبدأ المحبة ولا تكرهوا أحداً، فالكراهية هي عدوكم الأسوأ. ومتى ما نمّت قلوبكم المحبة، فإن الكراهية ستزول من تلقاء نفسها.

ساتيا ساي بابا – ٥ تشرين الأول ٢٠٠٣

Arabic, 24.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٤ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥
كما أن هناك أربع مراحل في حياة كل إنسان – الطفولة، الشباب، الكهولة، والشيخوخة – كذلك هناك أربع مراحل في اكتساب المعرفة العليا (جنانا) تشبه هذه المراحل. المرحلة الأولى هي مرحلة المتدرّب: حيث يتلقى التدريب من الوالدين، المعلّمين، والكبار، ويتم توجيهه وضبطه وتحذيره وتأديبه. المرحلة الثانية هي مرحلة العامل المبتدئ: حيث يكون متحمساً لإرساء السعادة والعدل في المجتمع، وللتعرف على العالم وقيمه وأهميته. المرحلة الثالثة هي مرحلة الحرفي: حيث يكرّس قواه لإصلاح المجتمع البشري وإعادة بنائه وتشكيله. أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة الأستاذ: حيث يدرك أن العالم يتجاوز قدرة الإصلاح بالجهود البشرية، وأن أقصى ما يمكن للإنسان أن يفعله هو إنقاذ نفسه بمحاولة إصلاح العالم، لكن كل ذلك ليس سوى مشيئة الله، وصنيعة يده، وعالمه، هو ذاته. ومع بزوغ نور جنانا، يجب أن ينبثق أيضاً العزم على توجيه كل نشاط في ضوء هذه الرؤية. فعندما تدرك أنه هو الله الحقيقة الباطنية في كل شيء، تستطيعون أن تنظروا لبعضكم بعضاً بنفس الحماسة والقداسة التي تتوجهون فيها اليوم للتعبد لصنم.

ساتيا ساي بابا – ٢٧ أيلول ١٩٦٥

Arabic, 23.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٣ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥
نافاراتري تعني تسع ليالٍ، وكل ما يُرتبط بالظلام يُسمّى ليلاً. فما هذا الظلام؟ إنه الجهل. والإنسان يعاني من تسعة أنواع من الظلمات، والغاية من الاحتفال في مهرجان نافاراتري هي تمكين الإنسان من التخلص من هذه الظلمات التسع التي استحوذت عليه. وعندما يُشار إلى ديفي، فإن المقصود هو الجوهر الموحد للإلهات دورغا ولاكشمي وساراسواتي، وهؤلاء الثلاثة معاً يُمثلن شاكتي. والشاكتي هي الطاقة التي تقف وراء جميع ظواهر الطبيعة (براكريتي). فالطبيعة طاقة، والذي يتحكم بهذه الطاقة هو الإله، باراماتما. والطبيعة مكوّنة من ثلاث صفات: الصفاء، نشاط الشهوة وخمول الظلمة (ساتفا، راجاس، تاماس). وبما أن الطبيعة مكوّنة من هذه الصفات الثلاث، فقد ظل الإنسان منذ القدم يعبد دورغا ولاكشمي وساراسواتي، ليس باعتبارهن إلهات مستقلات، بل كرموز مؤلهة لهذه الصفات الثلاث. ولكي ينال الإنسان نعمة الرب، عليه أولاً أن يقدّم عبادته للطبيعة (بركريتي) التي تُجسّد هذه الطاقات.

ساتيا ساي بابا – ٢٧ أيلول ١٩٩٢

Arabic, 19.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٩ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

الشجرة التي تمتد جذورها عميقاً في الأرض لا يمكن أن تُدمَّر إذا قُطعت فروعها أو أوراقها، وإنما تُقتلع فقط إذا نُزعت من جذورها. وبالمثل، عندما تضرب الصفات الشريرة مثل الكراهية والحسد جذورها في شجرة الحياة، لا يمكن التخلص منها بمجرد ضرب بعض الفروع. فبقمع الأفكار السيئة بين حين وآخر لا يمكن استئصال هذه الشرور، لأن الفكر مكوَّن من هذه الأفكار. لذلك، لا يمكن بلوغ السلام الحقيقي إلا إذا بذلنا الجهد لاقتلاع الفكر برمته من جذوره. ومثلما أن وجود المحيط يعني وجود الأمواج، وعندما يزول المحيط تختفي الأمواج، كذلك في محيط الفكر تستمر أمواج الأفكار في الظهور. ولهذا يجب إزالة كل فكرة على حدة، واجتثاث كل فكرة سيئة في اللحظة التي تنشأ فيها في الفكر. إن الحرب ضد الأفكار السيئة تشبه الحرب ضد جموع الأعداء الذين يحاولون التسلل إلى الحصن عبر نفق تحت الأرض؛ فكلما خرج واحد منهم من النفق وجب القضاء عليه في الحال. وهكذا، يجب أن تُقمع كل فكرة سيئة تحاول أن تدخل إلى القلب فوراً وبلا أي تأخير.

ساتيا ساي بابا – ٣١ تموز ١٩٨٦

Arabic, 18.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٨ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

في هذه الأيام نلاحظ أنه بدلًا من تقديس الوقت، يقوم الناس بتدنيسه أكثر. فمن خلال كثرة الكلام نهدر الوقت. عندما تشغّل الراديو وتستمع إلى نشرات الأخبار أو الموسيقى لمدة نصف ساعة، تُستهلك بضع وحدات من الكهرباء. كذلك الجسد يشبه جهاز استقبال الراديو، والكلام والغناء أشبه بالألحان التي تُبث عبره، وكل هذا يستهلك طاقة. لا بأس في استخدام الطاقة لأمور نافعة، لكن حين ننغمس في الأفكار والأقوال والأفعال السيئة فإننا نهدر طاقتنا ونواجه عواقب خطيرة. ومع أن الخير كامن في داخلنا، فإننا لا نستفيد منه، والسبب في ذلك هو تراجع القيم مثل الصدق والمحبة. من خلال ممارسة مثالي ساتيا ودهرما (الصدق والاستقامة) يمكنكم أن تقدسوا حياتكم وتتفادوا تبديد الطاقة الثمينة التي وُهبتموها. فبدلاً من الاكتفاء بالوعظ بهذه المبادئ، عليكم أن تطبّقوها. إن نشر المواعظ “كمية”، بينما الممارسة “نوعية”.

ساتيا ساي بابا – ١٨ تموز ١٩٩٧

Arabic, 17.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

تذكروا أنه لا يوجد في هذا العالم ما هو أقوى من اسم الرب للشعور بالحماية. فليس السلاح ولا القنابل هي التي ستنقذ العالم، بل إنما نعمة الله وحدها هي التي ستحميه. ومن أولى واجبات الإنسان أن يصلي طلباً لنعمة الله، فالصلاة ذات أهمية عظمى. وعند أداء الترانيم التعبدية (بهاجان)، يجب أن تقترن النغمة والإيقاع بالمشاعر الصادقة ليصبح الإنشاد تقدمة مقدسة إلى الله. فاللحن (راغام) من دون إحساس (بهافام) هو مرض (روغام). تخلوا عن الغرور وحب الظهور، وأنشدوا البهاجان بروح التواضع والإخلاص، فهذا هو الطريق الصحيح لأدائها. لقد ناشد تياغاراجا في إحدى أناشيده الفكر أن يردد اسم رامَ بوعي كامل لقوة هذا الاسم. وكذلك في الحياة اليومية، الوعي مطلوب في كل خطوة وفي كل صلاة. وعندما ينشد جميع المشاركين في البهاجان بصوت واحد، تخيلوا ما الذي يمكن أن تولّده هذه الاهتزازات المقدسة من طاقات إلهية تُطلَق في الكون! وحينما تملأ هذه الاهتزازات العالم، فهل من تغييرات عظيمة لن تتمكن من إحداثها؟!

ساتيا ساي بابا – ١٣ شباط ١٩٩١

Arabic, 16.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٦ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

حيثما وُجد الاهتمام في التعلم بانتباه وحيثما وُجدت الرغبة به، تظهر الحِكمة. ولا يمكننا أن نحرق سريعاً رغباتنا المشتتة إلا إذا استطعنا أن نستوعب نار الحكمة في قلوبنا. فالنار دائماً تحاول أن ترتفع أعلى فأعلى، حتى لو وضعتها في حفرة منخفضة فإنها تسعى للارتفاع. بينما الماء، إذا صببته من مكان مرتفع، يندفع إلى أسفل، ولا يستطيع أن يرتفع بنفسه. رغباتنا الحسية المرتبطة بالعالم المادي مثل الماء، أما أفكارنا عن الرب فهي مثل النار. وعندما ندرك ونُقدّر ما هو حق وما هو دائم، فلن تسبب لنا هذه الأشياء العابرة أي إزعاج بعد ذلك. وإذا أردت أن تثبت حقيقة ما، فلن يكون ذلك ممكناً إلا باتباع وممارسة حقائق أخرى مرتبطة بها. وكما نستخدم شوكة لإزالة شوكة أخرى، وماسة لقطع ماسة أخرى، فكذلك إذا أردت أن تزيل أثر الأفعال السيئة، فلن تستطيع ذلك إلا بالأفعال الصالحة. إن الفعل الصالح هو السبيل الوحيد لمحو الفعل السيء.

ساتيا ساي بابا – ١٣ تموز ١٩٧٤

Arabic, 14.sep.25


ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٤ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

هناك نوعان من النعيم في هذا العالم: النعيم المكتسَب والنعيم الذاتي المتولد من الداخل. النعيم المكتسَب مرتبط بموضوعات الحواس، فهو ينشأ ويزول من وقت إلى آخر، ولا يدوم. فعلى سبيل المثال، عندما يُشبع الإنسان جوعه يشعر بالسعادة للحظة، لكنها تنتهي بعد حين. وينطبق هذا على كل متع العالم. ولهذا وُصف هذا النوع بأنه نعيم مكتسب أو مشتق؛ وبما أنه يُنال ويُفقد بالجهد البشري فهو ليس النعيم الحقيقي. لكن الإنسان يبحث عن نعيمٍ دائم. والحقيقة أن الإنسان مملوء بالنعيم وهو أصلاً تجسيدٌ للنعيم، فالنعيم طبيعته وجوهر وجوده. فلماذا لا يختبره إذاً؟ ذلك لأنه، غافل عن طبيعته الحقيقية، ينشغل بالعالم الخارجي فيفشل في تذوّق النعيم الكامن بداخله، ويظن أن مصدر الفرح يكمن في العالم المادي الظاهري. ولكن، كما أن الزبدة موجودة في كل قطرة من الحليب لكنها لا تُرى إلا بعد أن يُخثّر الحليب ويُخض اللبن، فإن هذا النعيم الداخلي لا يُختبر إلا بعد بذل الجهد الصحيح. الفكر ممتلئ بألوان مختلفة من الأفراح، ولا يُمكن للنعيم الإلهي الكامن – سات-شِت-أناندا (الوجود-الوعي-النعيم) – أن يتجلى إلا حين يُجرى البحث الواعي المناسب ويُدرك الإنسان طبيعته الحقيقية.

