Arabic, 09.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٩ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

القلب النقي، المفعم بالصفاء والتوازن (ساتوا)، هو بمثابة محيط اللبن السماوي. والتأمل الثابت في الذات الإلهية، سواء كحقيقة كامنة فيك أو كغاية عليا تسعى إليها، هو بمثابة جبل ماندارا الموضوع وسط هذا المحيط كأداة للتحريك والبحث. أما فاسوكي، الأفعى التي لُفّت حول الجبل كحبل للتحريك، فهي ترمز إلى الحواس التي تنبعث منها أبخرة السموم أثناء عملية السعي الروحي، مما يُرعب القوى السلبية (أسورا) التي تمسكت برأس الحبل. إن هذا الحبل تمسكه النزعات الطيبة والسيئة معاً، وكلاهما يشارك في التحريك، متلهفاً للوصول إلى ما يصبو إليه. لكن نعمة الله هي تجلّي “وجود السلحفاة”، حيث يتدخل الإله بنفسه لإنقاذ الساعي المخلص الذي يبحث بجد عن سرّ الخلود. يأتي بهدوء، دون أن يُلاحظ، تماماً كما فعلت السلحفاة، إذ ثبتت نفسها كأساس راسخ لعملية التأمل (مانانا)، مانحةً الاستقرار لكل الممارسات الروحية. وحين يتم تحريك المحيط الفكري، تظهر منه أشياء كثيرة، بعضها من الملهيات وبعضه ضلالات مضللة، لكن الحكماء يتحلّون بالصبر، منتظرين بلهفة ظهور الرحيق الإلهي، الضامن للخلود، وحين يظهر، يقتنصونه بشغف. هذا هو الدرس العميق الكامن في هذه الأسطورة… إنه خلاصة “معرفة الذات” (آتما فيديّا)!

ساتيا ساي بابا – ١٣ كانون الثاني ١٩٦٥