
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٨ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥
كل معارف الدنيا متغيرة مع الزمن، وهي تضلّل الفكر وتُغشي البصيرة. لهذا كرّس حكماؤنا الأوائل حياتهم لاكتساب آتما جنانا أي الحكمة الروحية التي لا تتبدل، بل تنير الفكر وتسمو به. إلا أن هناك صفات لا بد من تحصيلها للوصول إلى هذه الحكمة: “سارفي لوكا هيتو راته” – أي أن يكون الإنسان منشغلاً بخير الجميع، يسعى لما ينفع غيره. لا بد أن نغرس في أنفسنا الاستعداد للخدمة، فالعلم الحقيقي هو الذي يُمكِّن صاحبه من أن يكون أكثر نفعاً للمجتمع، وعندها سيحظى باحترام الناس عن جدارة. “سارفي جنانا سامبناه” – أي أن يكون الطالب متفوقاً في شتى العلوم، وهذا ما يُسمى “بالإدراك الواعي”. لا يكفي أن يعرف الإنسان زاوية واحدة من الأمور، بل عليه أن يلمّ بجوانبها كلها ويفهمها بعمق. فالمعارف الدنيوية تمنح فهماً محدوداً، أما الحكمة الروحية فهي شاملة، تمنح البصيرة التي تستوعب كل شيء، وهذا هو “الإدراك الكلي“. “سارفي ساموديتا جونايهي” – أي أن يتحلّى الطالب بكل الفضائل. ولكن، ما المقصود بكلمة “جونا”؟ في التقاليد الروحية، تُعرف القوى الثلاث الأساسية في الخلق بأنها “الجونات”، لكن الفضيلة الحقيقية تكمن في تحقيق التوازن بينها. في الممارسة الحياتية، الفضيلة ليست مجرد أخلاقٍ ظاهرة، بل هي التغافل عن أخطاء الآخرين وإظهار النقاء الإلهي الكامن في الذات، وهذا هو المعنى الأسمى للفضيلة.
ساتيا ساي بابا – كتاب زخات مطر صيفية، ٣٠ أيار ١٩٩٥
Você precisa fazer login para comentar.