ساتيا ساي بابا – ١٢ شباط ١٩٨٩

Arabic, 13.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٣ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

إن استطعتم أن تُصغوا إلى كلمات الكبار الطيبة وتسلكوا الطريق المستقيم الذي تتضمنه نصائحهم، فهناك كل الفرص لأن تصبحوا حكماء. لذلك يجب أن تحاولوا تقديس جوارحكم كلها وتسخيرها في أداء الأعمال الصالحة. فليس لمجرد أن الله منحكم الأيدي أن تستعملوها في أمور خاطئة، إذ إنكم إن فعلتم ذلك ستذبل الأيدي وتصبح كخشب يابس لا نفع فيه. وفي هذا السياق قال برهلادا إنه إذا لم تستطع يداك أن تُرفعا في الصلاة لله فهما عديمتا الفائدة، وإذا لم يستطع فمك أن ينطق بتسبيح الرب ففمك بلا قيمة. وإن وُلدت بطريقة لا تُمكِّنك من استخدام يديك ولا فمك في تمجيد الرب، فإن ميلادك نفسه يكون عبئاً على والديك، ولا يحقق أي غرض نافع من كونك إنساناً. أيتها الكينونات الإلهية! تأملوا للحظة في نعمة ميلادكم ككائنات بشرية. على شباب اليوم أن يتذكروا قدسية الإنسان، وأن يدركوا أيضاً مقدار الخير والرخاء الذي يمكن أن يجلبوه للمجتمع الذي ينتمون إليه، وأن يضعوا في ذهنهم دوماً خير الوطن وازدهاره.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ١٣ حزيران ١٩٧٤

Arabic, 12.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٢ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

كان هناك عشرة من الحمقى عبروا نهراً يوماً ما. وبعد أن وصلوا إلى الضفة الأخرى، أراد أحدهم التأكد من أن العشرة قد وصلوا سالمين، فقام بعدّ رفاقه لكنه نسي أن يعدّ نفسه، فبدأ يبكي وهو يقول إن أحد أفراد المجموعة قد غرق في النهر. ثم كرّر الآخرون نفس الخطأ، فكل واحد منهم عدّ البقية ونسي نفسه، فظنوا أن واحداً منهم مفقود، وارتفع صراخهم وبكاؤهم. وفي تلك الأثناء، مرّ رجل ذكي ولاحظ حالهم البائس، فسألهم عن سبب بكائهم. فلما أخبروه أن واحداً من رفاقهم العشرة قد جرفه النهر، أدرك جهلهم وطلب منهم أن يقفوا في صف واحد. ثم بدأ يعدّهم بصوت عالٍ واحداً تلو الآخر، وأقنعهم أن عددهم كامل وأن استنتاجهم الخاطئ سببه أن كل واحد منهم نسي أن يحسب نفسه. إن من ينسى نفسه لا يستطيع أن يدرك الحقيقة على وجهها الصحيح. وعندما تكون أنت نفسك الروح، فكيف يمكنك أن تدركها بالصلاة إلى كائن آخر أو بممارسات سطحية أخرى؟

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ٢٩ أيار ١٩٩٠

Arabic, 10.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٠ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

المرحلة الأولى هي مرحلة الطالب، والثانية هي مرحلة العمل كموظف أو مسؤول، أما المرحلة الثالثة فهي حين يتقاعد الإنسان من كل عمل. هنا يجب أن ندرك أن الموظف المتقاعد لا يذهب إلى أي مؤسسة للعمل، بل يبقى في بيته وينشغل بما يثير اهتمامه. فإذا نظر صبي صغير في البيت إلى هذا الرجل المتقاعد وقال: “لن أذهب إلى الكلية لأن الكبير لا يذهب”، فهذا غير صحيح. فهذا المتقاعد قد التحق بالكلية من قبل، وتعلّم ما يلزم فيها، ثم عمل في وظيفته وأدّى واجباته المقررة، وبعدها تقاعد ليستريح. من دون أن تكون طالباً أولًا، ثم تؤدي واجبك كموظف، لا يمكنك أن تصبح موظفاً مستحقًا للمعاش والراحة. وبالمثل، يجب أن تتعلم أولًا العلم المتعلق بالروح، ثم تنخرط في العمل المرسوم لك، وبعدها تستريح وتتلذذ بالنعيم الذي تمنحه معرفة الروح. من دون عمل، لا يمكننا أن نفهم حقيقة الواجب والحق (دهارما). ومن دون معرفة المعنى الكامل للدهارما أو السلوك القويم، لا يمكن للمرء أن يبلغ مقام القداسة المطلق (براهمان).

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية – ١٣ حزيران ١٩٧٤

Arabic, 09.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

اكتسبوا المحبة التي توحّد الجميع في الذات الواحدة، فمن خلالها يمكنكم أن تقضوا على المخاوف والقلق، والطمع والحسد، والكراهية والغرور التي اجتاحت شعوب العالم اليوم، وتُقيموا عصراً من السلام والفرح. إن الصلاة التي تنبع تلقائياً من كل قلب بشري هي: “لتكن كل العوالم سعيدة”، وهذا هو الهدف الذي يقود إليه طريق الحق الأزلي (سانتانا دهارما). على كل إنسان أن ينشد هذا الهدف، ويعيش في لحن ذلك النشيد، ثم يذوب من خلاله في الذات الإلهية العليا (باراماتما). لا تسعوا لاكتشاف الفروق بين إنسان وآخر، بل ابحثوا عن الوسائل التي تقوّي روابط الأخوّة من خلال الحب. فالانقسامات والخصومات تظهر حتى بين أفراد العائلة الواحدة لأنهم لم يتعلموا كيف يحبون. ومن الفكر نفسه تنبثق مشاعر متناقضة، فلماذا؟ لأنه لم يتم تغذية المحبة وتنميتها فيه. عليكم أن تزرعوا الحب، وتنمّوا الحب، وتقتلعوا أعشاب الخوف والكراهية التي انتشرت في العالم. عندها فقط يمكن جعل العالم بيتاً سعيداً للمحبة.

ساتيا ساي بابا – ١٩ تشرين الثاني ١٩٨٠

Arabic, 08.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

ما نحتاجه اليوم ليس نظاماً جديداً للتعليم، ولا نظامً اجتماعياً جديداً، فمثل هذه التغييرات لن تحلّ المشكلات التي نواجهها. ما نحتاجه حقاً اليوم هو رجال ونساء أنقياء في العقل والقلب. ففي مجتمع يفتقر إلى نقاء الفكر واستقامة الخُلق، سيقلّ وجود البشر النبلاء. ومن دون الروحانية لن يكون هناك نقاء ولا أخلاق ولا نزاهة، وحيثما يغيب الرجال والنساء ذوو الخلق النبيل فلن يزدهر أي بلد. لا يوجد بلد في العالم يضمّ هذا العدد الكبير من الأجناس والعقائد واللغات مثل أرض بهارات المقدسة. فهي تتألق كحديقة غنّاء بتعدد أجناسها وعقائدها ولغاتها وثقافاتها، وهذه التنوّعات تضيف إلى الأمة تألقاً متعدد الأبعاد. إن روعة هذا التنوع تفوق الوصف. وبهارات هي موطن أناس جعلوا من المحبة نهج الروح ومن الحق أنفاس حياتهم. ولسوء الحظ، فقد ضاع الناس في مطاردة المكاسب الدنيوية والجسدية والمادية، ونسوا ألوهيتهم الأساسية ككائنات بشرية. وفي هذا السياق، يجب أن يُعاد النظر في النظام التعليمي.

ساتيا ساي بابا – ١٩ تموز ١٩٩٤

Arabic, 07.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٧ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

أنتم تحاولون بوسائل شتى أن تعيشوا وتنشروا مبادئ ساي وجوهر المحبة الذي ينادي به. ولكن إلى أي مدى نجحت هذه الجهود؟ كم من الخير جلبتم للعالم؟ وما مدى مساعدتكم على إدراك إنسانية الإنسان؟ إن الاستماع إلى شرح المبادئ والرسائل لا يكفي وحده، بل لا بد من تطبيقها في الحياة اليومية. عندها فقط يمكنكم أن تعلنوا أنكم فهمتم معنى مبادئ ساي ومغزاها. يجب على كل إنسان أن يصبح تجسيداً للمحبة، فمبدأ المحبة لا يمكن تنميته إلا بالمحبة ذاتها. إن غياب المحبة هو السبب الجذري للفوضى التي تعم العالم اليوم. إن الأنانية الجامحة، والنشاط الموجَّه توجيهاً خاطئاً، ونزوات الأنا الجامحة، والعيش في البذخ والترف، ومشاعر الحسد، كل هذا قد خلق هذا الوضع المرعب. لذلك لا تسمحوا حتى لظل الأنا أو الغرور أو الفساد أن يلوّث أفعالكم، فهذه الصفات الثلاث تعزّز الإحساس بالأنانية. إن السلام والازدهار لن يشرقا في العالم إلا إذا تحركتم في المجتمع بمحبة خالصة، خالية تماماً من وصمات الأنانية.

ساتيا ساي بابا – ١٩ تشرين الثاني ١٩٨٠

Arabic, 06.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٦ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

إن أسهل وسيلة لإدراك الألوهية هي ترديد الاسم الإلهي. صحيح أن هناك كثيرين من العظماء الذين يرددون اسم الرب بلا انقطاع، وهناك آخرون يكررون اسمه المقدس أياماً وشهوراً وسنين، لكن ذلك لا يحدث أي تغيير فيهم. فما السبب؟ يكمن السبب في أن حواسهم كلها تعمل تحت وطأة شعورهم “أنا الجسد”. فمن يردد اسم المولى وهو غارق في وعي كونه الجسد لا يمكنه أن يدرك الألوهية، مهما طالت مدة توبته أو عبادته. أتباع الأديان والثقافات المختلفة يسلكون ممارسات روحية متنوعة بحسب الخلفية التي يأتون منها، لكن عندما يجدون أن هذه الممارسات لم تحقق النتائج التي كانوا يتوقعونها، يصيبهم الإحباط أو الخيبة، فيتجهون إلى شكل آخر من العبادة أو دين آخر. في حين أن التغيير الروحي لا يتحقق بمجرد ترديد اسم مختلف أو اعتناق عقيدة أخرى، لأن النعمة الإلهية لا تتحدر على النفس بتغيير الدين. الذي يجب أن يتغير هو الفكر (مَتي)، لا الدين (مَتام). فبمجرد تغيير الثياب التي ترتديها، لا يمكنك أن تكتسب صفات إلهية. بل يجب أن تُزرع الفضائل في داخلك. والإنسان الذي يغيّر سلوكه هو وحده الذي يستطيع أن يسمو ويرتقي.

