Arabic, 17.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٧ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

جئت لأصلحكم، ولن أبرح حتى أكمل ذلك. وإن حاولتم الفرار قبل أن أُنجز مهمتي، فلا تظنوا أنكم ستفلتون مني؛ سأظل ممسكاً بكم. لا يشغلني إن تركتموني، فأنا لا أبحث عن الحشود ولا أتوق إلى تجمعات ضخمة حولي. من الذي دعاكم إلى هنا؟ لقد جئتم بأنفسكم، بأعدادٍ غفيرة، وتعلّقتم بي، بينما أنا باقٍ في حريتي، لا أتعلق إلا بالمهمة التي جئت من أجلها. لكن لتكونوا على يقين من أمرٍ واحد: سواء أتيتم إليّ أم لم تأتوا، فأنتم جميعاً لي. هذه الأم “شيفا ماتا”، هذه “ساي ماتا”، تحمل في قلبها محبة تفوق محبة ألف أمٍّ لأبنائها، ولهذا أرعاكم وأعتني بكم بهذه العناية الفائقة. وإن بدا لكم أنني أغضب أحياناً، فتذكروا أن غضبي ليس سوى صورة أخرى من الحب. ذلك أنني لا أحمل في كياني ذرةً من الغضب، إنما هو فقط تعبير عن خيبة الأمل حين لا تسيرون وفق ما أوجّهكم إليه. عندما أرشدكم إلى طريقٍ معين، تأملوا نصحي؛ فلكم كامل الحرية في ذلك، وسأكون سعيداً إذا فعلتم. فأنا لا أحب الطاعة العمياء. إن وجدتم في كلماتي هداية توصلكم إلى الهدف، فاتبعوها! وإن لم تجدوا فيها ذلك، فاسلكوا طريقاً آخر. لكن دعوني أقول لكم شيئاً واحداً: أينما ذهبتم، لن تجدوا إلا وجودي، فأنا حاضر في كل مكان.

ساتيا ساي بابا – ١١ شباط ١٩٦٤