Arabic, 10.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ١٠ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

بدون القيم الإنسانية، لا يمكن للمعرفة أن تؤتي ثمارها للمجتمع، لذا لا بد من غرس هذه القيم في النفس. وأهم هذه القيم على الإطلاق هي الصدق، لأن الصدق هو الحق أي الله. يروى أن بعض الناس جاؤوا إلى بوذا، وجادلوه بشأن وجود الله، فقال لهم: “كل هذه المجادلات لا طائل منها، فالحق، والفضيلة، واللاعنف، هي ذاتها الله. لذا، اعبدوا الله أولاً في صورة الحق؛ انطقوا بالصدق، مارسوا الفضيلة، والتزموا باللاعنف.“ ولكن، ما هو اللاعنف حقاً؟ يعتقد الناس أن العنف يقتصر على إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن لا! فإلحاق الأذى بالنفس هو أيضاً عنف. التحدث بلا فائدة، الإفراط في الطعام، الإجهاد المفرط في العمل… كل هذه صور من العنف، لأن الإنسان يجب أن يعيش حياة التوازن والاعتدال. فكل تجاوز للحدود هو نوع من العنف. حتى الإفراط في الكتابة يعدّ عنفاً. ولكن لماذا يُعدّ تعدّي الحدود أمراً سيئاً؟ لأنه يُهدر الطاقة. فالإفراط في الكلام، على سبيل المثال، يجهد العقل ويضعف الفكر. لذلك، يمكننا تعريف اللاعنف بأنه تنظيم الحياة البشرية وفق مسارات متزنة ومفيدة.

ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، ٣٠ أيار ١٩٩٥