ساتيا ساي بابا – ٢١ حزيران ١٩٨٩

Arabic, 05.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٥ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

إذا وقف أحدٌ في طريق تضحيتك، كائناً من كان، فعليك أن تعرض عنه. عندما دخل فامانا إلى محراب التضحية، استقبله الإمبراطور بالي ورحّب به، وقدم له مقعداً باحترام وقال: ”أيها الحكيم، ما رغبتك التي أستطيع أن أحققها لك؟” فأجاب فامانا: “لا أريد شيئاً سوى أرضاً بمقدار ثلاث خطوات.” فقال الإمبراطور بالي متعجباً: “ما هذا؟ هل كان لزاماً عليك أن تأتي كل هذه المسافة من أجل أرضٍ بمقدار ثلاث خطوات؟ كان بإمكان أي شخص آخر أن يعطيك إياها.“ فرد فامانا: “أريد هذه الأرض منك أنت بالذات.“ عندها حذّره معلمه شُكْراشاريا الذي كان يقف خلفه قائلاً: “أيها الملك! إنه ليس إنساناً عادياً، فلا ترتكب خطأ بالاستجابة لطلبه.” لكن بالي قال: “هل هناك خطأ أعظم من التراجع عن الوعد الذي قطعناه؟ لقد أعطيته كلمتي بالفعل. أستطيع أن أعصي حتى معلمي ولا يمكنني أن أتراجع عن وعدي.” وهكذا وفى الإمبراطور بالي بوعده لفامانا. لقد كان بالي تجسيداً للصدق، وكان رجلاً لا يتراجع عن كلمته أبداً. ولهذا السبب يحتفظ شعب كيرالا بذكراه في قلوبهم، ويحتفلون كل عام بمهرجان أونام تكريماً له.

ساتيا ساي بابا – ٢٧ آب ١٩٩٦

Arabic, 04.sep 25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٤ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

بوجه عام، يتناول الناس طعاماً لتغذية الجسد خمس مرات في اليوم: فنجان قهوة صباحية باكرًا، ثم إفطار بعد ساعتين، وغداءً ثقيلًا عند الظهر، وكوباً من الشاي عند الرابعة، ثم عشاءً دسماً في الليل. أما الإسلام فيصف غذاءً من طبيعة روحية للإنسان، ويوجّه بأن يُؤخذ خمس مرات في اليوم على شكل صلاة. فمن أجل إيقاظ الوعي الروحي، ونيل الفرح الداخلي، وتعزيز تجلّي نور الذات الإلهية، شُرّعت الصلاة خمس مرات في اليوم، منذ بلوغ الفرد وحتى لحظة الموت. والصلاة في الإسلام نشاط جماعي أيضاً، إذ إن الصلاة بشكلٍ جماعي تُولّد اهتزازات نافعة، ويَعِد الإسلام بجريان أوسع للنشوة الروحية عندما يُعبد الله بجموع من القلوب التوّاقة. فجميعهم ينحنون خاشعين عند رؤية المسجد، يجلسون في صفوف على رُكبهم، ثم يميلون إلى الأمام حتى تلمس أكفّهم وجباههم الأرض في تسليم متواضع لإرادة الله. وهكذا يؤكد الإسلام على الوحدانية ضمن التعددية، وعلى التوجه نحو الله الذي يتجلّى بدرجات متنوعة في أفكار البشر المختلفة.

ساتيا ساي بابا – ١٢ تموز ١٩٨٣

Arabic, 02.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

هذه فرصة للخدمة يجب أن تشعروا حيالها بفرح عظيم، لأنها تتيح لكم أن تحوّلوا إخلاصكم وإيمانكم إلى أعمال إيجابية نافعة لإخوتكم وأخواتكم. وبما أنني معكم في كل ما تقومون به، فلا حاجة لأن تقلقوا بشأن نجاح ما تضطلعون به، فأنتم لستم سوى أدوات، ولا ينبغي لكم ابتكار طرق ملتوية أو أساليب معقدة. بقيامكم بواجباتكم كأعضاء، عليكم أيضاً أن تحافظوا على الثقة في ساي وتنمّوها. فهذا عمل ساي، ودُعيتم للاستمتاع به. إنه عمل يسمو بالروح ويقرّبكم من قلب الألوهية. وكما أن اليد الواعية تحتاج إلى المعول الجامد لحرث التربة الصلبة، كذلك يحتاج الوعي الإلهي إلى الطبيعة (بركريتي) لتنفيذ خطته. ولهذا، ينبغي أن تقودوا حياتكم بأنفسكم لتكونوا قدوة للآخرين. يجب أن تتحوّل حياتكم اليومية إلى صلوات وممارسات روحية حيّة. واحسبوا في داخلكم الفائدة التي ستجنوها من هذه الطرق التعبدية التي بدأتموها الآن، واستعدوا لحمل المهمة التي أوكلت إليكم، وهي أن تكونوا أدوات مكرّسة لتقدم الرسالة التي جاء الإله من أجلها.

ساتيا ساي بابا – ٢٠ حزيران ١٩٧٤

Arabic, 01.sep.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١ ﺃﻳﻠﻮﻝ ٢٠٢٥

كان رافانا أعظم ملوك عصره، كما وصفه فالميكي؛ فقد كانت عاصمته حصناً منيعاً مليئاً بالكنوز النادرة، وكان متبحراً في الفيدا الأربعة والعلوم الروحية الستة. أما دوريودانا، أكبر بني الكورافاس، فقد وصفه فياسا بأنه لا يُضاهى في حجم وقوة جيشه وعتاده، وفي مهاراته الدبلوماسية. ومع ذلك، فقد ظلّ هذان الرجلان موضع كراهية من الصغار والكبار عبر القرون. لماذا؟ لأنهما هبطا من المستوى الإنساني إلى المستوى الحيواني، بدلاً من الارتقاء من المستوى الإنساني إلى المستوى الإلهي. لقد اشتركا في العيب ذاته: الطمع. فلم يعرفا سرّ القناعة، وأُصيبا بداء الرغبة التي لا تنتهي (كاما). والحقيقة أن راما وكاما لا يمكن أن يجتمعا؛ فالمحراب الداخلي للإنسان لا يتسع إلا لإله واحد: إما راما أو كاما. فإذا أحببت إنساناً آخر، فلن تطمع في أن تسود عليه، ولن تطمع في ممتلكاته، ولن تشعر بالحسد إن ازدهرت أحواله، ولن تشعر بالفرح إن تعرّض لمعاناة. فـالمحبة هي أقوى دواء مضاد للطمع. وهذا هو جوهر الانضباط الروحي الأساسي: امنح الحب واستقبل الحب.

ساتيا ساي بابا – ٦ آذار ١٩٧٠

Arabic, 30.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣٠ ﺁﺏ ٢٠٢٥

إن نبتة قرع الكوسا الأفعوانية تميل إلى النمو بشكل ملتوي إذا تُركت دون رعاية، لذلك يقوم البستانيون بربط حجرٍ بطرفها ليشدّها إلى الأسفل، فتنمو مستقيمة كلما استمرت بالنمو وزيادة الطول. وهكذا أيضاً، فإن عقول الأطفال والشباب قد تنمو ملتوية تحت تأثير الأفلام المثيرة للحواس، وأجواء الفساد والتدليس التي يصنعها الكبار، وبريق الشهرة الكاذب، وإغراء المغامرات الزائفة. لذلك، على المدارس أن تربط بعقولهم حجر الانضباط ليشبّوا مستقيمين وصادقين. لكن يجب ألا يكون الحجر ثقيلاً جداً لئلا ينكسر القرع. كذلك، يجب أن تكون قواعد الانضباط مدروسة ومتكيفة مع المرحلة العمرية التي يراد توجيهها. ويجب أن يكون الجو مفعماً بالصدق بحيث تأتي الطاعة للانضباط تلقائياً، وبقلب راضٍ. فهذا النوع من الانضباط هو ما يصنع قادة صالحين للأمة. لكن القادة الجيدين لا بد أن يكونوا أولًا أتباعاً جيدين؛ فالجنود المخلصون هم من يصبحون جنرالات عظماء. والمتدرّبون الشباب على السلام يصبحون أعمدة للسلام، وينشؤون كروّاد للسلام. كذلك، لا بد من تنظيم عادات الطعام للأطفال، فالغذاء يحدد إلى حد كبير الصحة والذكاء والعاطفة والدوافع. يجب وضع حدود لنوعية الطعام وكميته، وكذلك لعدد مرات تناوله وأوقاته. أما الترفيه، فيجب أن يكون أخلاقياً وهادفاً، في صحبة الصالحين والأتقياء.

ساتيا ساي بابا – ٢ آذار ١٩٧٠

Arabic, 29.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٩ ﺁﺏ ٢٠٢٥

إن غاناباتي ليس فقط سيد مختلف النشاطات، بل هو أيضاً الإله الحاكم لكل المناسبات الميمونة، إذ يستطيع أن يحوّل حتى الأوقات غير الميمونة إلى ميمونة. وهو دائم الانشغال بمنح البركات للجميع، فهو نهر من الازدهار والذكاء. وبفضل نعمته، يمكن لأي رغبة أن تتحقق. لكن عند الصلاة لغاناباتي، لا ينبغي أن نطلب أموراً تافهة مثل النجاح في الامتحانات أو الحصول على وظائف، بل يجب أن تكون الصلاة: “أيها المولى فيغنايشوارا! تكرّم علينا بإزالة كل العقبات أمام ما أود إنجازه. إني أتضرع إليك لهذا الغرض.“ اليوم، لا يفهم سوى قلة قليلة الجوهر الحقيقي لمبدأ غاناباتي. فالكثيرون ينشغلون بالأشكال الخارجية ويهملون المعنى الباطني العميق. وهذا ينطبق أيضاً على طريقة الاحتفال بكثير من الأعياد. فعيد ميلاد رامَ يُحتفل به من غير فهم للصفات التي يمثلها رامَ. ولكي يكون الإنسان حقاً من عبّاد رامَ، عليه أن يزرع صفاته في نفسه. ولتكون حقاً من عبّاد كريشنا، يجب أن تعيش في أنس دائم كما كان كريشنا. وإذا أردت أن تكون من أتباع ساي الحقيقيين، فعليك أن تكون مليّاً بالمحبة. أحبّوا الجميع، اخدموا الجميع!

