Arabic, 07.apr.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٧ ﻧﻴﺴﺎﻥ ٢٠٢٥

ملحمة الرامايانا ليست مجرد قصة دينية، بل هي دليل حياتي شامل للعلاقات المثالية بين أفراد المجتمع. إنها ترشدنا إلى كيفية التعامل المثالي بين الأم وأبنائها، بين الزوج والزوجة، بين الإخوة، بين الحاكم والمحكوم، وبين السيد والخادم، وغير ذلك من الروابط الإنسانية. جسّد رامَ في سلوكه أسمى معاني الرحمة والنبالة؛ فعندما قام النسر جاتايو بالدفاع عن سيتا وقاتل وهو يحتضر ضد الشرير رافانا، أبدى له رامَ شفقة عظيمة في لحظاته الأخيرة. وعندما جاء فيبهيشانا طالباً اللجوء، قبله راما وأمّنه، رغم تحذيرات لاكشمانا. هذه المواقف تُظهر عظمة راما في الوفاء والرحمة تجاه كل من يقدّره أو يلجأ إليه. رامَ قال للاكشمانا: “كل من يأتي إليّ بروح التوبة والخضوع، أيّاً كان، فهو يخصني وأنا أخصه. سأمنحه الملاذ. هذا هو عهدي.“ رامَ كان رجلاً ملتزماً بـأمورٍ ثلاث: كلمة واحدة (الصدق والوفاء)، زوجة واحدة (الإخلاص)، وسهم واحد (الحسم وعدم التردد). إن الاحتفال الحقيقي بيوم رامَ نافامي لا يقتصر على الطقوس الخارجية، بل يكمن في تنصيب رامَ في القلب، والسعي نحو السعادة الروحية. وعبر التأمل في أحداث الرامايانا، على الإنسان أن يسعى للوصول إلى حالة “آتْما-رامَ”، أي الاتحاد مع الروح الكونية، حيث لا وجود للأنا (أهَمْكارا)، بل فقط الصفاء والوحدة مع الإله.

ساتيا ساي بابا – ٧ نيسان ١٩٨٧