Arabic, 05.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٥ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

الكون مفعم بالقوى العظيمة. تسري في أرجاء الخلق قوةٌ عليا، واعية، قادرة، حاضرة في كل ذرةٍ من ذرات الوجود، مثلها مثل طعم السكر الذي يذوب في كل الشراب. أطلقت الأوبنشاد على هذه القوة “راسو فاي ساه”، أي الجوهر المترع بالحلاوة. فالله هو التجلي الأسمى لهذه الحلاوة المطلقة. ورغم أن هذه الحلاوة تسري في كل شيء، فإن إدراك وجودها في كل مكان ليس بالأمر اليسير. لكن بإمكان الجميع ملاحظة دلائل الوجود الإلهي بوضوح. فحلاوة قصب السكر، ومرارة أوراق النيم، ولسعة الفلفل الحار، وحموضة الليمون، والنار الكامنة في الخشب، كلها شواهد حيّة على حضور الله. تنبثق النبتة من البذرة، ويخرج الطائر من البيضة، والرضيعة التي تُولد بلا حول ولا قوة تصبح في يومٍ من الأيام أمّاً تُعطى القدرة على العطاء. أليست هذه أدلة حية على عظمة الإله؟ يشعر الإنسان بالبهجة وهو يتأمل القمم الشامخة، والأنهار المتدفقة، والمحيط العميق، والغابات الوارفة، والحدائق المتألقة بالألوان. فما السر وراء هذا الجمال الفاتن؟ إنه وجود الله وحده. قد لا يكون في مقدور الجميع استيعاب حضور الله في كل شيء، لكن لكل إنسان القدرة على إدراك تجلياته.

ساتيا ساي بابا – ٣٠ أيار ١٩٩٥