ساتيا ساي بابا – ٢٥ آب ١٩٩٨

Arabic, 28.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٨ ﺁﺏ ٢٠٢٥

الجسد فانٍ وزائل، أما الساكن في الجسد فهو الحي القيوم أبدي وحقيقي. ولا يُسمّى الحي القيوم لمجرد أنه يسكن في الجسد، بل لأن الكون بأسره هو جسد الإله، وبالتالي فإن مصطلح حي قيوم يشير إلى هذا الوعي الكوني الشامل. ولإدراك طبيعة هذه الروح السارية في كل مكان، والتي هي الحقيقة الثابتة التي لا تتغير، لا يكفي الاعتماد فقط على الكتب المقدسة القديمة. فالروح لا تُدرَك بالاعتماد على الكتب المقدسة وحدها. صحيحٌ بأنه يتحقق إدراك الذات على أساس ما تشير إليه تلك الكتب، لكن ذلك يكون من خلال السادهانا أي المساعي الروحية الجادّة الخاصة بكل فرد. إن الفيدا والأوبنشاد والشاسترا والـبورانا (الكتب المقدسة، المعالجات الماورائية، والملاحم الروحية) كلها تعمل بمثابة شاخصات طريق، فهي تُبيّن الاتجاه الذي ينبغي أن نسلكه، وتُوضّح الغاية التي يجب أن نسعى إليها، إلا أن الرحلة بحد ذاتها لا بد أن نقوم بها بأنفسنا.

ساتيا ساي بابا – ٦ أيلول ١٩٨٤

Arabic, 27.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٧ ﺁﺏ ٢٠٢٥

دعا باراميشوارا ابنيه، فيناياكا (غاناباتي) وسبرامانيا، وطلب منهما أن يطوفا العالم، وقال إن من يُكمل الرحلة أولاً سينال ثمرة على الفور. ركب سبرامانيا طائره الطاووس وانطلق بحماس في السباق، بينما كان غاناباتي ضخم البنية ومركبه فأراً صغيراً، فلم يكن نداً لأخيه الأصغر. فكيف له أن يأمل في الطواف حول العالم؟ وبعد وقت قصير، وحين رأى أن سبرامانيا يقترب من العودة، قام غاناباتي بالدوران حول والديه، ثم جلس أمامهما قائلًا إنه قد طاف العالم كله. فسألته بارفاتي: “كيف تدّعي أنك طفت العالم دون أن تغادرنا، واكتفيت بالدوران حولنا؟” فأجاب غانيشا: “يا أمّاه، إن الأرض كلها مغمورة بكما. فإذا طفت حولكما، أليس ذلك مساوياً للطواف حول العالم بأسره؟ أنتما حاضران في كل مكان، والطواف حولكما يعادل الطواف حول الكون كله.“ عندئذٍ قدّم باراميشوارا الثمرة إلى فيناياكا، وقال له: “لأنك تتحلّى بذكاء ثاقب، فستكون سيداً على جميع الكائنات الروحية.” ولهذا السبب يتوجهون بالتضرع والصلاة إلى فيغنيشوارا (غاناباتي) قبل البدء بأي عمل ميمون، سواء كان دخول بيت جديد أو إقامة حفل زواج أو أي مناسبة دينية أخرى.

ساتيا ساي بابا – ١٠ أيلول ١٩٨٤

Arabic, 25.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٥ ﺁﺏ ٢٠٢٥

يجادل البعض بأن الإنسان وُلد فقط لإشباع مشتهيات حواسه، ويظن آخرون أن عليهم جمع الطعام والثروة من أجل المتعة والسعادة فحسب. ولكن إن كان الإنسان يستهلك الطعام مثل بقية الحيوانات، فما الفرق بينه وبينها؟ هل من الضروري أن يُولد الإنسان لمجرد جمع الطعام؟ الطائر الجائع الذي لم يخزن طعاماً، يتجه مباشرة إلى ما يسدّ جوعه، بينما الإنسان يخزن الطعام من أجل إشباع مستقبلي. إن الإنسان لم يُولد ليبحث عن الطعام، بل وُلد ليبحث عن الذات الإلهية (الآتما). علينا أن نطوّر ذكاءنا، لأنه هو الذي يمكّننا من التمييز بين الخير والشر عبر عملية التفكير المستمر والتفنيد الواعي. فلا ينبغي لنا أن نحشو فكرنا بكل الأمور الدنيوية، بل يجب أن نُطبّق المبادئ الخيّرة التي خزّناها في أذهاننا. إن خطب الشيوخ ورسائل الكتب العظيمة كلها تشير إلى المبادئ السامية التي تُعلّمنا كيفية إيجاد التوحيد في التعدد، ولكن هذا المبدأ يظل نظرياً فقط ما لم نطبّقه في حياتنا اليومية.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ١٩٧٢، الفصل ٢١

Arabic, 24.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٤ ﺁﺏ ٢٠٢٥

العلماء، وخاصةً العاملون في مجال الجيولوجيا، يعرفون هذا جيداً. فعندما يبحثون عن الذهب، يحددون أولاً الموضع الذي يوجد فيه، ثم يحفرون عميقاً في الأرض ليعثروا على كتل خام غير نقية من الذهب مختلطة بعناصر أخرى. وفي حالته الطبيعية هذه، يوجد الذهب دائماً مترافقاً مع الشوائب. وفي مرحلة لاحقة، يُنقّى هذا الخام ليُستخرج الذهب الخالص منه. وهكذا هي كل القوانين الطبيعية. فمن القوانين الطبيعية أن يلبّي الإنسان نداء الطبيعة، وأن ينام، وأن يتغذى، وما إلى ذلك. ولكن بمجرد اتباع هذه القوانين الطبيعية وحدها، لن نتمكن من الوصول إلى أي مكان أسمى أو بلوغ مقاصد أرفع. ومن القلب نفسه تنبعث عاطفتان متناقضتان: إحداهما الغضب، والأخرى الرحمة. ومن هنا يصعب علينا أن نفهم هذه الطبيعة التي تصدر منها مشاعر متعارضة من منبع واحد. وبما أن القلب هو مصدر الخير والشر معاً، فإنه من الواجب المقدّس على الطالبين أن يفهموا كيف استطاع أسلافنا أن يُركّزوا انتباههم على الخير وحده باستمرار.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ١٩٧٢، الفصل ٢١

Arabic, 23.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٣ ﺁﺏ ٢٠٢٥

إن القلب المفعم بمحبة الله هو بحق قلب إنساني. والذين يرغبون في تنمية مثل هذا القلب المحب يجب أن يكونوا حذرين فيما يتعلق بطعامهم وشرابهم. فالطعام الذي نستهلكه، الجزء الغليظ منه يُطرَح خارج الجسم، والجزء المتوسط يتحول إلى عظام وعضلات ودم، أما الجزء الأرقى والألطف من الطعام فيتحول إلى الفكر. لذلك، فإن الطعام مسؤول عن طبيعة الفكر، خيراً كانت أم شراً. كما يكون الطعام، يكون الفكر. ومن هنا، من الضروري أن يتناول الإنسان طعاماً نقياً وروحياً ومقدساً باعتدال (ساتويك). في الأزمنة الماضية، كان الحكماء والقديسون يتركون القرى والمدن، ويعيشون بسلام في الغابات، مكتفين بالفواكه والجذور كقوت يومي لهم. وربما لا تدركون كم يمكن أن يكون هذا الطعام الساتويك نافعاً. انظروا إلى مدى السعادة التي عاشها سيتا ورامَ ولاكشمانا في الغابة، مكتفين بتناول الفواكه والجذور أثناء فترة نفيهم من المملكة. إن السعادة الحقيقية تكمن في الطعام السليم والعادات الصحيحة. وليس الطعام وحده، بل يجب أن يكون ماء الشرب أيضاً طاهراً ونقياً.

ساتيا ساي بابا – ٢ أيلول ١٩٩٦

Arabic, 22.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٢ ﺁﺏ ٢٠٢٥

إن الطبيعة ليست مجرد تجسيد للعناصر الخمسة، ولا هي تجسيد للطاقات الأساسية الخمسة، أو الطبقات الحيوية الخمسة، أو الحواس الخمس، بل هي التجلي الحقيقي للألوهية. والإنسان يسعى بكل جهده إلى جذب هذه الطبيعة الجميلة والسيطرة عليها. وقد وصف أفلاطون الطبيعة وعلّم أنها الحق والخير والجمال. ولكن من أين جاء هذا الجمال وهذه الروعة؟ إن الله هو الجمال، ولذلك فإن الطبيعة أيضاً جميلة، فهي ليست سوى انعكاس لصورة الله. وعندما يحاول الإنسان الاستحواذ على الطبيعة من دون إذن الله، فإنه يلاقي الفشل والمشقة، مما يقوده إلى المتاعب والمصاعب والأحزان. هذه الحقيقة أوضحتها الرامايانا: إذ نسي رافانا رام، الذي هو الإله، وراح يعبد الطبيعة محاولاً الاستحواذ على سيتا، التي هي تجسيد الطبيعة. ولكن من ذا الذي يمكنه أن يأمل في إخضاع الطبيعة، وهي ملك للإله؟ إن مجرد الحلم بالسيطرة على الطبيعة ليس سوى مظهر من مظاهر الجهل. وما كانت عاقبة رافانا في النهاية؟ لقد كان سبباً في دمار أسرته وإخوته وأبنائه ومملكته بأسرها. ومن هنا، قبل السعي لاستملاك الطبيعة، لا بد أولًا من نيل نعمة الله.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ٢٨ أيار ١٩٩٦

Arabic, 20.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٠ ﺁﺏ ٢٠٢٥

قبل بدء هذا الاجتماع، أوقد الحكيم السراج المقدس. لا شيء يرمز إلى الألوهية كما يرمز هذا اللهب الطاهر المضيء، فهو دائماً يتجه نحو الأعلى، ويمكن وضعه في أي مكان، وأينما يُضاء يبدد الظلام. منذ العصور القديمة، اعتاد شعب بهارات (الهند) أن يشعلوا المصباح في بداية أي احتفال ميمون، وكانوا يتعبدون للنور لأنه يبدد الظلام ويُعد رمزاً لإشعاع الحكمة. لكن مثل هذا التقليد المقدس، الذي هو جزء خالد من الثقافة الهندية، صار مهملاً اليوم، إذ انغمس الناس في ممارسات تناقض تلك التقاليد. إذا أدركت مغزى هذا التقليد والروح الكامنة وراء إيقاد نور السراج، يمكنك أن تفهم معنى الألوهية. إذ لإشعال السراج تحتاج إلى أربعة أشياء: وعاء، زيت، فتيلة، وعيدان ثقاب (النار). وبالمثل، لإزالة الظلام الذي في داخلك تحتاج إلى سراج الحكمة. فلا شيء يُنير وجودك ويجعلك إنساناً جديراً بالحياة إلا نور السراج الإلهي الكامن في داخلك. إن النقاء الداخلي هو أعظم ثروة يمكن للإنسان أن يكتسبها. هذا النقاء الداخلي هو الفتيلة في وعاء القلب، والإخلاص هو الزيت، والبركات الإلهية هي النار التي ينير بها سراج الحكمة. وأهم شرط لنيل البركات الإلهية هو تحقيق الانسجام بين الفكر والقول والعمل.

