
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢١ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥
الرؤية الكونية يمكن نيلها بطريقتين: إمّا عبر التأمل في هذا الكون الفسيح من حولنا، أو عبر التوجّه إلى الكون الداخلي الكامن في أعماق الإنسان. فما على الإنسان إلا أن يكتشف نفسه. ففي حصن الجسد يوجد معبد القلب، وفي داخله فضاء لطيف (أكاشا) يحتوي السماء والأرض، النار والهواء، الشمس والقمر، الكواكب والنجوم – كل ما هو موجود في الكون المرئي، وكل ما يمدّه بالحياة، وكل ما ينتهي إليه في النهاية. بدلاً من الطواف حول الأرض في الطبقات العليا من الفضاء والتخطيط للهبوط على القمر أو المريخ، لو أن الإنسان خطط واستعدّ لرحلته نحو أعماقه الداخلية، لَنال فرحاً وسلاماً ساميين. إن المنجزات التي يحققها الإنسان اليوم في صمت الفضاء الخارجي منبعها الخوف، وهي لا تزيد العالم إلا خوفاً فوق خوف. أما النصر الذي يُحرز بالسلاح ويُحمى بالدروع فليس محل فخر، لأنه ضعيف هشّ، مهدّد بالسقوط عند أقل نسمة ريح. أما النصر الذي يتحقق بالمحبة والتراحم، فهو الذي يحوّل المهزوم إلى صديقٍ أبدي.
ساتيا ساي بابا – ٢٤ تشرين الأول ١٩٦٥
Você precisa fazer login para comentar.