
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢١ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥
من عادة الناس أنه حين يقترب الإنسان من الربّ يحمل معه شيئاً يقدّمه؛ يفعلون ذلك طمعاً في قضاء حاجاتهم أو نيل الرحمة لتحقيق رغباتهم، فيأتون بما ذكرته نصوص «الجيتا»: ورقة، زهرة، ثمرة، أو قليلاً من الماء. لكنّ خلف هذا الفعل يكمن اعتقاد: «أنا الفرد الضعيف (جيفا) … وهو المولى العظيم (ديفا)». غير أن هذه العلاقة – كما يبيّن ساي – تشبه خدعة يفعلها بعض الناس: حيث تطلب منهم حليباً فيأتون ببقرة، لكنهم يحلبون بقرة أخرى ويعطونك حليبها! فترى المرء يقدّم للربّ ورقة أو زهرة أو ثمرة نمت على شجرة في الحديقة، فيذهب ثواب النعمة إلى الشجرة وليس إليه! فماذا يريد الله إذن؟ يريد الورقة والزهرة والثمرة التي تنبت على شجرة حياتك أنت: أوراق القوى الخيّرة في فكرك، أزهار النيّات العطرة في قلبك، لتتجلى بثمار حلوة من الأفعال والأفكار النقية. إن الله يعرف تماماً قيمة ما هو من ذاتك وقيمة ما ليس منك. إن ما يطلبه منك حقاً هو ما يخرج من قلبك أنت، لا ما اشتريته أو أخذته جاهزاً من غيرك. لقد منحك الله قلباً لتستخدمه في حياتك، فاعمل على إرجاعه إليه طاهراً نقياً كما أعطاك إياه – بعد أن تملأه حباً وسلاماً وصدقاً واستقامة، وبعد أن توزّع هذه النِعم على كل من يمرّ بك.
ساتيا ساي بابا – ٣ تشرين الأول ١٩٦٥
Você precisa fazer login para comentar.