ساتيا ساي بابا – ٨ تموز ١٩٩٥

Arabic, 19.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٩ ﺁﺏ ٢٠٢٥

لكل تجسّد إلهي (أفاتار) سببـان للظهور: دعاء الأبرار وطغيان الأشرار، واتحاد هذين العاملين ضروري لظهور الأفاتار. مثال على ذلك: كان برهلادا يذكر اسم هاري بلا انقطاع، وكان غارقاً في إخلاصه له، بينما كان والده هيرانياكاشيبو كارهاً للإله هاري وعدواً له. لقد اجتمع حب برهلاد وكراهية هيرانياكاشيبو فنتج عنه ظهور نراسيـمها-أفاتار. وهكذا يجب أن يجتمع الخير والشر. وطالما كان برهلاد يردد “أوم نامو نارايانايا”، كان الرب يحميه. ولكن لماذا تمت حمايته؟ وفي أي المواقف نال تلك الحماية؟ لقد حُمي عندما لم يعد يحتمل طغيان أبيه. وهكذا فإن الاضطهاد الذي سبّبه الأب أصبح نفسه سبب الحماية التي نالها برهلادا! إن كراهية هيرانيا هي التي جعلت برهلادا ينال القرب من الرب. إذن، لا بد من توافر عاملين في كل تجسّد إلهي: الشر والطغيان من جهة، والإخلاص والعبادة من جهة أخرى. وهكذا، فإن في شؤون الألوهية أسراراً دقيقة وعميقة ينبغي فهمها.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ٢١ أيار ١٩٩٥

Arabic, 18.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٨ ﺁﺏ ٢٠٢٥

جاءت فتيات الغوبالا إلى ياشودا واشتكين قائلاتٍ: ”يا أمّنا! ابنك كريشنا يدخل خفية إلى بيوتنا، يكسر جرارنا ويسرق الزبدة والحليب.“ وكان هذا يحدث يومياً. فأمسكت ياشودا بكريشنا ووبّخته قائلة: ”أنت لا تأكل مما أقدمه لك، وتذهب إلى بيوت الآخرين لتسرق. أنت تسيء إلى سمعتنا بذلك. لماذا لا تأكل الزبدة التي أعطيك إياه؟ أليست زبدة بيتنا لذيذة؟“ فما هو المعنى الباطني لهذه الحادثة؟ إن ما تقدمه الأم لابنها يكون بدافع عاطفة الأمومة، أما فتيات الغوبالا فكن يقدمن نفس الطعام بدافع المحبة الخالصة والمشاعر الإلهية. لم تكن الزبدة بحد ذاتها ما يجذب كريشنا لها، بل نقاء قلوبهن. فالزبدة ترمز إلى محبة القلوب المملوءة بالنقاء، والتوجه الأحدي، ونفي الأنا. فكانت زبدة ياشودا مشوبة بالتعلق، بينما زبدة فتيات الغوبالا محبة صافية. وهنا يكمن الفرق بين التعلق والمحبة. فالتعلق يولد من وعينا للجسد، أما الحب فهو ما يتصل بالقلب. والقلوب التي امتلأت بالحب الخالص هي التي تجذب الإله لها.

ساتيا ساي بابا – ٢١ أيار ١٩٩٥

Arabic, 17.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﺁﺏ ٢٠٢٥

لا يمكن أن يكون هناك فرح حيث لا يوجد محبة. كانت فتيات الغوبالا ممتلئات بهذا الحب لدرجة أنهن رأينَ كريشنا في كل ما كنَّ يفعلنه. عندما تملؤون قلوبكم بالحب، فلن تحملوا أي ضغينة تجاه أحد. ازرعوا الإيمان بأن الإله موجود في الجميع. سلّموا للإله بروح من التفاني. المعنى الرمزي للعلاقة بين كريشنا وفتيات الغوبالا هو: إن مدينة بريندافان هي القلب في داخل كل إنسان. الأفكار مثل فتيات الغوبالا، والروح هو كريشنا، والنعيم هو مسرحيات كريشنا. يجب على كل إنسان أن يحوّل قلبه إلى بريندافان ويعتبر الروح الكامن فيه كريشنا، وأن ينظر إلى كل عمل على أنه مسرحية إلهية لكريشنا. تحتفلون اليوم بعيد غوكولاشتامي بأن تقدّموا لكريشنا طبق بارامانام (الأرز المطبوخ بالسكر غير المكرر). والمعنى الحقيقي لهذا الطبق بارامانام هو “انام” (طعام) متعلق بـ “بارام” (المطلق). البارامانام حلو، وكذلك يجب أن يكون حبكم حلواً. ما تقدّمونه لله يجب أن يكون حبكم العذب. ويجب أن يكون حبكم شاملًا للجميع. هذه هي الرسالة الأسمى للتجلي الإلهي.

ساتيا ساي بابا – ٣ أيلول ١٩٨٨

Arabic, 16.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٦ ﺁﺏ ٢٠٢٥

حين يتدانى الإله منا في صورة تجلّي إلهي (أفاتار)، سواء كان رامَ أو كريشنا أو ماتسيا (السمكة) أو فارهـا (الخنزير البري) أو فامانا (القزم)، فإنما يكون ذلك لغاية واحدة فقط، أنتم لا تدركون سوى النتائج الآنية لظهوره، لكن عليكم أن تدركوا أن الإله يتجلّى فقط ليعلّم البشرية حقيقة الحب. يقول: «أيها الإنسان، إن سبب غرق العالم في هذا القدر من الصراع والفوضى هو أنك تفتقر إلى الحب وتمتلئ بالأنانية. وحدها تنمية المحبة وروح التضحية تمكّنك من إدراك الألوهية الكامنة في الإنسان». فالإنسان الذي لا يملك روح التضحية (تياغا) سيكون فريسة لكل الشرور، والإنسان الذي يخلو من الحب ليس سوى جثة متحركة. الحب والتضحية هما ما يجعل الإنسان إلهياً. الحب وحده ثمرة الحب، والحب هو الشاهد على ذاته. لا وجود فيه لأي أثر للمصلحة الذاتية، ولأنه قائم لذاته فهو لا يعرف الخوف. ولتعليم الإنسانية طريق الحب، تأتي التجليات الإلهية إلى العالم.

ساتيا ساي بابا – ٣ أيلول ١٩٨٨

Arabic, 12.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٢ ﺁﺏ ٢٠٢٥

أنتم تدركون حالة الفوضى التي يعيشها العالم اليوم؛ فالاضطراب والعنف منتشِران في كل مكان، ولا يُرى سلام ولا أمان في أي موضع. فأين يوجد السلام؟ إنه في داخلنا. والأمان أيضًا في داخلنا. كيف نزيل الخوف ونحقّق الأمان؟ ذلك يكون بالتخلي عن الرغبات. وقد سمّى حكماء الهند القدماء هذا المبدأ الزهد أو التخلي عن التعلّق (فايراجيا). وليس المقصود به ترك البيت والأسرة والاعتزال في الغابة، بل هو ببساطة تقليل الحاجات. فإذا كنت رب أسرة، فلتكن رغباتك في حدود احتياجات العائلة، وإذا كنت طالبًا، فلتلتزم بدراستك، وإذا كنت صاحب مهنة، فلتؤدِّ واجبات مهنتك بإخلاص. يعاني الإنسان من شتى المصاعب لأنه لا يملك الثقة بالنفس. والساعون في الطريق الروحي لا بد أن يواجهوا صعوبات يسببها ستة أعداء: الشهوة، والغضب، والطمع، والافتتان، والكبرياء، والحسد، فلا بد من التغلب عليها.

ساتيا ساي بابا – ٢٣ آب ١٩٩٥

Arabic, 11.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١١ ﺁﺏ ٢٠٢٥

في هذا العالم، هناك أبناء لا يحترمون والديهم، ولا يدركون أن والديهم هما من أنجباهم وربّياهم بجهود وتضحيات ومشقّات كثيرة. يؤذون والديهم من جهة، ويصلّون لله من جهة أخرى، وهذا لا يمكن أن يُسمّى إخلاصاً حقيقياً على الإطلاق. فهل يمكن أن ينالوا التحرر بهذا النوع من العبادة؟ ما هو التحرر أصلاً؟ يظن الجهّال أن الاتحاد بالله بعد الموت هو التحرر، لكنه ليس كذلك. إن التخلص من كل الهموم والعيش بسعادة هو التحرر الحقيقي. هو إطعام الجائعين ومواساة المحتاجين. إن التحرر (مُوكْتي) هو أن تطرح عنك الصعوبات والأحزان والهموم والتعلقات، وتنال السعادة والراحة والسلام والائتناس. إنه ليس وجهة منفصلة عنك لتُبلغها، بل إزالة قلق الآخرين وملء قلوبهم بالسلام الأسمى. أن تتحرر من همومك هو التحرر. وهذا التحرر، البسيط والدقيق والذي في متناول الجميع، يتجاهله الإنسان، إذ يشتهي تحرراً بعد الموت، بينما يجب أن يُختبر التحرر والإنسان ما يزال على قيد الحياة.

