Arabic, 03.feb.25

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٣ ﺷﺒﺎﻁ ٢٠٢٥

أنتَ هو، وتلك هي حقيقتك. كن راسخاً في هذا الإيمان. تأمل في النهر الذي ينساب ليعانق المحيط. حين تسطع الشمس على المحيط، تتصاعد مياهه على هيئة بخار، فتتكوّن السحب، ثم تهطل أمطاراً على الأرض. في كل قطرة مطرٍ، يكمن حنينٌ دفين للعودة إلى المحيط الذي انبثقت منه، لكنها سرعان ما تنسى ذلك في غمرة شعورها بالكيان المنفصل. تتجمع القطرات، فتشكّل الجداول والأنهار، وتجرف معها السهول والوديان، حتى تعود أخيراً إلى المحيط، حيث تفقد كيانها المنفصل فيه، متخليةً عن اسمها، وشكلها، وصفاتها. ورغم كل التغيرات التي تمر بها – ما بين بخارٍ وسحابة، ومطرٍ ونهر – تبقى ماهيتها واحدة: الماء يظل ماءً. تتبدل الأسماء والأشكال والصفات، لكن الجوهر لا يتغير. وكذلك الإنسان، فهو ينبثق من محيط الألوهية، وليس له مصيرٌ سوى أن يعود إليه. هذه هي الحقيقة، إنها جوهر الوجود.

ساتيا ساي بابا – ٢ كانون الثاني ١٩٨٧