Arabic, 09.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

في هذا العصر، عصر كالي، حقّق الإنسان شهرة واسعة، وجمع الثروات، وتمتّع براحة العيش والرفاهية، لكنه افتقد السلام الداخلي والشعور بالأمان. والسبب في هذا الحزن الذي يعانيه الإنسان يعود إلى افتقار أفراد الأسرة الواحدة إلى الصبر والتعاطف فيما بينهم. ولكن، لماذا فقد الإنسان هاتين القيمتين؟ الجواب يكمن في تزايد الأنانية واستخدام الذكاء في خدمة المصالح الشخصية فقط، مما أدى إلى تدهور القيم. هاتان الفضيلتان، الصبر والرحمة، لم تعُد لهما مكان في بيوت اليوم، ولهذا نرى أن الناس يعيشون في همّ وقلق من الصباح حتى المساء. لا يوجد تناغم أو ترابط بين الإخوة في الأسرة الواحدة؛ كل فرد يتّجه في طريقه الخاص، وكأنّه نسي إنسانيته، بل ويعيش حياةً أدنى من حياة الحيوان. فالحيوان، على الأقل، له سبب وزمن لتصرفاته. أما الإنسان، فقد أصبح أسيراً لأنانيته، ولم يعد يفكّر في إسعاد غيره. الصبر والرحمة هما روح الحياة الحقيقية للإنسان. ومن يفتقدهما، فكأنّه بلا حياة، مهما نال من شهادات، أو جمع من أموال. لذا، على كل فرد في الأسرة أن يسعى جاهداً ليغرس في نفسه هاتين القيمتين العظيمتين: الصبر والرحمة، فهما أساس الاستقرار، وجوهر الإنسانية.

ساتيا ساي بابا – ٢ تشرين الأول ٢٠٠٠