ساتيا ساي بابا – ٢ تشرين الأول ٢٠٠٠

Arabic, 10.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٠ ﺁﺏ ٢٠٢٥
إن ترتيلة «غاياتري» حاضرة في كل مكان، وهي تتكوّن من ثلاث آلهات: غاياتري، وسافيتري، وساراسواتي. الأولى هي سيدة الحواس، والثانية معلّمة الحقيقة، والثالثة سيدة الكلمة. ومن هنا فهي ثالوث الحواس والعقل والكلام. يمجّدون «غاياتري» بوصفها أمّ جميع الفيدات (شانْدسَمْ ماتا)، ولها خمسة وجوه، وهي تجسيد لجميع الآلهة (سارفَا ديفاتا سْواروبام). إن التمجيد (ستوترا)، والتأمل (دهْيانا)، والصلاة (برارثانا) كلها مضمنة في «مانترا غاياتري». ومتى تصبح الصلاة ذات معنى حقيقي؟ إنما يكون ذلك عندما تثبّت فكرك وتوجّهه نحو الله. والأساس لتحقيق هذا هو التأمل، والصلاة، والخبرة الروحية. ومن الضروري الوصول إلى التناغم بين الفكر والقول والعمل، وهذه هي الرسالة العظمى التي تعلّمنا إياها «غاياتري». إن كل كلمة أو عبارة صغيرة في أي «مانترا» تحمل معاني داخلية عظيمة، ولا يمكن رفضها ووصفها على أنها خرافة.

ساتيا ساي بابا – ٦ أيار ١٩٩٥

Arabic, 08.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﺁﺏ ٢٠٢٥

حُسن السلوك والصفات الجيدة والسيرة الحميدة التي يحتذى بها هي أثمن الثروات التي يمكن للإنسان امتلاكها، لكن الناس اليوم قد تخلّوا عن هذه الثلاث، وأخذوا يسعون وراء المكاسب الدنيوية، غارقين في همومهم، وهم يتوهمون أنهم يعيشون حياة تقية. لا يمكن بلوغ الألوهية من خلال مثل هذه الأوهام. فكل التعاليم التي يسمعها الإنسان، والكتب التي يدرسها، والتعليم الذي يتلقاه، لا تزيده إلا تمسّكًا بهذه الأوهام بدل أن تعينه على السعي نحو الله. ولتحقيق الإدراك الإلهي، لا بد من التخلّص من هذه الأوهام. إن التعليم اليوم يهدف فقط إلى إعداد الطلاب لأغراض دنيوية. تذكّر العظماء والحكماء الذين مضوا، والذين لم يحظوا بهذا النوع من التعليم، ومع ذلك قادوا حياتهم على نحو مثالي يُحتذى به! فما الفائدة العظمى التي ستجنيها إذا قضيت ساعات يقظتك كلها في الدراسة لمجرد كسب العيش، وأنت بغفلةٍ عن الحضور الإلهي؟

ساتيا ساي بابا – ٢٩ أيار ١٩٨٨

Arabic, 06.aug.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٦ ﺁﺏ ٢٠٢٥

الزهرة ترمز إلى القلب، والزهور لا تُقدَّم إلا لله أو لمن نُجِلّهم ونوقرهم. وزهرة القلب معرّضة للإصابة بآفتين خبيثتين: الأولى هي الأنا (أهمكارا)، والثانية هي الحسد (أسويا). وتنبع الأنا من ثمانية عوامل مختلفة: الثروة، القوة الجسدية، النسب، العلم، الجمال، السلطة، الشباب، والتقشّف. ومن بين هذه العوامل، فإن الكبرياء الناتج عن الثروة هو الأشدّ خطورةً وضرراً. ما دام هذا الغرور قائماً، يستحيل على الإنسان أن يُدرك الألوهية أو حقيقته الروحية. فالأنا تشكّل حاجزاً عظيماً بين الفرد والله، ويجب تدميرها بالكامل. يجب التخلي التام عن جميع أشكال الكبرياء، سواء أكان نابعاً من النسب أو المال أو القوة أو العلم أو غيرها. فقط عندما يُقدّم الإنسان كبرياءه وأنانيته كقربان على مذبح الألوهية، يمكنه أن يكتشف طبيعته الحقيقية. وهذا هو الإخلاص الذي يُطلب من الإنسان كأول خطوة في الرحلة الروحية.

ساتيا ساي بابا – ١٦ كانون الثاني ١٩٨٨

Arabic, 16.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٦ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥

عندما تنبع أفكارك من عقل طهّرته المحبة، فإنها تؤدي إلى الفعل الصحيح، وهذا ما يسمى دهارما. وعندما تصبح المحبة جزءاً من تجربتك وأفكارك وأفعالك، تنال السلام (شانتي). وعندما نفهم المحبة فهماً واضحاً وعميقاً، تلقائياً يتحقق اللاعنف (أهيمسا). لذلك، فإن المحبة هي التيار الخفي غير المرئي الذي يربط بين هذه القيم الأربع. ويمكن تلخيص ذلك كما يلي: المحبة في الفكر هي الحق والصدق (ساتيا)، المحبة في المشاعر هي السلام (شانتي)، المحبة في الأفعال هي الاستقامة (دهارما)، المحبة في الفهم هي اللاعنف (أهيمسا). المحبة هي العامل المشترك بين كل هذه القيم، وهي جوهر الإله، لأن الله هو المحبة. من يمنح المحبة إنسان، ومن يعجز عن عطاء المحبة فهو كوحوش البراري. وهكذا، فإن وجود المحبة أو غيابها، هو ما يحدّد إن كان مقام النفس إن كان حيوانياً أم إنسانياً أم إلهياً. ولا يمكن تغذية المحبة إلا في قلب رقيق، ولكن بسبب التعلّق بالأشياء الدنيوية، نفقد تلك الرقة. وحين يتوجه الفكر نحو العالم الحسي، تصبح الحياة مليئة بالزيف والتصنع.

ساتيا ساي بابا – ٢٥ كانون الثاني ١٩٨٥

Arabic, 15.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٥ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥

لاحظ أن الجميع، من المتسوّل إلى الملياردير، مدفوعون بدافع واحد وهو تحقيق الأناندا (النعيم الأسمى)، وهو نعيم يقوم على السلام الداخلي ولا يتأثر بتقلّبات الحياة. كل نشاط، سواء كان بسيطاً أو ضخماً، يخضع لهذا الهدف الأعلى. هذا النعيم الإلهي لا تُنتجه أي شركة، ولا يُباع في أي متجر، وليس شيئاً يمكن اكتسابه من الخارج وإضافته إلى ممتلكات المرء. بل يجب أن ينبع من الداخل، وينمو من الداخل، ويُرعى ويُصان في الداخل. خذ على سبيل المثال الرضا والسرور الذي يمنحه الطعام. قد يكون الجائع ممسكاً بحُزم من النقود، أو محاطاً بالكثير من الطعام، لكن ما لم يأكل هذا الطعام أو يحوّل المال إلى طعام ويتناوله حتى يصبح جزءاً من كيانه، فلن يشعر بأي شبع أو ارتياح. وبالمثل، فإن النعيم هو تجربة داخلية، حالة من الهدوء العميق المنعش والمُبهج. لا يمكن كسب هذا النعيم بتراكم التعلقات مثل السيارات والمنازل، والأراضي والذهب، والأسهم والسندات. كيف يمكن لصندوق نقود أن يُشبع الجوع؟ أو لدفتر حسابات أن يمنح السلام؟

ساتيا ساي بابا – ٣ شباط ١٩٧٢

Arabic, 14.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٤ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥

الله موجود في كل مكان، أنت بذاتك جوهرٌ إلهي. إن ما يمنعك من إدراك ألوهيتك الكامنة هو تراكم حجب الجسد والفكر والحواس، فأنت من يغلف ذاته بهذه الطبقات. أنت سبب عبوديتك من خلال ارتباطك بالجسد والفكر. وعندما تفهم طبيعة هذا التركيب الجسدي الفكري، ستُدرك جوهر ذاتك الحقيقي. يكفي أن تنمّي القناعة بأنك واحد مع الإله، أن تؤمن إيماناً راسخاً بحقيقة “أهام براهماسمي” (حقيقة ذاتي إلهية). ازرع في قلبك هذا الإيمان بوحدة الألوهية من خلال المحبة، فالمحبة هي التي تقودك إلى تحقيق الذات. أينما كنت ومهما كنت تفعل، اعتبر نفسك أداة بيد الإله وتصرف على هذا الأساس. لا حاجة لأن تنتظر عاماً كاملاً للاحتفال بيوم “غورو بورنيما”. اجعل كل لحظة من حياتك مكرّسة لله، فهذه هي الطريقة لاختبار الحضور الإلهي في كل زمان ومكان. هذا هو المعنى الحقيقي لرؤية تجلي الإلهية (ساكشاتكارا). أحب الجميع واخدم الجميع، وآمن إيماناً راسخاً أن الإله موجود في كل إنسان، وتصرف دائماً بناءً على هذا الإيمان. وفقط من خلال الممارسة المستمرة، يمكنك أن تنمّي هذا الاتجاه المقدس.

ساتيا ساي بابا – ٧ تموز ١٩٩٠

Arabic, 09.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥
لا تذهب باحثاً عن المعلم الروحي (الغورو). عزّز إيمانك بـالذات الإلهية (آتْما). وليكن مسعاك إلى اختبار نعيم الآتما، واجتهد في ترسيخ القناعة: “أنا الآتما”. هذه هي الرسالة الحقيقية. وعندما تُدرك هذه الحقيقة، تُصبح كل الأمور الأخرى غير ضرورية. لا توجد قيود على الزمان أو المكان أو الظروف لتجربة هذا الغورو الحقيقي. فالإنسان الغارق في فكره هو فقط من يشعر بتغيّرات الزمن، وهو المقيَّد بها، أما الذي تجاوز حدود الزمان، فإن كل شيء عنده يبقى ثابتاً لا يتغير. ولا يمكن الوصول إلى هذه الحالة الروحية إلا من خلال الثقة الراسخة في الآتما. تحتفلون في عيد “غورو بورنيما” كيوم لتكريم الغورو. بعض أنواع المعلمين الروحيين يعتبرون هذا اليوم مصدراً للدخل، وهؤلاء من النوع الدوني. أما المعلم الحقيقي، فليس إلا واحداً: هو الإله الواحد، رب الأرباب، الذي يُمجَّد كأب وأم ومعلّم ومعرفة وثروة وكل شيء. هو السامي الأعلى الذي يجب أن تسعى لبلوغه من خلال ممارستك الروحية (سادهانا). الله وحده هو القادر على تحويل جهودك الروحية إلى تجربة سامية وتجاوزية.

