
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٠ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥
قد يُطرح سؤال: ما هي الكارما (السبب أو الفعل) الذي يتسبب في ظهور التجليات الإلهية (الأفاتار)؟ والجواب أن الكارما ليست سبباً لتجسد الإله، وإنما أفعال الأشرار من جهة، وشدة التوق والفضيلة لدى الصالحين من جهة أخرى هي التي تستدعي تجلي الأفاتار. فمثلاً، كان تجسد ناراسيمها (الإله في صورة نصف إنسان ونصف أسد) نتيجة الإخلاص العظيم لبراهلادا، وفي الوقت نفسه الصفات الشريرة لوالده هيرانياكاشيبو. فالتجلي الإلهي هو استجابة لرغبات وسلوكيات البشر، وليس نتيجة أي كارما تخص الإله بذاته. ويمكن فهم ذلك من خلال مثال بسيط: المحاصيل المزروعة على الأرض تنظر إلى السماء طلباً للمطر. لكنها لا تستطيع الصعود إلى السحاب؛ بل السحاب هو الذي ينزل على شكل مطر ليمنح الماء للمحاصيل. ومثال آخر: الطفل الصغير الجالس على الأرض يريد أمه، لكنه لا يستطيع القفز إليها؛ الأم هي التي تنحني وتأخذه بين ذراعيها وتحتضنه. وبالمثل، من أجل نجدة المخلصين، وحمايتهم، ورعايتهم، يدنو الإله ويتجلى في صورة بشرية. وهذا هو معنى أفاتارانا: تداني أو تجلي الإله. فالإله يتدانى من مقامه السامي ليمنح الفرح والقرب لعباده المخلصين.
ساتيا ساي بابا – ١٥ أيلول ١٩٨٨
Você precisa fazer login para comentar.