
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺍﺷﺎﻧﺘﻲ ﻧﻴﻼﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ٢٩ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ٢٠٢٥
إن الإنسان يخاف التعمق في حقيقة ذاته، لأنه يخشى أن تنكشف أمامه هشاشة آرائه وأفكاره التي تعلق بها طويلاً، وربما خطورة مواقفه التي تبناها دون وعي. نتيجة لذلك، تصبح أفعاله وأفكاره غير متوازنة، تسلك مسارات مضطربة ومتنافرة. ما هي الحقيقة إذن؟ هل الحقيقة هي وصف الشيء كما رآه الإنسان دون مبالغة أو تحريف؟ لا. أو هل هي سرد الحادثة كما سمعها الإنسان دون تغيير؟ لا. الحقيقة أسمى من ذلك بكثير. الحقيقة تُعلّي من شأن الإنسان، فهي تضع أمامه القيم العليا، وتُلهِم الفرد والمجتمع نحو السمو. إنها النور الذي يُضيء طريق الإنسان نحو الله. الحياة التي تستلهم الحقيقة تمكن الإنسان من أن يعيش كإنسان حقيقي، لا أن ينحدر إلى مستوى أدنى من الكائنات الأخرى. إذا كان الإنسان، من بزوغ الفجر وحتى حلول الليل، يعيش فقط لأجل أفعاله دون إدراك لمعناها الأعمق، فهل هذه حياة مستلهمة من الحقيقة؟ بالتأكيد لا. كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة ترتكز على الحقيقة؟ من خلال أفكاره النبيلة التي تتحول إلى كلمات طيبة، ومن ثم إلى أفعال صالحة، يستطيع الإنسان أن يعزز الحقيقة في المجتمع ويظهر مدى أهميتها. الإنسان مفطور على صورة الله. وعليه أن يُدرك أن هذه الصورة الإلهية تتجلى أيضاً في مجتمعه. فالعيش في ظل الحقيقة هو الطريق الذي يجعل الإنسان يعكس النور الإلهي الذي أودعه الله في داخله وفي العالم من حوله.
ساتيا ساي بابا – ٨ كانون الأول ١٩٧٩
Você precisa fazer login para comentar.