ساتيا ساي بابا – ٧ تموز ١٩٩٠

Arabic, 08.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥

يجب أن يسود جو من السعادة في المنزل في جميع الأوقات لكي ينمو الأطفال بصحة جيدة وذكاء سليم. فالوجوه العابسة لا تساعد على النمو الصحي. لماذا تبدو حزيناً؟ المصاعب تأتي للجميع، بلا استثناء، لكنها مثل الغيوم العابرة. لماذا تفقد بهجتك كلما واجهك موقف صعب؟ إنه مجرد حالة فكرية. لا شيء في هذه الحياة دائم. دعونا نفكر فقط في اللحظات السعيدة من الماضي، ولا نتأمل طويلاً في الأحداث الحزينة. كن مبتهجاً في الحاضر، واملأ ذهنك دائماً بالأفكار النبيلة. ابدأ يومك بالمحبة، واقضِ يومك بالمحبة، واملأ يومك بالمحبة، واختتم يومك بالمحبة. يجب ألا تنسى أبداً هذا الجانب الأهم من جوانب الحياة، وهو المحبة. من الفجر حتى الغروب، حافظ على روح مفعمة بالبهجة. استمتع بالسعادة وشاركها مع الآخرين من خلال سلوك فاضل ومشرق.

ساتيا ساي بابا – ٢١ كانون الثاني ١٩٨٨

Arabic, 07.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٧ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥

ما هو الغرض الذي وهبك الله من أجله هذا الجسد؟ إنه فقط لكي تُدرك ذاتك الحقيقية. لكنك تنسى هذا الهدف، وتُركّز فكرك على الجسد المادي. فما قيمة هذا الجسد في النهاية؟ الجسد مثل فقاعة ماء، والفكر مثل قرد مجنون. لا تتبع الجسد، ولا تتبع الفكر، بل اتبع الضمير. إذا تعلمت هذا المبدأ البسيط فقط، فإن حياتك ستصبح مقدسة. لا حاجة لأن تُصغي إلى ما يقوله الناس. نقاء الوعي (تشيتّا) هو ثمرة المعرفة، ولا تنال الحكمة إلا عندما يصبح وعيك نقياً. نقاء الفكر في غاية الأهمية. حافظ على فكرك طاهراً، خالياً من كل أشكال التلوّث. وعندما تدخل الأفكار الشريرة إلى فكرك، ذكّر نفسك: “هذا ليس جيداً… هذا ليس لي… هذا ليس لي”، واطرد تلك الأفكار. قُل لنفسك: “هذه ليست ممتلكاتي؛ ممتلكاتي الحقيقية هي الأفكار الطيبة والمعاني النبيلة فقط.” تذكّر دائماً هذه الحقيقة: المحبة هي الله، فاحيا في المحبة. وإذا استطعت أن تُنمي مثل هذه الأفكار الإيجابية والنبيـلة، فكل شيء في حياتك سيتحوّل إلى خير.

ساتيا ساي بابا – ٢٨ تموز ٢٠٠٧

Arabic, 05.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٥ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥

الإخلاص أو “برابّتي” يعني التسليم الكامل. هناك قوة هائلة تقف بين الإنسان والله، مثل جدار يفصل بينهما، وهذه القوة التي تفصل العابد عن الله هي الأنا (الأنانية). وفقط عندما ننجح في تحطيم الأنا يمكننا أن نندمج في الألوهية. أول ما يجب فعله هو أن نسلّم هذه الأنا لله. البرابّتي تعني تسليم الجسد، والفكر، والمهارة العقلية، والوعي، والحواس، لأنها جميعًا تعتمد على الأنا. المال، القوة، الطبقة الاجتماعية، التعليم، الجمال، المُلك، التنسّك، والغرور – كلها مرتبطة بالأنا، سواء اجتمعت أو ظهرت بشكل فردي، فهي أشكال مختلفة من الأنا. ومن بين هذه الأشكال، الغرور بالثروة وبالعلم هما الأخطر. توجد أدوية لكل أنواع الأمراض، ولكن مرض الأنا لا يمكن علاجه بأي دواء عادي. هناك دواء واحد فقط قادر على إخضاع هذا المرض، وهو الألوهية. لا دواء آخر سوى الوعي الإلهي قادر على شفاء هذا المرض العجيب.

ساتيا ساي بابا – ٢١ كانون الثاني ١٩٨٨

Arabic, 04.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٤ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥

الله حاضر في جميع البشر. كل رؤوس البشر في هذا العالم هي رؤوس لذات الجذوة الإلهية، ولذلك يُوصف الإله بأنه “فيراتاسفاروبا”، أي تجسيد الألوهية الكونية. إن لله شكلاً كونياً، وكل كائن داخل هذا الشكل له هيئة مختلفة، ومع ذلك، فإن الله موجودٌ بالعمق في كل شكل. وقد أعلن كريشنا في البهاغافاد غيتا: “مامايفامشو جيفالوكي جيفابوتاه ساناتاناه”، أي: الذات الأزلية (الآتْما) في جميع الكائنات هي جزء من كياني. أنا وحدي الحاضر في كل واحد منكم، أنتم لستم مختلفين عني. لا تسمحوا للشك أو الخلاف في الرأي أن يتسلل إلى هذا الفهم. قوّوا محبتكم، فهذه هي السادهانا الحقيقية. إذا نضجت ثمرة المحبة في قلوبكم، يمكنكم أن تُشاركوها مع الجميع. لذا، دعوا ثمرة المحبة تنضج أولاً في قلوبكم. وإذا ملأتم قلوبكم بالمحبة النقية، يمكن لتلك المحبة أن تلهم الجميع. عندها سيصبح كل الناس تجسيدات للمحبة، ولن يكون هناك أي مجال للكراهية أو العنف في هذا العالم.

ساتيا ساي بابا – ٢٨ تموز ٢٠٠٧

Arabic, 03.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥

ما إن نستيقظ في الصباح، يجب أن نقوم بتنظيف الفم. ينبغي تنظيف الجانبين الداخلي والخارجي للأسنان بشكل جيد، كما يجب تنظيف سطح اللسان بعناية. فالفم هو بوابة كل الأمراض. وأثناء التحدث مع الآخرين، علينا أن نكون حذرين من الروائح الكريهة، لذا لا بد من الحفاظ على الصحة من خلال النظافة الشخصية. وليس هذا فقط، بل يجب أن يكون كل عضو من أعضاء الجسم قويّاً وسليماً. ويجب أن نعي دائماً الحقيقة بأن الألوهية كامنة في كل عضو وكل طرف من الجسد، ولهذا السبب تمتدح الفيدا الإله بأنه أنجِيراسا، أي جوهر الأعضاء. فلكل جزء من الجسد الخير الفطري بداخله وصفاته النبيلة. علينا أن نتعلّم من المهابهارتا عن قوة الهنود الذين حافظوا على صحتهم بهذه الطريقة. ففي وقت الحرب العظيمة، كان عمر بيشما 115 عاماً، وكان هو القائد العام للجيش. وبالمثل، كان كريشنا في سن 86، وأرجونا في سن 84. هؤلاء هم المحاربون الأقوياء في تلك الأيام الذين عاشوا في صحة وسعادة. وبالتالي، من خلال الحفاظ على الصحة، استطاع رجال ونساء ذلك الزمان أن يكونوا قدوة في القيم والمُثل للأمة. كانوا يأكلون وينامون في مواعيد منتظمة، يأكلون بكميات معتدلة، ولا يتناولون شيئاً خارج أوقاتهم المحددة.

ساتيا ساي بابا – ٢٧ أيار ٢٠٠٢

Arabic, 02.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥
جميع الناس في هذا العالم يُحبون شخصًا ما أو آخر، ومع ذلك، هناك اختلافات في هذا الحب. فالطلاب يحبون زملاءهم الطلاب، والأجساد تحب أجسادًا أخرى. لكن الله موجود في هذا الجسد كما هو موجود في ذلك الجسد، فهما كلاهما تجسيدان للألوهية. الإله الواحد حاضر في كل الأجساد. لذا، يجب علينا أن نحب كل إنسان. أحبوا الجميع، اخدموا الجميع، لأن الله موجود في كل إنسان. لا يوجد مكان في هذا الكون لا يوجد فيه الله. الله موجود في السماء، وفي الماء، وفي الصوت، وفي النور. وهكذا، كل شيء في هذا الكون هو تجسيد للألوهية. ومع ذلك، ترانا نتخلى عن هذه الألوهية الكلية الحضور، ونعبد الله في هيئة تمثال داخل معبد. لا بأس أن تعبُد تلك الأصنام، فليس هناك خطأ في ذلك، لكن يجب أن تُدرك الحقيقة، وهي أن الله نفسه الذي في ذلك التمثال موجود في كل إنسان، بل في كل كائن حي. أنا لا أقول إن التعبد للتماثيل خطأ، بل أقول: أنت نفسك إلهي. اعتبر نفسك أولًا إلهياً، ثم ابدأ برؤية نفس الإلهية في كل كائن حي.

ساتيا ساي بابا – ٢٨ تموز ٢٠٠٧

Arabic, 01.jul.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١ ﺗﻤﻮﺯ ٢٠٢٥

تُشرق الشمس بأقصى درجات التوهج عندما لا يكون هناك ما يعيقها، ولكن عندما نبني بيتاً ونركّب له الأبواب والنوافذ ونُغلقها جميعاً، يسود الظلام داخله ولا يدخل النور. وعندما نرغب في أن يدخل نور الشمس إلى هذا البيت، لا بدّ من أن نقوم بأحد أمرين: إما أن نُزيل السقف، أي أن نتخلّص من وهم الجسد (ديها بهرنتي)، فنُهدم السقف المكوَّن من الأنا (أهمكارا) والتعلّق (ماماكارا)، أو أن نضع مرآة بحيث تنعكس أشعة الشمس داخل البيت، وعندها يمكن توجيه النور إلى الداخل المظلم بتحريك المرآة. لكن، هل يأتي الضوء من الشمس أم من المرآة؟ المرآة جماد، لا ضياء لها من ذاتها. والقمر أيضاً كمرآة، ليس له نور خاص به، بل إن نور الشمس ينعكس على سطح القمر، ولذلك فإن نور القمر بارد ولطيف. تُعلّمنا الفيدا أن القمر كالذهن (الفكر)، يعكس مجد الأتما (الروح). فإذا انعكس نور الأتما في مرآة الذكاء (البودهي)، فإن الفكر المظلم كلّه قد يتوهّج بالنور.

