Arabic, 17.oct.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ٢٠٢٥

شخص ما في الخارج يسيء إليك، وطالما أن إساءته لم تصل إلى مدى حواسك، فإنك لا تتأثر بها إطلاقاً. ولكن ما إن تصل كلماته إلى أذنيك، حتى تشتعل بالغضب والانفعال، وكأنك فقدت السيطرة على نفسك. ما السبب في هذا الاضطراب؟ خذ مثالاً معاكساً: شخص آخر في الخارج يمدحك ويثني على صفاتك الحسنة. ما دمت لم تسمع كلماته بعد، فلن تشعر بأي سعادة أو مودة تجاهه. ولكن بمجرد أن تصل كلمات المديح إلى أذنيك، تشعر بالفرح وتغمر قلبك محبة كبيرة تجاهه. فما السبب في الكره في المثال الأول والمحبة في المثال الثاني؟ الجواب هو اتصال الحواس بموضوعاتها. وهكذا يتضح أن الحواس لا يمكن أن تنعم بالسلام إلا عندما لا تتصل بموضوعات الإحساس. أو — إن لم يكن ذلك ممكناً — فعلى الإنسان أن يتعلم الحفاظ على التوازن الداخلي والهدوء النفسي رغم تلامس الحواس مع موضوعاتها، سواء كانت النتيجة سارة أو مؤلمة. غير أنه يجب أن ندرك أن منع اتصال الحواس بموضوعاتها أمر صعب جداً، إن لم يكن مستحيلاً دائماً. ولكن من الممكن، مع بذل بعض الجهد والمثابرة، أن نُنمّي في أنفسنا حالة من الاتزان والاعتدال أمام مختلف المؤثرات.

ساتيا ساي بابا – زخات مطر صيفية ٢٣ أيار ١٩٩٠