ساتيا ساي بابا – طريق الإخلاص، من كتاب زخات مطر صيفية ١٩٧٢

Arabic, 30.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣٠ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

تُؤكّد الفيدا أن اكتساب الحكمة والمعرفة الروحية (جنانا) وحده هو الذي يمنح الحرية الأبدية المليئة بالنعيم (موكشا)، وهي العلاج الشافي لكل الأمراض والمتاعب والمحن. وللوصول إلى هذه الجنانا، هناك طرق عديدة، وأعظمها هو طريق البهاكتي (الإخلاص والمحبة الموجهة نحو الله). ولهذا السبب، حتى عظماء الرجال والنبلاء مثل فاشيشتا، نارادا، فياسا، جاياديفا، غورانغا، اتّبعوا طريق البهاكتي. وكما أن الزيت هو أساس اشتعال الشعلة في المصباح، فإن الإخلاص لله هو أساس شعلة الجنانا (الحكمة). إن شجرة الفرح السماوي الناتجة عن الجنانا تنمو وتزدهر بماء البهاكتي المنعش. فافهم هذا جيداً. ولهذا السبب، فإن المولى كريشنا، الذي هو تجسيد للمحبة والمشبع بالرحمة الإلهية، أعلن في الجيتا: “بهاكتيَا مام أبيجنَاناتي” (عبر البهاكتي وحدها يُمكن معرفتي). لماذا أُطلِق هذا الإعلان؟ لأن طريق البهاكتي خالٍ من الأخطار، ويمكن أن يسلكه الصغير والكبير، والغني والفقير، والرجال والنساء على حدٍّ سواء.

ساتيا ساي بابا – كتاب جدول الحكمة الروحية الفصل السادس

Arabic, 29.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٩ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

يا تجليات المحبة! يُعلن المولى كريشنا في البهاغافادغيتا: “يَدا يَدا هي دارماسيا غلانيه بهفَتي بهاراتا، أبهيُتثانام أدهارماسيا تاداتمانام سريجامي أَهَم” (يا أرجونا! كلما حدث انحسار في الدهارما وازديادٌ في الأدهارما، أتجلى بنفسي وأتجسّد على الأرض). إن الله يتجسّد ليُعلّم الإنسان الدهارما (الاستقامة)، ويرفع مقامه إلى المستوى الإلهي، وبالتالي فإن الدهارما نفسها تأخذ شكلًا بشرياً. في حياة الإنسان، الإخلاص (بهاكتي) أمر بالغ الأهمية. فالمحبة الثابتة التي لا تتزعزع تجاه الله هي البهاكتي الحقيقية. لكن الناس يُهدرون حياتهم في التعلّق بالماديات والمظاهر الخارجية. إن المحبة الدنيوية ليست محبة حقيقية؛ بل هي مجرد تعلّق وتمسّك، وليست محبة خالصة. المحبة الحقيقية هي المحبة لله فقط، والمحبة الشديدة لله هي الإخلاص الحقيقي. إن تدفق البريما (المحبة الإلهية) هو الدهارما بعينها. ومن يفهم الدهارما، سيغذي المحبة؛ ومن ينمّي المحبة لله، سيسير على طريق الدهارما بسهولة. إن دهارما وبريما توأمان، لكن الإنسان اليوم فقد كلا الصفتين. والحياة من دون استقامة ومحبة، هي كالأرض القاحلة، لا تُثمر ولا تُزهر.

ساتيا ساي بابا – ٢٤ نيسان ١٩٩٦

Arabic, 28.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٨ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

أراد كريشنا أن يختبر إيمان أرجونا قبل اندلاع حرب المهابهارتا. وذات يوم، بينما كانا ذاهبين إلى الغابة، أشار كريشنا إلى طائر جالس على شجرة، وسأل: “أرجونا، ما هذا الطائر على تلك الشجرة؟ هل هو طاووس؟” قال أرجونا: “نعم، كريشنا، إنه طاووس.” فقال كريشنا: “لا، لا! إنه غراب.” فقال أرجونا: “نعم، أيها العزيز، إنه غراب.” فقال كريشنا: “أيها المجنون! أنت تقول ‘نعم، نعم’ لكل ما أقول! ألا تملك حس تمييزٍ (فيفيكا)؟” فأجاب أرجونا: ”أيها المحبوب، ما فائدة حس تمييزي أمامك؟ إن قلتُ بأنه ليس طاووساً، فبوسعك تحويله إلى طاووس. كل ما تقوله هو الحقيقة.” فقال كريشنا: “الآن أصبحتَ مستحقاً.“ وفقط حينها أعطى كريشنا تعاليم البهاغافادغيتا إلى أرجونا. لذلك، تعليم الله يبدأ بالإيمان. وماذا قال أرجونا في النهاية؟ قال: “أُطيع أمرك.” ينبغي أن يكون لديك إيمان قوي (فيشفاسا). وليس مجرد فيشفاسا (إيمان)، بل هو سواسا (نَفَسُك نفسه). مع كل نَفَس، ردد “سوهام، سوهام” (أنا هو). وتمسّك بإيمان راسخ أنك إلهيٌّ مقدس.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ نيسان ١٩٩٣

Arabic, 26.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٦ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

من الضروري أن يُداوم الإنسان على أداء الأعمال الصالحة في حياته اليومية. وكما يقول المثل: “إذا واصلت الغناء، ستُجيد الغناء؛ وإذا واصلت مضغ أوراق النيم، حتى المُر منها سيصبح مستساغاً؛ وإذا واصلت حكّ الحجارة، ستصبح أصغر.” وقيمة الألماس تزداد بعد صقله وتقطيعه. وبالمثل، فإن الألوهية تتجلى في الإنسان بعد اجتيازه للمحن والصعوبات، وبعد ممارسة روحية دائمة. تتولد النار عندما تفركون قطعتين من الخشب ببعضهما. وتُستخرج الزبدة الطرية بخض اللبن الرائب. وبنفس الطريقة، يمكن للإنسان أن يبلغ الألوهية من خلال التفكير المستمر في الله. ويُقال: كلما حككت خشبة الصندل أكثر على الحجر، زادت رائحة الطيب الفواحة. وكلما سحقت قصب السكر بقوة، لا يخرج منه إلا العصير الحلو. وعندما يُوضع الذهب في النار، يتخلص من شوائبه ويزداد لمعاناً. وبالمثل، يجب على الساعي الروحي أن يواجه جميع المشاكل والصعوبات، وأن يُنمي روح الزهد والتضحية، لكي يختبر الألوهية.

ساتيا ساي بابا – ٢٦ نيسان ١٩٩٣

Arabic, 25.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٥ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

كثيرون منكم ربما قد قرأ قصة أبراهام لنكولن، الذي عاش في فقر شديد خلال أيام دراسته. إذ بينما كان الأولاد الآخرون يذهبون إلى المدرسة بملابس فاخرة، لم يكن لنكولن يملك حتى ملابس مناسبة ليرتديها إلى المدرسة. وذات يوم، سخر منه زملاؤه وأهانوه. فعاد إلى المنزل باكياً، وأخبر والدته بما تعرّض له من إهانة وسخرية. فواسَته والدته قائلة: “يا بُني، لا تتأثّر بالمديح أو باللوم. طوّر الثقة بالنفس. تحلَّ بإيمان راسخ بالله. حينها، سيتحول كل شيء إلى خير لك.“ وقد تركت هذه الكلمات أثراً عميقاً في قلب لنكولن الصغير. ومع تشجيع والدته، اكتسب الثقة بالنفس. وبالنهاية، وصل إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. لا شيء مستحيل في هذا العالم لمن يمتلك الثقة بالنفس والشجاعة، إذ أنه يستطيع أن يُنجز أي شيء وكل شيء. لذلك، قوّوا ثقتكم بأنفسكم، لا تهتموا بما يقوله الآخرون، ولا تخافوا، حتى لو سخروا منكم. ولماذا الخوف، والله معكم؟ فهو يسكن في قلوبكم.

ساتيا ساي بابا – ١٤ شباط ٢٠٠٩

Arabic, 24.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٤ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

تأخذ ورقة وترسم عليها شجرة متسلقة تتفتح عليها أزهار كثيرة. وعندما تهبّ الريح، تتحرك الورقة، لكن الشجرة المرسومة لا تتحرك. وبالمثل، قد يتذبذب فكرك تحت تأثير الصحبة السيئة، لكن قلبك سيبقى ثابتاً عندما يكون ممتلئاً بالحب الحقيقي. لا أحد يستطيع أن يغيّر الحب الحقيقي الموجود في قلبك. ينبغي ألا يكون الحب في الفكر فقط، بل يجب أن يجد مكاناً له في القلب. فالفكر مجرد حزمة من الأفكار، وإذا استند الحب إلى هذه الأفكار الذهنية، فإنه سيتبدد مع تبددها عندما تأتي موجة أفكار أخرى. لذلك، ينبغي حفظ الحب والمشاعر المقدسة في القلب. الحب الحقيقي له ثلاث خصائص: لا يعرف الخوف. لا يستجدي شيئاً من أحد. يحب لأجل المحبة ذاتها، لا لأجل مكسب مادي. هذه الخصائص الثلاث هي جوهر الحب، وبهذا المعنى، الحب المقدّس هو الحب الحقيقي.

ساتيا ساي بابا – ٢٠ حزيران ١٩٩٦

Arabic, 23.jun.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٣ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ٢٠٢٥

من المدهش حقّاً أن يقوم أحد بتدريب الناس على التركيز، لأنّه لا يمكن لأيّ إنجاز بشري أن يتحقّق من دون تركيز. فقيادة السيارة، وصنع وعاء على عجلة الفخار، ونسج تصميم، وتنظيف قطعة أرض من الأعشاب – كلّ هذه المهام تتطلب تركيزاً ذهنياً خالصاً. وحتى السير على طريق الحياة المملوء بالحفر والمطبات، أو التحدث إلى الناس باختلاف طباعهم – يتطلبان تركيزاً وانتباهاً دائماً. لابدّ من كبح الحواس حتى لا تشتّت الذهن أو تزعجه؛ ويجب ألا يسرح الفكر بعيداً؛ ويجب ألا تؤثر العواطف أو تشوّه الأهداف التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها. هذه هي الطريقة الصحيحة للنجاح في التركيز. اليوغا هي: تشيتّا فريتي نيرودها – أي: كبح كل التموجات أو الاضطرابات على بحيرة الوعي الداخلي. يجب ألّا يثير أيّ شيء موجة من الانفعال أو العاطفة على سطح الوعي الهادئ أو في أعماقه الساكنة. هذه الحالة من التوازن والهدوء هي علامة الحكمة الروحية (جنانا). أما السادهانا (الانضباط الروحي)، فهو كالدواء، وفيشارا (التأمل والتحقيق الداخلي) هو النظام الغذائي أو السلوك المنهجي الذي يُشفي الإنسان من كل انحراف واضطراب.

ساتيا ساي بابا – ٢٢ كانون الثاني ١٩٦٧